الفصل الثالث و العشرون

5.4K 154 1
                                    

منذ رحل لم تحادثها أمها في شيء..
لم تصرخ, ولم تعترض, ولم تسأل حتى!
وكأن القرار تم وهي ليست طرفاً!
أم أنه هو يثق في الموافقة؟!
" أنا مش عايزة أتجوزك
كدابة!"
تنهدت بيأس..
ربما لأنه على حق, ربما عليها أن تكون أكثر صراحة..
أن تخبره أنها لا تود تلك الطريقة وهذا النهج..
ومر الأسبوع أيضاً دون أن يٌحادثها فقط ظهر ببيتهم بصباح جمعة أخرى..
أيمارس دور خطيب تقليدي الآن!
كانت تمسك بقلم ملون وترسم على وجه التوأمين..
هذا يود سيارة, والآخر يريد مركب مثل خاصة منصور..
تتجاهله تماماً وتتجاهل قميصه المفضل بلونه الأزرق السماوي وعطره الذي
أمطرها به من قبل..
هو وسيم وهي شاحبة ترتدي بلوزة بلون باهت وسروال رمادي واسع..
ولا تُغرق نفسها بعطر مثله ولن تتزين لمجيئه ولن تعد القهوة وربما هو لا
يشربها!.. همس بجانب أذنيها فجأة:
رسمك حلو!
توترت وارتجف القلم فكادت أن تُخرب القارب أم ربما هي دمرته بالفعل!
اقترب أكثر.. ألا يخجل!!
وحشتيني..
ولم تجبه والرسمة أصبحت سيئة للغاية وتقوس حاجبيها في يأس ليتابع هو
دون رحمة:
يا روح قلبي..
حسناً..
هذا يكفي!
استقامت فجأة وقد تركت القلم والطفل وابتسامته المشاكسة ودخول أمها
المبتهج بكوب شاي وبسبوسة للضيف..
للعريس..
قطبت حاجبيها مع الفكرة لتسمع صوته جاداً تلك المرة وكأنه يفهمها ويلقي بكل
رغباتها الحائط:
إن شاء الله الأسبوع الجاي هجيب والدتي علشان نحدد معاد كتب الكتاب.
واستدارت..
بخصلاتها القصيرة المشعثة الغاضبة الممتعة جدا جداً يا ليلى!
وسمعت صوت أمها الفرح:
تشرفوا!
وصوته بدا متردداً ولكنه لم يتراجع:
ليلى مش هترجع الغردقة على بيت فاتن..
واستدارت نحو أمها التي بدت لا تفهم..
كانت تظن أن مشكلة الزيجة عقد قران متعجل يفند ملكيتها تحت اسمه
ملكية تمنع اقتراب أي ذكر.. وتبيح له كل اقتراب..
والغرض حماية!..
وتابع هو بإصرار بل بقرار:
ليلى هترجع الغردقة على بيتي.. أو هتفضل هنا لغاية ميعاد الجواز.
وحينها ترك أمها ليستدير نحوها هي..
فهمت الجملة بتفاصيليها الآن..
"هترجعي وأنتِ مراتي"
وهناك أشياء لا تُقال.. فقط نستشعرها بأعين..
رفض أمها..
وأيام قادمة تحمل حُمرة شفاه وزينة من أجل الضيف!
شاي وقهوة وعصائر.. وربما فُسحة..
همس حب.. وربما استراق قبلة
عالم وردي لكل فتاة..
سواها!
رفعت بصرها نحوه لتبدو بعيدة عن كل توقع وعن كل عراك كان ينتويه..
وعن تململ الأم وتذمر أحد التوأمين على رسمه القبيح..
وقفت تواجهه بثبات وتقولها وبكل إرادة حرة!
أنا موافقة
وتركتهم لتغلق باب غرفتها على نفسها وقد تسارعت أنفاسها بطبول لا تدرك
من قرعها, بل كيف وافقت على أن تكون زوجته بتلك السرعة!!
وسقطت دمعة
اثنان
عشرة
ليته كان هنا.. ليته كان معها..
منصور..
ولم تلمح ابتسامة واضحة على وجهه..
ابتسامة ربما تختصر كل شيء
كل حب..
أخيراً يا ليلى..
*****************
"عُشة!!"
صبري بجبروته الزائل الآن يمكث في "عُشة"!
قش وفراش ومصباح ليلي..
يالها من رفاهية!!..
نفخ تبغه مرة تلو أخرى وقد عرى قدميه بين ضربات الموج..
على جانبه المخيف تقدم العجوز بكوب الشاي وشطيرة الفلافل المعتادة
اتفضل يا ريس.
نعم.. ريس..
ووجد خادم!!.
العجوز لا يختلف عنه كثيراً فهو قبيح الهيئة حتى دون رتوش وله ساقٌ
مقطوعة وأبنائه عشرة!..
وتندر صبري في سخرية بائسة:
رِجل واحدة وعشر عيال!!..
وضحك العجوز على المزحة السخيفة بُغية ما هو أكثر..
أوراق نقدية ليست بالقليل ما زال يملكها صبري, ومركب متاهلك قد يودون
شراءه, وقوة جسمانية لم يعد يمتلكها..
الصيد رزق.. نشتري المركب ورزقك ورزق عيالي..
وتهكم صبري من جديد:
رزق!! وسمك..
وضحك العجوز وقد أخرج من طيات ملابسه مسحوق أبيض من النوع الرديء
ليُكمل بفحيح وجد ضالته:
الحال واقف من زمان.. ومحتاج جدع زيك..
رفع صبري كلا حاجبيه بتهكم, فالعجوز مقروء منذ البداية..
مجرد موزع يقتات على هيروينه من تجار البحر.. يصطاده ويبيعه بحفنة توازي
رداءته ويحتاج لقارب آخر بعدما أكل الأخير قدمه وقبلهما..
يحتاج لذراع!
نفخ تبغه من جديد وقد أعجبته اللعبة:
وتضمن منين إني مش هخونك واشتغل لوحدي!
مد العجوز يديه في خبث:
نبقى قرايب!!..
ولم يفهم صبري..
فكرر العجوز:
نسايب..
ونظر نحو الفتاة.. السمراء التي فزعت منه من قبل..
والعجوز يضحك بصفرة ويطلب تبغاً بدوره وهناك بيعة أخرى ولكن دون ثمن!!
فهم العجوز نظرته نحوها وحينها بدا كنخاس:
عاجباك؟
تحدث صبري دون أن يحيد بصره عنها:
مش بنتك؟
أومأ الرجل:
زي بنتي.. بنت مراتي..
ولم ينظر نحوه ولم يتأثر وجهه بأي تعبير فقط تمتم:
موافق!
***************
بعيدة عنه..
مُغتاظة منه..
وخائفة..
كانت تجلي الصحون, بل هي تجلي صحنٌ واحد!..
م ا ررً وتكراراً مع ينبوع مياة صافٍ ومناقض لما يجول برأسها من أفكار..
لمحت ساعده يجاورها ويسكب بعض القهوة ليمتد ساعده الآخر نحو الصنبور
ليغلقه ويسحب كفها المبتل نحو شفتيه..
سحبته في ضيق وازى انهمار عبرة ليتنهد هو في ضيق:
وبعدين؟!.
ثم راتسمت فوق شفتيه ابتسامة:
خايفة عليا؟
ولم تجبه فقط بكت أكثر ليجذب رأسها الناعم نحوه ويلصق جبهته فوق جبهتها
وقد قطب حاجبيه مازحاً:
ده أنا اللي بخوف مش تخافي عليا!
وعندها توحشت نظرته..
يرتشف ملامحها ويغوص بذكرى امرأة بين ذراعيه..
امرأة همست بأذن جواد أعمى وخطفت قلبه وهي تبكي من تحت عصابة..
امرأة بدلت كل شيء..
قرب رأسه لها أكثر وبدا وكأنه يضغط عليها بجبهته ويستحوذ منها على كل
شيء حتى أنفاسها..
وأغمضت عينيها..
ولكن هو لا
كان يلتهمها بكل نظرة..
كان هو رعد..
ولكن مُبصراً ومشتهي لكل تفاصيل أنثاه
قوة حواء من ضعفها.. وضعف حواء لقوة آدم!
ابتعدت عن طوفانه بعناق!
شبت فوق قدميها الحافيتين وعانقته وطوقت رقبته بذراعيها الشاحبين من
القلق لتطبع قبلات رقيقة ومتفرقة على طول عنقه بتوسل طفولي:
ما تسافرش!
ارتجافة بسيطة لمست خده الأيسر, ليزيح ذراعيها ويحيط وجهها بقبضتيه وقد
اقترب بنظرته نحوها من جديد:
ما تخافيش.
وكانت كلمة تحمل كل ثقة وكل غرور وكل قسوة عرفتها برجل لم يكن يؤمن
بشيء سوى جبروته..
وربما لا زال!
وقست عيناها, وتوحشت وصرخت وغضبت:
مش رأيك لوحدك.
وضاقت عيناه وشردت وتجهم وجهه لينطق ببأس:
مشكلتي لوحدي.
وترقرقت عيناها بالدموع من جديد, تلومه.. تعاتبه:
لوحدك يا خالد؟!
ومرر إبهامه فوق شفتيها:
ما ينفعش تكوني طرف..
ومنعها من الحديث ليستكمل وبحدة قاسية:
ما فيش رحمة لو أنتم طرف!
وحينها ابتعد ليتركها ويغادر..
يترك نفسه لركض دون توقف, لهواء يُشبع أنفاسه ولكل فكرة قد تجول بخاطرة
أو لا تجول..
واليوم..
هذا الصباح..
تلك اللحظة..
واللحظة فقط..
يفتقد رعد.
*****************
احذر من امرأة فقدت كل شيء..
امرأة لديها الموت والحياة سيان!!
نعم..
فالموت لم يعد تلك الفكرة المبهرة التي ظننتها من قبل..
بل هو مجرد عذاب آخر في مسار قُدِّ ر له الألم..
هل تعلم أن عاطفة الحب أصبحت هلامية؟!
نعم..
فهي لم تعد تلك الصخرة الصلدة التي تتحطم فوقها القوانين..
الحب أصبح متاعاً مباعاً!
هل تدرك كم النساء في نخاسة الحب؟!
سلمت نفسها لمقاليد رجل..
روح وجسد وحياة في صفقة غير قابلة للتفاوض..
هل تعلم أنني توقفت عن العشق منذ فقدانك؟..
نعم أنا لم أعد أعشقك..
أنا محجوزة في تلك المنطقة الفاصلة أعاني اللعنات..
ليمبو!
هناك حيث يبدو أنني تخطيت الجنة بالفعل ولن أنال رفاهية العذاب
والمؤلم أنني أستحق!
سأخبرك سراً لن يعرفه أحد حتى أنت..
في نخاسة الحب الثأر غير مباح!
فانتقام العاشق منقوص..
وان كنت أنا لك عاشقة فأنت لي لعنة..
لعنتي الأبدية التي تأبى أن تفارقني حتى بالموت..
أو ربما تلك الهوة التي تعيد امرأة غابت عني..
شبح من الماضي ظننت أنه فارقني بلا رجعة فإذا به يقتات الحياة مني وبك
أنت تستحق انتقامي..
لعناتي وكراهيتي وثأري..
تستحق كل شيء مني ولكن لا أستطيع..
فبشكل ما وجودك يمنحني الحياة..
ربما لو رحلت لأصبح الموت..
أسهل!
حبيبي
والأمر ليس بيدك فالحب هنا يحدث رغماً عنك!
هل تعلم أن علاقتي بك هي أربع مفاتيح!!
هناك في خزانتي الثمينة أعلقهم على حافة مدببة لها طرف حاد مؤلم حد الدم!
أولهم مفتاح اللهفة..
نعم..
هي لهفة من أول نظرة..
هي كل تأوه سمعه قلبي مع نظرتك واهتمامك وقُبلتك الأولى وضمتك القوية
حتى وان كانت مُنتقمة!!
مفتاح الرغبة..
رغِبتَك لا أنكر..
هل تُخزي الرغبة امرأة!.. هل توصم بالعار زوجة!
هي فقط تقتل مُشتاقة!!
مفتاح الوَحشة
وهذا أسوأهم صدقني..
يقتلني الغياب, هذا الفراغ الخالي من تفاصيلك, تلك الهوة العميقة أسقط فيها
وحدي وكأنه بئر خطايا أسددها أنا فقط!
مفتاح العودة..
اخبئه..
بل أتركه هناك معلقاً على نهاية الطرف المدبب فهو يوازي كل جرح وكل قطرة
دماء ولًّت وستأتي!!
"رسائل كارمن"
كان يبتلع أول قضمة..
شهية وهشة ومغلفة بمذاق أرجواني!..
والعبق ملهم..
تفاصيل صغيرة من عطر الفواكه والجاردينيا بعمق بتلات الزهور وخشب
الصندل.. وكأنك ترقد فوق فراش أحمر وسط غابة!
اممممم..
كان فمه يمضغها ويستلذها ويبتسم بثقة لا ينكر أنها غادرته هذا الصباح..
والآن هناك تلك الومضة المزعجة داخله..
تلك الفتنة لا تستحق الموت ولكن الموت داخله يشتهيها بجنون!
ناولته الأخرى بنفس الابتسامة..
ليست ثقة بقدر ما هي غموض..
ويغيظه أنه سبر أغوراها الآن غير متاح
سيبتي القصر ليه يا كارمن؟.
وتركته لتحل خصلاتها.. بل تنثرها فوق كتفين..
وخطت حافية برشاقة نحو موسيقى لترقص!
هي تجد نفسها بتلك الخطوات..
وفتنتها أنها ليست مبتذلة فهي تتقن العزف فوق مفاتيح البيانو كما العازف..
هو بأصابعه..
وهي بقدميها.. خصرها.. ملامحها وعينيها المغمضتين..
وصمت قطع معزوفتها هي عندما استحوذ على خصرها..
تحركت شفتاها ببطء:
أنا مشوهة في قصرك!
وضم حاجباه..
هل يفهم أم أنه تاه من تلك الحمراء..
أزاحت يديه ثم تركته مبتعدة بضع خطوات وقد مررت إصبعها النحيل فوق
طرف كوب القهوة مع صوت ربما خافت ولكنه قوي:
أنا هارقص ككارمن مش شهرزاد!
اقتربت خطواته منها ليقف خلفها مباشرة مما جعل صوته قريباً جداً من أذنيها:
الحقيقة في اللحظة دي كارمن أجمل بكتير
وفجأة مرر هو أنامله فوق كتفها لينطق بنبرة جادة ومظلمة:
أنا عايز أرسمك!
بشكل ما فاجآها..
حتى أنها استدارت نحوه وسألته بعينيها قبل لسانها:
كنت فاكرة إنك عايز بس لوحة النهاية!!
اقترب منها خطوة أكثر وعلى وجهه أغرب ابتسامة رأتها منه يوماً وقد تشبعت
ملامحه بالثقة من جديد ليهمس بح ا ررة عاشق ولكن ليس لإمرأة بقدر ما هو
عاشق لنفسه:
مين قالك إني عايز أرسم شهرزاد؟!
ثم تخللت أصابعه خصلاتها بقسوة:
أنا عايز أرسم كارمن!
أزاحت يده من جديد وقد لمعت عيناها بتمرد:
بس كارمن مش لوحة..
وحينها أحاط هو وجهها بتملك فنان نحو أيقونة حظه, منحوتة غير قابلة
للاستبدال.. همس من جديد وبتملك:
اللوحة دي هي الحقيقة الوحيدة دلوقتِ يا كارمن.
رفعت ذقنها بكبرياء وربما رغبة في تلك اللوحة:
موافقة!
اتسعت ابتسامته حينئذ:
جميل
وتركها ليتوجه نحو اللوح الفارغ وربما فوضى الألوان المهجورة, حرفية تامة
علت ملامحه..
خلع سترته وشمر ساعديه واستدار نحوها فجأة وبعينيه خشونة مخيفة..
هذا الرجل يجمع بين كل تناقض ممكن..
وتزعزعت ثقتها للحظة قبل أن تغادرها تماماً مع جملته الأخيرة:
اقلعي!!
وتسارع الأنفاس يسبق الغضب وربما هو يستحق انفجار..
رجل لا يتقن سوى العُري ووقتما تنتصر شهوته لا يبتغي سواه.
ابتعدت مع نظرة مستهجنة بل مُحتقرة ليبتسم هو من جديد, وازته متهكمة:
ده الفن عندك؟!
وازها هو ليقف جوارها تماماً ويديرها نحو غرفة نومها بتحدٍ سافر:
وتستنيني هناك..
واستدارت بكل زرقة غيظ وحمرة غضب, ليضحك هو بابتسامة أوسع وأوسع ما
لبثت أن تحولت لغضب شرس:
خيبتي ظني يا فنانة!
ثم اقترب أكثر ليحيط رقبتها بكف واحد وتملك مخيف ويقترب بشفتيه من فمها
المصبوغ باتقان ليتابع بنهج مظلم:
أنتِ عارفة كويس أنا عايز إيه..
ثم صمت عن قصد ليضيف بعد ذلك:
وموافقة..
ضيقت عينيها تتأمله..
تلك العلاقة الغامضة التي تجمعها به
ضحية وجلاد..
الجلاد يأمر والضحية تنفذ...
لحظات مبهمة من الطاعة وكأن في صوت الجلاد خدر ونظ رته أمر ونهجه
قانون.
ولم تتمرد ضحية يوماً والا لأصبحت جلاداً
ولم تعد تميز الآن من هو جلادها الحقيقي مراد.. أم خالد!
تنفست ببطء مع متابعته وتلك المرة بهمس ناعم:
نهاية شهرزاد هناك في بولوني لكن نهاية كارمن حارسمها هنا!
وكان واضحاً فيما تلا ذلك لتتحرك كالمنومة نحو الفراش وتخلع ملابسها وترقد
متزينة بالشراشف..
نائمة أم ربما هائمة وقد تبدو ميتة..
جسد ممدد ورأس تدلى من على حافة الفراش حتى كادت خصلاتها أن تلامس
الأرض..
وعيناها مغمضة تمسك بين أناملها وردة!
وكانت تغوص بكل ذكرياتها مع همسه أمام لوحة ألوانه:
دي كارمن اللي أنا شايفها..
وربما مرت ثلاث ساعات أو أكثر وربما هي امرأة تتقن الموت كما الحياة وربما
هو لعب على أكثر أوتارها حساسية بتلك اللحظة..
اليأس..
الموت!
توازي وتقابل وتكامل!
فتحت عينيها أخيراً على قرب دافئ ونبرة استحوذت على كل فراغ:
وهج كارمن في موتها!
لتقابله بنظرة لا تخاف حتى وان كانت مقلوبة!!
***************


صمت الجياد بقلم /مروه جمالWhere stories live. Discover now