الجزء العشرون

799 45 28
                                    

.
.
.
.
كان بيت العمدة اشبه بالقصر بنوافذه الكبيرة وشرفاته المطلة على البحيرة والمساحة الواسعة التي ضمت كراج كبيرا للسيارات وبركة سباحة تتصل بالبحيرة من الخلف.

لم يكن العمدة مايلز شخصاً سيئاً لكنه حتماً استغل نفوذه وماله من اجل الدعاية وكسب قلوب الناس لاختياره. بالنسبة لماريا كان السيد مايلز كسائر اهل البلدة، غالبا ما رأته في زياراته الى مدرستها سابقاً عندما كان يروج للتصويت له، في المكتبة ليقرأ لأطفال، في الشارع وهو يقود كاسحة الثلج والكاميرات من حوله..

لقد كان رجل اعمال محترف ويعرف كيف يخطط لكل خطوة بحذر.
دخلت ماريا مع والديها الى القصر واستقبلهم الخدم احدهم يتناول المعاطف منهم واخر يأخذ مفاتيح السيارة ليركنها لي المكان المخصص واخرى تحمل كؤوس الشامبانيا بأتجاههم وواحد اخر يقودهم لقاعة الاحتفال..

كان القصر مزيناً بالاضواء والثريات اللماعة المتدلية من السقف، لا شيء يدل على عيد الميلاد سوى البذخ والمال لكن حالما فُتحت قاعة الاحتفال حتى بدأ كل شيء.

كانت القاعة مزينة بالاشرطة الحمراء والخضراء وتمتد على الاسقف حتى تصل الى شجرة عيد ميلاد عملاقة في الزاوية البعيدة في الغرفة، اما الموسيقى فملأت الاجواء دون ان تجد ماريا لها اي مصدر.

كانت هناك طاولات مزينة بالطعام والشراب عند كل زاوية وكراسي للجلوس بعد التعب ومنصة بالقرب من الشجرة تحتوي على مايكروفون وشاشة عملاقة خلف المنصة لتعلن عن العد التنازلي حين يحين الوقت لذلك.

- هل ترين احد تعرفينه؟
قالت جولي لأبنتها بصوت مرتفع قليلاً لتسمعها.
هزت ماريا رأسها بالنفي واشارت الى طاولة المشروبات لتضع كأسها الذي ناولته اياه احد الندلاء.

ماذا تفعل هنا...

سألت نفسها وجابت بعينيها القاعة لتنظر الى الناس، كل شخص كان يفعل ما يريد ويحلو له، البعض يأكل والبعض يتجادل واخرون يرقصون وغيرهم منخرطين بالحديث ووافدون جدد كل دقيقتين وحركة الخدم المستمرة التي كادت ان تسبب لها الدوار ولا داعي لذكر اصوات الاحاديث العالية والموسيقى الكلاسيكية تارة والحديثة تارة اخرى. لمحت ايضاً من بعيد العمدة مايلز بثيابه الفاخرة وعلى يمينه تعلقت زوجته بذراعه وهي ترتدي المجوهرات الزمردية وفستان اخضر بلون الشجر.

دعكت ماريا رأسها حين انتبهت ان والدتها كانت تشير لها بالمجيء والقاء التحية على والدي إيليز وابنتهما..

لقد كانا شخصين طيبين الا انهما قاما بتربية افعى سامة دون ان يعلموا ذلك، فإيليز بالنسبة لهما أميرتهما المدللة..

In the soldier's dark paradise  فْيّ جَـنّةِ أَلجُنْــديّ أَلمُظّلِــمّةWhere stories live. Discover now