مُعلِم الأحيَاء| تَايكُوك .

الخامِس عشَر .

و لشدةِ إنهماكِ الآخَر لَم يلاحِظ أن أحدهُم دخلَ إلى المطبَخ، أمَا عنهُ فقَد باتَ يتأملُ بياض رقبةِ الأصغر الذِي أغراهُ لحدٍ عظِيم، وبدونِ إدرَاك مدَ يدهُ إلى رقبتِه نيَة الشعورِ بملمسهَا بعدمَا إكتفَى من تأملهَا

إرتدَ جسد الآخر، وكَاد أن يقعَ أرضًا عندمَا أحَس بيدِ الأكبَر البارِد على رقبتِه
"جاكُوب، مَا أنتَ فاعِل؟"

ضحكَ الآخرُ بشدَه
"لاَ شئ، فقَط أردتُ إخافتُك"

كمشَ حاجبيِه بغَضب، ثمَ زفر بحُنق
"لكنكَ قُلت أننَا سنلتقِي بعدَ إنتهاءِ عملِي، ماذَا تفعلُ هنَا؟"

"تعلَم أنَ اليَوم هو آخِر يَوم في الإسبُوع و ليسَ لدَيّ عملٌ مِثلُك، لذَا أردتُ قضَاء بعض الوَقتِ في المقهَى، أيشكِلُ هذَا إزعاجًا؟"
إنتهَى و بوزَ شفتيهِ بلُطف.

"لاَ، أعنِي إجلس خارجًا هذهِ فترةِ المسَاء، و الزبائنُ كِثيرون كَما ترَى"
قالهَا ليحملَ صحنُ الكعكِ إلى الخارِج.

لعقَ جاكُوب شفاهُه و راقبَ مشيَة جُونغكُوك، رفعَ طرفَ شفاههُ بإبتسامَه جَانبيَه

...
جلسَ جونغكوك بتعبٍ شديِد على كُرسي عشوائِي في المطعَم، أسندَ رأسهُ على الطاولَه المُقابِله بتعب، ثُمَ حادثَ ذاتهُ بأسى شدِيد
"لَم أكُن أعلمُ أن غيابَ سي يُونغ ستكُون مُرهقَه بهذهِ القَدر، كدتُ أن أهلِك"

شعرَ بيدٍ تداعبُ خصلاتهِ، تذكرَ شيئًا مَا و رفعَ رأسهِ بسُرعةِ الشُهب.
"جَاكُوب، خلتكَ شخصًا آخَر، ثمَ أينَ كُنت؟، لَم ألمحكَ عندَ خُلو المطعمِ من الزَبائن"

رفعَ جاكُوب حاجبيهِ بشكلٍ مُبهَم
"خلتنِي أستاذُ الأحيَاء؟، الأستاذُ تايهيونغ؟"

كمشَ جونغكُوك حاجبيهِ بإستغرَاب
"و لمَا تظُن ذلِك؟"

"لأنهُ دومًا يلعبُ بشعرِك"

فتحَ جونغكوك عيناهُ بوِسع، لم يكُن بعلمهِ أن أمرهُ مكشوُفٌ للجمِيع، شعرَ بالإحراجِ و الغَضب، ثمَ نوَى الإستفسارَ من جاكوُب، ليدرِكَ كم هوَ مَفضوح، فتحَ فاههُ بغيةَ الحدِيث، ليُقصَم من جاكُوب

"لا بَأس، لا تُفكِر بالأمر كثيرًا، فقَط رأيتكمَا مرةً واحدَه، لم أكُن أنوِي الإختلاَس، لكِن حصل مَا حصل، و الآن ألستُ زبونًا؟، ألن تُقدمَ لِي ما أرِيد؟"

أغلقَ جونغكُوك فاههُ الذِي كان مَفتوحًا بإندهَاش
"نعَم، ماذَا تُرِيد؟"

"كوبانِ قهوَه لِي و لصديقِي جونغكُوك الذِي يُحب القهوَه، و قطعتانِ من الكعك لِي و للطِيف الذِي يجلسُ أمامِي"
قصدَ الغزَل، ليخجلَ جونغكُوك إثرَه