الفصل الاول

718 14 3
                                    

انا المجهول!!
  اسمى انمحَى. مالهوش وجود
وبقيت رقم  في آخر الرّول

انا المظلوم!!
ولابس توب ماهوش توبي
صرخت وقولت ساعدونى
هموت م الظلم.
برئ واقف بساحة العدل
مستنّي البراءة بحُكْم

وانا المقسوم!!
مابين قلبين بروح واحدة
وليها إسمين..
تنادى شريف.. .
تلاقي الرحمة بتجاوب
نعم موجود....
انا المجهول!!! 
  
بقلمي..

لطالما التحمت روحها بتلك الروح القابعة خلف القضبان. تشعر بما يشعر.. تفرح لفرحه، تتألم لألمه.
ولكن  تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن، وشاءت الاقدار لفض ذلك الالتحام الروحى وآن انفصال تلك الروح واقتسامها وكأن كل منهما قد خسر انفاسه التى يحيا بها وتثبت وجوده بتلك الحياة..

{داخل قاعة المحكمة}

الجميع يجلس بانتظار كلمة القاضي وحكمه.
نعم كلمة تغير الاقدار مابين برئ يُطلق سراحه، ومتهم يُزَج به الى السجن خلف الاسوار، وآخر ساقه القدر رُغما عنه ليمر بتلك المحنة..

* اشار  الحاجب بصوته الجهوري للجميع بالوقوف احتراما للقاضي الذي خرج الآن من غرفة المُداولة برفقة مستشاريه

الحاجب : محكمة
وقف الجميع ثم جلسوا ثانيةً عقب إشارة القاضي بالجلوس.

اصدر القاضي حكمه في عدة قضايا اخرى وسط حالة من الهَرَج لفرحة البعض ببراءة ذويهم وهتافهم بجملة "يحيا العدل " ، وصرخات آخرين على ترحيل اوراق ذويهم لفضيلة المُفتي...
وفي النهاية حان وقت إطلاق الحكم في قضيتنا، وبالرغم من انها قضية يسيرة بالنسبة للقضايا التي سبقتها، إلا ان حالة الخوف والقلق التي سيطرت على ابطالنا لم تختلف كثيرا عن حالة الآخرين في انتظار الحكم بقضاياهم، فالجميع سواسية في انتظار المجهووول..

القاضي : في القضية رقم  **** لسنة ٢٠٠٨ حكمت المحكمة حضوريا على المتهم شريف صالح عطية سنوسي بالحبس عام كامل مع الشُغل والنفاذ، كما حكمت بالحجز على جميع ممتلكاته وبيعها بالمزاد العلني لصالح البنك.. رُفِعَتِ الجلسة.....

نزل الحكم عليها كالصاعقة، لم تستطع الصمود اكثر من ذلك فشعرت بأنها كبنيانٍ تزلزل على شفا جُرُفٍ هارٍ، حاولت الصراخ مرارا وتكرارا لتعبّر عن الحالة التى سيطرت عليها ولم تستطع، حتى كادت ان تُبدي توسلاتها للقاضي بالعفو عنه، فكيف لها أن تعش بدونه؟ فهو حبيبُها الأول بل الأوحد ومعشوقها الأبدي، وهو الهواء الذى تستنشقه لتظل على قيد الحياة، كيف لها ان تعش بدونه وهو مُتّكَؤها التى طالما اعتمدت عليه ليحميها من عثرات الحياة وضغائن البشر ؟، كيف لها أن تُصبح يوميا دون نَسَمات عِطره التى تتسلل لأنفها فتوقِظها من سباتها لتسطر معه احداثا جديدة بحياتهما سويا؟، كيف لها ان تواجه ذلك العالم المجهول بضعفها وقد كان هو سر قوّتها؟

رصاصة الرحمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن