الفصل السابع

7K 242 3
                                    

#رواية_خدها_كدة_زى_ما_هى
(٧)
***
ظلت تبكى حتى قالت من بين شهقاتها
- بابا انا هقدم استقالتى من الشركة وياريت تقبلها
نظر اليها عز الدين بدهشة وقال
- ايه ؟
لم تبدى اى دهشة واكملت قائلة ببكاء
- بابا هو انا وحشة ؟
نظر اليها والدها بدهشة لم يبدها لها وقال
- شكلا ولا مضمونا ؟
- الاتنين
رفع عز الدين وجهها ونظر اليها بتمعن وقال بغزل لرضاء فلذة كبده المتألمة
- بحياتك يا ولدى امرأة عيناها سبحان المعبود .. فمها مرسوم كالعنقود .. ضحكتها انغام وورود والشعر الغجرى المجنون يسافر فى كل الدنيا ، ده رد عبد الحليم وعز الدين على جمالك يا اجمل من رأت عينى
احتضنها والدها مطمئنا اياها واكمل قائلا
- اما بقى مضمونا .. فانتى جوهرة يا ريم وهو الواحد لما بيبقى عنده جوهرة بيحطها على الرصيف ولا بيحافظ عليها ؟
اومأت برأسها ايجابا وقالت
- بيحافظ عليها طبعا
- قولى لنفسك بقى يا جوهرتى
شردت ريم واكملت بحزن
- اومال ليه بيعملوا معايا كدة ؟ ليه العيب بيكون فيا ؟
لم يفهم ما تعنيه فأكملت هى
- كله بيحسسنى انى عانس وفاتنى سن الجواز ، كله بيحسسنى ان العيب فيا عشان لسه ما ارتبطتش  لحد دلوقتى ، هو انا عشان محترمة نفسى وشايفة ان لسه مفيش انسان مناسب ارتبط بيه ابقى نعقدة ووحشة وبحدف دبش ومفيش حد بيبصلى ولا بيعبرنى !
قالت كلمتها الاخيرة واجهشت فى البكاء فأحتضنها عز الدين للمرة التى لا تذكر منذ بكائها وقال
- مين اللى بيقول كدة يا جوهرتى ؟ حبيبتى انتى عاقلة ، بنت صح مش عايزة تعيشى مرحلة وخلاص ، انتى عايزة يوم ما تسلمى قلبك تسلميه للانسان الصح اللى هيكمل معاكى عمرك كله ، انتى اللى زيك مش موجود يا ريم
قالت بصوت متقطع من بين بكائها وشهقاتها
- انا مسترجلة يا بابا ؟ هو انا عشان ماليش فى مياعة البنات واللبس الضيق والميك آب ابقى راجل ؟!
- حبيبتى انتى محترمة ، انتى محافظة على نفسك مش ماشية بلبس يبين اكتر ما مغطى وتقولى حرية شخصية اصل بابا شايفنى كدة ولا حتى وشك محتاج ميك آب كأنك عروسة مولد ! انتى عيونك زرقا جميلة اوى ورموشك طويلة ووشك رائع جمالك هادى وطبيعى يا بنت حورية – احتضنها – مين اللى مزعلك اوى كدة ؟
- كل الناس يا بابا ،  من شوية صاحبة سالى كانت بتتكلم معاها وانا اتدخلت فى الحوار اقول رأيى قالتلى " اسكتى وخليكى فى حالك وانتى اساسا لاقية حد يعبرك " وكل صحابى بعدوا عنى وخايفين على أزواجهم منى كل ده عشان باقيلى ٣ سنين وادخل فى التلاتين ! وخالاتى بيقولولى اتجوزى ده انتى اللى فى سنك امهات من سنين ! واللى زاد وغطى سى زفت اللى قالى انى راجل .. انا راجل !
قالت كلمتها الاخيرة واجهشت فى البكاء مرة اخرى واحتضنها والدها وبعدها رفع وجهها ومسح عبراتها وقال بمزاح
- وفيها ايه لما تبقى راجل فى الشارع وفى البيت احلى انثى ؟ خلى جعفر مسيطر بره وطلعى ريم البنوتة لجوزك وبس ، يلا يا جعفر قوم حضرلى العشا وارجعى كملى مسلسلك وشوفى كراشك الخاين ده
ضحكت ريم وربت على ظهرها برفق واكمل قائلا
- مفيش حاجة فى الدنيا تستاهل دمعة من عينيكى تنزل عشانها يا بنت حورية
غادرت ريم غرفتها مبتسمة وهى تمسح دموعها ولم يفاتحها والدها فى العمل وتركها لتهدأ وغادر الى غرفة سالى وقال بغضب
- سالى اقفلى الفون ده وتعالى هنا
- خير يا بابا ؟
- كل خير تعالى
انهت المكالمة وتوجهت اليه فصفعها على وجهها ! اغروقت عيناها بالدموع ونظرت اليه بصدمة فقال
- ده حق ريم من صاحبتك اللى هتقطعى علاقتك بيها او تعتذر لاختك وتقبل اعتذارها
احتضنها وربت على ظهرها ومسح دموعها معتذرا وقال
- حقك عليا يا حبيبتى بس كان لازم اخد حق كل دمعة نزلت من عيون ريم
تبسمت سالى وحاولت التغلب على دموعها وقالت
- خرجتها من حالتها اهم حاجة ؟
- اه وعايز منك خدمة يا سولى
جلست بجانبه على الاريكة وقالت بمرح لا يناسب ما شعرت به منذ قليل وقالت
- اؤمر يا عز بيه
ضحك عز الدين على مرح فتاته التى تقبلت عقابها بصدر رحب واحتضنها وهمس بأذنها بما يريد وبعدها غادر غرفتها مبتسما وعلى باب الغرفة تقف " ميرا" مبتسمة ومعجبة بسياسة والدها الحنون الصارم فى الوقت ذاته !
"عز الدين " ذلك الاب الذى لم يدع مجال لفتياته للبحث عن الحب بالخارج ، ذلك الرجل الذى اعطاهن الحب والحنان والاهتمام .. ضرب عز الدين اروع الامثال فى احتواء الاب لبناته ، فبعد وفاة زوجته اصبح اب وام وصديق وحبيب ، اصبح مصدر الامان والوجه الحانى والقاسى فى الوقت ذاته .. اصبح عدة اشخاص فى شخص واحد !
انتهت ريم من اعداد الطعام والتف الجميع حول المائدة وتناولوا الطعام معا وسط ضحكات الجميع وبعدها انصرف الجميع الى غرفهم .
***
جالس الجميع فى غرفة " ظافر " فذلك يعتبر اول تجمع لهم بعد الخطبة ، يلعب فريد وشريف "بلايستيشن" ويلعب ظافر وسليم وبلال " كوتشينة" ويضحكون حتى قال ظافر
- قولتولى كيدهن عظيم ومصدقتش
ضحك فريد وقال
- ما قولنا روز هتطلع عينك
- وطلعت ياخويا
قال بلال بجدية
- بس انت غلطان على فكرة وواحدة غيرها كانت فعلا فسخت الخطوبة مش كدة ولا ايه
كان موجها حديثه لشريف ولكنه كان شاردا فوكزه بلال وقال بقلق
- سرحان فى ايه ؟
انتبه شريف من شروده ونفى ان به شىء ولكن سليم قال نافيا
- لا فيه ده من الصبح كدة
ضحك فريد والقى ما بيده وجلس الجميع حوله وقال
- مين اللى واخدة بالك
تلعثم شريف وقال
- مفيش حد
قهقه ظافر وقال
- طالما قال مفيش حد يبقى اسمها ايه يا شريف ؟
نظر شريف للفراغ وقال
- هو انا جرحتها اوى معرفش ليه بتعمد اضايقها وهى بتتنرفز وبحب شكلها كدة
نظروا لبعضهم وضحكوا بخفوت فأكمل هو
- النهاردة بقى استفزتها اوى ولما زعقت قولتلها انتى راجل ، وقفت تنحت حسيتها ضعفت اوووووى بس بمنتهى الجبروت قالتلى عشان منكونش اتنين ستات بنت الذين !
انفجر رفاقه ضاحكين وقال بلال من بين ضحكاته
- وبعدين بقى احنا فينا ايه مع البنات دول
استمر الباقى بالضحك على حالهم وما سيصبحون عليه مع بنات عز الدين !
***
افرغت ما بها من شحنة بكاء وارادت الخروج عن الروتين بمشاهدة احد افلام ديزنى المفضلة لديها وشردت فيها حتى قطع شرودها صوت شقيقاتها ينطقن معا
- لا وجود لذلك على ارض الواقع يا فتاة !
استدارت لهن ريم وضحكت وجلسن بجانبها فقالت روز بمرح
- الجميل زعلان ليه ؟
قالت ريم بابتسامة
- مفيش يا حبيبتى
نفت نورين وقالت
- لا فى طبعا احكى
- مفيش يا نور والله
اعترضت سالى وقالت
- كدابة واحكى بسرعة
صمتت ريم واغروقت عيناها بالعبرات فاحتضنتها ميرا وقالت بحنان
- بقيتى تخبى علينا ليه
- عشان نسيتونى
نظرن اليها بدهشة فقالت هى بتوضيح
- نورين بقى كل همها ازاى تطفش فريد وتزهقه فى عيشته ونسيت انى كنت ببقى معاها دايما وبقى تصرفها من دماغها ، روز بقى كل تفكيرها انها رافضة ظافر من قبل ما تعرفه طيب ليه وانتى مشوفتيش منه حاجة وحشة وممكن يكون حنين وتكون ظروفه هى اللى طبعته كدة ، وميرا رافضة بلال والارتباط وماشية ورا شهيرة وهى مغمضة ، وسالى اصلا ملكوت لوحدها – بكت – انا فعلا تعبت اوى وحاسة انى لوحدى ومكسورة اوى
احتضنتها نورين وقالت بقوة
- انتى السند ومينفعش السند يتكسر ، لو انتى اتكسرتى كلنا هنتكسر وراكي ، انتى الام والاخت والسند .. مينفعش انتى تضعفى يا ريم
قالت ميرا بهدوء
- فكرة انك تستقيلى غلط خصوصا انك عارفة ان لازم تسافرى تركيا عشان المشروع الجديد
اعترضت ريم وقالت
- لا انا نفسيتى مش مستحملة الشركة خالص
- خلاص قدمى اجازة ومتروحيش الا على السفر وبس
- موافقة
قالتها ريم باقتناع فقالت سالى وهى تقبلها
- خلاص ايه رأيكوا نخرج بكرة كلنا ؟
- لا مش قادرة
هتفت روز برجاء
- والنبى يا ريمو ده انا واعدة زين بالسينما ونغسه يشوفك اوى
اومأت نورين وقالت
- وزين بيعشقك يا ريمو هتكسرى بخاطره
ضحكت ريم وقالت
- خلاص هاجى
- هييييه فلتحيا ماما ريم
نطقها الاربع فتيات واحتضنوها بضحكة اختطلت بضحكة ابيهم الواقف على باب الغرفة قائلا بصوت يملأه العشق لهن وجلس معهن محتضنهم
- خدها كدة زى ما هى ! اه يا ولاد حورية !
***
صباح يوم جديد اشرقت شمسه لتملأ الكون بضوئها الخلاب .. استيقظ شريف وارتدى ملابسه وسط صياح من سليم لغلق الاضاءة وضحكات منه وبعدها غادر الى الشركة ودلف الى المكتب لم يجد ريم كالعادة ! تعجب وقال انها ربما متأخرة ولكن عز الدين طلبه لمكتبه فى الحال ، دلف بهدوء وقال
- خير يا بشمهندس حضرتك طلبتنى
تبسم عز الدين وقال ببشاشة
- اتفضل يا بشمهندس اقعد
جلس شريف فقال عز الدين بتوضيح
- طبعا انت عارف ان الاستاذ عبد الله طلع معاش امبارح وطبعا احنا محتاجين مدير لقسم الانشاءات خصوصا مع سفرية تركيا
اومأ شريف برأسه وقال
- ايوه فعلا وفى ناس كتير على كفاءة عالية وسن كبير وطبعا مقام ينفعوا للمنصب ده ابرزهم بشمهندسة ريم نائب المدير
نظر اليه عز الدين متفحصا وقال
- البشمهندسة ريم قدمت استقالتها وانا محتاج لكفاءات شباب ومش هلاقى احسن منك للمنصب ده
فغر شريف فاهه ونطق بصدمة
- قدمت استقالتها ليه ؟ ريم على كفاءة ومحدش غيرها يستحق المنصب ده
قال عز الدين
- هى مرتاحة كدة وانا اهم حاجة عندى راحتها ولو سمحت يا بشمهندس انا عايز رد قابل المنصب ولا مش قابله ؟
تنحنح شريف وقال
- موافق يا بشمهندس لو حضرتك شايف ان ده فى مصلحة الشركة
- تمام
نطقها عز الدين بابتسامة وصافح شريف بود وهو يتمتم ببضع كلمات لم يسمعها !
***
ارتدين الفتيات ملابسهن و احضرت روز الصغير من الدار وركبن سيارة ريم وانطلقن الى احد مراكز التسوق الشهيرة وهناك بدأت سالى تبتاع الملابس وتقوم بتجربتها على ريم وشقيقاتها يجلبن بعض مساحيق التجميل الرقيقة التى تبرز جمال وجهها وبعدها ذهبن الى السينما وشاهدن فيلم برفقة الصغير الذى كان يطلب ظافر بين الحين والاخر وروز تخبره انه يوم للشقيقات فقط ، وبعدها جلسن فى احد المطاعم فقالت ريم بعتاب
- ليه كل اللبس ده ما انا عندى ؟
اومأت سالى وهى تأكل وقالت
- ايوه عندك بس ده نيولوك ، لبس بالوان مبهجة تبين جمال وشك وملامحك وشوزات عالية ترفعك عن الارض وفساتين رقيقة وجيبات بدل البناطيل الجينز والتيشيرتات دى والكونفرس الفلات !
ضحك زين وقال ببراءة
- كان شكلك حلو اوى يا ريمو
احتضنته ريم وقالت بسعادة
- حبيب قلبى يا زيزو ♡
ضحكن الفتيات وبعدها توجهن لاحد صالونات التجميل وقالت سالى انها تريد عمل تغيير شامل لريم وتعليمها كيفية وضع مساحيق التجميل  وصففت شعرها بطريقة مميزة زادته جمال فاصبحت ريم اية من الجمال وغادرت صالون التجميل و التففن شقيقاتها حولها واعجبن بجمالها واطلق " سليم " صفيرا بأعجاب قائلا
- اوووه لو مكنتيش اكبر منى انا كنت خطفتك وش من انكل عز
خجلت ريم واحمرت وجنتاها فقالت سالى بغمزة
- ايه رأيك كدة ؟
قال بابتسامة
- موزة اخر جمال والله
ضحكن شقيقاتها وقالت ريم وهى تلكمها
- مقولتيش ليه انه جاى ؟
قالت سالى بخفوت
- هو كان بيكلمنى بالصدفة وعرف اننا هنا فعدى عليا
- يا بريئة !
نطقتها ريم بغيظ وظل الجميع يضحك حتى دق هاتف روز فقال زين بلهفة متسائلا
- ظافر ؟
اومأت روز فقالت ميرا ممازحة
- الواد محسسنى انه ظافر العابدين جتك نيلة !
انفجر الجميع ضاحكا واجابت روز قائلة
- الو
- عاملة ايه يا وردتى ؟
- انا مش وردة حد انا اسمى روز
ضحك ظافر وقال مشاكسا
- لا وردتى انا .. زيزو عامل ايه ؟
نظرت روز لزين بابتسامة وقالت
- تمام بيسلم عليك جدا ومبطلش سؤال عليك النهاردة
- اديهولى
- حاضر
اعطت روز الهاتف لزين الذى ابتعد قليلا للحديث وتبعته روز بعينيها حتى باغتها صوت ارتطام على الارض وصرخات شقيقاتها فالتفتت وجدت سالى واقعة مغشيا عليها وسليم محتضنها ناطقا اسمها بلهفة واضحة وشهقات شقيقاتها ترتفع !
و....
يتبع ....
#رواية_خدها_كدة_زى_ما_هى
#تقى_خالد

رواية خدها كدة زي ما هي Where stories live. Discover now