الفصل التاسع

Start from the beginning
                                    

جلست نورين مع رفيقتها التى قالت بحب وهى تصف خطيبها
- هيييييييح بحبه اوى .. انا بتنفسه تقريبا كأنه اكسجين حياتى ، وانتى فريد بالنسبالك ايه ؟
ضحكت نورين وقالت بسخرية
- ثانى اكسيد كربون حياتى 
انفجرت منار ضاحكة وقالت
- حرام عليكى يا بنتى والله مظلوم معاكى
- اوى ياختى
اتى احد الأشخاص يحمل قطة فقالت نورين وهى متوجهة اليهم
- انا هروح انا وخليكى انتى باكسجينك لحد ما خنقتينى
***
هبطت الطائرة بسلام فى مطار شرم الشيخ وانهت روز اجراءاتها وخرجت من المطار وجدت ظافر بانتظارها .. حمل الحقيبة ووضعها فى سيارة استأجرها وقال
- على المؤتمر صح ؟
قالت روز موضحة
- هنروح الاوتيل الاول احط الشنط وبعدين نروح المؤتمر
ادار محرك السيارة وانطلق الى الفندق واخذت حجز غرفتها الذى كان لمدة يوم واحد و بعدها انطلق الى  المؤتمر المنعقد فى شرم الشيخ المكلفة روز بتغطية احداثه للنشر فى الجريدة .. دلفت روز وحضرت المؤتمر وظل ظافر فى السيارة ينتظرها وبعد انتهاء المؤتمر خرجت روز وفجأة تعثرت قدمها و سقطتت ، ركض اليها ظافر مسرعا فقالت ببكاء
- الحقنى يا ظافر النضارة اتكسرت والوقعة وجعانى اوى
حملها ظافر وتوجه بها الى سيارته وقال مهدئا
- اهدى خالص
استمرت فى البكاء وقالت
- صلحلى النضارة والله ما شايفة
- هو انتى مش المفروض معاكى واحدة تانية ؟
- لا مش معايا ومش عاملة لينسز .. صلحهالى بالله عليك
امسك بيدها وقال مطمئنا
- حاضر متقلقيش
ادار محرك السيارة وعاد للفندق وسأل فى الاستعلامات عن اقرب مكان به نظارات طبية وارشده الموظف للمكان واخذها وذهبا لاصلاح النظارة .. اعطاها ظافر الى الرجل واعطاه ميعاد لاستلامها فى اليوم التالى  .. خرج وابلغ روز التى شهقت قائلة
- بكرة ايه ؟ دى المقالة المفروض تتنشر بكرة وبابا ميعرفش انى هبات وبعدين فى المصيبة دى
قال ظافر بهدوء
- ابعتى المقالة بالايميل
- ازاى وانا اصلا مش شايفة قصادى – نظرت اليه واكملت – طب والله انا ما شايفاك انت نفسك وبتعامل معاك حسب الصوت
انفجر ظافر ضاحكا عليها فقالت هى مكملة
- وبعدين بابا ميعرفش انى هبات هنا هو عارف انى هرجع النهاردة
اجلسها ظافر فى السيارة واستدار وجلس خلف عجلة القيادة وادار المحرك وقال
- خلاص هنعمل اتفاق
قالت روز
- اللى هو ؟
تبسم ظافر وقال
- انتى هتملينى المقالة وانا هكتبها وابعتها بالايميل وتتنشر بكرة وبكدة  تكونى خلصتى من هم المقالة
اعجبت بالفكرة وتسائلت قائلة
- طيب وبابا ؟
ضحك وقال بغمزة لم تراها هى
- هو انتى كل ده مش مستوعبة ان كل ده مترتب مش صدفة ولا ايه يا وردتى ؟
فغرت فاهها فضحك واكمل قائلا
- يعنى صدفة انهم يختاروكى انتى بالذات للمؤتمر مع وجود شباب فى الجريدة وبعدها تطلع الطيارة انا الطيار بتاعها صدفة كدة يعنى ؟
- مرتبها يعنى ؟
اومأ برأسه وقال
- بالظبط وبعدين احنا هنقعد هنا ٣ ايام هتكون النضارة اتصلحت وكله بقى كويس وهنتفسح ونغير جو القاهرة المشحون ده
- وبابا وافق عادى وانت لسه مش جوزى ؟
- اولا احنا كل واحد هيكون فى اوضة ويشهد عليا ربنا انى مش هتجاوز معاكى لا فى فعل ولا حتى لفظ  يا روز وده وعد منى ليكى وقبله كان لوالدك وقبلكم انتم الاتنين لربنا 
- مصدقاك
نطقتها روز وتبسمت وكذلك هو وقالت
- لو سمحت يلا اطلع على الاوتيل عشان نرتاح وناكل وبعدها تساعدنى زى ما اتفقنا
تبسم ظافر وانطلق بالسيارة الى الفندق وسط ضحكاتهم معا
***
على مائدة الطعام جلس عز الدين على رأسها وحوله بناته ويتناولون الطعام ويتحدثون فقالت ميرا باعتراض
- يعنى ايه يا بابا توافق على المهزلة دى ؟ ميصحش انه يسافر معاها لوحده قبل ما يكون جوزها .. الناس هتقول علينا ايه
نظر عز الدين اليها وقال بهدوء
- اولا انا ميهمنيش كلام الناس لانه لا بيودى ولا بيجيب ثانيا انا واثق فى ظافر وتربيته وعارف انه عمره ما يضر بنتى
اومات ريم وقالت
- ماشى يا بابا مقولناش حاجة لكن احنا عايشين وسط الناس مش منعزلين عنهم عشان نقول ميهمناش كلامهم والبنت عامة سمعة يعنى مثلا لو حد من خالاتى اتصل وسأل عليها هنقول ايه سافرت مع خطيبها تتفسح لوحدهم !
نظر عز الدين اليها بغضب وقال
- اختك كانت مسافرة فى شغل ده اولا انما ثانيا دى انا حر فيها وفى بنتى وانا ادرى بمصلحتكوا وبعدين ما انتى هتسافرى تركيا الاسبوع الجاى لوحدك مع مدير القسم امنعك ولا ده فى مصلحتك ؟
قالت سالى باعتراض
- تسمحلى يا بابا لكن ده مش مصلحة خالص .. ده تجاوز حدود كتيرة ويعدين هتضمن منين ان ظافر يوفى بوعده ليك وميعملش حاجة تضرها ده اولا وثانيا ريم مش رايحة تتفسح ريم رايحة تشتغل والمدير ده اكبر من حضرتك كمان فى السن مش شاب تفرق يا بابا
ساور القلق عز الدين ولكنه لم يبده على وجهه فذلك الامر يماثل امر تصميمه على خطبة نورين وميرا وهو يريد انجاح تلك الزيجات ولكنه ايضا لن يدع مكروه يمس روز فهو رجل وعلم من جلساته المتكررة مع ظافر انه رجل بحق ولن يخون وعد قطعه على نفسه وسيحمى ابنته من الناس ومن نفسه ، انهى النقاش معهم وغادروا مائدة الطعام وتفرقوا كل شخص فى غرفته .
***
طرق على الباب وفتحت له وهى تحمل فى يدها اوراق و جهاز " اللاب توب" الخاص بها .. سارت جواره حتى وصلا الى شاطئ البحر وجلسا هناك هى تمليه المقالة وهو يكتب وبعدها حاولت تنسيقها هى لانه لا يعلم كيف وارسلها هو الى الجريدة وقال ضاحكا
- عملت زى ما وعدتك استاهل ايه بقى ؟
ضحكت روز وقالت
- اعزمنى على العشاء
- لا والله دى مكافأتى ولا مكافأتك انتى
- احنا الاتنين
- اؤمرى بس وانا انفذ
قالها ضاحكا وذهب واحضر العشاء وتناولوه وبعدها جلسا يشربان العصير فقال ظافر
- انتى نظرك ضعيف اوى كدة ؟
أومأت روز برأسها وقالت
- لابسة النضارة من ابتدائى
- كتير اوى ، ومعملتيش لينسز ليه
ارتشفت من العصير وقالت
- عينى من النوع الحساس اوى مش مستحملة حتى اللينسز  والليزك بفكر فيها بس خايفة
نظر اليها وقال
- من ايه ؟
- يا عم انا بخاف هيخترعوا فيا ومش بعيد يعمونى .. انا عاجبنى الشوية دول وبعدين بذمتك مش متعة انك تبقى بتكلم اللى قصادك وانت مش شايف رد فعله ولا حتى تعبيرات وشه ولما تبقى عايز تزوغ من حاجة تقلع النضارة وتستهبل فيها
قهقه ظافر وقال من بين ضحكاته
- عايزة تفهمينى انك مش شيفانى كمان بجد
ضحكت روز وقالت
- وعهد الله ولا حتى مميزة ملموحة من ملامحك انا واخداك بالصوت
- انا اتنصب عليا ابوكى مقاليش انك كدة
دمعت عينا روز من كثرة الضحك وقالت
- خلاص رجعنى وخد فلوسك
مسح ظافر دموعه وقال ضاحكا
- لسه مدفعتش متقلقيش .. اخبار زين ايه صحيح
تبسمت روز وقالت
- كويس الحمد لله وبيسلم عليك جدا .. تقريبا حبك اوى
- وانا كمان ربنا يعلم معزته فى قلبى
- غريبة يا ظافر حبيت زين بسرعة جدا ازاى ؟
شرد ظافر وقال
- لان فاقد الشىء احسن واحد يعطيه
نظرت روز اليه بتعجب وتذكرت شىء وقالت
- ايوه صح انت اهلك فين ؟ عايش مع انكل عبد الكريم وهو اللى جه طلبنى ليك حتى فى الخطوبة مكانش موجود حد غيره هو وخالك
دمعت عينا ظافر وقال
- عشان انا ماليش غيرهم فعلا .. والدى و والدتى اتوفوا وانا صغير واللى ربانى هو انكل عبد الكريم – ضحك بانكسار – ملحقتش اشوفهم ولا حتى اعرفهم كل معرفتى بيهم صور وبس والحق يقال طنط كريمة وانكل عبد الكريم عمرهم ما قصروا معايا او حتى حسسونى انى مش ابنهم بالعكس دول بيعاملونى لحد وقتنا هذا احسن من ولادهم
ربتت روز على يده فقال بحدة
- انا مش عايز شفقة من حد
مسحت روز دموعها وقالت وهى تتحسس وجهه وتمسح دموعه التى شعرت بها تهبط على كفها
- انا مش حد يا ظافر .. انا روز خطيبتك
ابتسم قائلا وهو ممسك بيدها
- عارفة يا روز انى نفسى يبقى عندى ولاد كتير اوى وفرحت لما لقيتك بتروحى دار الايتام
ضحكت وسحبت يدها بخجل وقالت
- اه عشان كدة بتروح هناك كل اسبوع لزين و الولاد
اومأ برأسه واستطرد قائلا
- بحاول اديهم الحنان اللى اتحرموا منه بدرى .. عارفة انى زعلت لما قولتيلى انى من نوعية الناس اللى تشوفهم تكرههم وبعد ما تعرفهم تكرههم ، ساعتها قولت هو انا بقيت قاسى ولا وحش ولا هى اللى مش فاهمانى لسه ؟
اشاحت بوجهها بعيدا فقال متسائلا
- لسه برضه يا روز انا من ضمن الناس دى ؟
تبسمت وقالت بخجل يخالطه بعض المرح
- كويس انى مش لابسة النضارة عشان متأثرش باللحظة دى
نظر اليها بدهشة وقال
- يعنى ايه
نهضت واستعدت للمغادرة وقالت
- يعنى فى اشخاص فى حياتنا هى اللى بتغير مكانتها فى قلوبنا .. تصبح على خير يا شيخ الشباب !
قالت جملتها الاخيرة بمرح وركضت الى الفندق وتركته خلفها متعجب من حديثها أيعقل ان يكونا ظفرا ببعضهما ؟ فقال بصوت مفكرا
- ايه حكاية شيخ الشباب دى !؟
***
حادثته فى الهاتف .. تعجب فى البداية ونظر للهاتف يتأكد من رقمها ولكنها بالفعل هى .. اجاب قائلا بمرح
- ميرا بنفسها بتتصل بيا ! اتارى الفون بيزغرط
ضحكت ميرا وقالت
- ازيك يا بلال
ضحك بلال وقال
- الحمد لله هعوز ايه اكتر من كدة ميرا مكلمانى وبتضحك ؟ هعوز ايه تانى
خجلت ميرا وصمتت فقال محاولا كسر الصمت
- اخبار يومك ايه ؟
- تمام الحمد لله اى نعم عربيتى فى التوكيل بس قشطة يعنى
- ليه عملتى فى العربية ايه يا مفترية ؟
ضحكت ميرا وقالت
- والله ما عملتلها حاجة هى لوحدها
قهقه وقال
- مصدقك يا " ميمي " ، انتى ماشية ازاى صحيح ؟
- مع بابا طالما فى الشركة بس مشاويرى انا باخد تاكسي او شهيرة صاحبتى بتوصلنى
قال بلال بقلق متذكرا حديث شقيقه
- بلاش تاكسيات لوحدك يا ميرا لو تعوزى تروحى حتة قوليلى وانا هجيلك
تبسمت ميرا وقالت
- ربنا يخليك يا بلال مش عايزة اتعبك ممكن تكون فى شغلك ولا حاجة مش هعطل حياتك وهى اصلا اسبوع وتتصلح
- لو سمحتى اسمعى الكلام .. انا مبتعبش معاكى ومفيش بينا الكلام ده
احمرت وجنتا ميرا وقالت وهى تلتقط انفاسها بصعوبة
- تمام يا بلال .. هقفل انا دلوقتى سلام
اغلقت الهاتف ولم تنتظر رده وشربت الماء وقالت لتهدئ نفسها وتنهيها عما تشعر به
- مش اى حد يدق باب القلب نفتح .. اجمدى يا ميرا
***
استلقى على الفراش بجوار شقيقه ففتح "شريف "عيناه قائلا
- خير اللهم اجعله خير يا "سليم " نايم جنبي ليه ؟
ضحك سليم وقال
- انا زهقان اوى وعايز اخرج ومش لاقى حد اخرج معاه غيرك
اعتدل شريف وجلس على الفراش ونظر اليه بتفحص قائلا
- لسه متعاقب برضه ؟
تغير وجه سليم وقال بحزن
- معاها حق فى كل اللى عملته وهتعمله انا خونت ثقة ابوها فيا وخونت صداقتنا
- طالما شايف انك تستحق كل ده متضايق ليه بقى ؟
شرد سليم ونظر للفراغ وقال بصوت منخفض
- عشان وحشتنى اوى .. وحشنى كلامها وضحكها وعياطها .. وحشنى تأمل ملامحها وهى مش واخدة بالها .. وحشنى كل حاجة كنت بعملها معاها وبس
ضحك شريف وقال بهدوء
- صالحها يا سليم قبل ما تروح منك – شرد واردف بحزن – قبل ما تسيبك وتمشى ومتعرفش حتى طريقها وتندم على كل حاجة غبية عملتها معاها
انتبه سليم لشكله وقال
- هى البنت اللى حكتلنا عليها مجاتش من ساعتها ؟
- استقالت ومعرفش عنها حاجة من يوميها
- هى اسمها ايه صحيح ؟
- ريم معتصم
فغر سليم فاهه وقال بتعجب
- مش معقول ريم معتصم ! ازاى ؟ ده بجد ولا تشابه اسماء ؟
و....
يتبع ....
#رواية_خدها_كدة_زى_ما_هى
#تقى_خالد

رواية خدها كدة زي ما هي Where stories live. Discover now