الفصل الخامس عشر:.

7.7K 131 11
                                    


كان مالك وحياة يتبادلا الحديث حتى قاطعتهم جانا وهى تقول بحماس
_مالك احنا كنا عاوزينك تحضر عيد ميلاد شهد
تفاجىء مالك من قول جانا فهو لا يحضر عيد ميلاد شهد من سنوات ليس عيد ميلاد شقيقتة بالتحديد فهو لا يحضر أى حفلة يتم اقامتها بمنزلهم ولا يحضر اى تجمع مع عائلتة امام الناس وخاصة امام الصحف فهو يكرهة النفاق والكذب بشدة كيف يتظاهر امام الناس انة قريب من عائلتة بدرجة كبيرة وانهم عائلة مثالية وهم ليس كذلك وغير ذلك هو يعرف ان تلك الحفلات والتجمعات هدفها الاساسى المصلحة والاستغلال وهو يكرهة تلك النوعية من العلاقات المزيفة التى تقام من اجل المصلحة فذلك لا يحضر تلك الحفلات ولا احد يجرأ على طلب هذا منة تنحنح مالك ليخفض بصرة حتى لا تتلاقى نظراتة مع نظرات شقيقتة التى ترمقة بخيبة أمل
_مش هينفع
ألحت جانا علية لتردف برجاء
_لية يا مالك الحفلة بعد بكرة ياعنى قدامك وقت عشان شغلك ميتعطلش
صاح مالك بصوت رجولى صارم
_جانا قلت مش هينفع يبقى مش هينفع
لم تحتمل شهد اكثر من ذلك هى كانت تعرف انة لم يحضر وقد سأمت من جمودة معها وابتعادة عنها رغم انها تحاول التقرب منة كانت تحاول منع دموعها من السقوط ولكنها لم تستطع فهبت واقفة لتجرى مبتعدة عنهم ودموعها تتساقط على وجنتيها ذهبت زينب
ورائها وهى تعرف انها الان تحتاج الى حضن يضمها تبكى علية حضن لم تجدة بأقرب الناس إليها
نظرت حياة إليه وقد ألمها ماحدث لصديقتها التى هى شقيقتة الوحيدة هتفت بنبرة عتاب تملأها اللوم
_لية عملت كدة انت احرجتها قدمنا حرام عليك دى اختك الوحيدة حرام تزعلها كدة
قالت جملتها ثم ذهبت الى صديقتها تخفف عنها ألم فقدانها لشقيقها وهو مازال على قيد الحياة
بينما وقف هو ليرمق شقيقتة التى كانت تبكى وهى تضمها إليها احس بغصة بقلبة وهو يراها تبكى وتتالم بسببة لم يقدر ان يقترب منها ليخفف عنها كيف يخفف عنها وهو يحتاج من يخفف عنة كم هى محظوظة شقيقتة على الاقل تجد من تبكى بحضنة يضمها ليخفف عنها اما هو فلا اشاح بنظرة عن شقيقتة ليذهب ولاحقتة جانا حتى تحاول ان تجعلة يغير رأية
كانت حياة تضم شهد اليها لتبكى بحضنها كانت تملس على خصلاتها بحنان ولم تقاطعها بل جعلتها تخرج ما بداخلها من حزن ودموع ربتت حياة إليها وهى تقول كاذبة محاولة جعلها لا تغضب من شقيقها
_بطلى عياط محصلش حاجة هو اكيد عندة شغل مهم مينفعش يتاجل والا كان اكيد جية انتى اختة الوحيدة مستحيل يتخلى عنك وبعدين اخوكى دة ملوش فى جو الحفلات دة حتى مبيعرفش يضحك زى باقى الناس ان شاءالله عيد ميلادك اللى جاى يبقى يحضرة بطلى عياط بقى
انهت جملتها لتمسح عبرات صديقتها التى اردفت بنبرة
ألم مزقت قلب حياة وزينب
_انا مش بعيط عشان هو مش هيحضر عيد ميلادى لا انا بعيط عشان انا كل مرة بحاول اقرب منة ونرجع اخوات واصحاب زى زمان هو اللى بيبعد تعرفى يا حياة مالك دة كانت الضحكة على طول منورة وشة كان قريب منى اوى كنا بنقعد مع بعض بالساعات نضحك ونلعب كان بيقولى انتى مش اختى انتى بنتى كان لما يشفنى بعيط او زعلانة يعمل المستحيل عشان يخلينى افرح لكن مالك اللى موجود دلوقتى دة مش اخويا انا معرفش مين دة لان مالك اخويا مستحيل يزعلنى او يشوف الدموع فى عينيا ويسكت او اطلب منة حاجة ومينفزهاش انا بعيط على اخويا اللى وحشنى اوى ومعرفش هيرجع امتى
كانت حياة تشعر بألم على حال صديقتها كيف تشتاق لأخيها تشتاق ان تضمة ان تشكى إلية تحكى إليه مايضايقها ولكنها لا تستطيع لم يخفى عليها نظرة الألم
التى احتلت ملامح وجهة ونظراتة عندما غادرت شقيقتة وهى تبكى ما هذة الحياة التى يعيشوها فى بيت عز الدين الحزن والهم يخيم عليهم بسببة هو بسبب ماضى مازال يسيطر علية وجعلة يخسر عائلتة وهم على قيد الحياة حسمت امرها وقررت ان تزيل هذا الحزن والغم من هذا البيت قد حان الوقت لترد جميل عز الدين عليها حان الوقت لتساعد صديقتها وهذا لن يحدث إلا عندما تساعدة هو ليتجاوز الماضى ويعيش حاضرة ومستقبلة
نظرت الى شهد لتقول بنبرة واثقة واعدة
_اوعدك ياشهد ان مالك اخوكى هيرجع يوم عيد ميلادك
ابتسمت شهد بمرارة لتقول ساخرة
_انتى بتحلمى مستحيل يرجع زى زمان مالك عايش معانا جسد بس دة حتى رجع عاش معانا بالجسد
غير لما ماما تعبت ودخلت المستشفى بسببة ساعتها جية وعاش معانا تانى بس جسد من غير روح ولا قلب
حاوطت حياة وجهها بيدها لتقول بإبتسامة وثقة
_وانا بوعدك مالك بتاع زمان هيرجع يوم عيد ميلادك ودة وعدى ليكى
...........................
فى صباح اليوم التالى
دخلت حياة مكتب مالك بعد ان استاذنت وهى تقرر ان تجعل هذا اليوم مميز عند مالك ستجعل قلبة يتخلى عن تلك القسوة التى تسيطر علية القسوة التى لا تجعل طيبتة تظهر قسوتة التى تجعلة يبتعد عن عائلتة دخلت حياة المكتب وعلى وجهها ابتسامة مشرقة وهى تلقى علية تحية الصباح اردف مالك متسائلا بعملية
_صباح النور ياحياة عملتى ايةفى التصاميم اللى قلتلك عليها
_هو انا مش جاية عشان اتكلم فى الشغل
نظر مالك اليها ليقول بأستغراب
_ولما انتى مش هتشتغلى جاية لية 
اجابتة بنبرة مقررة لا طالبة
_انا جاية اخدك معايا
عقد مالك حاجبية وهو يفهم منها شىء
_افندم تخدينى معاكى
هزت رأسها لتقول مبتسمة
_ايوة حضرتك النهاردة اجازة من الشغل وهتيجى معايا
هتف مالك بجدية وهو لا يعرف بها اليوم فهى شخصية جادة
_حياة انتى عارفة انتى بتقولى اية يظهر انك مش طبيعية النهاردة
تنهدت حياة لتقول وهى تترجى مالك ان يوافق ان يذهب معها
_مالك بية انت هتيجى معايا ارجوك خد اجازة النهاردة اعتبر دة اول واخر حاجة اطلبها منك  ارجوك وافق
نظر اليها وهو يرى نظرة راجية تطل من عينيها قبل لسانها قرر ان يذهب معها ليعرف لماذا ترجوة هكذا فشخصية كحياة لا تترجا احد
_هاجى معاكى بس هنروح فين
ابتسمت حياة شكرة لانة وافقة لتقول لمالك وهى تنظر فى عينية مباشرة
_هتعرف دلوقتى بس انا عاوزك تنسى انك مالك عز الدين رجل الاعمال الغنى والمشهور وانا بأكدلك انك عمرك ما هتنسى اليوم دة
اشار مالك اليها ليقول متسائلا
_انا شايف فى عنيكى ثقة واصرار على حاجة ياترى اية هى ولية عايزانى اجى معاكى
شردت حياة وقد تذكرت الوعد الذى قطعتة على نفسها قبل شهد
_لانى اديت وعد لحد ولزم انفذة
_وعد اية وادتية لمين
_سيبك من الكلام دة ويلا بينا عشان منتأخرش
قالتها وهى تستعجلة ليذهبا معا
..............................
وصلت زينب الى فيلا عز الدين لتقابل شهد حتى يذهبا ليشتريا بعض الاشياء ولكنها وجدت مديحة جالسة فى بهو الفيلا لتقول زينب مع ابتسامة
_ازيك يا طنط عاملة اية
ابتسمت مديحة وهى تقول بلطف
_الحمدلله يا حبيبتى ماما ازيها
_الحمدلله بخير هى شهد فين
اشارت مديحة بيدها وهى تقول
_فى اوضتها يا حبيبتى اطلعلها
استأذنت زينب من والدة شهد ثم صعدت السلم لتتجهة الى غرفة شهد دقت على الباب ثم فتحتة وهى تقول بمرح
_ممكن ادخل
كانت شهد جالسة على السرير امام حاسوبها فوقفت عندما رأت صديقتها وتوجهت ناحيتها وهى تقول بإبتسامة
_تعالى يا زوزا
ذهبت زينب وجلست على السرير بجوار شهد لتقول
_يالا قومى غيرى هدومك عشان ننزل
هتفت شهد متسائلة
_هنروح فين
_هنروح نشترى الفستان اللى هتحضرى بى حفلة عيد ميلادك
خبطت شهد بكف يدها على رأسها لتقول
_صدقى نسيت هجهز على طول وننزل
وقفت زينب وتوجهت تجاة باب الغرفه وهى تقول
_يلا بسرعة وانا هستناكى تحت
........................

عذاب الحب Where stories live. Discover now