الفصل الثامن

7K 246 3
                                    


#رواية_خدها_كدة_زى_ما_هى 
(٨)
***
اعطت روز الهاتف لزين الذى ابتعد قليلا للحديث وتبعته روز بعينيها حتى باغتها صوت ارتطام على الارض وصرخات شقيقاتها فالتفتت وجدت سالى واقعة مغشيا عليها وسليم محتضنها ناطقا اسمها بلهفة واضحة وشهقات شقيقاتها ترتفع !
كانت اول من انتبهت هى " نورين" هبطتت اليها وحاولت فعل بعض الحركات لتستعيد سالى وعيها ولكن سليم نطق بقلق
- نورين هو علاج البنى ادمين زى علاج البهايم ولا هتخترعى فيها ؟
نظرت نورين اليه شزرا ونطقت بشراسة
- اقسم بالله لولا ان اللى واقعة دى اختى واننا نعتبر فى الشارع انا كنت فرجتك شغل البهايم انت وفريد
- خلاص المهم تفوق
نطقها وظل ينظر لسالى التى استعادت وعيها فاحتضنتها ريم وقالت بقلق
- ايه اللى حصلك يا حبيبتى ؟
اجهشت سالى فى البكاء واشارت الى سيدة وقالت
- ماما
نظر الجميع لما تشير اليه وجدوا سيدة نسخة عن والدتهم الراحلة ! وقفن الفتيات بصدمة وقالت روز بتعجب وهى تقاوم البكاء
- سبحان الله يخلق من الشبه اربعين 
نطقت نورين بصدمة
- النهاردة عيد ميلاد ماما على فكرة
- الله يرحمها
تمتم الجميع بالرحمة لوالدتهم وانتبهت روز ان ظافر مازال على الهاتف يحدث الصغير فأخذت الهاتف واحتضنت زين وقالت
- سورى يا ظافر
هتف ظافر بقلق
- فى ايه يا روز قلقتنونى ؟
- مفيش حاجة اطمن بس انا هقفل ناو
- تمام .. طمنينى لما تروحى البيت
- حاضر
قالتها وانهت المكالمة واستقل الجميع سيارة ريم وتبعهم سليم بهدوء ليطمأن على سالى ولم تغفل روز عن ارجاع زين للدار ، وانتهت احداث ذلك اليوم وعدة ايام بل اسابيع بعده واليوم فى منزل " عبد الكريم " يجلس الجميع معا لتناول الغداء فقال عبد الكريم بغزل لريم
- ما شاء الله ، عارفة يا ريم انا لو كان عندى ولد رابع انا كنت جوزتهولك ومسبتكيش تضيعى من ايدينا ابدا
خجلت ريم ولم تجيب فقال عز الدين مقهقها
- كفاية عليك ال ٣ بلاوى اللى خدتهم
انفجر الجميع ضاحكا ونظرن فتياته بعتاب له حتى قال بلال
- لو سمحت يا انكل انا مش واخد بلوى
تبسمت ميرا فأكمل هو بمرح
- انا معايا مصيبة متنقلة وهتولع فيا بسبب البوقين دول
لكمته ميرا بغيظ وانفجر الجميع ضاحكا حتى قالت " كريمة " بعتاب
- حرام عليكم دول قمرات وربنا يعينهم هما عليكوا
- حبيبتى يا طنط
نطقتها روز بضحكة فقال فريد مشاكسا
- كدة ماما خدت صف البنات يبقى احنا روحنا بلاش يا شباب
لم تنقطع ضحكات الجميع منذ جلوسهم لتلك المائدة وبعد انتهاء الطعام جلس عز الدين مع صديقه وذهبت زوجته لتعد القهوة وجلسن الجميع حتى قال بلال برفق لميرا
- اخبارك ايه احكيلى
نظرت ميرا اليه بدهشة فأكمل هو موضحا
- ايه مش احنا صحاب ولا ايه ؟
اومأت ميرا برأسها فقال بلال
- اما احنا صحاب اومال مكلمتنيش ليه من بعد الاتفاق ؟
اطرقت ميرا رأسها وقالت بابتسامة
- محبتش اضايقك معايا كل واحد ليه همومه مش هزود عليك
- ميرا انا قولتلك صحاب عشان انا حابب اسمعك ومعتقدش انك لما هتكلمينى هتزودى مشاكلى او لما هتسمعينى هتزيد مشاكلك صح ولا ايه ؟
- ايوه صح
ضحك بلال وقال
- وطالما صح يبقى هتعملى ايه ؟
ابتسمت وقالت
- كل يوم هحكيلك التفاصيل
- ايوه كدة وياريت تستأذنى انكل عز عشان معزومين على فرح كمان اسبوعين سوا و عايزك احلى واحدة فيه
ضحكت ميرا وقالت بخجل
- ربنا يسهل
ابتسم بلال لخجلها ولكنها سريعا ما تغلبت عليه وبدأت تقص له بعض الاحداث وهو كذلك يسرد لها كل شىء .
***
ظل ينظر لها وهى تتابع حديث شقيقتها مع خطيبها حتى نطق هو مشاكسا
- عاملة ايه يا وردتى ؟ وحشتينى
نظرت روز اليه وقالت بابتسامة مصطنعة لوجود شقيقاتها
- قولتلك مليون مرة انا مش وردة حد
- لا وردتى انا وبس
- ظافر متضايقنيش !
رفع ظافر يديه وقال بمرح
- برئ يا بيه وانتى اللى مفترية
ضحكت روز وقالت
- طبعا لازم الست تسيطر يا كابتن
- ده عند ام لطفى ياختى ، انا راجل ومسيطر اوى
قهقهت روز وقالت
- اما نشوف يا كابتن
ضحك ظافر ونظر لوجهها بابتسامة وتمتم
- باين انتى اللى ظفرتى يا روز !
***
نظرت اليه بضيق ولوت شفتيها وقالت
- ما انت رجعت اهو زى القرد يبقى تنفذلى طلباتى
رفع " فريد " وجهه اليها ونظر اليها بتركيز فقالت " نورين "
- يعنى نفسخ الخطوبة كفاية عليك اوى شهرين ونص
ضحك فريد ورفع حاجباه وقال باستفزاز
- ماليش مزاج اريحك يا نونا ! انا عاجبنى الخطوبة جدا
صرخت نورين بغضب وقالت
- وانا مش عايزاك ايه خلى عندك دم بقى
فى لحظات احكم فريد قبضته عليها وقال بغضب منبها اياها
- اخواتك قاعدين وابويا وابوكى ممكن يدخلوا فى اى لحظة
نظرت اليه بغضب فأحكم قبضته اكثر وقال
- بلاش اخواتك يشوفوكى بتتهزقى وبلاش تتحدينى يا نورين وده لمصلحتك
- على فكرة انت كداب عشان قولتلى لو رجعت بخير هعملك كل اللى انتى عايزاه وقعدت ادعيلك ترجع كويس عشان تفسخ الخطوبة
ارخى قبضته وابتعد عنها وقال بمشاكسة وهو يغمز
- تدعيلى ! ده حب بقى
قالت نورين بامتعاض وبسرعة
- لا طبعا .. انا احبك انت ! ليه كنت عامية
انقذها من بين يديه وصول رسالة هامة ، قرأها مسرعا وتوتر وجهه وظهر عليه فقالت هى
- من مين الرسالة ؟
- وانتى مالك !
اكمل قائلا بلهجة محذرة
- ياريت تبطلى تجول وتعرفينى خطواتك اول بأول
- ده ليه ان شاء الله
- نورين مش هكرر كلامى
- لا طبعا واللى عندك اعمله
ظلا يتشاجران هكذا كأنهما منفصلان عن العالم ، فريد يريد فرض رأيه ونورين ترفض كالعادة !
***
مالت ريم وقالت لسالى وهى تضحك
- قومى نمشى شكلنا وحش ، كلهم كابل واحنا سناجل ههههههههههه
قهقهت سالى وقالت
- ألا هو الحلال اتأخر ليه يا اوختى ؟
- لان الحلال اجمل سأنتظر
- لا انا سأنحرف لانه تأخر
قالتها سالى وانفجرت ضاحكة وتبعتها ضحكات ريم التى اشارت لنورين وفريد وقالت
- اختك بتفترسه على فكرة
ضحكت سالى وقالت
- مش هينفعها غيره .. هيعلمها الادب وهيروض الفرس الجامح اللى جواها من معاشرتها للبهايم لحد ما بقت واحدة منهم
ضربتها ريم وقالت موبخة
- على فكرة مهنتها اسمى مهنة وبتتعب فيها جدا كفاية انها بتعالج كائنات مش عارفة تقولك هى فيها ايه على الاقل الانسان هيقولك انا كذا بيوجعنى لكن الحيوان هيقول ازاى ؟
- ايوه صح – اشارت لروز وظافر وقالت غامزة – شكل دول انسجموا جامد
نظرت ريم لهم وقالت بفرحة
- تفتكرى ؟
ضحكت سالى وقالت
- افتكر جدا وخصوصا بعد خروجهم الكتير مع زين ، تحسى ان الواد ده ربنا سخره عشان يقوى العلاقة بينهم
نظرت ريم لميرا وقالت
- عقبال دى يارب
- متقلقيش ياختى برضه هتطب واحنا هنفضل متنيلين سناجل كدة
قالتها وانفجرت ضاحكة وبعدها اتت كريمة بالقهوة وجلست مع الجميع وانضم ايضا عز الدين وعبد الكريم ، وانتهى اليوم بما يحمله من مشاحنات وبدايات العشق والفرح عند البعض !
***
دلفت الى حجرته وجدتها مظلمة والنوافذ مغلقة .. فتحت النور واغلقت مكيف الهواء وفتحت النوافذ قائلة
- ايه اللى انت عامله ف نفسك ده !
زفر سليم بضيق قائلا
- اقفلى النور وخدى الباب ف ايدك وبره يا سالى
زمجرت سالى وقالت بغضب
- لا مش هطلع بره وانت اللى هتقوم معايا عشان نروح الفرح
وقف امامها بذهول بضع دقائق قبل ان يستوعب الامر قائلا بدهشة
- فرح مين ؟ فرح حبيبتى !! انتى اتجننتى رسمى يا سالى
وقفت سالى امامه ورفعت رأسه بيدها قائلة
- لازم تروح يا سليم ... لازم يبقى اخر صورة ليها ف بالك وهى فرحانة بفستانها الابيض مع عريسها .. لازم تعيش حياتك .. صدقنى لو مروحتش الفرح ده هتتعب اوى وهتفضل تبكى ع الاطلال
- ازاى يا سالى .. صعب عليا اوى
قالها بانهيار وخفض رأسه التى رفعتها هى قائلة بحنان اموى اعتاده منها
- لا مش صعب .. لازم تروح وتعرفها انها ولا حاجة عندك وكمان معاك بنوتة قمر فى ايدك يعنى هى كانت فردة شبشب حقيرة !
اخرجت رابطة عنق بلون فستانها واعطته اياها واخرجت بذلة انيقة من خزانته ووضعتهم على الفراش قائلة
- اتفضل ادخل خد شاور واحلق دقنك والبس دول وانا مستنياك بره مع طنط
كادت تغادر الغرفة حتى اوقفها هو قائلا
- على فكرة انتى زى القمر النهاردة
ضحكت بخجل واحمرت وجنتاها وقالت بمرح
- اول ما افتكرت ياخويا !
- جزمة!
- اهو انت
قالتها وهى تركض للخارج وتركته ليستحم وتنفيذ ما قالته بالحرف الواحد وخرج اليها هى ووالدته التى نطقت
- بسم الله ما شاء الله
نظرت سالى تلقائيا الى ما تنظر اليه والدة صديقها وجدته يقف مرتديا حلة رسمية وفى ابهى صوره .. توجهت اليه واشارت الى ذراعها فنظر اليها بعدم فهم فقالت هى
- انجچنى يا لطخ !
نظر اليها بدهشة من هول الكلمة فاخذت يده وتأبطت ذراعه قائلة
- اتعلموها بقى !
رحلا معا وسلما على والدته وركبا المصعد فقالت هى
- افرد وشك ده .. انت معاك مزة وزعلان ع جثة ! يا سليم ارحم امى وافرد وشك
ظلت تثرثر هكذا الى ان قال لها بصراخ
- اخرسى انتى مبتتعبيش من الرغى ! 
صمتت حتى خرجا من المصعد ووصلا الى السيارة   وقالت وهى تعطيه اسطوانة
- حط دى خلينا نفرفش
- حاضر
نطقها سليم باستسلام ووضع الاسطوانة وياليته ما وضعها فبدأت الاغانى فى عزف الحانها ووجد المطرب يقول " جايلك بهنى واقف بغنى معرفش ليه ايه اللى جابنى " وهنا لم يحتمل سليم وجاءت الاغنية التى تليها فكانت " بقى يعنى نسيت لياليا وغرامك بقى مش ليا طب كان من الاول ليه " اغلق سليم الاغانى ونظر اليها قائلا
- ايه الاغانى دى يا سالى ؟
ضحكت سالى وقالت
- مش انت مجروح ومعتزل الدنيا ! انا جمعتلك اغانى المجروحين كلها وقولت نسمعها واحنا رايحين الفرح
- والنبى ؟
نطقها سليم بسخرية واخرج الاسطوانة والقاها من النافذة وسط تعجب سالى وبعد قليل دلفا الى قاعة الحفل وسالي متأبطة ذراعه .. سلما على العروسين بهدوء فقالت امل بضيق لسالى
- يارب تكونى مبسوطة يا سالى اهو بقى ليكى لوحدك
مالت سالى وقبلتها قائلة بسخرية
- طبعا يا بنتى فرحانة ، ده حبيب الروح وقريب باذن الله هنعزمك على الخطوبة .. مبروك يا مولى وركزى مع عريسك
نزلت سالى وجلست بجانب سليم وقالت وهى تضحك
- عارف ياض انا زمان كنت كل ما افتكر ان كيدى عظيم ومعملتش حاجة اتقهر بس النهاردة عرفت ان كيدى عظيم فعلا
ضحك سليم وتساءل قائلا
- ازاى ياختى
- ملكش دعوة
قالتها وهى تضحك وتنظر لامل بانتصار ! واعلن منسق الاغانى عن الرقصة الهادئة للعروسين واى ثنائى اخر .. لم تطلب سالى الرقص وكذلك سليم لم يعرضها عليها فهو ان فعل سوف يؤكد لامل ان كل ظنونها صحيحة وان سالى هى المتسببة فى فسخ الخطبة وليس انانيتها وحبها لامتلاكه ! وهنا تقدم شاب من سالى وعدل من هندامه وقال بأدب
- تسمحيلى بالرقصة دى ؟
خجلت سالى واحمرت وجنتاها ولم تجيب فكرر الشاب طلبه وانتبه سليم وقال بغضب
- افندم ! شايفها قاعدة مع كيس جوافة مثلا ؟
تنحنح الشاب باحراج وقال
- لا طبعا بس انا حابب انها تشاركنى الرقصة طالما مش بترقص معاك
امسك سليم بيدها وقال بغضب
- هى مش عايزة ترقص لا معاك ولا مع غيرك ويلا اتكل على الله وخلى الليلة تعدى
قال الشاب بهدوء مستفز لسليم الغاضب
- حضرتك متضايق ليه وبناء على ايه بتقرر بالنيابة عنها ؟ حضرتك خطيبها او جوزها ؟ معتقدش يبقى خلاص
تقدم من سالى وقال
- ترقصى معايا يا انسة ؟
لم تجب سالى بل لم يجب احد سوى سليم وهو يلكمه فى وجهه بعنف وشهقت سالى وانتبه كل من بالحفل وقال صارخا
- قولتلك انا معاها انت غبى ما بتفهمش !
جذبها من معصمها واخذ حقيبتها وخرج بها وسط همهمات الجميع ونظرات امل الساخطة لهم لافسادهم الحفل ، ركبا المصعد وقالت سالى بغضب
- ايه اللى انت عملته ده ؟ انت فضحتنا قصاد الناس جوه يا سليم
- اخرسى مش عايز اسمع صوتك
قالها صارخا وظل ينظر اليها وشعر كأنه يراها لاول مرة بخصلاتها المموجة والفستان شديد الجمال عليها وعيناها الزرقاوتان  واحمر الشفاه الاحمر الصارخ .. شرد فيها للحظات حتى قالت هى
- انت بتبصلى كدة ليه ؟ ما تنطق وترد عليا هو انا بكلم نفسى
وفجأة لم تستطع تكملة عبراتها فقد بتر كلماتها فى قبلة طويلة وضغط على زر الدور العشرين وصعدا معا وظلت هى تصرخ وتلكمه وتسبه الى ان ابتعد عنها وتوقف المصعد فقالت من بين انفاسها المتقطعة
- انت سافل وقليل الادب
ضحك باستهجان ورفع حاجبيه وقال
  - وانتى رغاية ومابتسكتيش غير كدة !
لم تستطع الحديث واحمر وجهها خجلا ونزلا من المصعد واستقلا السيارة واوصلها الى منزلها وصعدت بهدوء ولم ينطق احدهما بشىء فهو قد تخطى كل الحواجز والخطوط الحمراء لم يدرك صحة كلام امل غير الان فقط ، نعم هو خلق لها ولم يخلق لانثى غيرها .. هى من خلقت من ضلعه لتسكن قلبه ، اعترف لنفسه ولكنه لم يعترف لها بل انه تخطى الحدود بالكامل !
كان يحدث نفسه بتلك الكلمات وهى مستلقى على الفراش يفكر فيما حدث حتى وقف امام المرأة ناظرا لنفسه قائلا بحيرة
- معقولة وقعت ومحدش سمى عليك يا سليم ؟
***
استطاع اقناعها بأعجوبة للتنزه معه واخذ استجمام من مقالبها التى لا تكف عن فعلها به واستقلا سيارته وقال
- اخبار شغلك ايه ؟
نظرت اليه وقالت بهدوء
- وانت مالك !
- متستفزنيش وترجعى تزعلى
قالت " نورين" بسخرية
- اه فعلا بزعل ، على اساس انك مهم ويتزعل منك
التفت اليها وقال ببدايات غضب
- قسما بالله زعلى غبى يا نورين وبلاش تجربيه
- يا سلام هتعملى ايه يعنى ؟
كاد يجيبها ولكنه سمع جلبة ورأى مجموعة من الرجال تركض خلف رجل ، ترجل مسرعا واغلق السيارة عليها باحكام وامسك بهم جميعا وقال بحزم
- فى ايه بتجروا ورا الراجل ده ليه ؟
نطق احد الرجال وقال بغضب
- وانت مالك ده حرامى وبنجرى وراه يخصك انت ايه ؟
اخرج فريد بطاقة عمله وقال آمرا
- انا النقيب فريد عبد الكريم .. مباحث ، سيبوه
ترك الرجال اللص فنظر فريد اليه بتمعن وجد من هيئته انه رجل محترم فقال للرجال
- ايه اللى حصل ؟
قال رجل كبير سنا
- الراجل ده سرق منى بضاعة
وهنا ارتفع صوت الرجل وقال
- والله ما سرقت انا كنت جعان وكلت وانا فى المحل ولما جيت احاسب الفلوس مكملتش معايا وانا لو كنت حرامى مكنتش هقوله حاجة
نطق صاحب المحل وقال بحدة
- الكاميرات صورتك .. الله يخربيتكم زى ما بتخربوا بيتنا
- بس كفاية
قالها فريد بصرامة ونظر للرجل وقال بهدوء
- ليه عملت كدة
لم يتمالك الرجل نفسه وانفجر باكيا وقال
- والله انا مش حرامى ، انا كنت جعان وبس وقسما بالله كنت هدفعله الفلوس عشان انا مقبلش اكل حرام ولا اكل حرام لولادى
ربت فريد على كتفه ونظر لصاحب المحل وقال
- حسابه كام ؟
- 20 جنيه يا باشا
نظر فريد باشمئزاز لصاحب المحل وقال
- كل ده عشان عشرين جنيه ! تتهم راجل بالسرقة عشان المبلغ ده ؟ مسألتش نفسك ايه اللى اضطره لكدة ؟ اللى خلاه عمل كدة جشعك انت وامثالك والاسعار اللى بترفعوها من غير وجه حق
اخرج المبلغ واعطاه لصاحب المحل قائلا
- ارحموا من فى الارض يرحمكم من فى السماء ، ده الرسول صلى الله عليه وسلم بيقول " ليس المؤمن بالذى يشبع وجاره جائع الى جنبه "
نظر اليهم وقال بحزم
- يلا كله يتكل على الله يشوف حاله
نظر اليه الرجل وقال
- ربنا يكرمك يا ابنى ويوقفلك ولاد الحلال ويرزقك بالخير ويهديلك نفسك واللى حواليك
تبسم فريد وقال بود
- ربنا يكرمك يا عمى – اخرج مبلغ وقال – خد ومتكسفنيش انا زى ابنك
رفض الرجل وقال وهو يغادر
- ربنا يصلح حالك ويحميك يا ابنى
غادر الرجل ولم يأخذ شىء من فريد الذى نظر اليه بابتسامة واستقل سيارته شاردا وقطعت نورين شروده وهى تقول بتعجب
- ده انت طلعت طيب اهو !
نظر اليها فريد وقال بدهشة
- نعم ياختى وانا كنت باكل لحوم بشر قبل كدة !
لم تبالى بدهشته وقالت
- طلعت طيب وجدع اومال ليه مصمم تدينى فكرة وحشة عنك ؟
ادار محرك سيارته وقال بلامبالاة
- انتى اللى مصممة تاخدى الفكرة الوحشة وانتى مش مهمة عندى لدرجة ان اغيرها
انطلق بسيارته وعاد بها الى منزلها وسط دهشتها من تصرفاته ورؤية الوجه الاخر له اليوم ألا وهو الوجه الحانى ! وصلت منزلها وودعته وغادر هو
وعلى الطريق تلقى رسالة كان محتواها "يارب تكون اتبسطت مع خطيبتك بس يا ترى هى طلعت بأمان ؟ "
كاد يصطدم بالسيارة التى امامه وقال بقلق
- نورين !
و...
يتبع ...
#رواية_خدها_كدة_زى_ما_هى
#تقى_خالد

رواية خدها كدة زي ما هي Where stories live. Discover now