الجزء الثاني والعشرون

895 53 23
                                    

.
.
.
.
- هل هذا اول اعتراف للندم في اول دقيقة من السنة الجديدة؟

- انا نادراً ما اندم يا انستي.

اجابها فرفعت رأسها لتنظر في عينيه وسألت بخوف:

- هل هذا يعني بأنك لم تكن تهرب مني في الاسابيع الماضية؟

عقد بلو حاجبيه وتوقفت قدميه عن الرقص وقال:

- ولمَ سأفعل ذلك؟

عضت ماريا شفتها السفلى بتوتر واجابت:

- لأنني قَبّلتكَ في تلك الليلة...

ضحك بلو قليلاً واخذ يمسح بيده على خصلات شعرها المنسدل واجاب:
- وانا قبلتكِ الان، هل هذا يعني بأنكِ ستهربين مني؟

- كلا!

ردت ماريا بسرعة واكملت:
- الامر ليس كذلك، انا ... انا لا اريدك ان تعتقد بأني قد افرض نفسي عليك!

سكنت يده الدافئة على خدها واخذ نفساً عميقاً ثم قال لها:
- لقد عدت حالما سنحت لي الفرصة...
ووصلت الى المنزل منذ اقل من ساعة، لم ارغب بالراحة بل غيرت ثيابي واتيت الى هنا مسرعاً عالماً بأنكِ ستكونين هنا، هل تعتقدين بأني سأفعل هذا او كنتِ قد فرضتي ذاتكِ عليَ؟

لم تجب ماريا عليه، كانت المشاعر التي تعتريها اكبر بكثير من ان تعبر عنها بالكلمات، ما هذا الذي يجري لهما، ما هذا الذي كان يدور بينهما؟ لم هذا الانجذاب والتفاعلات الخانقه التي تحصل لهما حين يكونا على مقربة من بعضهما البعض؟

- ماذا سيحصل الان يا مايكل؟...

سألته بعد ان استجمعت القليل من قوتها، ربما لم يرغب ان يحدث بينهما اي شيء سوى بعض القُبلات المسروقة، فبلو كان ابن هذه البلدة ، وربما لم يكن ليخاطر بسمعته او ان يحصل على النظرات والاراء السلبية...

- الان...

قال لها ثم اخذ نفساً واطلقه، لقد اصابه التوتر بالقدر الذي اصابها، لكنه كان يخفيه بشكل جيد تحت تلك البذلة والاكتاف العريضة.

- الان، ارغب ان ترافقيني في موعد، اذا وافقتي.

اندهشت ماريا من جوابه، الموعد كان يعني امضاء الوقت معاً وسيراهما اهل البلدة بالتأكيد!

-لكن.. ماذا عن البلدة؟! الجميع سيتحدث!

مسد بلو وجنتها بلطف بعد ان شعر بقلقها وقال:
- هل ترغبين ان يبقى كل هذا سر؟

In the soldier's dark paradise  فْيّ جَـنّةِ أَلجُنْــديّ أَلمُظّلِــمّةWo Geschichten leben. Entdecke jetzt