°نصيحة ديسمبر°

[الفصل الخامس]

5:45 مساءًا :

بينما كنتُ أخربِش بقَلمي علي الورقةِ أمامي مُنهكِماً بالعملِ والتركيزِ ، شتتَ إنتباهي حركةٌ ما علي النافذةِ بحُكمِ أنني أجلسُ دائماً بجانِبها، وجهتُ نظري للنافذةِ لأجدُ القليلَ مِن قطراتِ المطرِ تنزلقُ ببطءٍ علي النافذةِ لتُزيّنها بشكلٍ مُختلِف.

تركتُ قَلمي ثُم أعلنتُ بينما أوّجه نظري للجميع تارة وللنافذة تارة أُخري: "إنها ُتمطرُ يا رفاق."
فوجه الجميعُ أنظارهم تجاه النافذة.

"يجبُ أن نذهبَ قبل أن تُمطرَ بغزارةٍ ، يكفي لليومِ إذن." أردفَ جين ليَهُمّ الجميعُ بلمّ أشياءهم بسرعه مُحاربةً للوقتِ.

إنتهينا ثُم خَرجنا مِن المكتبةِ الفَارِغة التي لا يُوجد بها سوي أمين المَكتبة ونحن فقط، قُمنا بتوديعِ بعضنا البعض في الرُدهةِ وإتجه كُلٌ لطريقه فأخذتُ أنا وجين السُلمَ وكنّا نتحدثُ وبالرغمِ مِن هذا كُنت أستطيعُ الشعور بنظراتٍ تحرقُ ظهري مِن خلفي، لم أعير صاحباها أيّ إهتمام وأكملتُ طريقي برفقةِ جين حتي نهاية الرُدهه المُظلمة نسبياً ؛ فهي لا يُنيرها سوي ضوءُ السماءِ الضعيف ،ظهرَ البابُ الكبير المؤدِ للخارج، فمرَّ الإثنان مِن جانبنا يُبادلانا بنظراتٍ حارِقه، فبادلتهم بمِثلها عَشرة.

أُكرِر، هو ينوي علي شئٍ.

إستطعتُ الشعور بنسماتِ بردٍ خفيفة تنزلقُ بعروقي يُمكنني تحمُلها.

وجدنا رون يقفُ بجانبِ الباب يعبثُ بهاتفه بيدٍ واليد الأُخري بجيبِ سترته السوداء الكبيرة وفور سماعه لصوتنا نظرَ لنا باسِماً.

"لماذا تقفُ هنا بهذا البرد؟" سأله جين بينما يضعُ يديه بجيبِ معطفه الرَماديّ.
"إنتهيتُ مَبكراً فقررتُ أن أنتظركُما." أجابَ ثُم وضعَ هاتفه بجيب سترته وترك يده بداخل الجيب.

أكملنا سيّرنا لنخرج خارج مَبني الجامعةِ بأكمله حيثُ الهواءُ الطَلقِ، وأصواتُ المَطرِ الذي يَنسابُ علي أوراقِ الشجرِ لتصنع إيقاعاً مُتتابِعاً ، وأصواتُ إطاراتِ السياراتِ التي تَحتكُ بالمياهِ التي تكوّمَت علي الأرضِ.

شعرتُ بلفَحاتِ الهواءِ البارِدةِ القَويّة تضربُ وَجهي وجسَدي فسرَت رَعشةٌ قويّةٌ بجسدي وعلي أثَرِها قمتُ بضمِ ذِراعايّ إليّ بِمحَاولةٍ فاشِلةٍ لتدفِئةِ نفسي.

"أخبرتكُ بالصباحِ قبل أن تأتي أن الطَقسَ سيكون شديدُ البرودةِ اليوم وستُمطرُ بغزارةٍ." وَبخَني رون بعدما لاحظَ أفعالي أثر الثلجُ الذي أشعرُ به يتراقصُ داخل أعصَابي بِداخلي.

هو بالفعلِ أخبَرني ، ولكنني نسيتُ تمَاماً إحضار سترةٌ معي أو حتي إرتداء ملابسٌ ثَقيلة.

"فلنُسرع إذن قبل أن يُصابَ بالبردِ، بالرغمِ مِن أنه يستحقُ ذلك." تمتمَ جين بآخر جُملته ولكنني علي كُلِ حالٍ سمِعته وضربتُه علي ظهره، ثُم أسرعنا بخُطواتِنا.