الفصل ٢١

5.8K 197 5
                                    


#رواية_خدها_كدة_زى_ما_هى
(٢١)
***
اشاح بلال وجهه بضيق عنها و اكمل طعامه حتى دق هاتفها فنظرت له وازدردت ريقها بصعوبة وحولت نظرها بين هاتفها وبلال الذى تحفزت حواسه قبل ان تحسم امرها وتجيب قائلة
- خير يا " فارس " متصل ليه ؟
انتفض بلال و قبض على يده بغضب وتغيرت ملامح وجهه فنظرت هى اليه وابتسمت بخبث وقالت بمرح ينافى قولها الحاسم منذ قليل
- ايه مفيش اخبار ولا كأنه كان عيش وكنافة اللى كلناهم مع بعض ؟
كانت تتحدث وهى ترى تعبيرات وجه بلال ولغة جسده التى تنبأها انه لولا وجود والدها لاوسعها ضربا ! فاستغلت هى الوضع اسوأ استغلال واغلقت الهاتف مع وعد بلقاء قريب وتبسمت قائلة لبلال وهى تضع بعض الطعام امامه
- اتفضل كمل اكلك يا " دكتور " بلال
نظر بلال لها بغضب واشاح بوجهه عنها فقالت هى بتلاعب وهى تلعب بخاتمه – الذى لم تخلعه- فى اصبعها
- هو انت اتضايقت ليه ؟ لسه بتغير عليا يا بلال ؟
زفر  بلال ونظر اليها قائلا بهدوء يحاول تمثيله
- - الغيرة ما بتخلصش حتي لو العلاقة خلصت.. ولو علاقتنا احنا انتهت لازم يبقى عندنا ثقافة التعامل بعد الانفصال مش معنى اننا انفصلنا يبقى احنا اعداء .. لازم نكون عارفين ان فى بينا نسب و اخواتنا بينا وسعداء فى حياتهم ومش عايزين نهدها ومش معنى انى بغير عليكى انى لسه بحبك هو بس انا لسه مش مستوعب انك مبقتيش ملكى مش اكتر
اغروقت عيناها بالدموع وقالت
- لو كنا خلفنا كنت هتطلقنى برضه ؟ ما خوفتش اكون حامل ؟
تهلل وجهه فى لحظة ليعبر عن اشتياقه لتلك الامنية التى يدعو الله بها وقال بدون وعى
- ياريتك كنتى حامل
تبسمت ميرا فادرك هو ما فعله فاكمل قائلا بحدة
- ساعتها كنت هخليكى على ذمتى عشان خاطر ابنى يعيش فى بيئة سوية موجود فيها اب وام لكن لو عليكى لوحدك ف انا قرارى خدته من شهور
- انت فعلا حاولت تعمل مع شهيرة حاجة وهى عندنا
نطقتها ميرا بغضب فنظر اليها مطولا وقال بتهكم
- المفروض تعرفى الاجابة لوحدك يا بشمهندسة لكن الظاهر انك محتاجة حد يوضحلك وانا هعملها بحكم الصداقة اللى جمعتنا قبل الجواز واللى هتجمعنا بعد الطلاق
تبسمت ميرا بانكسار وقالت
- كأن علاقتنا اتخلقت عشان تكون صداقة قبل الجواز وبعد الطلاق وكأن الفترة اللى بينهم كانت وهم وسراب !
عبست ملامح بلال بشفقة عليها ولكنه اكمل حديثه متجاهلا ما تفوهت به
- انا مش هقولك انى مستحيل اعمل كدة فى بيتى وفى وجود مراتى كمان لكن هقولك اثبتى بالمواقف ان بلال اللى مصارحكيش بمشاعره الا لما بقيتى مراته واللى محاولش يتجاوز معاكى فى حاجة طول فترة كتب الكتاب وانتى مراته قصاد ربنا والناس ، هيحاول يعمل كدة مع واحدة صاحبتك اجنبية عنه فى بيته وفى وجودك؟
شردت ميرا وهى تتذكر ما ذكره ! نعم هو لم يجهر بمشاعره لها الا وهى زوجته ولم يتجاوز معها فى فعل او حديث فى فترة عقد القران فكيف يفعلها مع غيرها ! مسحت دمعة خانتها وسقطتت وقالت بخفوت وهى تغادر المائدة
- انا اسفة ليك
غادرت ميرا وصعدت لغرفتها وسط نظرات الجميع لهما وبعدها انتهت الجلسة سريعا ليعود كل منهم لمنزله .
***
كان فريد يعلمها بعض الحركات القتالية لتجيد الدفاع عن نفسها حتى زفرت  نورين بضيق وهى تضع يدها تتحسس بطنها بتعب وقالت
- انا تعبت يا فريد .. مين يعنى اللى هيفكر يضايق واحدة بطنها قصادها ١٠ متر !
نطقت كلمتها الاخيرة بسخرية من نفسها فضحك هو بسخرية وهو يجذبها ليكمل باقى درسه قائلا
- اذا كانوا خطفوكى وانتى خطيبتى باعتبارك نقطة ضعفى
اردف وهو يجعلها تشل حركته ببعض الحركات وقال
- دلوقتى مش هيخطفوكى وانتى مراتى و كمان شايلة بنتى ! فين ذكائك يا دكتورة البهايم ؟ ولا كتر عشرتك للبهايم بهتت عليكى ؟
تعمد استفزازها ليرى نتيجة دروسه فرأها اسقطته رأسا على عقب على فقرات ظهره فتأوه بشدة وابتسمت هى بنصر و وضعت يدها على بطنها وقالت لصغيرتها
- برافو حبيبة ماما .. كدة المعسكر النسائى يفوز قصادك يا حضرة الظابط يبقى تقوم تنفذ اتفاق كل يوم
امسكت بيده ونهض متأوها بألم يستند عليها و اجلسته ورفعت حاجبيها بانتصار قائلة
- خلص اللى هتعمله وورايا على المطبخ يا حضرة الظابط
دلفت للمطبخ وتركته يمسد فقراته التى انهكتها بالضربة القاضية كعادتهم كل يوم وقال بتأوه خفيف وسخرية
- والله حلو .. ظابط الصبح فى المديرية يشخط وينطر فى خلق الله وبالليل بيخرط بصل مع ام العيال !
سمع صوتها تنادى عليه فدلف لها بادئا مهام عمله فى مساعدتها كالعادة خاصة انها كما يقول لها دائما " قنبلة قابلة للاشتعال فى اى لحظة "
***
جلست ريم امام ميرا واضعة المصحف امامها فقالت بخشوع
- سمعيلى يا ميمى
امسكت ميرا المصحف وبدأت ريم ترتل قول الله تعالى وسورة البقرة التى تحفظها وتلت قول الله تعالى " والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء ولا يحل لهن ان يكتمن ما خلق الله فى ارحامهن ان كن يؤمن بالله واليوم الاخر وبعولتهن احق بردهن فى ذلك ان ارادوا اصلاحا ولهن مثل الذى عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم "
اكملت ريم ولكن ميرا لم تنتبه الا عندما اخذت ريم منها المصحف واحتضنتها قائلة
- بطلتى تحفظى معايا ليه ؟
شردت ميرا وغمغت قائلة
- هرجع احفظ تانى يا ريم
- عدتك باقى فيها قد ايه ؟
- اقل من شهر ، يعنى لو ما ردنيش لعصمته يبقى خلاص الخيط اتقطع
قالتها واجهشت فى البكاء فى احضان ريم التى ربتت على ظهرها بحنان وقالت بعقلانية
- انتى لسه مخدتيش الضربة القاضية اللى وقفت حياتك .. انتى يا دوب خدتى وقعة بسيطة لكن رافضة تقومى ومانعة حد يساعدك ومحاوطة نفسك بشوك عشان تمنعى المساعدات عنك والا هتجرحى اللى يقرب منك زى ما بتجرحى نفسك
تشبثت ميرا بها ونامت فى احضانها قبل ان تتلقى اتصالا هاتفيا لتجيب بالخارج .
***
دلفت لغرفتها مسرعة لتجد ما قاله فى الهاتف صحيحا ، امسكت بهاتفها وحادثته فاجاب قائلا بمرح
- خلصتى لبس ولا لسه ؟
نظرت " ريم " للفستان امامها وقالت بحيرة
- انا مش مطمنة للفستان ده يا شريف
ضحك شريف وقال بحزم
- انجزى يا ريم مش هستناكى كتير
هتفت ريم باعتراض
- هسيب ميرا ازاى لوحدها وانزل معاك وكمان بابا ما يعرفش
زفر شريف وقال
- اولا انتى هتنزلى وسالى هتطلع تقعد معاها هى وسليم ، ثانيا انكل عز عارف كل خطوة هتحصل النهاردة .. يلا انجزى
اومأت ريم برأسها وانهت الاتصال معه وارتدت الفستان الذى احضره والذى تعجبت من جرأته ولكنها وجدت معه معطف ووشاح للرأس بلونه فزال تعجبها وانهت استعدادها وخرجت واستقلت سيارته فنظر لها بابتسامة وقبل يدها قائلا
- جاهزة يا صاحبة الصون والعفاف ؟
اومأت ريم برأسها فقبل يدها مرة اخرى و قبض عليها قائلا
- هنسيكى كل همومك النهاردة يا ريم .. اوعدك
ضحكت ريم فادار هو المسجل وانطلقا معا بالسيارة حتى وصلا لمطعم من الواضح انه مخصص لهما فدلفا معا و خلع شريف معطفها ووشاحها وقال بابتسامة
- حبيت تشاركينى الرقصة دى بعيد عن عيون الناس .
احمرت وجنتى ريم وبدأت الموسيقى التى تعرفت عليها ريم فى الحال وبدأ شريف يؤدى حركات تلك الرقصة المميزة وهى تؤديها معه ببراعة وقالت بهمس وابتسامة
- "تانجو " معزوفة الملوك !
استمر شريف فى رقصته وهمس فى اذنها قائلا
- الملكة تستحق ترقص بمعزوفة الملوك ولا ايه يا ملكة قلبى ؟
تبسمت ريم بخجل وهى ترقص معه وانفاسه تلفح وجهها وبشرتها حتى انتهت الرقصة ولثمها بخفة وقال بحنان
- بحبك يا صاحبة الصون والعفاف
ازداد احمرار وجه ريم وخجلها وهى تهمسها له ، وضع معطفها ووشاحها مرة اخرى و استقلا سيارته ليتابع السماء قائلا
- هنلحق الشروق على البحر ان شاء الله
نظرت له بدهشة فابتسم و قال
- هنشوف البحر فى الشتاء مع لحظة الشروق اللى بتحبيها يا صاحبة الصون والعفاف
ضحكت ريم واراحت ظهرها على المقعد وهى تغمض عينيها براحة ويدها ممسكة بكفه الحر منتظرة وصولها لعروس البحر المتوسط ورؤية الشروق .
***
اخرج ملابسه وبدلها بهدوء وهو يلقى نظرة عليها بين الحين والاخر يخشى استيقاظها فى اى لحظة خاصة لقرب اذان الفجر ، امسك " ظافر " القلم وكتب بحذر
- حبيبتى معلش نزلت من غير ما اصحيكى بس متأخر على الرحلة .. هسلملك على انقرة يا وردتى واجيبلك هدية كمان منها ، هرجع بالليل .. بحبك .
وضع الورقة بجانبها وقبل رأسها وانسحب من الغرفة و غادر المنزل قبل استيقاظها واستقل سيارته الى المطار ليبدأ رحلته لبلد جديد تتمنى هى زيارته .
***
كادت الشمس ان تشرق وشريف يوقف محرك سيارته امام قلعة قايتباى والقى نظرة لريم التى وجدها نائمة بجواره فضحك و ايقظها ووقفا معا يشاهدان الشروق مع البحر و امواجه الطاحنة فى فصل الشتاء فقالت ريم بشرود
- نفسى استقر هنا على طول
احتضنها شريف من الخلف وهما ينظران للشروق وقال
- اوعدك اننا لما نتجوز هنشترى شقة هنا ونستقر فيها
اكمل بمرح وهو يقبل راسها
- بس نتجوز قبل ما تجيلى جلطة
ضحكت ريم وقبلت يده وقالت بحنان
- بعد الشر عليك يا حبيبى
ادارها شريف وقال بابتسامة
- مبسوطة يا حبيبتى ؟
اومأت ريم برأسها وقالت بسعادة وامتنان
- بحس ان ربنا بعتك ليا هدية عن كل حاجة شوفتها .. بتحقق احلامى وامنياتى من وهى مجرد خيال .. ربنا يديمك عليا يا شريف
ضحك شريف واستدارت هى لترى مشهد البحر وقد ظللته الشمس بأشعتها الذهبية وقالت بشرود وعدم انتباه
- نفسى لما اموت تيجى انت هنا وتقعد مع ولادنا وتحكيلهم عننا
نظر لها شريف بلهفة وضيق وهو يديرها اليها فتبسمت هى وقالت بمرح
- بس اكيد هتبقى عجوز اوى ومش عارف تتكلم اصل ٩٠ سنة صعب يعرف يحكى زى شاب عنده ٣٠ سنة
ضحك شريف وربت على وجنتها بحنان وقال بمرح
- ٣١ سنة يا انسة لو سمحتى
قهقهت ريم وهى تعود لوضعها الاول ناظرة للبحر وهو خلفها يطوق خصرها ويبتسم برضا.
***
استيقظ فريد وارتدى ملابسه وخرج ليتناول افطاره مع نورين التى جلست وهى تبدو شاحبة ومرهقة فقال بقلق
- مالك يا نورين ؟
عضت نورين على شفتها السفلى وهى تحاول كتم المها وقالت بابتسامة جاهدت فى رسمها
- انا تمام يا حبيبى متقلقش انت
اقترب فريد منها وجثى على ركبتيه امامها وقال
- لا انتى مش كويسة خالص .. حاسة بايه ؟
دمعت عينا نورين بألم وقالت ببداية بكاء
- وجع جامد من الفجر بس خلاص مبقتش مستحملة
نظر فريد لها بقلق وخوف يشوبه الغضب وقال بحدة
- وساكتة كل ده وكمان حضرتى فطار وهتسبينى انزل !
بكت نورين وقالت
- يعنى هعطلك عن شغلك ؟
لم تستطع ان تكتم صرخاتها اكثر من ذلك واطلقت صرخة متألمة فنهض هو فزعا وصعد لشقيقه لم يجده كعادته مؤخرا فهبط لوالدته وجدها تتناول افطارها هى ووالده فقال
- بلال فين ؟ هى بتولد فوق انا اعمل ايه دلوقتى حد يفهمنى
هرولت والدته تصعد لها ولحقها فريد ووالده الذى هاتف بلال قائلا بعصبية
- انت فين يا بلال ؟
زفر بلال وقال بارهاق
- فى المستشفى يا بابا ، خير فى حاجة ؟
قال عبد الكريم بعصبية وقد فقد صبره بصرخات نورين المنبعثة
- نورين بتولد يا بيه
ضحك بلال وقال بهدوء
- هاتوها على المستشفى انا مستنيكم
اغلق بلال المكالمة مع والده وارتدى معطفه الطبى واخبر احدى زميلاته بحالة نورين وامر الممرضات بتجهيز غرفة العمليات .
***
صرخات نورين تملأ الغرفة ووالدها وشقيقاتها بالخارج ينتظرون بقلق خاصة ريم التى عادت مسرعة هى وشريف ، فخرج بلال قائلا لشقيقه بضحكة
- تعالى عشان طلباك .. هو ممنوع بس استثناء عشان خاطرك
اومأ فريد برأسه ودلف معه وجده يقف بجانب نورين وزميلته هى من تتولى الامر فقال بحدة وغضب
- انا جايب مراتى وبنتى ليك يا بلال مش لغيرك
شعرت زميلته بالحرج وكادت تتوقف ولكن بلال امرها بالاستمرار وقال
- انا مش نايم بقالى اكتر من ٦ ايام فالدكتورة هتبقى امان ليهم اكتر صدقنى
ربت على كتفه وتركه وخرج ليقف مع الجميع وارتفعت صرخات نورين ويدأت تضرب فى فريد بهيستيريا فاصبح المشهد مضحكا لارتفاع صرخاتها وصرخاته هو من ضربها وغرز اظافرها فى جسده وفى بعض الاحيان عضه حتى شاركتهم صرخة ثالثة اخيرا معلنة ميلاد صغيرتهم ، هدأت حركة نورين واخذ هو الصغيرة ولثمها فى جبينها والتقط انفاسه بصعوبة وقال بصوت متهدج وهو ينظر اليها شزرا بطريقة مضحكة
- عليا الطلاق منك بالتلاتة ما عايز عيال تانى .. خلاص جبرنا على كدة !
ضحك الجميع ماعدا نورين التى كانت غير مدركة لما يقوله فخرج بالصغيرة للجميع وهو يقول بفرح
- نورت دنيتنا اخيرا
التففن الفتيات حوله يحاولن اخذها منه ولكنه أبى ان يعطيها لاحد قبل والدتها ، فأومأ الجميع برأسه وجلس هو يحاول التقاط انفاسه من المعركة التى كان مشتعلة بالداخل ونظر للطفلة طويلا وهو يحتضنها مانعا احد من الاقتراب منها وسط ضحكاتهم ولهفتهم لرؤيتها وقال لها بخفوت
- يلا افتحى عيونك عرفينى لونهم ايه .. عسلى زى ماما ولا خضراء زيى ولا مزجتيهم ببعض وبقى زمردى اللون اللى بتتمناه ماما ؟
داعب وجنتى الصغيرة منتظرا خروج والدتها والجميع ينظر لهم .. عز الدين وعبد الكريم ينظران برضا واشتياق للطفلة ، بلال دمعت عيناه رغما عنه وهو ينظر لميرا التى تشبثت نظراتها بالطفلة وتمنع دموعها من السقوط ، اما روز فكانت تبتسم بحنان للطفلة وهى تتمتم بالدعاء ليرزقها الله مثلها وبعثت رسالة لزوجها تخبره بقدوم الصغيرة لعالمهم ، وسالى التى تضحك بطفولة وهى تشير للطفلة بمرح ، وريم التى تبتسم برضا .
***
فتحت نورين عينيها اخيرا لتجد الجميع حولها وفريد جالس بجوارها وفى احضانه صغيرته التى اعطاها لها قائلا بابتسامة
- حمد لله على سلامتك يا ماما
تبسمت نورين وداعبت انامل الصغيرة باناملها وقالت
- الله يسلمك يا حبيبى .. سمتها ايه ؟
ضحك فريد و اشار لنفسه قائلا
- بعد الضرب اللى خدته جوه استنتيك لما تفوقى ونسميها مع بعض بدل ما اتضرب تانى
نظرت نورين للطفلة وقالت
- فتحت عيونها ولا لسه ؟
ضحكت ريم وهى تأخذها منها ولثمتها واعطتها لوالدها الذى احتضنها برفق وفتحت الصغيرة عينيها ليضحك والدها ويقول
- كارثة جمعت بين نورين وفريد !
وقفت روز بجانبه لترى لون عينين الصغيرة فضحكت وقال بمشاكسة
- طالعة لخالتها يا روحى
نظرت نورين لها وقالت بخيبة امل
- بنى زيك !
رفعت سالى حاجبيها وقالت بمكر
- ما ليها اربع خالات فى منهم عيونها رمادى وازرق وبنى اشمعنى البنى يعنى ؟
صمتت نورين فقال فريد بضحك
- قعدتى تبصى لعيونى عشان تيجى لونها وفى الاخر مجاتش
ضحكت ميرا وهى تعطيهم الصغيرة ليروا لون عينيها بانفسهم فقالت نورين بسعادة وهى تحتضنها
- زمردى ! جمعت بينا زى ما اتمنيت .. الحمد لله يارب
احتضنهما فريد بفرحة والجميع حولهم يبتسم برضا .
***
خلعت " روز " سترة ظافر وهى تصف له الصغيرة بمرح وسعادة فاجلسها على قدميه وقال بابتسامة
- فريد كان واخدها كدة صح ؟
اومأت روز برأسها وهى تعبث بشعره فقال بضحك
- بس نورين المفروض كانت تستنانى لما ارجع من السفر عيب كدة على فكرة
اطلقت ضحكة رنانة وقالت من بين ضحكاتها
- ده ليه ان شاء الله ؟
شاركها ظافر ضحكاتها وقال بمرح
- عشان انا انكل ظافر عم البت كنكة دى
لوت روز شفتيها بغضب مصطنع وهى تصحح اسم الصغيرة قائلة
- اسمها " كندة " يا كابتن ظافر
ضحك ظافر وهو يحملها بين يديه ويدور بها عدة مرات وسط ضحكاتهم معا .
***
ضربت " ريم " رأسها فى الباب عدة مرات بعنف لعلها تكون فى حلم وبعدها استدارت لوالدها الذى نظر لها بشفقة وقالت بذهول
- وحضرتك وافقت ازاى يا بابا ؟ هى متهورة لكن حضرتك عاقل تعرف توزن الامور 
زفر عز الدين بضيق وقال بحسم
- انا مش هفرض عليها حاجة تانى يا ريم .. كفاية اول مرة فرضت رأيى عليها وكانت نتيجتها انها رجعت مطلقة
دارت ريم حول نفسها عدة مرات وهى تمسك برأسها وقالت بتعجب واستنكار
- لا يمكن تكون وافقت .. اكيد فى حاجة غلط ، ازاى ترضى بخطوبة لواحدة هى لسه فى عدتها الشرعية ؟ احنا كدة بنقطع كل امل لبلال انه يردها تانى !
اوقفها عز الدين وقال بعصبية
- لو كان عايزها كان ردها فى الشهرين ونص دول مش هيستنى الاسبوعين دول ويردها فيهم
وقفت ريم وهى تحاول خفض توترها واردف عز الدين قائلا
- المشكلة انهم عايزين يكتبوا الكتاب تانى يوم ما تخلص عدتها بالظبط
دمعت عينا ريم وقالت بحزن
- مستحيل !
نظر لها عز الدين وقال بحزم
- الكل هيجى يبارك لنورين ، انا هعلن خطوبتعم النهاردة خصوصا مع وجوده هو كمان
جلست ريم تنظر له بوجوم غير قادرة على التفكير حتى نطقت ما تشعر به فجحظت عينا والدها بدهشة ولكن دهشته تحولت لابتسامة بخبث وهو يقص عليها ما ينوى فعله .
***
تعالت ضحكات الجميع وهم يستمعون لمزاح ظافر مع فريد و شقاوة سالى وهى تشاكس زوجها ، لم يتغيب احد وكانت العائلة مجتمعة ما عدا " بلال" الذى بالتأكيد فى عمله لليوم السابع على التوالى وكأنه ينتقم من نفسه هكذا ! ولكن بدلا منه كان يقف " فارس " بينهم محاولا الحديث مع الشباب المتحيزين لبلال بالتأكيد .
حول عز الدين نظره بين الجميع و بعدها وقف فى المنتصف قائلا بابتسامة مصطنعة
- بجملة الافراح بقى انا هعلن عن ميعاد فرح
تهلل وجه شريف وهو يقول بمرح
- اخيرا .. لقد هرمت من اجل تلك اللحظة يا انكل
ضحك عز الدين برغم توتره على رد فعل شريف المرح وقال
- لا مش فرحك يا شريف
عقد شريف حاجبيه بتعجب وهو ينظر للشباب وبدأ القلق والتوتر يظهر حتى قال عز الدين بثبات
- فرح " فارس وميرا " كمان اسبوعين .. هو خطبها منى وانا وافقت .. باركولهم 
الجمت الصدمة الجميع حتى ميرا التى بدأت ترتجف وهى تحاول مداراة جسدها بجلبابها الواسع الذى اصبحت ترتديه مؤخرا وتنظر للجميع بترقب وامتلأت عيناها بالدموع قبل ان تقترب منها سالى وتحتضنها وهمست فى اذنها قائلة
- متأكدة من قرارك يا ميرا ؟
اومأت ميرا برأسها وهى تدفن وجهها فى صدرها لتخفى دموعها وبعدها هنأها شقيقاتها وازواجهن الذين توجهوا لفارس وهنأوه باقتضاب وانتهت الجلسة وغادر الجميع ولكن شريف ذهب لبلال العيادة وانتظره حتى انهى عمله ودلف اليه وجده يريح ظهره على المقعد ومغمض العينين بارهاق فجلس امامه وقال بود وحنان
- بقالك كام يوم منمتش ؟
اشار بيده لرقم ٧ فزفر شريف بضيق قائلا بغضب
- انت عارف ان عدة ميرا باقيلها اسبوعين وتخلص ؟
اومأ بلال برأسه وهو مازال شبه نائما فقال شريف ببداية عصبية
- انت عارف انك بتنتحر يا دكتور ؟ ادتها القرار ازاى وانت عاجز عن المواجهة ؟
فتح بلال عينيه بارهاق وقال
- عايزنى اعمل ايه يا شريف ؟ اردها من غير علمها عشان فى كل خناقة بينا تقول انى مفروض عليها من والدها ؟ ولا اروح اصرخ تحت بلكونتها واقولها بحبك سامحينى يا اللى لجأتى لغيرى فى اول ضربة خدتيها وعندك استعداد تختاريه هو مش انا ؟ يلا اختار يا بشمهندس
كاد يجيبه ولكن الممرضة فتحت الباب واستأذنت لدخول ضيفة فأذن لها بلال ونظر للباب على امل انقطع فور رؤيته " شهيرة " تدلف بثقة وجلست امامه قائلة وهى تضغط على حروفها
- ازيك يا "دكتور بلال "  ؟
نظر بلال لها باستياء واجاب بحدة
- خير جاية ليه ؟
ضحكت شهيرة وقالت بوقاحة
- اول ما عرفت ان الطريق فضى جيتلك يا حبيبى
عقد بلال حاجبيه بعدم فهم فأكملت وهى تنظر له بتشفى
- هو انت متعرفش ان ميرا هتتجوز فارس ولا ايه ؟ ده خطوبتهم كانت النهاردة وصاحبك كان موجود
لو كانت النظرات قاتلة لكانت نظرات شريف كفيلة ان تسقطها قتيلة فى الحال ! انتفض بلال بفزع من على المقعد وقال بتساؤل لشريف
- كلامها بجد ؟
اومأ شريف برأسه بصمت وتبسمت شهيرة بانتصار وهى ترى تألمه ولكنه قال بتماسك وهو يتفحصها من اعلى لاسفل
- عادى تتجوز وانا كمان هتجوز
ضحكت شهيرة بدلال ولكنه قال باشمئزاز واضح
- هتجوز اى واحدة فى الدنيا غيرك ، لو انتى اخر ست فى الدنيا مش هتجوزك .. نجوم السما اقربلك منى يا شهيرة
طعنتها الكلمة فى انوثتها ولكنه اردف بسخرية وهو يفتح الباب طاردا اياها
- بقى حد يبقى معاه ملكة ويروح يتجوز خدامتها ! الواحد بيطلع مش بينزل ، بره حياتى يا شهيرة
وعلى عكس الثورة المتوقعة خرجت شهيرة وغادرت العيادة فاستدعى بلال الممرضة وقال آمرا
- البنت دى لو جت العيادة تانى متدخليهاش .. مفهوم ؟
اومأت المرضة برأسها فقال شريف
- الغى الحجوزات بتاعة الاسبوع ده
وافقت الممرضة وانصرفت واغلق بلال العيادة عائدا للمنزل بارهاق وقد فقد قدرته على السهر ، القى بنفسه على الفراش واحتضن منامتها كعادته كل ليلة وغط فى نوم عميق يحتاجه .
***
جلست سالى تعبث فيما امامها بشرود حتى قال سليم  بمشاغبة وهو يحتضنها
- الجميل سرحان فى مين غيرى ؟
غمغت سالى بشرود وضيق
- هتتجوز فارس مش هترجع لبلال !
اومأ سليم برأسه وقال بعقلانية
- بلال يعتبر اعقل واحد فينا .. اختار انه يديها حرية قرارها اذا كانت هتختاره ولا هتختار فارس اللى بعد حوار شهيرة حست بحب من ناحيته وانه كان مظلوم
اقتنعت سالى وقالت بتساؤل
- هو ممكن الانسان يحب تانى وبعدين يرجع يفتكر حبه الاول ؟
نفى سليم وقال بشرح
- مفيش حاجة اسمها حب اول وحب تانى لكن فى حاجة اسمها حب حقيقى ، لو كانت ميرا بتحب فارس فعلا مكانتش عرفت تحب بلال بعده وتتجوزه ، كل الوضع ان الاتنين مشتتين وتايهين وكل واحد مستنى الطرف التانى هو اللى ياخد الخطوة الاولى عشان التانى يكمل عليها
- يعنى هى كدة بتحب مين ؟
- لو الحب الاول كان صادق مكانش القلب هيدق لحب تانى بعده عشان كدة الحب الاخير هو اصدق حب مهما كان رقمه
اومأت سالى برأسها وصمت سليم شاردا فيما يخبأه لهم القدر .
***
دلفت ريم لحجرة ميرا ووضعت امامها الطعام وقالت بتفحص وهى تنظر لملابسها
- مش ملاحظة ان لبسك واسع جدا سواء بيت او خروج ، انا حاسة ان لبس الخروج بتاعك باقيلك نقاب وخلاص
توترت ميرا وقالت بتلعثم
- عادى يا ريم بحاول التزم
استندت ريم على المقعد وعقدت ذراعها امام صدرها وقالت
- الالتزام بعد طلاقك من بلال ، طيب الخروج والتزام لكن لبس البيت ليه ؟
غمغمت ميرا بتوتر وهى تحاول النظر لاى شىء الا عيون ريم
- عشان لبسى وكتبى كلها فى فيلا انكل عبد الكريم وانا مخدتهمش ومش عايزة اروح عشان عارفة ان بلال هيكون هناك فاشتريت اى لبس وخلاص
اومأت ريم برأسها ونهضت قائلة بحنان وهى تقبل جبينها
- انا هنام يا روحى محتاجة منى حاجة ؟
احتضنتها ميرا ونفت احتياجها لشىء وتناولت طعامها بعدما غادرت ريم التى لم تدرى انها عادت اليها كعادتها دائما كل ليلة فى الاطمئنان عليها وهنا نظرت لها وهى تبتسم وقالت فى نفسها
- كنت متأكدة .. ربنا يهديكى يا ميرا .
***
بعد مرور اسبوعين
***
وقفت ميرا فى غرفتها تفرك اصابعها بتوتر وهى تنظر لشقيقاتها برجاء وجدت كل منهن مشغولة فى فعل شىء و امسكت هاتفها محاولة محادثته فالامر يبدو جاد ولكنه لم يجيب فهتفت فى روز بضيق
- هاتى فونك يا روز
نظرت لها روز بتساؤل فاختطفته هى وحادثت بلال الذى اجاب بلهفة
- كتبوا الكتاب ولا لسه يا روز ؟
لم يأته صوت روز بل اتاه صوت ميرا تهتف به برجاء قائلة
- متكتبش ومش هيتكتب .. انا غبية زى ما كنت بتقولى وغلطانة من هنا للصبح بس تعالى امنع كتب الكتاب عشان خاطرى
ترجل بلال من سيارته وقال بسخرية
- اجى امنع كتب الكتاب ليه ؟ مش ده حبيب القلب اللى كنتى هتموتى عليه وحددتى كتب الكتاب بعد عدتك ما خلصت بيوم يا ميرا
بكت ميرا وقالت برجاء
- كنت عايزاك تغير عليا وتعترف انك بتحبنى وتردنى لعصمتك تانى مكنتش اعرف انك هتسبنى لحد الموضوع ما يقلب جد كدة
- غبية ما بتتعلميش من غلطك ابدا ! اعمل فيكى ايه تانى عشان تتعلمى يا ميرا ؟
- اعمل اى حاجة بس وانا مراتك بالله عليك
زفر بلال بضيق وكاد ان يجيبها قبل ان تدلف ريم هاتفة بصوت مرتفع
- كتبوا الكتاب يا ميرا
اطلقت ميرا صرخة فزعى وقالت بجنون لبلال الذى يركض
- لا مستحيل .. تعالى بالله عليك
صرخ بها بلال بغضب وقال
- غبية ما بتتعلميش ! افتحوا الباب انا واقف
هبطتت ميرا بصحبة شقيقتيها وجدوا بلال يقف امام الجميع ويقول لفارس بحدة وصراخ
- طلقها
وقف فارس امامه وقال ببرود
- مراتى يا دكتور خلاص راحت منك
اقترب منه بلال ولكمه فى وجهه صارخا به بغضب
- بقولك طلقها هى مش عايزاك
منعه ظافر من ضربه فامسك فارس بميرا قائلا بتحدى
- مراتى شرعا وقانونا يا بلال
حاولت ميرا تخليص نفسها من قبضة فارس طالبة من بلال المساعدة فجذبها الاخير من خصرها قبل ان يتجمد فى مكانه لحظات وهو يحدق بها وبما شعر به وكأنه يكذب نفسه وهنا تبسم عز الدين بخبث ونهض قائلا بحدة
- كفاية !
وقف فارس خلف ظافر يحاول التقاط انفاسه وبلال مازال فى صدمته وميرا امامه ترتجف خوفا منه ! ضحك عز الدين وهو ينظر لبلال وصدمته وقال
- الظاهر ان المغفل اكتشف خلاص
اومأ بلال برأسه وهو مازال بنفس دهشته واكمل عز الدين ليوضح الامر للجميع المتعجب عدا " ريم "
- كتب الكتاب متمش يا فارس يعنى هى مش مراتك
هتف فارس بضيق متسائلا فاجاب عز الدين وهو يرمق الجميع بنظراته
- اجوز ازاى واحدة لسه فى عدتها ؟
- عدتها خلصت امبارح يعنى هى مراتى شرعا وقانونا
نطقها فارس بغضب فضحكت ريم وهى تنظر لصدمة بلال التى مازالت على هيئتها وقالت بشرح
- الحامل عدتها تخلص لما تضع مولودها ولان الغبية زى ما هو بيقولها " حامل " يبقى لسه فى عدتها وجوازها من غيره باطل
ضحكت وهى ترى ردود الافعال المتعجبة من الشباب و اكملت قائلة
- كانت مخبية حملها علينا كلنا بلبسها الواسع ومعتقدة ان دى حاجة ممكن تستخبى ، عشان كدة لما فارس طلبها وهى وافقت محدش عارضها ووافقنا بسهولة عشان عارفين ان الجوازة مش هتم لانها ببساطة لسه من حق بلال ، وبابا كان مفهم المأذون وعملنا كدة عشان نربيهم ونعرفهم انهم لما اتحطوا قصاد اختيار كان نتيجته انهم اختاروا بعض
نظر الجميع لبعضهم بتعجب قبل ان يقول بلال بتساؤل وعدم تصديق
- حامل فعلا ؟
اومأت ميرا برأسها وهى تأخذ بيده وتضعها على بطنها فشعر بحركة تحت يديه وكأن طفله يحيه فأكمل قائلا بهدوء عجيب وخبرة عمله
- فى السادس صح ؟ مقولتليش ليه ؟ كنتى عايزانى اعرف امتى ، لما يتصلوا بيا يقولولى الحق مراتك بتولد ابنك اللى انت متعرفش عنه حاجة ولا لما تجيبلى طفل تقوليلى ابنك اهو اللى انا حرمتك منه ولا كنتى تعملى زى الافلام وتسافرى بيه وترجعيلى براجل قد الباب بيقولى يا بابا !
نظرت ميرا اليه وقالت بتوضيح وهى تحاول منع دموعها
- عشان كنت عايزاك تردنى عشانى انا مش لانك عايز ابنك يعيش مع اب وام وبس .. حطيت نفسك فى اختيار مع غيرك وما تعرفش انى مختاراك من زمان اوى وان احساسى ناحية غيرك كان مجرد شعور بالذنب لانى ظلمته مش اكتر لكن انا بحبك انت
تهدج صوتها فى كلمتها الاخيرة وبكت فاقترب هو منها فارتعشت خوفا منه واختبأت خلف فريد وظافر منه فغضب وقال
- بتتحامى فيهم منى يا ميرا ؟ تعالى هنا
نطقها وهو يجذبها نحوه بعنف وقال بغضب
- عارفة انتى حرمتينى من ايه ؟ انتى حرمتينى من احساسى بيه من اول لحظة معاكى.. حرمتينى من اول حركة تحسى بيها .. عرفتيه صوتك ومعرفش صوتى يا ميرا .. مشوفتش شكلك وهو بيتغير كل يوم وتابعت ابنى وهو بيكبر ، كل اللى بشوفه مع الناس بحكم شغلى انتى حرمتينى منه فى ابنى يا ميرا
دمعت عينا الجميع بتأثر واجهشت هى فى البكاء وهى تغمغم بالاعتذار له واحتضنها هو متأوها بشدة وسألها قائلا
- ولد ولا بنت ؟
حاولت ان تبتعد عنه حتى تضمن امان نفسها خوفا من رد فعله ولكنه ضمها اكثر فقالت بخفوت
- ولد وبنت .. توأم
- كمان ! يا جبروتك يا ميرا
قالها صارخا فيها بغضب فنظرت لوالدها وازواج شقيقاتها لعل احد ينقذها منه ولكنه قال بتوعد
- قسما بالله هحاسبك على كل ده يا ميرا بس الاول فى حاجة مهمة لازم اعملها عشان اعرف احاسبك براحتى
نظرت اليه بتساؤل فقال هو بصوت جهور ناظرا لفارس بظفر وانتصار
- رددتك لعصمتى وملك يمنى يا ميرا
ضحكت ميرا واحتضنت شقيقاتها بفرحة وجلس هو امام والدها يدهم بيد بعضهما ليوثق الامر رسميا وهو ينظر لها بابتسامة وتوعد وسط ضحكات الجميع !
***
جلست نورين تهدهد طفلتها غير مصدقة ما حدث منذ قليل والمفاجأت التى تلقتها بداية من حمل ميرا وعودتها لبلال وحتى مغادرة فارس بعدما صافح بلال بتسامح وهنأه ! كانت روز جالسة بجانب زوجها وقالت لريم
- طلعتى مش سهلة يا ريم ومدبرة كل ده مع بابا !
ضحكت ريم ونظرت لوالدها وزوجها وقالت
- انا مدبرة كل ده مع كل الشباب ماعدا " بلال "
نظرت روز لظافر وقالت بصدمة
- وعرفت تخبى عليا ازاى يا ظافر ؟
قهقه ظافر وقال غامزا
- عشان عارف انك هتقوليلها وتتكشف خطتنا بس احنا مكناش نعرف انها حامل
ضحك الجميع ونظرت نورين لفريد وقالت
- وطبعا البيه كان عارف
نظر فريد حوله بحركات عشوائية  اثارت ضحك الجميع قبل ان ينطق شريف قائلا برجاء
- حددولى ميعاد الفرح الله يكرمكم انا تعبت
ضحك الجميع وقال فريد
- ما بلاش الكلمة دى الله يكرمك عشان كل ما بتقولها بيحصل مصيبة
اومأ سليم برأسه وقال بمرح
- المرة اللى فاتت قولتها وجه بلال بميرا معيطة وهوب رمى اليمين وجرى
- وخدت بوكسين زى الفل
نطقها بلال بضحك وهو يتحسس وجهه وينظر لظافر وفريد بتوعد فضحكا وقال شريف
- سيبكوا من الناس دى ، انا عايز ميعاد الفرح عشان انا حاسس ان الجوازة دى فيها حد نحس يا انا يا هى
ضحكت ريم وقالت بثقة
- انا طبعا النحس
قهقه الجميع و اعطى سليم مظروف لشريف فنظر اليه بتعجب وقال
- ايه ده يا سليم ؟
تلعثم سليم ونظر اليهم قائلا
- ده استدعاء من الجيش ليك
جحظت عينا شريف بدهشة وقال
- ازاى !
و...
يتبع ...
#رواية_خدها_كدة_زى_ما_هى
#تقى_خالد

رواية خدها كدة زي ما هي Where stories live. Discover now