القلبُ بالقَلب والمحبُّ أكَرمُ.

62 3 0
                                    


.

10/9.

--


بالأمسِ لم أنمّ لشدة فرحي وهيجانُ مشاعري الفائضة،كنتُ أشعر وكأني أطيرُ إلى السماءِ السابعة ومن ثُم أتأرجحُ بين الغيوم.

عناقها كان بمثابة اللُقمةِ الأخيرة،بمثابة نزولُ الغيث ساعة الفجرِ الأولى،بمثابة اللمسة الحانيّة وقُبّلة العين.


وهأنا أفترشُ سريري وأسردُ حكاويّ لأوراقي البيضاء تُشاركني البهجة.

كانت سعيدة جدًا بلقائي،لغاية أنها ثرثرت لي بالكثير والكثير،كيف كانت تعبس حين تذكُر أمر رحيلي وكيف تضحك حين تتذكرُني قديمًا،الطفل ذو الخدين المُنتفخة.

كيف يلتقي حاجبيها في معركةِ الفهم،كيف تُرطب شفتيها فتغريني بالقابعةِ أسفلها تختبئُ حياءً مني.

إني لأعجبُّ على صبري أمام حُسِنها،أعجبُّ لتحمُلي إغراء أُنثى كاملةً في عيناي لا عيب فيها ولا شائبة تُشوب جمال حضورها.

أُحاول جاهدًا لِنسيان ماضينا،والتركيز على حاضرنا.

سألتني هي:
_مالذي جعلك ترحلُ لأعوامٍ؟،مالذي أعادك لي بعد تلك السنين التي قضيتُها وحيدةً دونك دون أهلي،أُرمم بقايا تناثري.

أجبتُها وكلِ يقينٌ بكلماتي:
_كان على عائلتي العودة للوطنِ،كوريا التي لا أعرفُ سوى إسمهُا،وحين وددتُ رؤيتكِ منعني والدك من ذلك،إرتحلتُ مع والداي بقلبٍ دمل مُمزق،حالتي لم ترق لوالداي حاولو إخراجي من قوقعة الوحدة،أنا في ذلك الوقت كنتُ مُتعلقًا بكِ بشّدة،لا أعلم لماذا سوى أني أحبتتُكِ.
بلغتُ الثامنة عشر حينها والدتي أخبرتني بسرٍ صغير،وهو الذي جعل من والدك يكرهني،والدتي كانت عشيقة والدكِ حينما كانا يدرسُا معًا هنا في باريس،ورغم العوائق التي واجهتهما تخطاها معًا تحت مُسمى الحُب
وحين أراد والدكِ الزواج من أمي،رفضتهُ عائلة والدتي بقسوة ولأنه فقط أجنبيٌ ذو أعينٌ زرقاء وشعرٍ أشقر،ومن هنا إفترقا وتزوجت والدتي بأبي وعاشت حياتها دون إلتفاتٍ لماضيها،أحبّت والدي وأنجباني،عادا لباريس معًا لأسبابٍ خاصة كنتُ آن ذاك في المهدِ صغيرًا،كبرتُ في أيدِ والداي الدافئة وعلى وجهُكِ أصبحتُ
أمي تعرفت على والدك ولكنها لم تأبه،لكن على مايبدو أن والدكِ كان يحبها كثيرًا لدرجة أنه بغضّني لأنني إبنٌ لها من رجلٌ آخر غيره،كنتُ أراهما يتحادثانِ سرًا وينتهي الأمر برحيل والدتي وهي مُمسكةٌ بكفي الصغير ووجنتي مُحمرةٌ إثر صفع والدكِ.
لكني لا أهتم لكلِ ذلك،أنا عدتُ لأجلكِ لأدفع عائق الأجناس تلك،أُحبكِ دون سببٍ لأنكِ أنتِ سمرائي وفقط.

إحتضنت كفاي،وبصوتٍ دافئ خاطبتني:
_ونحن الآن نعيدُ تجسيد قصتهما،ولكن بإدوارٍ مُختلفَة لا داعٍ لقلقك أنا هنا معك وسأبقى.


صحيحٌ بإنها لم تنطُق بما أردتُ،سماع أُحبكَ من بين شفتيها ولكني رجلٌ راضٍ يرضى بالقليل الكثير،خيرٌ من كثيرٍ قليل.

أنا مُراعٍ لها أُعطيها وقتها وأنا بالإنتظار.


ونسكبُّ القلب بالقلب لنكون كريمين في الحُب.



___











 أساوير من فضةOnde as histórias ganham vida. Descobre agora