الجزء الثالث عشر

Start from the beginning
                                    

على عكس ما قد يظن البعض، وجدت والدتها المتعة في تعذيبها، الجميع يضعف امام سحر بلو وابنتها لم تكن مستثناة.

- حبيبتي هل انتِ مريضة؟ سأل زاك ابنته وهو ينظر الى طبقها الممتلئ، فأجابت بثقة متصنعة:

- كلا ولكني قد شبعت اثر رائحة الطهي، اسفة يا امي كل شيء يبدو رائع ولذيذ.

ابتسمت جولي واجابتها :

- لا بأس سأدع البعض منه في الفرن لتأكلي لاحقاً.

سكت الجميع بعدها ولم يكن هناك سوى صوت ملامسة الملاعق للاطباق، وكان ذلك امرا غريبا، فوالدتها لطالما تحدثت كثيرا عن كل شيء ولا شيء تحديدا، واحس بلو بهذا التوتر الخفي فقرر ان يكسر الجليد قليلاً:

- هل وجدتِ فرصة عمل هنا انستي؟

سألها وهو يعير الطعام كل اهتمامه ،فتعدلت في جلستها وتناول كأس من الماء لتبل ريقها ثم اجابت:

- كلا، لكني قدمت على فرص عمل في نيويورك وبروكلين.

- والتي لن تحدث مطلقاً.

قالت جولي وهي تنظر الى ابنتها:

- لا يمكن ان نرسلك الى اللا مكان مجددا بعيدا عنا يا ماري.
وضع زاك شوكته بجانب الطبق وتنهد، لقد ادرك بأن نقاشا حادا سيأتي:

- اذا تعالوا برفقتي.

اجابت ماريا:

- انا لا ارغب بالمكوث هنا طويلا.

- ونحن لا نرغب بالمكوث بعيدا.

اجابت جولي فزفرت ماريا بغضب واجابت:

- انه مستقبلي المهني، مستقبلي انا يا امي.

- زاك تحدث ارجوك.

حاولت جولي استمالة زوجها لصالحها لكنه تردد قليلا فأكملت ماريا:

- سأرحل عن هنا يوما ما ، ولن تتمكني من ايقافي الى الابد يا امي، تعلمين جيدا بأني لا اشعر بالانتماء الى هذا المكان، حتى هذه الجدران تخنقني، لذا ترأفي بي قليلاً هلا فعلتِ؟!

- ماريا...

همس والدها ليشد انتباهها نحو الضيف:

- اترى يا بلو هذا ما يفعلوه بك صغارك حين يكبرون، يرغبون بالابتعاد عنك قدر المستطاع.

قالت جولي للجندي الذي بدوره ابتسم ولم يشعر بالغرابة واجاب:

- في الواقع، لقد فعلت الشيء ذاته مع والدي، لم يكن راغبا بأنظمامي الى الجيش ولكن ها انا ذا، لا يمكن ان تتوقعي ان يبقون الى جانبكِ للأبد يا جولي، يجب عليهم ان ينمو لهم ريش ويحين الوقت الذي يحلقون في بعيدا عنك ،كل مشغول بحياته الخاصة، تلك هي طريقة الحياة منذ الازل.

- اه انت ايضاً.

تذمرت والدتها ولكن ما ارادته ماريا مغادرة الطاولة، كان هذا الموضوع بالتحديد يجعل جوفها يمتلئ حمما وغيظاً.

- عن اذنكم.

قالت ماريا وهي تدفع كرسيها وتنهض لتنظيف يديها والصعود الي غرفتها واغلقت الباب وهي تتنهد بصعوبة.
- تباً...تباً!

قالت وهي ترمي وسادة من فوق السرير وجلست على الارض.

- لقد وقف الى جانبي اكثر من والدي! ماهذا بحق الجحيم لم قد يفعل ذلك؟!

كانت تصرفات بلو تؤرقها والان لمسة يده وقبلته والزهور ارسلت عقلها في رحلة تفكير طويلة الامد.

*انه يتصرف بلطف فقط* قال لها عقلها بينما اجابها قلبها بالعكس ولكنها بطبيعة حالها لم تكن لتترك لنفسها الامل حتى لو كانت متأكدة بنسبة ٩٥٪؜، كانت تظن ان تلك الخمسة الباقية قد تقلب الامور رأسا على عقب...

بحثت عن هاتفها مسرعة وحين وجدته اتجهت نحو رسائلها الاليكترونيه لكنها لم تجد اي رد من اي دار نشر يرغب بالعمل معها حتى الان...

- رائع...فقط رائع!

ثم رمته الاخر واستلقت على ظهرها تنظر الى سقف غرفتها الخشبي...

* كيف ستنجين بنفسك يا ماريا*...حدثها عقلها...*أتهربين؟ ام
تتجاهلين؟ ام تتأملين حتى يخيب ظنكِ؟*

طرفت بعينيها لوهلة ونظرت يمينا ويسارا وتوصلت الى حل...

سأتجاهله!
.
.
.
.
.
يتبع...
~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~
*بما اني تأخرت كثير عليكم فحبيت اعوضكم بأكثر من جزء مره وحده.

**انا ماسحبت على القصه ولازلت اكتبها بالمسوده ومستمره لكني احاول انهي قصة مارسيل حتى التفت بكل انتباهي لهذه القصه واعطيها حقها.

***كثير يقولون ان الاجزاء قصيره واحب اقول ان ستايل هذه القصه بيكون خفيف وسهل القراءة يعني اجزاء قصيره ولطيفه.

****بالمناسبة من فتره مو طويله اكتشفت ان ترك الفراغات بين الاسطر يترك مساحه للتعليق!😂 سالفه غريب ما لاحظتها من زمان على الرغم من وجودي في واتباد من مده طويله...
ان شاء الله احدث جميع القصص باسرع وقت ممكن.

❤️

In the soldier's dark paradise  فْيّ جَـنّةِ أَلجُنْــديّ أَلمُظّلِــمّةWhere stories live. Discover now