البطة القبيحة

4.2K 126 1
                                    

بينما هما محشوران في تلك الأزقة المظلمة، سمعت من بعيد وقع أدام، بدو وكأنهم متجهين نحوهما، فأخذت تلتصق بالجدار وأحكمت اغلاق فمها، ومع اقتراب وقعات الأقدام، سمعت أصوات صراخ رجال يصيحون، علمت بأنهم يبحثون عن شخص ما، ففطنت بأنه رجل مطارد، ولكن من هذا يا ترى؟
تساءلت في نفسها، إلا إنه ليس الوقت المناسب لمعرفة هويته يبدوا أنه محاصر، كما أنه مصاب، وعليها الاتصال بالإسعاف.
بعد أن تأكدت من ابتعادهم دفعته بعيدا عنها و أمسكت بهاتفها

-اوه صحيح! لقد نسيت! عليّ الاتصال بالإسعاف.

لم تكد تنهي جملتها إلا و يده كان أسرع منها لتردعها من الإتصال به، ففهمت أنه لا يريد الذهاب إلى المستشفى، انتابها في لحظة رعشة هزة كيانها لمجرد فكرة خطرت ببالها.

((يا إلهي هل هو من المافيا، أم أنه مجرم هارب من الشرطة))

أخيرا نطق هو بثقل، ونفسه المضطرب لا يكاد يخرج بشكل جيد...

_أرجوك...أتوسل إليك... لا أريد الذهاب إلى المستشفى.

احتارت معه، لكنها أدركت من خلال توسلاته أنه جاد بشأن الأمر. لربما قد ظلمته بأفكارها، فأسرعت باتصال صديق لها يعمل كبيطري وجاء لنقله إلى شقتها، واعتنى بجرحه، ثم كتب له وصفة ليغادر فوراً. اتضحت لها فيما بعد، أنه مديرها في العمل وتساءلت في خوف وريبة، لما هو على هذا الحال؟ بقيت بجانبه تراقب حالته في تأهب لأي مضاعفات. لقد عانى من ارتفاع شديد في الحرارة، وآلام في موضع الجرح. فقد أصيب بطلقة نارية في الجهة اليسرى من بطنه.
وضعت له الكمادات الباردة، وساعدته في شرب الماء. ظلت تعتني به طوال الليل، من جهة استيقظ هو في آخر الليل يهلوس كان يتمتم مفردات مبهمة، وبدورها التي غشيت فجأة، استيقظت لتحركاته.

-يا إلهي سيدي ماذا تفعل؟ وإلى أين تذهب في هذه الساعة؟

دفعها فجأة وسقطت أرضا، قطبت حاجبيها منزعجة، لتنهض بنفسها متجهة نحوه لقد أدركت أنه غير واع بما يفعل، فأسرعت لتعيده وقبل أن تصل إليه وقع أرضا، جرته حتى أجلسته على الأريكة، كان يتلوى من البرد فأخذ يدفن نفسه في حضنها بقوة.

-يا إلهي! لو أنك وبختني في الشركة لكان أفضل من هذا العقاب.

ما أن استسلم للنوم وارتخى جسده استطاعت ابعاد جسده عنها وجعلته يستلقي على الأريكة، ثم ذهبت وأحضرت بطانيتين من غرفتها وغطته تماما، وبعد تأكدها من انخفاض حرارته استسلمت للنعاس ونامت على الأرض.

مع انفراج أشعة الشمس في الأفق وتسلل خيوطها الذهبية داخل الغرفة الصغيرة، فتح رودلف عيناه بصعوبة واستوعب أنه ليس في منزله، ما أن استقر جالسا ونظر حوله، وجد المكان في حالة فوضوية رثة، و يرثى له، نظر إليها فوجدها تغط في نوم عميق، لم يستطع تذكر ما حدث البارحة بأكمله كل ما استطاع تذكره هروبه من أفراد العصابة ووصوله إلى تلك المنطقة، ثم تذكر رؤيته لها وهي تجلس على الرصيف. كان ينتظر قدومها نحوه وآخر ما في ذاكرته هو اختطافه لها وأحكام يده على فمه لمنعها من الصراخ. ابتسم لمنظرها الرث، ثم تجول في أنحاء غرفتها وكل ما استطاع فعله من رد الجميل هو تنظيفه المكان وصنع وجبة إفطار لها ليغادر المكان فوراً دون إيقاظها.

بجعة في عرين الأسدWhere stories live. Discover now