▪ كَيْفَ لِي أَنْ أُبْلِغَكَ أَسَفِي وَ حُبِّي

90 14 10
                                    

أمضيت أشهر، بكل ريبة أسير في الجزيرة المهجورة، باحثا عنك، عن دارك و مكان مضجعك، الناس قليلون و الحياة منعدمة

وحيد لشهور جاهلا لمصيري، حبي لك هو كل ما يرغمني و يحثني على الاستمرار، بتُّ على المطر و السماء مكفهرة المزاج، تغوّلت في الغابات، لا أرى نور الشمس فيه، لا أعرف الليل من النهار

خارت قواي، بمعدة فارغة؛ بقلب هائم متشبث في أمل لقياك، أبكي تارة في راحتي، أخشى أن يلتقطني الموت قبل أن أراك

تجردت من أشياءي شيئا فشيئا، حتى صرت فارغ اليدين، رسالتك بجيبي و كونك تنتظرني،  حبك لي و حبي لك، و ذكرياتنا.. هو كل ما أملك

حتى وصلت قرية زاهية خلتها الفردوس المقدس، ديار بيضاء متواضعة و زهور لطيفة الشذى في كل ركن، الألوان أعطت بالحي كل الحياة، شجر الغلال و سواني الخضروات على الضواحي، أجزمت أنك لن تكون إلا هنا

رجل حطّ يده على كتفي، أرعبني لوهلة لكنه ابتسم لي بترحاب، و نبس لي مستفهما ان كنت جيهوب، شمس القمر، فبكل غبطة أجبت بأن نعم

تلك اللحظة التي قال أنه انتظرني طويلا، خلته أحد أقاربك، دمعت عيناي و قلت أخيرا ها أنا سأحتضنك، أشم عطرك، أشعر بدفئك و نبضات قلبك

شعرت أن كل التعب و الإرهاق، الجوع و الإحباط قد انزالوا عني في لحظة علمت بمكان اختفاءك، عجزت عن الكلام، لم أبح سوى بكلمات حمد الرب و لم أكن أردد سوى أني أخيرا أنا ألفك يا حبيبي!

شعور جميل، أحسست أني بالفضاء فعلا، بين النجوم و كل الكواكب تبتسم لنا، و من فرط الغبطة لم ألحظ تقاسيم وجه الرجل الطاعن في السن، و دمعته المترقرقة على خداه

كنتَ كل ما يعزو عقلي، و آخر صورة لك في ذاكرتي هي ما أراها

دخلنا منزلا هادئا، راقيا، بسيط، لم نطرق الباب البتة، دخلنا دون إذن، و اذ بسموي يطيح برجلاي، لا وجود لك بأي مكان

شددت كفا الرجل توسلته أن يخبرني مكانك، أخبرته أني لن أحتمل شوطا آخر من العذاب، ليسير بتردد للحديقة الخلفية، حيث سكت قلبي و توقف بالزمن في رؤية هضبة التراب الصغيرة في الركن، لوح ترأسها يتلون بالبياض

خطوت لها، ابتلعت رمقي و بدوار في رأسي، دموع صدمتي عجزت عن التمرد كصديقاتها السابقات، جلست الأرض بلا حول و لا قوة

Infinito || اَلشَّمْسُ وَ اَلْقَمَرْWo Geschichten leben. Entdecke jetzt