وعلى الرغم من ذلك..لم يحصل على ماكان يجب عليهم تقديمه على الأقل.. هو لا يريد لا الشكر ولا الإمتنان ولم يرد أن يكون محبوبًا من قبلهم بل أراد..فحسب ثقتهم به أراد فقط بذرة ثقةٍ صغيرةٍ بصدورهم له !.


غادرت المكان بلا قدرةٍ على الإستماع لما يقولونه أكثر وكان آخر ما رأيته كان ظهور الألفا مايكل أمامهم.. وجل ما أريده الآن هو رؤيته فأنا متأكدة بأنه يعرف أكثر مني حول ما يقوله القطيع...وأنا أريد أن أكون بجانبه بسراءه وضراءه.




ولم أعلم أنني مشيت كثيرًا حتى إبتعدت تمامًا عن مركز القطيع إلا عندما أصبح كل ما حولي هو الأشجار شديدة الإخضرار وكم كنت ممتنة لشرودي ! فقد كان هناك مع نيكولاي....بمسافة بعيدةٍ قليلًا عني ورغم مشاعري التي كانت تكسوني قبل وهلةٍ إلا أنني شعرت بالتردد والخوف من التقدم إليه الآن....أنا غاضبة منه هذا صحيح ولكن ألم يكن هو غاضبًا مني لدرجة تجاهلي أيضًا.. ؟.



ربما يجب عليّ عدم الظهور أمامه..؟ وبعد وهلةٍ غادر نيكولاي ليكمل إيثان طريقه دونه وإستطعت إلتقاط بعض الكلمات من تحركات شفتيهما بينما كانا يتحدثان..وعلى مايبدو فإن إيثان ذاهبٌ للبحث عن الفاعل ؟ .



" دمينس سيا دومينا "
أغمضت عيناي لأستجمع تركيزي عاضةً شفتي وهمست بهذه الكلمات لأفتح عيناي ببطئ وأبتسم بإتساعٍ لإدراكي بأنني نجحت بإخفاء نفسي بنفسي ! ، إقتربت منه بخطواتٍ خفيفةٍ لكي لا أصدر أيّ صوتٍ حتى أصبحت بمسافةٍ قريبة منه..دقات قلبي تعالت وحلقي جفّ عندما وجدت عينايّ تتأملانه تتأمل كل جزءً منه المتفجر بالوسامة..وبالتحديد عينيه ذات اللونين المختلفين كانتا تنافسان حقًا جمال الشمس والقمر...بل وربما هُزِمتا أمامه بالفعل.




ولم أعلم إلا بهذه اللحظة..على الرغم من حزني وغضبي وعلى الرغم من أنها كانت فقط مجرد سويعات منذ آخر مرةٍ رأيته بها إلا أنني كنت أفتقدته وبشدةٍ وهذا الإشتياق لن يطفئ ويكتفي بالنظر إليه فحسب...



" أنا أعلم بأنكِ تتبعينني..كتاليا "


جفلت من صوته المبحوح الثقيل الذي صدح فجأةً وإرتعش قلبي بلذةٍ وسعادةٍ عندما نطق بإسمي..، سحقًا كيف كشفني ؟ اللعنة سحري لم يكن ذو فائدةٍ ! قبضت على طرف قميصي بتوترٍ وتردد كبيرين إلا أنني كبحتها وقمعتها تمامًا وأنا عازمةٌ على جعله يعلم بأنني لم أنسى ما قاله بالأمس....ربما بل أنا مخطئة أيضًا لكن لم يكن يجب عليه قول ذلك!.



ولكن الأمر صعبٌ وبشدةٍ ترهق أعصابي ففور وقوفي أمامه أنا شعرت بالضعف والوهن بساقاي بسبب نظراته الثاقبة والمتفحصة لي حتى إرتبك قلبي وتخبطت خفقاته لتقدمه بخطواتٍ سريعةٍ ناحيتي وبلمح البصر كنت قد أخذت من قبل شعورٍ نعيمي عندما عانقني بطريقةٍ متملكة جعلت من جسدينا يلتحمان حتى إلتصقت شفتيه الباردة بعنقي مسببةً إرتفاع حرارتي بسرعةٍ...


 أعين السماء || EYES OF SKYWhere stories live. Discover now