صراع المافيا

𝐏𝐚𝐫𝐭 09: الفاديتا للفاديتا

حارسان مستعدان للموت من أجلها و قد سبق و وُضعا في موقف الموت من أجلها..

الكثيرون يريدون شرائهم لكن الولاء لها لم يستطع أحد التخلص منه..

لهذا حدقت بهما بابتسامة جانبية قبل أن ترمي جسدها للخلف تستلقي على السرير تتركهما ليرتبا الطعام ليتناول ثلاثتهما سويا..

و بينما لوكا يتحدث مع أخيه حيال أنه يجدر به معاملة الأاثاث برفق وجدال أناتولي حيال أن الأثاث ليس ببشر ولا يشعر..كانت هي مستلقية على السرير بظهرها و ترفع يدها للأعلى أمامها حتى يتسنى لها التحديق بالوشم في رسغها..

في رسغ كان هناك وشم أفعى ملتف كأنه سوار..وفي الرسغ الآخر من الداخل وشم كلمة بالأوكرانية ..وشم ' العائلة '..وضعته هناك موضع الأوعية حتى تتذكر دوما السبب الذي يجعلها تدافع عن دمها..تدافع عن الفاديتا...

والدها جعلها وهو حي تكرر عبارة ' أنا من الفاديتا و للفاديتا ' فكررتها مئة مرة في اليوم دون أن تفهمها..والدها وهو حي كان يعيش في أوكرانيا معها و مع أمها دون منصب في المافيا معتزلا بعيدا عن العائلة لكنه كل ليلة كان ينغمس في أعمال سرية و اتصالات مهمة كأنه حتى ببعده لا يزال يعمل لحماية العائلة..

هناك في أوكرانيا حين عاشت أولى خمس سنوات لها مع والديها فقط لم تكن تعرف شيئا عن عشيرتها..لم تكن تعرف أنها حفيدة لعائلة مماثلة ولم تكن تعرف مصيرها نهائيا...

لهذا بدا لها كلام والدها في البداية مجرد وهم لأنها لم تعرف الفاديتا الذي كان يدفعها لتكرر لقبهم كل يوم..لم تعرف الدم الذي تحمله في عروقها و لم تعرف قيمة الوعد الذي ستقطعه..

والدها مات قبل 22 سنة و من المفترض أنها ليست مجبرة على تنفيذ وعده خصوصا ليس الآن وهم يريدون التخلص منها..لكن الحقيقة أن ذلك الوعد هو آخر رابط لها و آخر ذكرى لها من أبيها..

وعدها أن تكون من الفاديتا و للفاديتا..أن تكون فاديتا للعالم و أن تحمي الفاديتا من العالم..

لكن ما هي العائلة حقا ؟..هل هي العشيرة التي تحميها بينما يحاولون قتلها ؟ هل والدها كان سيطلب هذا منها لو علم ما يفعلونه ؟..بل ما الذي كان يفعله هو ؟ ..

كلها أمور لن تعرف جوابها يوما..

....................................................................................................

ما الذي يجدر بالمرء أن يشعر به يوم زفافه ؟

تساءلت إيرا طبعا ليس من أجلها بل كانت تنظر لابن عمها فاليرو يقف مقابلها ببذلته و قربه القس في انتظار قدوم العروس لتلاوة العهود...مراسم الزفاف لم تبدأ بعد..الآن هم ليتم الزواج أولا بعدها تبدا مراسم الإستقبال بعد ساعتين ...

لهذا كل الحاضرين في هذا الوقت هم أفراد العائلة فقط من العشيرتين وتقريبا جميعهم بثياب رمسية أكثر و أقل زينة و من ثياب المراسم حقا..ما عدا فاليرو الذي يرتدي بذلة و العروس التي ستأتي بفستان زفافها طبعا..

في أنواع مماثلة من الزواج بين عائلتين مماثلتين لم يكن الأهم هو العهود حقا بل الحفلة و الطعام و الضيوف لأن ذلك هو الوقت الذي ستحدث فيه مشاكل وعليهم التخطيط له أكثر مما يُقام الآن..

الآن هناك قس..عريس وعروس..عائلتين و بعض الحراس هنا وهناك في الحديقة الخلفية المزينة هذه..

الحفل حقا بعد ساعتين..

" تبدو متوترا كفتاة عذراء ليلة زفافها..تمالك نفسك.."

قالتها إيرا لفاليرو كونها قريبة منه تجلس في الصف الأمامي للمقاعد الخاصة بالفاديتا سمعها بوضوح و توقف عما كان يفعله..

و ما كان يفعله هو تعديل ربطة عنقه عشر مرات في الثانية بتوتر حقا..

لكن سماعها تصرح بذلك جعلته يغمض أعينه بنفاذ صبر يرفع رأسه للسماء يتمتم :

" أيها الرب امنحني القوة كي أتحمل ولا أقتلها..."

" لا تتعب نفسك..دعوتك لم تخترق حتى سطح رأسك الفارغ.."

وقبل أن يجيبها نطق جدهما قرب إيرا بنبرة فاصلة : 

" توقفا كلاكما.."

وكأن قائدا أنب جنوده خرست هي وفاليرو سويا في حين إيثان إبن عمتها و الحفيد الأكبر للفاديتا كان جالسا قربها و تنهد تنهيدة عميقة ..تنهيدة شخص يشعر بالملل في أول دقيقتين بالفعل..

شعره الأشقر الطويل كان مجموعا للخلف بينما ينظر لساعته كأنه لا يطيق صبرا لتنتهي التفاهة هذه و يغادر وهي لأول مرة تتفق ..أسوأ شيء يمكن وضع الفاديتا فيه هو مكان هادئ و منظم و تطلب منهم التصرف بلباقة..

فجأة رأت إيرا فاليرو يعتدل في وقفته و سمعت صوت موسيقى في الخلفية و كل الحضور وقفوا مكانهم يلتفتون لجهة واحدة مما يعني قدوم العروس لا غير..

الآن حان دور إيرا لتتنهد بينما تقف من مكانها كذلك..فالنظرة التي رأتها تحل في أعين فاليرو بينما يحدق بميرا في فستانها الأبيض كانت نظرة حب تشبه نظرة الجرو للعظم و نظرة القط للتونة..

فاليرو ابن عمتها مطلوب للعدالة في أكثر من دولة لكنها تراه الآن يقف عند المذبح و يتصرف بغباء..بل يتصرف بحب..قاتل مثله يبدو كقندس بحر لطيف بسبب الحب..

هذا ممل..

الحب للرجال أمثاله غير صحي بتاتا..

وهي تحتاج بعض الأكشن ليمر يومها هذا..

🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬

مرحبا يا رفاق ..فصل آخر 

أحبكم جميعا واحدا بواحد