▪ اَلْخُرُوجُ لِلْعَلَنْ

79 12 5
                                    

- يال العار، يال المصيبة، يال الفضيحة التي ستلحق بنا من جرّتك يا ابن الصهباء!

كنت أسمعها كلمات والدي و أنا تحت قسوة حزامه الجلدي، أرى طيف أمي باكية تلم الصحون، و شقيقي الذي نظراته تباح بالشقفة تحاول الفرار من مشهد السجون

رمى الحزام بعيدا و هرولت يداه لكأس ماء يروي به ريقه، كنت رغم الضرب لم أكتفي، و بدوت كمتعطش لنيل جسم مليئ بالكدمات، كنت أعزم على أن أصل تايهونغ و أريه أن نلت الضرب كما نال

- كل القرية ستسمع! لست بمكترث للنميمة، أنا مثلي وقع في الحب، كما يقع الذكر في حب أنثاه.
كرهتُ نفسي أعيش في الخفاء، أحب في الخفاء، أقبل في الخفاء..
كرهت أن أخسر حبيبي لأننا لسنا محببان للناس

- أخرس يا أعرن يا شاذ! أخرس أو قتلت بهذه الليلة بكلتا يداي هاتان

حاولت النهوض باعتدال، و بخطوات عرجاء بلغت والدي و طوقت كتفيه دون تردد أو حياء

- الشواذ ليسوا نحن يا أبي، الشواذ هم المرضى المتخلفون. نحن مثليون*.. رجاء انتقِ ما تقوله جيدا
و فيكفي ما أدمى كياني ألما و جروح

صفعة أطاحت بي قاعا باردة، و في الأثناء ضرب رأسي بحافة طاولة صغيرة، شهق أخي و أتى واقفا بيني و بين والدي الذي جن جنونه و لم يعِ للشيء الذي جرى قدام عيناه

- أبي، لا تفعلها، ارحمه.. هو حزين و لا يدرك ما يقول
توقف عن ضربه.. هو سيموت

أتتني أمي بنحيب عالٍ، تشد رأسي اليها، و لعن والدي بعد أن رأى دمائي تسرح في الأرجاء، اتصل بليسو حتى تأتي لعلاجي، فلم يكن لي الطاقة لأضحك على صنيعه

كنت بجروحي أبكي في رخاء، كل ما يغمرني تايهونغ و حنينه و دفء لمساته

الى أن فقدت وعيي، على أصوات تنده بي فزعا و خوفا علي من الاغماء

.
.
.

- أخيرا أنت أفقت!

صوتها هو أول ما سمعت فاستدرت لها، الرؤية كانت ضبابية توضح في تأن، و الصوت بدأ شيئا فشيئا نقي من الهلوسات

صداع شديد و آلام حادة تنخر رأسي، رفعت ذراعي الا لأبدو و كأني أقتلعت شيئا منها وخزني، كانت الابرة تتدلى من مصدر المغذي و طاولة الأدوية تبعث شذى قوي على ان يستحمل لقروي اعتاد على الروائح الطبيعية مثلي

Infinito || اَلشَّمْسُ وَ اَلْقَمَرْWhere stories live. Discover now