الجزء السابع والعشرون

1K 63 54
                                    

.
.
.
.
ارتطمت حقيبة الجندي على الارض المبللة وتناثرت قطرات الماء على حذائه..

هل ياترى كان يتخيل ما سمعه؟ لا يعقل ان تكون هذه ماريا.. لقد ودعها وتركها راقدة في المشفى قبل عدة ساعات!

- ماريا؟...

سأل نفسه مجددا بصوت همس وهو لا يصدق ما وصل الى اذنيه، ربما كان صوت المطر وهبوب الرياح تلعب معه حيل وخدع او ان عقله استمر بطحن الافكار منذ الليلة الماضية حتى أرقه وجعل النوم والراحة امر مستحيل.

- اجل..

اجابته لتدحض جميع الشكوك والمخاوف، لكنها بدورها تملكها التوتر ورغبت بالتراجع. هي لم تضع في الحسبان كيف ستكون ردة فعله حين ستراه. ماذا لو لم يرغب في وجودها الان..

- انا..

حاولت التحدث لكنه قاطعها وقال:

- ماذا تفعلين هنا؟ كيف.. كيف وصلتِ الى هنا في هذا الوقت؟

لم يتحرك بلو من مكانه لكن علامات الدهشة وعدم الرضى كانت قد غيمت على ملامح وجهه حتى قطب حاجبيه ...

- ا..نا...

وجدت ماريا ان الكلام كان صعباً والنطق اصبح شبه مستحيل ولو ان يدها كانت سليمه لأخذت تشبك اصابعها بتوتر وعصبيه لكنها اكتفت بالتمسك بطرف الغطاء الصوفي كحبل نجاة..

- اتيت... اتيت من اجل ...

عانت مجدداً ومجدداً حتى شعرت بالأحباط وتجمعت الدموع في عينيها وعلت غصة البكاء في حنجرتها حتى تغير صوتها حين اكملت..

- الوداع... اتيت لأقول لك... الوداع..

رفع بلو عينيه واخذ ينظر في اتجاهها كما لو حاول ان يجد هيئة او اي ضل لصورتها..

- ماريا..

ناداها بعد ان سمع الرجفة التي تملكت صوتها لكنها تراجعت قليلاً واخفضت رأسها وفكرت ان هذا بالتأكيد لم يكن ردة الفعل التي تصورتها...

- ماريا!

- انا..

- ماريا ما تفعلينه الان.. هل هذا من اجل الصداقة ؟

نظرت الفتاة الى عيني الجندي الزرقاوتين. صداقة؟
بالتأكيد لا، جميع هذه المخاطرات والمجازفات التي لم تجرؤ يوماً على تخيلها بكل تأكيد ليست من اجل الصداقة  التي اقنعت نفسها بها كعذر واهٍ.

- كلا..

اجابته بهمس..

- اذاً لماذا؟

In the soldier's dark paradise  فْيّ جَـنّةِ أَلجُنْــديّ أَلمُظّلِــمّةDonde viven las historias. Descúbrelo ahora