الفصل ١٥

7K 216 3
                                    


بدأت حكاية صاحبة الصون والعفاف والفارس المغوار 😉
#رواية_خدها_كدة_زى_ما_هى
(١٥)
***
تلقت ريم اتصالا هاتفيا من احدى خالاتها .. ابتسمت لاشتياقها لها واجابت وبعد التحيات قالت الخالة
- شوفى يا ريم من غير لف ودوران انتى متقدملك عريس و عايز يشوفك
نهضت ريم ففزع الجميع وتابعها وقالت بصوت مرتفع وبدايات بكاء
- الحقنى يا بابا
خرج عز الدين وصديقه و نظرا للجميع باستفهام ولريم الباكية التى القت الهاتف .. احتضنها والدها وظل يربت على ظهرها وامسكت سالى الهاتف و قالت
- ايوه يا خالتو .. لا انا سالى .. وحضرتك كمان .. هو فى ايه ؟ ايه ؟
نطقت كلمتها الاخيرة بفزع وهى تنظر لشقيقتها .. غضب عز الدين وامسك الهاتف وقال
- هو فى ايه ؟
قالت خالتها بامتعاض
- مفيش .. كل الموضوع انى قولتلها ان متقدملها عريس معرفش هى عملت كدة ليه ؟
نظر عز الدين لابنته وقال بعقلانية
- طيب هو ينفع لما يتقدم عريس تقوليلها وتهمشينى يا سعاد ؟
قالت الخالة بسرعة
- لا طبعا يا عز بس اصل هو مستعجل
- مستعجل ماشى بس بالاصول لازم اعرف هو مين ومؤهلاته ايه انا مش هرمى بنتى
زفرت خالتهم وقالت وهى تعد على اصابعها
- دكتور جلدية وشغال فى الامارات .. ارمل ومعاه ولدين وعنده ٤٥ سنة وعايزها النهاردة قبل بكرة وكمان مش عايز ولاد عشان يبقى كل جهدها لولاده هو
قاطعها عز الدين وقال بغضب
- لا والله كل الصفات الهايلة دى فيه وجاى لبنتى انا ؟
- المفروض انها تحمد ربنا عليه مش تصرخ وتعيط ! هى مش صغيرة يا عز خلاص هى باقيلها ٣ سنين وتدخل التلاتين يعنى خلاص بقت عانس ولازم تتجوز قبل فرصها ما تقل وكمان اخواتها الاصغر منها اتجوزوا مستنى ايه لما تشيب جنبك ؟
غضب عز الدين ولم ينتبه لمكانه و لأزواج بناته المتابعين لحواره وقال بغضب
- اه وعشان كل ده لازم توافق انها تتجوز واحد معاه عيال واكبر منها بحوالى ٢٠ سنة لا و كمان هيحرمها تكون ام وهى لسه ٢٧ سنة صح ؟
اجهشت ريم فى البكاء واحتضنها شقيقاتها وكور شريف يده فى غضب واوقفه فريد بجانبه و عز الدين يستغفر الله من رد خالتها التى قالت
- ايوه صح و فيها ايه يعنى .. الله يرحمك يا حورية مكنتيش هتوافقى على المهزلة دى
ثار عز الدين وقال بصراخ
- خديه لبنتك لو ترضيهولها لكن بنتى انا تنسوها ومحدش يحشر نفسه فى حياتنا تانى وحورية لو كانت عايشة مكانتش هترضى انها ترمى بنتها لان دى ريم الغالية .. يلا كل سنة وانتى طيبة فعلا هنتينا برمضان .. سلام عليكم
لم ينتظر عز الدين ردها واغلق الهاتف وزفر مستغفرا الله واخيرا انتبه لما حوله والى ريم الباكية وشقيقاتها حولها ووجود ازواجهم و صديقه ولاول مرة يندم عز الدين على شىء فعله ، تقدم من ابنته الباكية واحتضنها ومسح دموعها وقال
- قولتلك قبل كدة متعيطيش وانا عايش يا اغلى الناس
احتضنته ريم وقالت وهى متشبثة به تستمد امانها منه كعادتها دائما
- ربنا يخليك ليا يا بابا
تبسم الجميع و بعدها استأذن عز الدين وبناته للرحيل و حاول شريف ايضا الرحيل فاوقفه بلال قائلا
- لا تروح فين بس انت هتعترف
رفع شريف حاجبيه وقال
- نعم !؟
قهقه فريد و قال وهو يجذبه ليجلس بجانبه
- انعم الله عليك ياخويا ده انت واقع خالص
- انا واقع ! ازاى ؟
ضحك ظافر وقال
- اه واقع انت مشوفتوش نفسك وانكل عز بيتكلم فى الفون ؟ ده انت كان هاين عليك تطير تكسر دماغ خالتها وتيجى
قال سليم بضحكة
- ده لولا فريد مسكك معرفش كنت ممكن تعمل ايه ؟
استسلم شريف لهم وجلس و ثرثر الجميع على صديقهم وفى منزل عز الدين دلفت ريم الى حجرتها واغلقت على نفسها ولم تستجب لنداء شقيقاتها ووالدها و جلست تبكى حتى وجدت خالتها الاخرى تتصل بها .. حاولت الا تجيب ولكنها خشيت ان تغضب والدتها خاصة ان تلك الخالة كانت والدتها الراحلة تحبها كثيرا وبالنهاية حسمت امرها واجابت واعتذرت خالتها بالنيابة عن شقيقتها ودعتها للافطار لمصالحة خالتها الاخرى وبعد تفكير وافقت ريم و اغلقت مع خالتها واستأذنت والدها الذى عارض ولكن مع رغبتها الملحة وافق واستسلم للامر و عادت لغرفتها وغطت فى نوم عميق .
***
استيقظت روز و دلفت للمرحاض غسلت وجهها وبعدها ارتدت ملابسها ونزلت استقلت سيارتها و حاولت محادثة زوجها ولكنها وجدت هاتفه مغلق فتذكرت انه فى رحلة .. ادارت المحرك ووصلت للجريدة واستأنفت عملها .
ذهبن الفتيات لاعمالهن الا ريم فضلت الجلوس فى المنزل واستعدت للذهاب لخالتها وبالفعل ذهبت قبل المغرب وجهزت الافطار معها وانتظرت ابنة خالتها وخالتها صاحبة المشكلة وارتفع صوت الحق وجلس الجميع للافطار وسط ضحكاتهم وعقب الافطار ذهبت ريم لتغسل يدها وعندما عادت وجدت خالتيها يتحدثان وقالت احداهما
- ايوه رفضته وابوها زعق قال ايه هى لسه صغيرة ازاى معرفش .. خلاص يا ثريا دى داخلة على التلاتين ولسه متجوزتش ولو ابوها جراله حاجة مين هيشيلها ويتحمل مسئوليتها ؟ عمها اللى مهاجر بقاله ٢٠ سنة ولا اخواتها ؟ اكيد احنا اللى هنلبسها فى الاخر
دمعت عينا ريم و اختبأت لتسمع رد خالتها التى قالت
- كلامك صح بس هى لسه اول جوازة ليها وحرام نديها لواحد اكبر منها و كمان مش عايز اطفال ، دى بنت اختنا يا سعاد مش واحدة من الشارع
- ده اللى عندى انا مش مستعدة اشيل همها بعد ابوها
- طيب ما تجوزيها لابنك واهو اولى من الغريب ودى بنت خالته وهيحافظ عليها
شهقت سعاد وقالت بسخرية مرددة احد الامثال الشهيرة
- من همه خد قد امه ! ده كان لسه متولدش وهى فى المدرسة ! وتقوليلى اجوزهاله
- ربنا يهديكى يا سعاد
كانت ابنتها تمر فقالت ثريا بلوم لابنتها
- اهدى وصحيح اوعى تقولى لريم انك حامل
رفعت ابنتها حاجبيها بدهشة واشارت لبطنها المنتفخ وقالت
- يعنى كل ده مش مفهوم انى حامل ! شكلى واضح اوى يا جماعة
قالت خالتها وهى تنظر حولها
- العين وحشة وخصوصا انك اصغر منها وهى لسه متجوزتش ، لما تبقى تقربى تولدى هنقولها انك حامل
ضربت الابنة كف بكف بتعجب وهنا خرجت ريم وهى تمسح دموعها واخذت حقيبتها فقالت خالتها ثريا بتساؤل
- على فين يا حبيبتى ؟
جاهدت ريم فى رسم ابتسامة على ثغرها وقالت
- خلاص يا خالتو تسلمى انا لازم اروح اصل انا بنت لوحدى وقربت على التلاتين وعانس وميصحش انى افضل فى الشارع لبعد ٨ لوحدى وكمان روز محتاجانى فى حاجات لفرحها
احتضنت ابنة خالتها وقالت بابتسامة
- ابقى طمنينى عليكى يا حبيبتى وربنا يقومك بالسلامة يا روحى
قالت خالتها سعاد بسرعة
- لا يا حبيبتى دى مش حامل دى
قاطعتها ريم وقالت باستهزاء
- اه انتفاخ اصلها زودت فى الاكل
غادرت ريم و استقلت سيارتها وذهبت لاحد المطاعم و هى تبكى و امسكت هاتفها وحادثت شريف وقالت
- ممكن تنزل تقابلنى بليز ؟
فزع شريف وقال بقلق
- مال صوتك يا ريم ؟
اجهشت فى البكاء وقالت
- محتاجة اتكلم معاك لو سمحت .. هتعرف تيجى ؟
- مسافة السكة انتى فين ؟
- هبعتلك المكان على " الواتس آب "
انهى شريف الاتصال وارتدى ملابسه وبعثت هى المكان وذهب اليها وجدها تبكى فجلس امامها وطلب قهوة واعطاها منديل وقال بلهفة
- مالك يا ريم ؟
بكت ريم بشدة وقالت من بين شهقاتها
- ليه بيعملوا معايا كدة يا شريف ؟ فيا ايه يخليهم يقولولى انى عانس و يبقوا عايزين يجوزونى لواحد اكبر منى بعشرين سنة وكمان يحرمنى انى ابقى ام ؟ كل ده عشان فى اواخر عشريناتى ولا خايفين لو بابا حصله حاجة ياخدونى هما ؟ ليه فهمنى
انتقل شريف للمقعد الذى بجانبها وقال
- انتى ست البنات كلهم يا ريم ، انتى مش عانس انتى مستنية فارس احلامك اللى هتكملى عمرك معاه
ظلت تبكى وقالت
- خايفين منى .. انا سمعتهم بيقولوا لبنت خالتى اللى حامل فى السابع وباين انها حامل انها تخبى عليا عشان خايفين احسدها لانها اصغر منى ومتجوزة ، شريف هو انا فعلا وحشة لدرجة ان كله يكرهنى ؟ ليه انت كنت بتقول انى جعفر ؟
ربت شريف على يدها وقال
- انتى مش وحشة وروحك حلوة اوى وقبلها شكلك ، ولو انا كنت مسميكى كدة ده لانك كنتى جامدة فى تصرفاتك لكن انتى كشخصية الف واحد يتمنى انك تشاركيه حياته .. انتى جوهرة يا ريم
- بس عانس يا شريف
- عشان قربتى على الثلاثين ؟
اومأت برأسها فقال هو ضاحكا
- على كدة انا عانس من زمان .. انا عندى ٢٩ سنة يعنى اخد اللقب عشان قربت على التلاتين
رفعت راسها وقالت ببكاء
- بس انت راجل لكن انا بنت
قال بهدوء ليطمئنها
- وهو لما هنيجى نتحاسب يوم القيامة هقول انا راجل ما اتحاسبش لكن هى بنت تتحاسب ولا كلنا عند الله سواسية ؟
- كلنا سواسية
- خلاص امسحى دموعك يا ست البنات ، يا صاحبة الصون والعفاف
ظلت ريم تبكى وهو يمسح دموعها ويخفف عنها لعلها تهدأ وتنسى ذلك الامر الذى اضاع بهجة الشهر الكريم الذى تنتظره .
***
طرق الباب واذن فريد للطارق بالدخول وجدها نورين تبتسم فقال بابتسامة ارتسمت على وجهه تلقائيا فور رؤيتها
- يا اهلا .. خير يا نورين ؟
زمجرت نورين وقالت بغضب
- بالله عليك ده استقبال لخطيبتك فى مكتبك اللى اول مرة تجيلك فيه ! ده بدل ما تطلبلى حاجة اشربها
- احنا فى رمضان على فكرة
- بعد الفطار يا خفيف
ضحك فريد وطلب لها عصير وبعدها التفت اليها وقال
- اخبارك ايه يا نورين ؟
تبسمت نورين وقالت
- بخير الحمد لله .. انت اخبار جرحك ايه
اراح فريد ظهره على الكرسى وقال بابتسامة
- تمام الحمد لله
اتى العصير وبدات نورين تشربه فقال هو بتلاعب
- سمعت صحيح انك كنتى بتعيطى وانا فى العمليات وكنت قالبة الدنيا
سعلت نورين فأعطاها الماء وقالت هى
- عادى يا فريد .. يعنى انت انقذتنى و فديتنى بروحك ومش عايزنى اتخض عليك !
ضحك وقال بخبث
- ايوه معاكى حق ده انا فاديكى بنفسى
حاولت التخلص من نظراته ومن الزاوية التى حشرت فيها وقالت
- اخبار شغلك ايه ؟ اوعى تمسك قضايا خطيرة تانى ويخطفونى وتقعد انت تنقذ وتضرب طلقات وكدة مش ناقصين احنا مستشفيات
قهقه فريد وقال
- اه وتقعدى تحضنينى و تمسكى فى هدومى وتقوليلى كنت مستنياك .. الكلام ده مينفعش انا خاطب يا انسة وخطيبتى بتضايق
احمرت وجنتى نورين و امسكت حقيبتها وقالت بتلعثم
- طيب انا همشى
- ما تخليكى شوية وبالمرة اوصلك
- لا شكرا معايا عربيتى
غادرت مكتبه وادارت سيارتها وعادت لبيتها بسلام .
***
اوصلها شريف لمنزلها و نزلت ريم وشكرته بابتسامة فقال هو
- مفيش بينا الكلام ده يا صاحبة الصون والعفاف
ضحكت ريم بخجل وقالت
- بجد تعبتك معايا ودوشتك بمواضيعى
تبسم وقال بهدوء
- انا تحت امرك فى اى وقت .. يلا اطلعى وسلميلى عليهم كلهم
اومأت برأسها وحيته وصعدت لمنزلها وجدت شقيقتها نورين بالمطبخ تعد " السحور " تبسمت لها و دلفت لغرفتها بدلت ثيابها و نزلت لتساعدها وجدت روز تتحدث فى الهاتف مع ظافر وتقول بغضب
- ازاى يعنى نتجوز ثالث يوم العيد واحنا لسه مخلصناش توضيب الشقة ولا فرشها ولا جبنا فستان ولا حجزنا قاعة ! انت عايز تجننى يا ظافر ؟
قال ظافر بهدوء
- حبيبتى افهمى .. اولا احنا هنعمل الفرح فى باخرة واحد صاحبى يعنى مش هنحتاج حجز قاعة ، ثانيا الشقة احنا شغالين فى توضيبها وباقى حاجات بسيطة جدا وتخلص ونبدأ نفرش ، ثالثا الفستان سهل جدا انه يجيى يعنى مش قضية يا روز
زفرت بضيق وقالت
- انت قولت لبابا ولا بتحدد مع نفسك كدة ؟
حك ظافر ذقنه وقال
- جايله بكرة انا وانكل عبد الكريم نتفق معاه على التفاصيل .. المهم ريم عملت ايه ؟
قالت روز بأسى على حال شقيقتها
- لما رجعنا قعدت تعيط وبعدها خالتو ثريا كلمتها تعزمها على الفطار والمصيبة انها راحت واراهن انه ضايقوها برضه بالكلام
- هى اطيبكم على فكرة وخالتك دى جرحتها
- جدا ومعرفش ازاى قبلت تروح ! مش بيحبونا طول عمرهم حتى لما كانت ماما عايشة
- بس دول اهلكم يا روز !
ضحكت باستهجان وقالت
- مش كل الناس زى انكل عبد الكريم وطنط كريمة ، دول مش بيحبونا و كانوا يقعدوا يقولوا لماما هاتيلك ولد يبقى سندك انتى وابوهم اصل البنات دول هم ، وحتى لما كبرنا وماما اتوفت واتخطبنا بقوا بعيد عننا لكن فالحين ينتقدوا وبس ويحسدوا ، مش قادرة انسى يوم كتب كتابنا لما قعدنا على الكوشة وسمعتها بودنى بتقول لبنتها مش لو كنا قريبين منهم كان زمانك انتى اللى متجوزاه ! ده تفكير بالله عليك ؟
قال ظافر بدهشة
- مستحيل ! فى ناس كدة ؟
صمتت روز فقال هو بمشاغبة
- وبعدين ياريتهم كانوا قريبين منكم مش يمكن كانت بنتها احلى وكنت اتجوزتها فعلا !
غضبت روز وقالت بصراخ
- تتجوز مين يا اخويا ؟ هو انت خيالك ممكن يصورلك انك تبقى مع واحدة غيرى؟ حبيبى انت لبست وكاتب الكتاب  خلاص و ايه رأيك بقى ان فرحنا هيبقى ثالث يوم العيد .. انا موافقة وهبلغ بابا انكم جايين بكرة .. مستنينكم يا حبيبى هاه وياريت متجيبش سيرة واحدة غيرى وده احسنلك يا ظافر .. ماشى يا روحى ؟
لم تتلقى رد منه بل تلقت ضحكات متواصلة منه على غيرتها وموافقتها على موعد زفافهم الذى اعترضت عليه قبل قليل وقال من بين ضحكاته
- احمدك يارب .. ياريتك كنتى غيرتى من زمان يا وردتى
فهمت روز ما فعله وقالت بغيظ
- والله ! بتستغل غيرتى لصالحك ؟
- بالظبط كدة ... يلا روحى قولى لانكل عز وانا اقول لانكل عبد الكريم .. تصبحى من اهلى يا مراتى
قالها واغلق الهاتف وتركها تضحك كالبلهاء و بعدها توجهت للمطبخ لمساعدة شقيقاتها .
***
مر اسبوع و اتفق خلاله عز الدين مع ظافر على موعد زفافه هو و روز ووافق على الميعاد عندما وجد روز موافقة .
واليوم تجمع الشباب معا للمرة الاولى فى الشهر المبارك وجلسوا حتى قال ظافر لفريد
- انت اخر مرة كلمت بنت غير خطيبتك كانت امتى ؟
حك  فريد رأسه بتفكير وظل محدق عدة دقائق فصرخ ظافر قائلا
- يخربيتك انت بتفتكر ! ده بجد ولا انا لسه مفطرتش وبيتهيألى ؟؟
ضحك بلال وقال بتأكيد
- ايوه بيفتكر
نظر اليه ظافر بتعجب وقال باقتراحات
- ثانوى ؟ لا معتقدش ، جامعة ؟ لالالا ده انت شرطة
قال له فريد بسرعة
- كلية ايه ؟ ده البنات كانت بتضربنا فى التدريبات واحنا اللى رجالة بشنبات بنستسلم والله
قهقه الجميع و قال ظافر
- اوعى يكون اللى فى بالى صح ؟ انت اشتغلت فى الاداب قبل كدة ؟
اومأ برأسه وقال
- اول سنتين بعد ما اتخرجت كنت فى اداب لحد ما جالى عقدة وطلبت نقلى
فقال ظافر بتساؤل
- اخر بنت شوفتها كنت قابض عليها اداب ؟؟
- عليك نور هو كدة بالظبط
انفجر الجميع ضاحكا فقال ذلك المشاغب الذى لا يكف عن الكلام لبلال
- بيبو ده طلع ليه حق يتعقد من الستات عشان عمره ما شاف انثى فى حياته عدلة غير امه
-  ياريت متقوليش يا بيبو عشان بفتكر ميرا لما تعوز تضحك عليا بعد كل خناقة
- جتكوا نيلة خيبة انت واخوك ! قال اقصى بنت كان قابض عليها قال ! ده انا كنت فى كل بلد مع واحدة شكل
نظر بلال للفراغ وقال مسرعا
- اسكت روز وراك يخربيتك !
استدار مسرعا وشحب وجهه ولم يجد احد فنظر اليهم وجدهم يضحكون بشدة فضحك معهم و ركض خلفهم   ، فقال فريد وهو يلهث من التعب
- خلاص يا ظافر كنا بنهزر والله
قال ظافر وهو ينظر اليهم شزرا
- عارف لو كانت هى بجد وسمعت الكلام ده كانت هتعمل ايه ؟
انفجر بلال ضاحكا وقال بسخرية
- لا تصدق طلعت راجل ومسيطر ومش خايف منها خالص
ركض ظافر خلفه حتى وصلوا الى باب " الفيلا " وجد بلال ان شريف وشقيقه يدلفان فاختبأ خلف شريف وقال له
- هديه يا شريف عشان تعبت من الجرى خلاص
قال شريف بضحك لظافر
- خلاص يا ظافر بقى انت العاقل
نظر ظافر لبلال وقال بتوعد
- بتتحامى فى شريف يا بلال ؟ فاكرنى مش هعرف اجيبك ؟
قهقه سليم وقال
- عملتله ايه يا بلال عشان يجرى وراك كدة ؟
قال بلال وهو يسير بجانبه الى الداخل بعدما استطاع شريف السيطرة على ظافر
- قعد يقول انا كنت فى كل بلد مع ست ، روحت انا قولتله مراتك وراك عملت حاجة انا ؟
ضحك الجميع وبعدها دلفوا وجلسوا بالحديقة وامسك فريد سيجارته فقال شريف بتساؤل
- كلمتك الصبح مردتش عليا ليه يا فريد ؟
نفث  فريد دخان سيجارته وقال باعتذار
- والله كنت نايم حقك عليا .. خير كنت محتاج حاجة ؟
قال شريف بذهول
- كنت نايم ازاى ؟ انت عارف انا كلمتك امتى ؟ ده المغرب خلاص كان باقيلها ربع ساعة وتأذن ! صليت الظهر والعصر امتى ؟
اشار بلال لشقيقه وقال
- البيه بينام اول ما يرجع لحد المغرب ولو صحى بيبقى عصبى ومش طايق نفسه عشان خاطر مش شارب سجاير
- صيامهم فى نومهم يعنى – نظر الى فريد واكمل – ده مش اسمه صيام يا فريد .. صيام من غير صلاة كانك بتعذب نفسك بالجوع والعطش وكمان النوم مش نافع وياريت تبطل السجاير دى وتنتهزها فرصة اننا فى رمضان وتخلى فترة صيامك تتعود فيها انك تبطلها
ضحك ظافر وقال بيأس
- ولا هيسمع منك يا شريف احنا تعبنا منه فى الحوار ده ، اول ما المغرب بياذن مبيشربش مياه لا ده بيشرب السيجارة وبعدها يفتكر ياكل او يشرب ومن شوية مكانش قادر ياخد نفسه وهو بيجرى .. شاب عنده ٢٩ سنة وتعب من الجرى قولى ده بعد ١٠ سنين هيبقى عامل ازاى !
نظر شريف اليه بغضب وقال
- انت كدة بتموت نفسك يا فريد .. انا مش عارف ازاى انكل عبد الكريم سايبك تدخن !
قال فريد بهدوء وهو ينظر لهم جميعا ويشعل سيجارة اخرى
- خلصتوا كلام ؟
نظر اليه شريف بغضب وقال
- ولا كأننا بنقول حاجة .. ايه العند ده يا اخى !
لم يعطى فريد اى اهمية للحديث واستمر فى التدخين وسط نظراتهم الغاضبة له .
***
وقفت ميرا تضع اللمسات الاخيرة لشكلها فى المرآة فقالت روز بضيق
- انجوى يا ميرا مش رايحين فرح ! اتأخرنا والدنيا هتبقى زحمة كدة
قالت ميرا بهدوء وهى تضع بعض الاشياء فى حقيبة يدها
- خلصت يا روز ومتعمليش زى بلال يقعد يستعجلنى
نظرت اليها ريم وقالت بنفاذ صبر
- الله يكون فى عونه انه مستحمل تأخيرك ده فى اللبس
وقفت ميرا لتخرج حذائها وقالت
- يا جماعة انا مبتأخرش فى اللبس وبعدين اى بنت كدة بتاخد وقت فى لبسها
قالت سالى بغضب وهى تشير لهن
- ده على اساس اننا مش بنات يعنى ؟ ما كلنا خلصنا قبلك ومستنينك .. انجزى يا ميرا
انتهت ميرا وقالت بابتسامة
- انا خلصت .. يلا عشان منتأخرش بقى
نظرت روز اليها وقالت بهدوء
- لمصلحتك تجرى من قصادى حالا .. تمام ؟
ضحكن الشقيقات و غادرن الى حيث متوجهات يدعون الله تعالى ان يمر الامر بسلام .
***
وضع عز الدين قطعتا سكر فى فنجان الشاى وقال بابتسامة
- واخيرا واحدة هتتجوز .. انا مش مصدق نفسى
قهقه عبد الكريم وقال
- ابو البنات صحيح .. كانوا زمان بيقولوا ان البنات هم وابو البنات على طول شايل الهم
لامه عز الدين وقال
- دول اللى هيدخلونى الجنة يا عبد الكريم ، طيب والله انا مش عارف لما يتجوزوا كلهم انا هعمل ايه ؟
ضحك عبد الكريم وربت على يده قائلا
- ربنا يحفظهملك وتفرح بيهم كلهم
- يارب
- على كدة بقى انت ممكن ترفض الموضوع اللى هقولهولك
اعتدل عز الدين فى جلسته ونظر اليه باهتمام وسأله فأجاب عبد الكريم قائلا
- بلال كان عايز يحدد معاد الفرح وبيقول كفاية كدة خطوبة ويتجوزوا وياريت يبقى مع ظافر و روز
انتفض عز الدين وقال بفزع
- لا الاتنين مع بعض لا .. مش هينفع يسيبونى فى يوم واحد وبعدين ظافر خلص شقته والبنات بتجهز وكلها كام يوم وتروح تفرش مش هتعبهم انهم يكونوا بيجهزوا حاجة روز وحاجة ميرا كمان ... نأجل جوازهم لبعد جواز روز وظافر بشهر كدة
ضحك عبد الكريم وقال
- خلاص هنأجل حاضر .. مش بقولك ابو البنات الله يعينه
قهقه عز الدين واومأ برأسه ان صديقه محق بالفعل فهو يتحمل فكرة زواج روز وابتعادها عنه بصعوبة ويريد اخذ فترة ليزوج فتاة اخرى .
***
شرد فريد وقال للشباب وهو يعد على اصابعه
- عارفين ان انكل عز لبسنى فى الحيط .. ضحك عليا وادانى واحدة مشاكسة وعنيدة من كتر عشرتها مع البهايم بقت عنيدة  وتحس انها واحدة منهم.. تحس انها فرسة جامحة محتاجة ترويض وعقبال ما اروضها هما حل من الاتنين .. يا تخلص عليا يا اخلص عليها مالهمش ثالث !
ضحك الجميع فأكمل هو قائلا
- عارفين مين اللى محظوظ فينا ؟ واحد اسم على مسمى .. خد العدلة اللى فيهم ، مش المشاكسة ولا حتى المجنونة ولا النكدية ، هو ظافر وفعلا ظفر ابن المحظوظة
قال ظافر وهو يحاول كظم غيظه
- انا هعتبرك بتهزر عشان منخسرش بعض تمام ؟
قهقه باقى الشباب على غيرة ظافر ولكن فريد اكمل قائلا
- واللى محظوظ اكتر بقى اللى هياخد ريم .. هياخد جوهرة .. جمال واخلاق وطيبة وحنية و سند متحملة المسئولية ووو
قاطعه صوت شريف قائلا بغضب
- تحب اروح اخطبهالك يا فريد ؟
توجهت الانظار نحوه وضحك بلال قائلا
- انا قولت بيحبها ومحدش صدقنى
قال شريف بتلعثم يتنافى مع غضبه منذ قليل
- لا مين قالك كدة ؟ انا كل قصدى اته خطيب اختها ومينفعش يتغزل فيها كدة
رفع ظافر حاجبيه وقال
- يا سلام ما اهو قعد يشكر فى مراتى و مقومتش ضربته وعدتها عادى واسمها مراتى مش زميلتى فى الشغل
ضحك سليم وقال
- طيب ياريت يطلع بيحبها فعلا دى هتبقى من حظه
قال ظافر بضحكة
- عارفين انى اكتشفت ان كلكم خيبة وانى انصحكم .. انا الوحيد اللى كنت مقضيها قبل الجواز هههههه واعتقد انى الوحيد اللى مش هحتاج حفلة توديع عزوبية زى الاجانب .. معتقتش لا مضيفات ولا بنات اجانب ولا اى حاجة وفى الاخر لبست فى المصرية الاصيلة
نظر بلال خلف ظافر وقال وهو ينظر اليه برجاء
- عارف انت احلى حاجة بتكون فى دنيتنا الورد اه والله
قال ظافر بتعجب
- وايه علاقة الورد بموضوعنا يا بلال ! انا بكلمك على البنات تكلمنى انت على الورد ! صحيح ليك حق تبقى كدة
نظر بلال اليه بيأس وقال شريف ليحاول انقاذه
- طيب مش لما بيبقى عندك وردة بتقول يا وردتى صح ولا ايه ؟
نظر اليهم ظافر بتعجب وقال
- برضه ايه علاقة الورد بموضوعنا !
اشار سليم اليهم وقال باستسلام
- لا ده يستاهل اللى هيجراله .. يلا يا روز انطلقى ومحدش هيمسكك
قهقه ظافر وقال
- قديمة يا سليم .. صدقتها مرة ومش هصدقها تانى
وهنا تلقى ضربة على ظهره بغضب وصوت روز تقول بغضب
- بقى كنت مقضيها مع المضيفات والاجانب وفى الاخر لبست فى المصرية الاصيلة، انا بقى هوريك المصرية دى هتعمل ايه يا ظافر
استدار ظافر ونظر اليها وملامح الغضب تعلو وجهها وشقيقاتها يضحكن بجانبها و قال
- ده انا كنت بهزر يا حبيبتى .. انا برضه اكون بعمل كدة ؟ ده انتى اللى قاعدة فى القلب يا وردتى
- وردتك يا شيخ الشباب ! ماشى يا ظافر حسابنا بعدين وصدقنى مش هتشوف غيرى ولا عينك هتلمح بنت طول ما انا معاك وهتغير طقم مضيفاتك كله
- يا بنتى ده كان زمان قبل ما اعرفك لكن صدقينى من ساعة من حبيتك ومفيش غيرك .. ده انتى القلب يا روح القلب
قالها غامزا و هو يبتسم فضحكت هى بخجل وجلسن هى وشقيقاتها معهم وتحدث الجميع فى ترتيبات حفل زفاف ظافر و روز وبعدها انصرفن الفتيات الى منزلهن .
***
مر الشهر الكريم و الاستعدادات لحفل الزفاف مكثفة لضيق الوقت واليوم قبيل الزفاف بيوم اتصل شريف بريم وطلب مقابلتها فى الخارج فقالت هى باعتذار
- مش هقدر اسيب روز يا شريف
قال شريف باصرار
- افتحى الباب هتلاقى حاجات ليكى .. خديها والبسيها وبعدها اخرجى هتلاقيى عربية واقفة على باب الفيلا اركبيها .. مستنيكى يا ريم
انهى الاتصال فخرجت هى مسرعة لتأخذ ما قاله و صعدت لغرفتها وفتحتها وجدت بها فستان يشبه فستان اميرتها المفضلة فى سلسلة افلام ديزنى ! تحسسته بسعادة وارتدته تنغيذا لاوامره ووضعت القليل من مساحيق التجميل وشرعت ترتدى الحذاء وجدت انه فردة واحدة والاخرى مفقودة ! لم ترتديه وخرجت حافية القدمين !
قابلت روز التى نظرت لها بدهشة و اقنعتها ريم انها ستذهب لامر هام وستعود سريعا و انها ستخبر والدها عقب عودتها .. تركتها روز تذهب وخرجت وجدت عربة تشبه عربة سندريلا يجرها ثلاثة احصنة و بها سائق ابتسم و ذهب بها الى مكان معين وهناك وصلتها رسالة من شريف محتواها " البسى الفردة اللى معاكى ضرورى " نظرت ريم للهاتف بدهشة وارتدت فردة الحذاء تنفيذا لامره وبعدها توقفت العربة فى مكان يشبه قصر سندريلا ووجدت شريف يفتح العربة ويساعدها على النزول و امسك بيدها لتستطيع المشى و اجلسها على اقرب مقعد وامسك بقدمها التى لا يوجد بها حذاء ووضع الفردة الاخرى بها وقال بابتسامة
- حاولت افرحك على قد ما قدرت يا صاحبة الصون والعفاف
دمعت عينا ريم وابتسمت فامسك بيدها ووقفا فى منتصف القاعة وبدأت احدى الاغنيات فى عزف الحانها و كلماتها تتردد فى الانحاء
" صاحبة الصون والعفاف .. احلى واحدة فى البنات .. اللى عمر ما قلبى شاف زيها فى المخلوقات .. تسمحيلى برقصة هادية .. تسمحيلى بقربى منك ؟ "
تقدم شريف ومد يده اليها وقال بابتسامة
- تسمحيلى برقصة هادية ؟
امسكت ريم يده بخجل وابتسامة وبدات ترقص معه على تلك الاغنية الرائعة وهى مبهورة بذلك الحلم الذى تحقق ، انتهت الرقصة ووقف شريف امامها وقال بابتسامته التى لم تفارقه منذ رأها
- حياتى بدأت بيكى .. معاكى عرفت يعنى ايه حب وتسامح وطيبة وحنان .. معاكى عرفت انك اساس حكايتى وانك الانسانة اللى اتخلقت منى عشان تكملنى ونفضل العمر كله مع بعض
جثى على ركبتيه واظهر علبة وفتحها وقال باللغة التركية  وكأنه يحقق كل امنياتها
- Benimle evlenirmsin ? 
" هل تتزوجينى ؟ "
سالت الدموع على وجنتى ريم و اومأت برأسها ايجابا وهى ترى كل احلامها تتحقق .. حبيبها يطلب الزواج منها مجسدا فيلمها المفضل ويقولها لها بلغتها المفضلة ماذا تريد اكثر من هذا ؟ لو توقف الزمان الان لن تحزن بل هى تريد ان يتوقف الزمان الان وتظل عمرها بأكمله فى تلك اللحظة التى سرقتها من الزمن .. نظرت اليه والى ابتسامته التى زادته وسامة وقالت
- وبابا يا شريف
وضع شريف الخاتم فى اصبعها و نهض ممسكا بيدها قائلا
- باباكى عارف انك معايا دلوقتى .. وعارف انى هطلب ايدك كدة لانى خطبتك منه قبلها وهو وافق
قبل يدها وقال بسعادة وهو يتوجه بها نحوه العربة التى جاءت بها ليعودا بها معا
- بحبك يا ريم .
و...
يتبع...
#رواية_خدها_كدة_زى_ما_هى
#تقى_خالد

رواية خدها كدة زي ما هي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن