الجزء الرابع والعشرون

740 49 17
                                    

.
.
.
.
احد عشرة غرزة استقرت في باطن كف ماريا...
احد عشرة وخزة من تلك الابرة الحادة المنطوية في جلدها الرقيق المفتوح واحد عشرة مرة احست بالخيط ذا الملمس الخشن وهو يتبع مسار الابرة ويمر عبر انسجتها كما لو كان يقول لها انكِ انتِ من تسببت بهذا الالم لنفسكِ.

ولكن بالرغم من ذلك لم تشعر ماريا بأي من ذلك، على عكس والدتها التي كانت تحوم وبدت كأنها ستفقد وعيها بأي لحظة فكانت تارة تخبر الطبيب ان يتمهل وتارة اخرى تطلب منه وضع المزيد من المخدر على الجرح وان لا يؤذي ابنتها...

لكن ماريا كانت تحدق بالابرة والخيط والجرح ويد الطبيب وهي تتحرك كما لو كان يخيط قطعة من القماش لا كفها لان كل ما شغل عقلها هو بلو..

بلو كان سيرحل عن هنا في نهاية الاسبوع ولا احد يعلم متى سيعود...

- هل يدكِ مقطوعه؟

جاء صوت فتاة صغيرة من خلف ماريا فالتفتت ورأت بان هناك من يرافقها على المقاعد العمومية خارج المشفى..

- كلا..
اجابتها وهي تحدق بضمادة يدها الكبيرة.

- هل حاولتِ الانتحار؟

فتحت ماريا عيناها بتعجب وعاودت النظر الى الفتاة الصغيرة ذات العينين العسليتين الكبيرتين.

- ماذا؟
قالت ماريا بدهشة فردت الصغيرة:

- ذلك ما فعلته هانا بيكر في مسلسل ١٣ سبب لماذا...

استدارت ماريا بالكامل نحو الفتاة والصدمة تعتريها، كيف لفتاة في مثل سنها ان تعرف من هي هانا بيكر اساساً؟؟! تلك الصغيرة بدت كما لو انها لم تتعدى العشر سنوات!

- تلك المسلسل للكبار فقط، كيف لكِ ان تعرفي ذلك؟
سألتها ماريا فحركت الصغيرة كتفيها بلا مبالاة واجابت:
- الجميع يعرف هانا بيكر في المدرسه كما ان والدتي تسمح لي بمشاهدة ما اريد.

حسناً والدتكِ بلهاء... كان ذلك ما ارادت ان تقول لها لكنها تمالكت نفسها ونظرت نحو الصيدلية حيث ذهب والداها لاحضار المراهم والادوية من اجلها.

- اذن؟
تحدثت الفتاة الصغيرة مجدداً وهي تنظر الى ضمادة ماريا فتنهدت الاخرى وقالت:
- تحطمت مرآتي ودخلت احدى الشضايا في يدي.

- هل تؤلم؟
سألتها الفتاة فهزت ماريا رأسها بالنفي ولكن بالتفكير بالامر كان الجرح قد بدأ يلسعها واخذت تشعر بنبضات قلبها تتدفق داخله.

- ماذا تفعلين هنا في صباح السنة الجديدة؟
سألتها ماريا وهي تلاحظ عدم وجود اي احد معها:
- اتيت لأرى اخي الصغير، لقد ولدته امي فجر اليوم..
قالت الصغيرة فأجابتها ماريا:
- اذن ماذا تفعلين هنا في البرد؟ لم لا تذهبي لرؤيته؟

In the soldier's dark paradise  فْيّ جَـنّةِ أَلجُنْــديّ أَلمُظّلِــمّةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن