أجبتها بنبرةٍ مستغربةٍ وقد قطبت من حاجبيّ أكثر ناحيتها " توقفي عن فعل هذا بحاجبيكِ لست عمياء وإنما من كتب كتاب التعاويذ هذه جعل صفحات الكتاب غير مرئيةٍ سوى لأفراد سلالة بيرث " توقفت لتضيق عينيها ناحيتي بشكٍ لتكمل " ودعيني أضيف أفراد سلالة بيرث الذين لديهم تحكمٌ بسحرهم ولكن كيف وأنتِ قد شربتي ذلك الحليب الدافئ بكل تلذذ و الذي به أبسط التعاويذ ولم تشعري بذلك..".



رمقتني من الأعلى للأسفل وكأنها ترى أغبى شخصٍ أمامها وهذا جعلني أقلب عينيّ ولكنها إقتربت مني " لا تقلبي عيناكِ أمامي! " نقرت جبيني لأتأوه وأنا أنظر إليها بتعجبٍ لترفع حاجبًا بتحدٍ لي تعقد ذراعيها..أأنا أسيئ فهم الموقف أم إنها بالفعل...تغيرت نظرتها وتصرفاتها تجاهي..؟.



" لماذا تعامليني بوديةٍ هكذا فجأة ؟ لم أعهد سوى الكراهية والإشمئزاز منكِ.." سألتها مباشرةً فلم يعد لي طاقة حقًا بالإحتفاظ بتساؤلاتي بداخلي دون جوابٍ واضح ، أحلّت من إنعقاد ذراعيها لتعود ملامح الجدية لها وبها القليل من الإرتباك لكن نظراتها كانت تتفادى عينايّ بشكلٍ واضح " نعم قد شعرت بالكراهية والإشمئزاز ناحيتكِ بسببها..لكن الأمر صعب وأنتِ هكذا ".



" وأنا هكذا..؟ "
قلت بتساؤلٍ وأنا انظر لزرقاوتيها التي تفادت نظراتي مجددًا ولمست شعرها الرمادي بإرتباكٍ " أعني وأنتِ تبدين بريئةً بعض الشيئ.. أيًا يكن " بصوتٍ منخفض هي أردفت وعلا صوتها بنهاية حديثها لتقترب مني واضعةً يدها على كتفي " أستطيع الشعور بسحركِ ولكنه غير مستقر..".



همست بشرودٍ وأنا نظرت إليها بعينين متفاجئتين " مالذي تعنينه؟! " ولكنها فقط تنهدت وأحضرت شمعةً كانت فوق الرفوف لتضعها أمامي " سنجرب شيئًا بسيطًا للغاية.." أشارت بسبابتها للشمعة لتشتعل فورًا...ولأكون صريحة رغم كل ماحدث لي لازلت غير معتادة على قدرات الساحرات هذه ، نكزةٌ شعرت بها بجبيني لأستعيد إنتباهي إليها " ركزي معي ! شيئٌ كهذا لا يحتاج الساحر لأن يرتل تعويذةً أو ماشابه ولكن بما أنكِ ساحرة مبتدئة وبسحرٍ غير مستقرٍ ستحتاجين لذلك والآن أنظري لهذه الشمعة بتركيز ".



نظرت فورًا للشمعة بعدما ألقت عليّ نظرةً محذرة لتضيف دون أن أرفع عيني عن الشمعة " فلتقولي ' إديتو' ولتضعي بعض التركيز
بقمة الشمعة " زفرت بقلة حيلةٍ مني وأنا أعلم تمامًا بأنني لن أغادر من هنا قبل أن أفعل ماتريده..نظرت لقمة الشمعة بلا إهتمام
" إديتو " ونطقت بهذه الكلمة الغريبة..ثانية حتى أختها الثالثة ولم تشتعل الشمعة..



" لا فائدة حقًا..إنه غير مستقر بالكامل "
همست إيڤانورا مع تنهيدتها الطويلة وأنا أطبقت فمي في حيرةٍ..فهل شعرت بالإحباط أنا أيضًا لأن الأمر لم يفلح ؟ " إمنحني الصبر يا إلهي بليكسي قادمة! " نهضت إيڤانورا من مكانها بوجهٍ متهجمٍ ناحية الباب..ولكن كيف-؟ آه لا يهم!.



 أعين السماء || EYES OF SKYWhere stories live. Discover now