26

1.4K 29 18
                                    

الجـــزء 25..
-----------------------------

شادن ما صدّقت : بير ..؟؟؟؟
والفتت يمين جهة ما يأشر .. وكل اللي شافته ة خشبية تغطي شي عالأرض ... تأكدت انه فعلا بير وشكله مهجوور !
شادن بتوتر : ... يمكن يكون جاف ؟؟... وش اللي جابه هنا وما حوله أحد ..؟
مارد عليها للمرة العاشرة .. وقبل لا تكمل سؤالها مشى ناحية البير وركضت خايفة تلحقه : انتظر.. عمر.... يمكن يكون ملك لأحد !
نزل على ركبة وحدة ورفع الة الخشبية اللي تغطيه .. كانت مجرد حفرة دائرية .. ظلما ظلااااام حالك ما يبين أي شي من قاعها ..تأمله عمر لفترة وشادن محتارة ..تنقل نظرها بين جانب وجه عمر ، وبين البير... وكأنها تنتظر منه تصرف أو قرار ..!!

فجأة وبطريقة مفاجأة التفت لها : تبين ارميك فيه ؟؟
نظرته الغير مفهومة خلتها تتراجع بعيد بخوف : .... وش قلت ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
خافت صدق لا يسويها لأنهم من كانوا بالسيارة وهو غريب .. وكأن وجودها الحين غير مرحّب فيه ،!
انقلبت نظرته الغريبة لمرح مخفي ،.. وابتسامة خفيفة بالكاد تبين لكنها جذابة : ما تتغيرين !!..تاخذين كل كلمة أقولها جد ..
باحمرار خفيف نزلت عيونها للأرض.. وماردت عليه.. وجاها شعور انها صدق ضيّقت عليه بوجودها ..
سمعته يقول وهو يطل براسه في وسط البير : عطيني حصاة ..!
مباشرة وسرعة دوّرت حول رجولها عن حصاة .. ما صدقت انه يطلبها وهي اشتاقت تلبيه بأي شي.. لقت حصاة صغيرة خذتها ..واقتربت منه وهو يطل براسه وسط البير..
رفع كف يده من غير لا يلف لها .. مدت يدها بحرج وحطت الحصاة بيده .. لكن بحركة مفاجئة ومباغتـة مسك يدها من المعصم وجذبها بقوة بيرميها في هالبير الأظلم .. بذيك اللحظة اسودّت الدنيا بعيونها بيغمى عليها وكل اللي سوته انها صرخت من قلبها ..

انتهت صرختها المررعوبة من حنجرتهاا..
ومـرت لحظة صمت.. وكنّها استسلمت لمصيرها !
بهاللحظة حسّت نفسها معلّقه بالهوا ..وثقلها مستسلم وهي مغمضة عيونها برد فعل دفاعي طبيعي !
فتحت عينها بتردد ورعب ولا تدري وش صار ..ما شافت الا سوااااد البير قدامها وكل اللي كانت تسمعه ضحكـة تبدد سكون الكون ..ضحكة من النادر تنسمع .. !
أدركت إنها طايحة على ذراعه وهو ماسكها بقوة وشبه حاضنها ..
شالت ذراعه القوية عن خصرها وتراجعت وهي معصّبة ومنحرجة مووت والدمعـة بعينها : ... تبي تذبحني ؟؟
تحوّلت الضحكة لابتسامة خفيفة تعوّدتها وهو جالس على نفس وضعيته وثقلها ما زحزحه : فيني رغبة غريبة اني أرميك بوسط هالبير.. تدرين ليه ؟؟
شادن وقلبها يدق حب وخوف : ل..يه ..؟؟
عمر : انتي علميني ليه !!... لأني انا نفسي مدري عن السبب..
شادن بقهر نسـت في هاللحظة وضعهم وكأنها رجعت سنوواات طويلة لـ ورا.. وركلت الحصاة اللي تحت رجلها وضربت في فخذه : هذي حصاة خذها وارمها بسرعة لأني عطشانة ..
طالعها بنظرة مستفزّة يتهزى : الحين جاية معي بالعافية وتبيني اخدمك..؟

من متى وهالانسان يحب يحرجها ويخوّفها .. قالت بحزن : عمر إنت مرة تغيرت !!!
انقلبت نظراته اللطيفة لنفس النظرات المبهمة .. ومزاجه واضح إنه تغيّر للأسوأ.. أخذ الحصاة جنبه ورماها بالبير بصمت وهو يسند يده على ركبته..
سمع صوت ارتطام الحصاة بالموية .. ثم مد يده لة جلدية مهترئة كانت مربوطة بالة الخشبية .. تُستخدم في الصحرا لسحب مياه البير .. نزّلها بهدوء وشادن تراقبه بصمت واررتباك.. زيادة على شخصية عمر الغريبة معها .. إلا إنها بدت تخاف من المكان اللي هم فيه اكثر وصارت تتخيل أصوات وأطياف رغم ان الوقت العصر لسا وباقي ساعة عالغرووب.. !
سحب عمر الة الجلدية بالموية اللي فيها ..
ثم رفع عينه لشادن.. اللي كانت تتلفّت يمين وشمال كنّها شايفه شي مو طبيعي... التفت يمين وشمال مثلها ما شاف شي ،!
عمر ببرود : بتشربين ولا أرجّعه..؟
التفتت له : ها .. الا بشرب ..!
جلست قباله ووجهها قبال وجهه وة الجلد بينهم .. قام عمر مباشرة ليبتعد عنها ..وبصوته الهادي قال : اذا صار لك شي ترا انا مو مسؤول ..انتي اللي جيتي بالعافية ..
عمره ما كان يكلّمها بهالاسلوب .. ناظرته نظرة عتاب ونزلت عيونها بتشرب ... وعقب ما خلصت مسحت فمها بكمّها وهي تقول : ما تبي تشرب.. ؟
عمر كان معطيها ظهره والجوال بيده وكأنه يحاول يتصل بأحد .. ثم ناظر الجبل اللي صار قريب : خلصتي ؟؟
شادن : ايه ..
عمر وهو يناظر جواله : عطيني ..
مد يده .. شالت الة الجلدية وعطته اياه بحذر وهي تتجنب أي حركة مفاجئة أخرى ممكن يعملها فيها..!.. شرب شوي والباقي كبه فوق راسه.. لين صار مثل المتسبّح !
شادن استغربت وبقلق : مجنون بتمرض !!
عمر بإهمال ولا مبالاة رمى الة بالتراب لين تدحرجت وطاحت بوسط البير ... شادن زادت عندها وتيرة الخوف لسبب مجهول..لأن عمر كان يتصرف وكأن هالبير ملكه.. وخافت يتورّطون ! ،
وفعلا ما درت شادن ان هالبير لـه.. وما وصلوا هنا إلا هو عارف المكان !
نفض راسه من قطرات الموية..وصار شعره طايح على وجهه والموية تتساقط من ملامحه وشاادن مفتونة فيه وحاولت تتجاهل النظر ..بتشتيت نظرها بالطبيعة لا ينتبه !
مشى للجبل وشادن مشت وراه من جديد..
قال : لا تتحركين انتظريني !
ما طاااوعته ولحقته..لأنها ما تدري وش بعد ناوي ! يكفي غرف قلبها من ضلوعها بذيك الحركة المرعبة وتخاف يسوّي فيها مقلب مرعب ثاني..!
وقالت بتوتر وهي ترمي نظرة أخير عالبير : شرايك نرجع نسكر البير مثل ما كان..؟
عرف إنها مارح تسمع كلامه .. ورجع لوتيرة الصمت من جديد ما رد على كلامها..
شادن بقلق : والله عمر اتكلم جد .. سالفة هالبير مو مريّحتني.. أخاف يكون ملك أحد واحنا اعتدينا على ملكية غيرنا !
واضح انه انزعج من كثر كلامها وخوفها.. وعشان يسكّتها قال : تدرين ان موية هالمنطقة ملوثة كلها يورانيوم دقايق وتطيحين ميتة..
شادن وقفت مصدومة : .. وشو .. وش ذا ؟
وقف.. وناظرها بجدية : أول مرة تسمعين عنه ؟؟
شادن بخووف وصوت مخنوق من ألاعيبه : إنت وشو تبي تذبحني ؟.. قبل شوي تبي ترميني في البير والحين يورانيوم.. عمر وش فيك علمني.. انا ما صرت أعرفــك !
دارت بوجهها عنه ودمعتها تهرب من عينها.. غلطت يوم جت معه ..كانت تتوقع تقضي معه لحظات أحلى من الايام اللي راحت.. أحلى من جراحه.. لكن بدل الوقت الحلو تكدّرت وشكّت إنه وده يتخلص منها بأسرع وقت..!
ما صرّح لكن كلها تلميحات واضحة ،! والمشكلة تفهم تصرفاته !
هالفكرة عوّرتها وعذبتها وخلت دموعها تغرق أكثر من أول .. وين وعده لها ؟؟؟..
حست فيه.. يقترب ويوقف قبالها مباشرة..ما بينهم غير سنتيمترات.. رفعت راسها وهي تغالب دموعها الحزينة.. ولأنه أطول منها بكثير كان منزّل راسه لها..!
وجهه كان جامد مافيه أثر أي شعور..
رفع اصبعه ونغز راسها بطريقة صدمتها .. وقال : ..وهو لازم تعرفيني ؟؟؟
تأملت وجهه الجامد وبـ مرااارة : ..مو... مو انت .. عمر حبيب..ي ؟؟
رمش بعينه وهو ينحرف بنظره عنه ..ثم غمض عيونه لثواني وزم شفايفه متضايق..
تراجع عنها يخفي كثييير معاني بوجهه.. وكمّل طريقه وبدا يصعد الجبل.. خاافت شادن ولحقت وراه ..
لأن طريق الصعود يحتوي بعض الحصا ويزلق الأقدام .. قرّبت ورا عمر ولزقت فيه .. إذا راح يمين راحت يمين ، واذا راح شمال راحت شمال مثل الروح الثانية له .. كانت وهي تصعد تزلق رجلها عدة مرات .. وكل مارفعت راسها لـ عمر تلقاه ما يلتفت لها حتى ..وكأنه نسى وجودها معه بالمرة ،
تضايقت من تجاهله ..وما وقف الا يوم نادته باسمه : ... عُـمر ..!
وقف يوم سمع صوتها بشكل مايل ..رجل فوق ورجل تحت حتى يتوازن.. ولاحظ إنها تقاوم الحصى الزلق اللي بكل مكان ، فهم إنها تطلب منه ينتظرها ، فوقف يحتريها بصمت ،.
ويوم صارت وراه ..مشى يكمّل طريقه .. ولأنها تبي تصير جنبه حطّت خطوتها بمسافة كبيرة ..
لكن رجلها اللي تحت زلــقت صررخت وهي تمسك بقميصه من ورا .. كان سريع جدا بردة فعله مسك ذراعها ورفعها وهي تلهث من التعب والروعة..!!
عمر بعتاب وضيق : يومك ما تقدرين تطلعين هذا كله .. كان انتظرتيني تحت ..
شادن باعتراض والرعشة واللهاث بصوتها : تبيني أجلس لحالي تحت.. ممكن يجيني شي وإنت مو معي... بعدين أخاف تكشت فيني ..تطلع فوق ولا ترجع وتخليني لحالي !.. من قلت تبي ترميني في البير ويورانيوم وانا عارفه ما تبيني ..( شافت بعيونه لمحة ألم أخفاها بسرعة )... ماني مخليتك بظل جنبك .. وين ماتروح انا جنبك فلا تحاول تبعدني
ابتسم أخيرا في وجهها الابتسامة اللي عذّبتها.. وكلامها حسسه بالمرح : انا قايل إنك تحبين تاخذين كلامي جد !! ، البير واليورانيوم مزحة انتهت بوقتها .. شايفتني مجرم لهالدرجة ؟؟
" مجرم " !
شادن ضربت الوتر الحساس بقصد واستقصاد : مجرم !؟... حتى لو قلت لي إنك مجرم..بعيني بشوفك صفحة من البياض !!
صدمه كلامها وما فهم هي وين تحاول توصل.. ترك ذراعها وهو يدراي عنها وجهه : كمّلي وراي أنا مو فاضي كل شوي أوقف.. ويكون أحسن لو نزلتي تحت وانتظرتي !
ابتعد وكلامها أرّقه .. كلامها اللي خلاه يفكر بسره الأسود اللي مخفيه عنها وعن الكل ! حاضره الأسود اللي غيّر من حياته كثير ويؤلـمه أكثر ،!
وصلوا للقمة بعد تعب .. شادن طاحت على ركبها تلقط أنفاسها ،، وعمر تركها وراح للحافة الثانية يلقي نظره عالشي اللي يخفيه هالجبل وراه ،، الشي اللي جا عشانه !!
عقب ما استردّت شادن أنفاسها ..قامت من الأرض المغبرّة ولحقته تشوف المنظر اللي قاعد يشوفه.. ويوم وقفت جنبه .. ضاقت عيونها وهي تتأمل
ثلاث خيام .. بعز الصحرا ..
حولها قطيع من الغنم .. وقطيع من الجمال ..
بعيدة عن أي منطقة نائية
منطقة معزووولة تماماً وصعب الوصول لها إن كنت ما تعرف الاتجاهات !!

لاتبكيМесто, где живут истории. Откройте их для себя