سيدي ذو القناعين

3.9K 129 4
                                    

فتحت بصرها لتجد نفسها في غرفة ليس بغرفتها غرفة واسعة سرير ناعم والدفء تحيط بالمكان، أخذت تتقلب ببطء في السرير، لتنتفض من مكانها مستوعبة الموقف التي هي فيها، استعادت ذاكرتها حين قدمت البارحة ليلا إلى مكتب الرئيس، وذلك بعد أن سمعت ما حصل، خرجت من السرير وأخذت تتفحص المكان، ثم نظرت لساعتها فإذا بالوقت مازال باكراً، إنها السادسة صباحاً. سمعت صوت الباب تفتح، فتوسعت حدقتا عيناها، أخذت تترقب في خوف، وخطت بضع خطوات نحو الخلف في حذر، لترتاح مطلقة تنهيد ارتياح حين رأى المدير يدخل من الباب، كان في مظهر مثير بشعره المبلول والمتقطر، سرحت بعقلها وهي تدقق في خلقته، تمعنت تفاصيل جسده البارز بالعضلات المفتول، وسحرت تماما حتى أنه ناداه وهو يجفف شعره بمنشفة صغيرة لكنها لم تتحرك ساكنة.

-يا آنسة ما بك؟! لما أنت متصلبة في مكانك هكذا؟

حين تنبهت أخيراً أنه يحدثها، ارتبكت وتوترت لتعتدل مع بلع ريقها ثم قالت بصوت مهزوز: --أوه، سيدي في الواقع، أود أن أعتذر، فأنا لا أذكر متى سقط نائمة البارحة؟

-هل أنت دائما مرتاحة هكذا مع الغرباء؟

- لا سيدي ولكن...

قاطعها قائلا بعد أن مد لها الأكياس التي في يده....

- حسنا، اذهبي وبدلي ثيابك لتغادري من هنا، قبل قدوم الموظفات فأنا لست ندا للشائعات...

-ماذا تقصد؟

ضم يديه إلى صدره وميلان رأسه مع نظراته الحادة، أيقظها من غفلتها لتدرك حجم الكارثة التي هي فيها، ففي الواقع المكان التي تتواجد فيه هو جزء آخر من الشركة هو مكان يقضي فيه الرئيس ليلته إن صدف و جلس لوقت متأخر في الشركة.

-هل هذا المكان موجود في الشركة؟

-وما الذي كنت تظنينه؟

لم تزد بعد ذلك كلمة أخرى وكالبرق انطلقت وانتشلت الاكياس منه لتدخل الحمام مسرعة. تجهزت في أقل من عشر دقائق وخرجت من المكان سريعاً.

مر الصباح مع زحمة عمل أرهقتها، وحين وجدت فرصة للراحة اتجهت إلى مكتبها و جلست سارحة بخيالها تتذكر ملامح المدير الوسيم صباحاً، بدا رائعا بثوبه الرياضي، عضلاته البارزة من خلف سترته، هيبته الذي طغى المكان فور دخوله، كل تلك الصور مازالت تدور في ذهنها، وسرعان ما أفاقت من تفكيرها حين سمعت نميمة في الشركة تفيد استقالة مارك من الشركة.

موظفة1: لا أصدق أنه استقال يبدو أنه قد أجبر على ذلك.

موظفة2: لقد ذهب فارس أحلامي.

موظفة1: هل يعقل أن يكون المسرب؟

موظفة2: لا أدري ربما ذلك الطاغي قد طرده.

بجعة في عرين الأسدWhere stories live. Discover now