أَلــفَصّلْ أَلــثَــالِــثْ

1.3K 89 9
                                    

* انسة ماريا...*
سمعت ماريا صوتاً لطيفاً يناديها ليجذبها من الظلام الذي احاط بها وارسلها الى مكان امن للراحة...
* القليل فقط...*
همست لكي تحضى بالمزيد من الراحة والنوم...
* لا اعتقد ان ذلك ممكن انستي...*
ما هذه اللكنة؟...سألت ماريا نفسها ، لم تكن غريبة عنها كما انها ذكرتها بشعور لطيف يشبه ذلك الاحساس الذي يتملكها حين تأكل حلوى شعر البنات...
تحركت ماريا في منامها وهي ترغب بالحصول على بقعة مريحة لتكمل نومها المسالم، ووجدتها بالفعل حين ارتطمت بشيء صلب ودافئ يشبه الجدار. عدلت من موضعها والتصقت به جيداً ثم عادت الى النوم.
كانت جولي قد ركنت السيارة امام منزلها ونزلت لتفتح باب المنزل من اجل بلو وتركته ليوقظ ابنتها...تلك كانت مهمة صعبه فكر في نفسه وهو يبتسم بينما مرر يده برفق على ذراع الفتاة التي تكورت كالقطة الناعسة عند صدره.
* اوه بلو، انا اسفة للغاية!*
قالت جولي وهي تفتح الباب للجندي الذي اخذ على عاتقه حمل تلك القطة النائمة وادخالها الى المنزل.
*لا عليكِ جولز، فقط ارشديني الى غرفتها*
* بل لن افعل شيئاً كهذا! بأمكانك ان ترميها عند الاريكة في غرفة الجلوس، او ان ترميها عند ارضية المنزل لربما تستيقظ*
قهقه بلو بهدوء وهو يخشى ان تستيقظ الفتاة لكنها فقط التصقت به اكثر حين شعرت بأهتزاز عضلات صدره.
* لا تكوني قاسية القلب*
* انا لست كذلك!*
اعترضت جولي وهي تفتح الباب ليدخل.
* تلك فقط علاقتي مع ابنتاي... لا احب تلك العلاقات السطحية والروتينية اتفهمني؟*
* بالطبع جولي*
دخل الاثنان الى المنزل وقد قارب الوقت المغيب حيث بدأت الشمس تتلاشى في الافق وتترك خلفها خيوطاً اخيره كعلامة ووعد لعودتها غداً صباحاً مثل كل يوم.
* انت الان امام الاريكة بأمكانك ان تضعها*
وضع بلو الفتاة بحذر على الاريكة الناعمة وقطبت حاجبيها حين شعرت بفقدانها للدفئ اللطيف.
قالت الام وهي تذهب للثلاجة وتخرج زجاجتين من المياه البارده لها ولرفيقها ثم ناولته اياها بعد ان وجد طريقه الى احدى الارائك المجاورة.
* اذن كيف حال زاك؟ هل لا يزال يعمل في شركة الاعلانات تلك؟*
سأل بلو وهو يتجرع بعض من المياه فضحكت جولي واشارت بيدها بلا ثم تنبهت لذلك وسارعت لقول:
* لقد افلست منذ سنتين! لم يكن الاب مارتن يديرها بشكل جيد كما انك تعلم كم كان غارقاً بالديون والرشاوي...*
* امر متوقع...انا اسف لذلك...* اجاب وهو يقفل الزجاجة ويضعها الى جانبه.
* لا تكن...نحن نملك شركتنا الصغيرة الان! انها تقع بالقرب من المنزل...على بعد شارعين في الواقع...مسافة كافية لاذهب ولأجُرَ زوجي من ثيابه ان تأخر عن العشاء*
ضحك بلو وهو يتخيل صديقته تفعل ذلك فهو يعلم تماما بإنها قادرة وستفعل دون تردد!
* على اية حال سيكون هنا في اي لحظه، حين سيأتي سنذهب الى ساحة البلدة، فالجميع بأنتظارنا*
* لم يكن يجب عليهم فعل كل هذا...*
قال بلو وهو يشعر بتأنيب الضمير، لطالما كانت هذه البلدة محبه ودافئه واحتضنته في احلك ايامه ولكنه علم بأن الجميع يكسب بالكاد رزق يومه ويعيشون على ابقارهم واحصنتهم ومتاجرهم الصغيرة.
* انه ليس بالشيء الكثير...ولم ينفق احد شيئاً اذا كنت خائفاً على جيوبهم*
اجابته جولي وهي تبتسم بمكر وهي تعلم بأنها قد اصابت في ظنها، ثم نهظت لتتجه الى الاريكة حيث استلقت ابنتها وصفعت مؤخرتها بقوة وهي تقول
* انهضي والا تركناكِ وذهبنا*
جفلت ماريا ونهظت بقوة لتجلس وهي تشعر بالصداع ينساب الى رأسها جراء الصدمة.
* ماذا حدث؟ كيف وصلت الى هنا؟*
قالت وهي تنظر الى الارجاء وتلمح بلو يبتسم بخفة ويخفي ابتسامته بأصابع يديه.
* السيد النبيل بلو قام بحمل مؤخرتكِ الكسولة الى هنا، والان انهضي وجهزي نفسكِ لاحتفال البلدة قبل ان يأتي والدكِ*
احمرت وجنتي ماريا وهي تنظر الى بلو ثم نهظت وركضت بسرعة نحو غرفتها دون ان تقول كلمة.
* احياناً لا اصدق بأنها في الثانية والعشرين من عمرها!*
تنهدت جولي وعادت لتجلس لتكمل احاديثها مع صديقها وليواكب اخر تطورات هذه البلدة الساحرة.

In the soldier's dark paradise  فْيّ جَـنّةِ أَلجُنْــديّ أَلمُظّلِــمّةWhere stories live. Discover now