مغـــــــــامرة مواعدة | تايـليـسكوكـ

²⁵

☾︎𑁍☽︎

عُدتُ للدراسة بالمنزل ثانيةً، و كأنه قد مرّتْ عقُود منذُ آخر مرة رأيتُ بها المعلمة بارك.

انا حقاً سعيدة لرؤيتها، و هي ايضاً ملامحها اضائتْ بسعادة عند رؤيتها لي. سألتني عن كيف كانت اِقامتي بلندن. وها هو سيلٌ آخر من الكذبات احبُكها من اجلها. و حقاً ادهشني الامر عندما وجدتها انها وقعتْ تماماً فيهم. اخبرتني اني قدْ تغيّرتُ قليلاً لكن لا تستطيع تحديد ما هو التغيير بالضبط.

اعتقدتُ بأني سأُتابع الامر بسهولة و كأن شيئاً لم يكن، فأنا قضيتُ حياتي كلها على هذا المنوال. لكن لما الامر صعبٌ هكذا؟ فأنا اشعر الآن بالوحدة، و الفراغ. و كأن قلبي يرفضُ عودة نفسي القديمة، تاركاً ايّاي بفراغٍ عميق في صدري.

طوالَ الوقت كنتُ شاردة الذهن، و الاستاذة بارك بالطبع لاحظتْ هذا، فهي قوية الملاحظة. فقط اعتقدتْ بأني مُتعبة... لكن، الحقيقة هي فقط لا تعلمها.

جسدي مُخدرٌ تماماً، اما عقلي فأستمرّ بتذكر ايام المدرسة، استمرُ بتذكر هؤلاء الأشخاص الذين اعتبروني صديقةً لهم، و كأنه شريط يمُرّ بعقلي بدون توقفْ. فقط الآن.. ادركتُ اني حقاً كُنتُ اُقدِّر وجودهم بجانبي، فهم من جعلوني اشعر بأني شخصٌ موجودٌ بهذا العالم.

وجوههم تظلُ تظهرُ امامي؛ جيسو، سولي، كيونغسو، سوهو، هوسوك..المدرِّب كي.. بوقوم،و حتّى بيكهيون و تشانيول.

و بالطبع جيمين و تايهيونغ و... جونغكوك.

جونغكوك.

نبضَ قلبي بألم بينما اتذكرْ وجهه. و كأنه كانَ كابوساً جميلاً، يجعلكِ تُريدين التمسك به لكن، بذاتِ الوقت تتوقين لتهربين بعيداً عنه.

لم يفشل للحظة بأن يخطفُ انفاسي كلما رأيته. يا تُرى ماذا لم ان لم يُقبّلني منذُ البداية، هل كنتُ سأشعرُ بهذا؟ ماذا ان لم يكُن حميمياً هكذا معي، هل كُنتُ سأجده صعب المقاومة هكذا؟

اذا كان تايهيونغ هو من قبّلني في البداية... هل كُنتُ سأقع بحبه بدلاً منه؟

او... جيمين؟

توقفي عن هذه السخافات ليسا. ليس و كأنه كانَ يُطاردك منذُ يومك الاول، فقط لقد وقعتُ في حبه رُبما بسبب قُبلته، او لمسته، او بسبب طريقة تحديقه بي و كأنه يخترقُ روحي، او بسبب صوته الذي يجعل جسدي يرتعشُ ..

ام رُبما هذا لأنه هو..

و الباقي مُجرد اسبابٌ فرعية جعلتني اقع به اكثر.