𝐏𝐚𝐫𝐭 08 : وردة في أرض الرب

236K 11.5K 9.8K
                                    


عندما تبدأ في إطلاق النار

يجب أن تستعد تماما لتلقي البعض منها

.........................................................................................................................................

كانت إيرا تمشي في ذلك الرواق وكعبها يطرق على الأرضية مرتدية فستانا أحمرا قصيرا ضيقا من الأعلى فقط و يصل لمنتصف فخذها بأكمام طويلة غطت كل وشومها ولم يبق ظاهرا منها سوى ذلك الموجود على رقبتها وعلى سطح كفيها ...لقد كان بتصميم بسيط لكنه مع ذلك كان لافتا للانتباه للونه الاحمر الجميل ....

ومع شعرها الأسود القصير والرطب الذي يلامس رقبتها و خصلاته المتمردة التي تسقط على أعينها الزرقاء  كانت تبدو جذابة وملفتة للنظر.....

لذا لم تواجه صعوبة أبدا مع الحراس عند وقوفها امام مدخل النادي الليلي في الفندق..فنظرة إليها فقط حتى منحوا لها الإذن بالدخول قبل أن تُخرج تصريح الشخصيات المهمة الذي تحمله معها....و الذي سرقته..

وبخطوات هادئة تقدمت إيرا للنادي الليلي لوحدها فأندريه أخبرها أن تدخل ولا تنتظره.....وما أن فعلت حتى استقبلها صوت الموسيقى ورائحة الكحول ومع الإضاءة و الأجواء الداخلية سيشك الشخص أنهم في الليل و ليس في النهار....فقد كان هناك أشخاص ثملين حتى في الزاوية....

وما أن وصلت أمام البار حتى اتخذت مقعدا هناك ووضعت حقيبتها التي كانت تضع فيها مسدسا وعدلت فستانها حتى لا تظهر الخناجر التي تخفيها في الحامل الموضوع على فخذها ثم نظرت للساقي وقالت بابتسامة :

"واحد مارتيني من فضلك..."

ولم تكن ثواني حتى قدم لها الساقي كأس شراب مع عود يحتوي على بضع حبات زيتون وقطعة ليمون فأخذته وارتشفته منه القليل ثم نظرت حولها وقالت بابتسامة ماكرة موجهة حديثها له لكن بنبرة خافتة :

" يليق بك دور الساقي صديقي..."

رفع أندريه حاجبه ثم واصل عمله في ترتيب الكؤوس كي لا يجذب الانتباه و قال بصوت هادئ ان لم تسمعه بسبب الموسيقى ستسمعه عبر السماعة في أذنها المرتبطة بخاصته :

" لا أعتقد أنني وافقت بأن أصبح صديقكِ بعد.. "

ارتشفت إيرا من كأسها مجددا وتلتها بقضمة من الزيتون لتزيل الطعم اللاذع للشراب ثم قالت مجددا دون ان تنظر له :

" أوه..لم أكن أنتظر موافقتك صراحة....انا فقط كنت أخبرك.."

ابتسم أندريه بخفة دون أن تراه لانه كان يعطيها ظهره وهو مشغول بإعداد الشراب لشخص آخر....

حيث كان يرتدي قميصا أسود و أضاف قبعة لتخفي القليل من ملامح وجهه ومع سرعة ايديه في العمل و خبرته الظاهرة في صنع المشروبات  كان يبدو حقا كساقي حانة خصوصا مع الإضاءة الجد المنخفضة ناحية البار والتي منعت من إظهار ملامحه ...

صراع المافياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن