ابتسامة ساخرة من الحظ

4.3K 121 1
                                    

استيقظت في السادسة صباحاً وأخذت تفكر بما سيناسب يومه الأول من ثياب، فوجدت بدلة بنية رسمية، أحست أنها مناسبة تماماً، كان الكعب الأبيض هو الحذاء الذي وجدته لائقا على البدلة، أسرعت لأخذ حمام سريع، وبعد الانتهاء منه أعدت فطورا بسيطا، تلته ترتيب الشعر ووضع مساحيق التبرج على وجهها، ورغم بساطة تلك الأمور إلا أنها لم تحدث كما كان ينبغي، كان عليها الخروج باكرا، ولكنها خرجت من المنزل في الثامنة، وبالطبع كانت متأخرة فالعمل يبدأ في الثامنة ونص، ظلت تركض في الشارع محاولا الوصول إلى محطة الحافلات، ومن حسن الحظ وصلت في آخر لحظة وركبت قبل انطلاقها. نصف ساعة أخرى وهبطت بالقرب من موقع الشركة، ظلت تركض حتى وصلت المدخل، هنا اعتدلت، وأخذت نفسا عميقا ثم مضت تمشي بخطوات ثابتة نحو المصعد. كانت تنظر بترقب تارة إلى عداد المصعد وتارة أخرى إلى ساعتها، وبافتتاح المصعد صادفت الرئيس ومعه صاحبه الذي كان برفقته في المقابلة، ورجال آخرون بدو وكأنهم في نقاش جاد. وقفت جامدة مرتبكة لا تدري ما الذي يجب عليها فعله، موقف لا يحسد عليها دورها كمساعدة عليها الحضور باكرا قبل الرئيس وتأخرها في الأول لا يعطي انطباع جيد.

.

-أوه حسنا بالطبع سأفعل

ظلت تستمع إلى نقاشاتهم دون أن تفهم مفردة واحدة، كل ما فهمته في الحوار كله كانت الجملة الأخيرة التي كانت بالإيطالية.

-سنتحدث عن ذلك بعد الاجتماع.

نطقت أخيراً بعد أن وجدت فرصة سانحة وذلك عندما أنهوا نقاشهم الجاد وبدا أن المصعد يوشك على النفاد من الركاب.

-سيدي المعذرة...

في تلك اللحظة وقف المصعد في الدور العاشر، ما بتر كلامها الذي أوشكت على نطقه، فقد وصل المصعد إلى المكان الذي أراده الرئيس التوجه إليه، خرج من المصعد إلا تلك ظلت واقفة لا تدري أن عليها أن تتبعه.

-ما بك ألن تأتي معي؟

وقبل أن تغلق البواب أسرعت بالضغط على زر الفتح وتبعته، كان يمشي بخطوات سريعا فيما تحاول المسكينة اللحاق به، قدميها قد تورمتا لا تستطيع المشي جيداً أحس بخطواتها المتثاقلة والعرجاء فتوقف للحظة، فاصطدمت به فجأة دون أن تدرك لحظة وقوفه، ارتبكت وتوترت. شعرت أن اليوم بأكمله لن تكون لصالحها، في الواقع لم يكن هناك يوما كان لصالحها، لا يوجد وظيفة استمرت معها أكثر من أسبوع أو شهر، وربما ستخسر هذه الوظيفة  في أي لحظة. ها هو اليوم في بدايته ومازالت الأخطاء تتابع لحظة بلحظة.

-يا إلهي!! أعتذر سيدي

-آنسة روزالينا...

نبرته الجاف والطريقة التي نطق بها اسمها جاءت كإشارة تحذير، خرقت قلبها وأحست أنها النهاية، كل ما تخيلته في تلك اللحظة جملة ((أنت مطرودة)).

بجعة في عرين الأسدWhere stories live. Discover now