هو من سلالة بيرث ؟! ولكن كيف....؟!.



ألقى ذلك الرجل الذي كان يمسك كفي وأيضًا وبنحوٍ صادم يحمل نفس لون حدقتيّ بنظرةٍ سريعةٍ علي..نظرةً مصدومةً ولكنها غلفت بأملٍ وسعادةٍ عامرتين! ولكنني لم أتفوه بشيئٍ فكيف وأنا لا أفهم شيئًا ممّا يحدث هنا ؟! ، إستمررنا بالركض ولهثت بشدةٍ حتى توقفا ذو الشعر الأسود والأشقر بذات الوقت مغمضيّ أعينهما وتشابكا الأيدي كما جعلاني أفعل معهما لنكون حلقةً  وبجملةٍ واحدةٍ صرخا مرارًا وتكرارًا " لا كانديديات او سوما ! " .





وسعت عينيّ بصدمةٍ عندما تعرفت لتلك التعويذة فقد قرأتها بكتاب بيرث ذاك..إنها من مستوى عالٍ جدًا لا يمكن لأيّ ساحرٍ أن يتقنها ! ستجعلك مختفيًا وكذلك رائحتك والأصوات التي تصنعها ستنعدم تمامًا وليس كذلك فحسب ستجعلك كالشبح فحتى وإن أدرك أحدٌ مكانك وهاجمك ستمر الهجمة من خلال جسدك وكأنك شبحٌ ما...لن يكون له القدرة أبدًا على أذيتك..إلا أن هنالك ثغرةً بهذه التعويذة فـفور ضعف سحرك بشكلٍ تدريجي سيصبح بإمكان العدو بأن يؤذيك ولكن على حسب حجم الضعف فإن كان ضعفك بسيطًا سيكون الأذى بسيطًا وإن كان قوة هجومه عالية.


توقفا بعد أن كررا التعويذة لخمس مراتٍ تقريبًا لينحني الأشقر مريحًا كفيه على ركبتيه وهو يلتقط أنفاسه بعد كل ذلك الجري ولم يكن حال ذو الشعر الأسود أفضل..وبسيرته فقط نظر إليّ الآن " سحركِ غير مستقرٍ ولكنه أفادنا سنكون بمأمنٍ بالوقت الحالي.. " بصوتٍ هامس بسبب لهثه نطق ولم أقل شيئًا فما الذي كانا يهربان منه ونحن بمأمن من ماذا ؟ وماكانت تلك الأصوات المرتعبة المستنجدة التي باتت أقل
علوًا الآن؟ أخرج هو من حقيبته قنينة ماء عتيقةٍ ليقاطع تساؤلاتي التي عذبت عقلي مناولًا القنينة إليّ ولكنني رفضت شاكرةً بخفوتٍ ليرتشف منها..



ما الذي يحدث هنا بحق الإله أين أنا ؟! ولما أشعر بأن كل هذا حقيقي وليس حلمًا فأنا أشعر بالتعب وبأنفاسي تسلب مني وكأنه واقع!.



" بالمناسبة رغم وشاحكِ الذي يغطي نصف وجهكِ أنتِ تذكرينني
بشخصٍ ما..." همس بتقطعٍ ذلك الأشقر بعد شربه لقنينةٍ كاملةٍ من الماء ليجلس على الأرض ممدًا ساقيه ومتكئًا على يديه خلف ظهره وقد
قطّبت فقط حاجبايّ له كما فعل هو وهو يحدق بي بتفحصٍ من رأسي حتى أخمص قدمي بشكلٍ غير مريح جاعلًا مني أهرب من نظراته لذلك ذو الشعر الأسود الذي تنهد مؤنبًا إياه " أنت تجعلها غير مرتاحةً بنظراتك يا زير النساء ! ".


ولكن ذلك الأشقر عبس بوجهه عاكفًا بشفتيه بلا إهتمامٍ وأعاد عيناه المتفحصتان عليّ لثوانٍ قبل أن يصفق بيديه وقد إعتلت على ملامحه الفرح وبعض الدهشة التي جعلت غمازتيه تظهران " عرفت من تشبهين ! " صرخ وكلّ ما فعلته هو إبداء ملامح الحيرة والإستغراب
كما الذي بجانبي والذي وضع ذراعيه على خصره بنفاذٍ صبرٍ ولكن ذلك الأشقر لم يهتم بتاتًا به " أنتِ تشبهين سارفينا ! " أشار إليّ بثقةٍ تامةٍ وهو ينظر لتعابير ذا القمة السوداء .



 أعين السماء || EYES OF SKYWhere stories live. Discover now