[الفصل الثامن]

1K 114 87
                                    

تَرددَ صوتُ رَنين المنبِه المُزعِج الصادِح بأرجاءِ الغُرفةِ جاعِلاً مِن نومِ جونغسو الهادِئ جَحيماً قد بدأ، هو كرِهَ أن يسمعَ رنينَ المنبِه صَباحاً للجامِعةِ خاصةً اليوم تحديداً.. ساعتان نوم مُقابل يوم طويل مُتعِب كَفيلاً بتَعكيرِ مَزاج أي شَخص بالصباحِ، وحاله كحالِ باقي أصدقاءه.

هو حتي تَمنّي أن يستيقظَ ويجدَ نفسه خريجاً مُنذ عامين يَعمل بوَظيفةٍ جيّدةٍ وأنّ كل ذلك كان حلماً.

تأفف بينما يمدّ يده لِهاتفِه ليُغلقَ المنبهَ ويُلقِه علي المِساحةِ الفَارغةِ بجانبه علي السريرِ الذي أصبح جنتَه بتلك الحياه.

إستقامَ مِن أسفلِ الأغطيةِ الدافئةِ فشعرَ بقشعريرهةٍ سرَت بجسدهِ أثر لفَحات الهواءِ القويّه المُسببه لذلك البرد، نهضَ مِن سريرهِ ليتحركَ تجاه النافِذه ليُغلقها بينما يرتَجِف وأسنانه تصرُ علي بعضها ، بالرغمِ من تدفئتِه للمَكانِ ألا وكان الجو بالخارجِ بارداً والهواء قويٌ لدرجةِ أنه فتحَ النافِذه التي نسيَ جونغسو إغلاقها جيداً ليلة أمس، رفعَ نظراته الناعِسه نحو السماء الرماديّه المُلبده بالغيومِ ليُدرك كم أن اليوم سيكون صعباً للجميعِ.

قامَ بروتِينه اليَوميّ وإكتَسي مَلابِسه وقامَ بتَصفيفِ شَعره كَعادته، تِلك المرّه أحبَّ أن يكتَسي سُترةً صوفيّةً بيضَاء ذات رَقبة طَويله، بِنطالاً أسوداً ، وجاكيت به ألوان مُتنوعه مع حذاءٍ به نفس تلك الألوان، وحقيبةَ ظهرهِ السَوداءِ التي ينامُ بها مُستقبله.

بينَما كان يَلقي نظرَاته علي مَظهرِه بإنعكاسِه بالمرآةِ فجأه حَالت مَلامحُه لنظراتٍ شَيطانيّة نابِساً بصوتٍ مَسموعٍ بينما يَصرُ علي أسنانِه بكلِ غلٍ: "أتمني أن أصلَ للجامعةِ وأجدها كُرةً مُلتهِبةً يستحيلُ إخمادها." تَمني وكأنه يُعلق كل آماله علي تلك الأُمنيه السَخيفه الغَريبه، غمزَ لنفسِه بالمرآةِ ثُم أخذَ حاجِياته وخرجَ مِن غُرفتِه ليُعدَ لنفسِه الفطور سريعاً وتناوله وخَرج.

عِندما طلعَ مِن منزلِه واجِداً السماءُ تمطرُ غَيثها لتُحيي المَيت بداخلِ القلوب ، وتُنبِه الغافِل ، فتحَ ذراعيه لها رافِعاً نَظره لها مُتمتماً بسُخرية: "شكراً لإشفاقكِ عليّ." ثُم ركبَ سيارته وقررَ أن يأخذَ قهوته في الطريقِ.

حَالماً خرجَ مِن سيارته حين وصوله للجامعةِ شعرَ وكأنّ الطقس يُعاقِبه بصفعاتِ الهواءِ الباردِ لوجهِه لأنه خرجَ من المَنزلِ اليوم ، هُو فقط ضحكَ علي أفكارِه الغريبةِ لهذا اليوم ، فهو قد إستهلكَ كل ذكاءه ليلة أمس ولم يتبقي سِوي التسع وتسعون بالمائةِ غباء.

كان الجميعُ مُختبئاً من الغيثِ وكأنّه نيازك تُلقي عليهم، ولكُنها خيراً يجهلهُله الكثيرُ ويهربون منه.

في حينِ إختباء الجميع وتحدثهم بشكلٍ طبيعيٍّ، كان يجلس هذان البائسان دون كلام يُذكر وكأنهما لا يعرفان بعضهما، أحبَّ جونغسو أن يُكمِل ما يفعلوه وجلسَ بجانبهم مُقلِداً ملامح وجوههم المُكتئبه.

°نصيحة ديسمبر°Where stories live. Discover now