تكملة21

1K 25 3
                                    

؛؛
الجــــزء 21
( الفصل الثاني ::تتمة:: )

قبل مانبدأ في شيء يرفع ضغطي اللي تبي تسأل تسأل خاص مو بالتعليقات*^*
اذا انتم تحبوني لاتسألون بالتعليقات ادخلو علي خاص وأنا اقولكم
والمهم هذا البارت تكملة البارت السابق^-^
------------------------------
عادت سحر أدراجها ناحية الخيمة اللي دخلتها بسمة ،،
دخلت وهي تفك الشال الملفوف حول رقبتها بطريقة أنيقة ، وعينها تطيح على بسمة وهي جالسه جنب شادن ، تسولف بصوت هادي وهي تضحك مرة ، وتبتسم مرة بنعومة راقية.. كان من الواضح انها بدت تتعود على شادن وتاخذ وتعطي معها هي بالذات ! .. ابتسمت سحر من فكرة ان شادن شخصية يألفها الصغير قبل الكبير والظاهر انها حاولت تدمج بسمة شوي ونجحت ولو بنسبة قليلة !!
مشت لهم وهي تسحب الشال المرخي من رقبتها وترميه بعفوية عالأرض جنبهم ..وجلست معهم وهم يتبادلون أطراف الحديث .. وشادن كانت تسأل بسمة تحاول تتعرف عليها أكثر : ما عندك خوات بسمة؟؟
بسمة بابتسامة هادية : لا مافي الا أنا وأخوي راهي ..ما عندي خوات
شادن : تخرجتي من الجامعة؟؟
بسمة : لا للحين باقي سنة على وشك
شادن بأريحية مريحة : يا حليلك مررررة هادية وذووق
ضحكت بسمة لكلمة شادن ، ولأول مرة ضحكة حلّت من ملامحها .. وسحر تراقبها وهي تسولف بلباقة اكتسبتها يوم بدت تندمج مع شادن خصوصا : ادري اني هادية... وصعب ادخل مع الناس بس شادن انتي غير ههههه ( وضحكت بحرج)
ابتسمت شادن .. ولفت على سحر اللي كانت سرحانه وتفكر.. تطالع بالأرض بشرود وهي متربعة جنبهم ! .. والهالات السودا تحت عيونها للحين واضحه ..قالت باهتمام : سححر وشفيك من صحيتي اليوم وشكلك مو عاجبني؟؟
ابتسمت سحر وهي ما تدري ليش صه متشوشة هاليومين : مو شي بس لأني ما نمت امس زين كنت اتقلب كثييير..
قالت بسمة فجأة بنبرة هادية وهي تناظر وجهها : سلامتك !
انتبهت سحر ان بسمة وجهت لها الكلام.. وابتسمت لأنها حست انها خذت فكرة غلط عن هالبنت : الله يسلمك..
لكن ما أمداها تحس انها عدّلت الصورة عنها إلا وقامت بسمة تناظرها بنظرات غريبة من خلال عيونها الناعسة ..وكأنها تحاول تقيّم شي فيها .. أو تلاقي "ميزة" فـ سحر بمعنى أصح !!
سحر توتّرت من هالنظرات اللي مالها "معنى" واضح... ولا خطر على بالها ان تعامل بسمة بـ "غرابة" معها هي بالذات من دون غيرها من البنات..له ارتباط مباشر باللي سمعته بين (مشاعل وسحر) اليوم الظهرعن سالفة "تواجدها" مع محمد .. الخطيب المنتظر !! اللي يبدو انه رح يسبب لـ سحر مشاكل ما تدري انها تقترب منها !!
تضايقت سحر من هالنظرات لأنها ما لقت لـها تفسير ، بسمة ردت لـ شادن تسولف بأريحية تاركه سحر بغمرة افكارها وحيرتها .. سحر ما كانت ناقصة زيادة حيرة لأنها هاليومين ضايعة بموجة من الحيرة والتوهان .. المواقف اللي صارت اليومين الأخيرة كانت كفيلة انها تشتت انتباهها وتخليها مو عارفه تركز بشي .. أو تستوعب شي !!
:
×
عند الـ رجال ..
طلع أبو راهي من الخيمة مع ابو خالد.. وابو محمد .. وهم يسولفوون
تجاوزوا الخيام .. ناحية الشباب اللي كانوا يلعبون طائرة بعد ما خلصوا من الكورة !! ، وصراخ الحماااس شايل الدنيا !!
كان بندر قد صحا ، بعد ما استرد شوي من قوته بعد الصداع اللي ألّم فيه .. وهو يلعب معهم الحين .. كان عنيف !!
عصبي في لعبه !!
ويوم طاحت عينه على أبو راهي وهو يناظرهم يلعبون..واقف على جانب الملعب وهو يحرك سبحته بيده اليمين.. زاد من عنفه أتوماتيكيا وكأن منظر هالرجال يستفز أعصابه !!
وضعه موب مفهووم .. بندر ص متقلب ، ساعة مستريح ومرتاح البال ، وساعة ينقلب فوق تحت ..
تركي اللي كان في فريقه حس بحالته اللي ما كانت بوضعها الطبيعي .. لأن بندر كان يلهث ويتنفس بعصبية .. ويعرق بكثرة وهو يستقبل ويرسل الكرات !!.. قرب منه بعد ما أحرز نقطة حط فيها كل قووته البدنية من قهررر يحس فيه !! ،
واستقام واقف وهو يشهق ويزفر بقوة وقسووة على نفسه والعرق صار يقطر من وجهه .. حط تركي يده على كتف بندر اللي كان معطيه ظهره .. يبي يهديه !!
لكن بندر ما التفت ولا نطق !! ..كل اللي سواه مسح وجهه بفنيلته متجاهل تركي اللي يكلمه : بندر هد شوي بتذبح نفسك !
قال بنبرة جامدة غير مفهومة : ما ارتاح الا كذا
تركي صحيح ما فهم حالة بندر الغريبة ..لكنه ضحك : هههههههه بتهزمهم لو كنت لحالك بس ريح جسمك شوي هلكت نفسك
تحرك بندر طالع من الملعب مو متحمل وجود ابو راهي على بعد امتار منه : كمل لحالك انا طالع ..
تركهم وهو يسمع خالد ومحمد ومعهم عمر بالفريق الثاني ينادونه مستغربين من انسحابه المفاجئ .. ببساطة ما قدر يشوف ابو راهي واقف بابتسامة واريحية ، ويتم ساكت !.. وهو يحس بالتناقض فـ مشاعره !!..
مو قادر يحدد موقفه !!
مع محمد او ضده ..مو عارف يقرر!!
وهالشي ص يتلاعب بأعصاابه .. ويتلف هدوءه وتركيزه !!
سمعوا ابو راهي يقول للشباب اللي وقفوا لعب تلقائي : ما شاء الله عليكم !! مين القوي فيكم وغلب الثاني
ابتسم محمد اجباري متناسي الهم الجاثم على صدره : تعااادل للأسف
قال ابو محمد بعد ما لمح ولده بندر رايح بسكات : وينه اخوك بندر يا محمد ؟؟ .. وش فيه وجهه ؟؟
ارتبك محمد لأن بندر مصر ما ينطق بحرف ولا هو عارف شفيه ، وياخووفه يكون شي كبيير وبندر مخبيه : مافيه الا العافية ...
قال ابو خالد هالمرة : بنروح نمشي لنا ساعة كذا .. احد منكم وده يجي يخاوينا ؟!
ببساطة محد قال بروح لأنهم كانوا مهلوكين من اللعب .. تركوهم وراحوا يمشون اربعتهم ابو راهي ، وولده .. وابو خالد وابو محمد !!
راح تركي بعد ما غسل وجهه عقب اللعب.. للخيمة اللي كان جالس فيها بندر .. دخل وهو مبتسم بعذوبة.. لقى بندر جالس بآخر الخيمة ..ممدد رجل والثانية مثنية على فوق.. شبه مستند على ذراعه على جنب ..ساند كتوفه على جدار الخيمة القماشي ..وبين يديه جواله يلعب.. وعيونه ه عليه ..
تقدم تركي بهدوء له وجلس قدامه متربع .. بندر ما اصدر ردة فعل ولا أي حركة.. عيونه ما رفعهم !!
تركي : مو تقول الصداع خف ؟؟
كان يسمع صوت اللعبة والموسيقى تصدر من الجوال..وبندر صااامت!!
تركي بصوت هادي: بندر؟
رد بندر وهو يلعب : نعم ؟
تركي : وش مضايقك ؟
سكر اللعبة ورمى الجوال جنبه بكل ملل : مو مضايقني شي يا وليد.. لا تقلق حالك
قال تركي بهدوء : أنـا من النوع اللي احس فـ الناس.. لا تسألني شلون.. لكني اعرف واحس فيهم.. وانت من الناس اللي حسيت فيهم.. قولي يمكن اقدر اساعدك
بندر ابتسم وهو كارهـ عمره : مافيه شي يستاهل.. لا تشيل هم
تركي باهتمااام : الهم بعيونك يا بندر وشلون تقولي لا تشيل هم وانت صديقي واخوي... ولا الكلام اللي بيننا اليوم طار بالهوا ؟؟
ابتسم بندر لأن وليد مااخذ موضوع الصداقة جد ، وشكله يتمناها ! .. قال وهو يحك راسه : لا أفا عليك.. مهوب بندر اللي يقول كلمة وتطير بالهوا ههههه.. انا بخير ومافيني الا العافية (بابتسامة )
تركي وما حب يضغط عليه : بندر اذا في خاطرك شي قوله تراني لك بير اسرار .. ومستعد اساعدك اذا بغيت..
ابتسم بندر من كلمته : تساعدني ؟؟؟
حس تركي ان بندر مو مأمل كثير على هالكلمة.. فضحك : جربني ! .. بحاول اساعدك اذا عندك مشكلة..
ضحك بندر بعذوبة : ههههههههه ما انصحك يا وليد.. واحد مثلك تكفيه مشاكله.. انا خل مشاكلي لي بيني وبين نفسي
تركي باحباط .. : أفا ! .. (تنهد.. وقرر يستخدم ورقتـه الجديدة ) .. عالعموووم.. تراني موجود..تذكر هالشي زين.. موجود اذا ما لقيت احد تكلمه
رمى الكلمات وقام واقف .. ومشى طالع تارك بندر اللي حط راسه على الجدار القماشي من وراه وهو مغمض عيونه !! ..
يعيش التناقض!
يعيش الحيرة !
يتمنى يبتعد !!.. يسافر !!.. يرحل !!
لكن وين !!
بعز الصمت والهدوء داخل الخيمة ،!
دخل خالد عليه بيروح لحقيبة أغراضه عشان يبدل ملابسه عقب العرق اللي يغطي جسمه .. له فترة طويلة ما بذل مجهود بهالشكل ، اقصى شي كان يسويه عادةً نص ساعة جري صباحية..!
مسك حقيبته والتفت لـ بندر تلقائيا وهو يفتح جيب جانبي.. وقام يناظره ..
حس بحالته الغير مستقرة..
بدون كلام او همس.. حط الشنطة وراح له.. وجلس جنبه بصمت.. وبندر مغمض عيونه بعالم آخر !! مو حاس فيه .. ما حس الا بيد الطبيب تلمس جبينه
فتح بندر عيونه مرتاع : بسسسم الله !!
ضحك خالد بعذوبة والغمازات بوجهه : هههههههههه يا دلعك !
بندر : متى جيت خضيتني الله ياخذ عدوك؟
خالد : قم يالهيس ما فيك الا العافية..اشوفك خامل قلت يمكن صادته فلو بهالجو.. بس ما فيك شي.. كيف الصداع؟
بندر : خف بس ما اضمن ما يرجع
خالد: طيب قوم .. الجو مخنوق هنا وشلون متحمل
ابتسم بندر وهو يقوم ساكت.. ما يدري خالد ان الخنقة هنا ، أو برا !!.. كلها واحد !!
:
×
مخيم البنات ..
طلعوا مشاعل وسحر سوى لحالهم يمشون !! وتركوا الباقين بالمخيم لأن سحر كانت تتمنى تمشي وتبتعد ، تبي تتنفس .. تعيد توازنها !!.. تبي تسترجع وضوح الرؤية اللي فاقدتها ..
فـ خذت مشاعل معها .. اللي كانت شايله بيدها كيسة فستق صغيرة.. تاكل وترمي بلا اهتمام ..
سحر من جهة مشوشة ، مُتعبَة ، ما تدري ليه متوترة وكأنها تحتري شي جاي بالطريق..
اللي صار اليومين اللي راحت كفيل انه يسلب كل قوة تركيز تتمتع فيها .. حااااسة بضعف كبير.. وهالضعف يزداد مع الساعات .. ليش؟؟... لأنها ببساطة ضايعة !!
جت هنا وهي قوية !!.. متحمسة ومنتعشة !!
لكن خلال يومين.. شعور يداهمها الحين انها فقدت توازنها .. !!
فيه مشاعر داخلها ما قامت تفهمها !! .. مشاعر مضايقتها !!.. احاسيس غريبة !!
تعرفون الشعور .. اللي يصيب الانسان انه ما عاد ص يفهم نفسه !!.. هذي النقطة اللي وصلت لها سحر .. هذي المرحلة اللي تطورت لها.. سحر وصلت لشعور "انها ما قامت تفهم نفسها".. وهالشعور تراه متعب لأنها ما قامت تعرف وش تبي او وش تحس فيه بالتحديد!!
كانت سااارحه وهموم الدنيا فوق راسها .. يوم سمعت مشاعل تغني : وشفيه بالك بعيد وجالس تفكر
بدري على الحزن توك في بداياتك
لا تحسب الوقت لي فاتك وتتذكر
عمر الندم ما يرد الوقت لي فاتك
سحر بضييق وحززن.. وكأن مشاعل ضربت على وتر حساس : مششااعل وربي مب وقتك !
ناظرتها مشاعل باستغرراب : سحر؟ من جدك ؟
ناظرتها سحر بألم ثم ردت تناظر الأرض وهي تمشي ..
مشاعل باستغراب لأن سحر ببساطة فقدت رونقها : تبين الصدق على بالي بشوفك فرحااانة وطه من الفرحة عقب اللي صار اليوم الصبح مع محمد.. بس انتي غريبة عقب كل ذاك الصبر مع محمد.. واللي صار اليوم.. يضيق صدرك.. المفروض تعيشين اليوم بطوله فرحانه وتنسين الهم لأن محمد عطاك اللي تبينه... عطاك اهتمامه ! ..صح ولا انا غلطانه ؟
سحر وهي تحس بحشرجة في صدرها مو فاهمه مصدرها غير ان فيها رغبة بكي قووية.. كتمتها : مدري يا مشاعل مدررري !!
ردت غصة داخل صدرها ومشاعل ساكته.. وكملت بتردد وحيرة : حاسه ...حاسه بخوف من هالتغير... مشاعل.. حاسه بكثير اشياء اول مرة احس فيها... اشياء ما قمت افهمها .. وكأني أول مرة أعرف نفسي....
ناظرتها مشاعل لقتها تحكي ودموعها تموج بوسط عيونها ... وقفت مشاعل تناظرها باستغراب
سحر حاربت خنقة الدموع اللي تسيطر عليها من غير سبب.. وقالت بهدة حيييل بصوتها : مشاعل والله العظيييييم ما قمت افهم شي .. حاسه اني بوسط معمعة ماعرف موقعي فيها ..
مشاعل رحمتها وهي ما تدري ليش سحر بهالحالة.. بس قالت لعلها تخفف عنها : سحر وش صار؟؟ وش اللي يخليك تحسين كذا ؟
سحر بحزن لأن الاجابة تضايقها : مدري .. والله مدري !
ابتسمت مشاعل : سحر وسعي صدرك .. اذا عشان محمد .. قدامك الوقت عشان تفهمين ..يمكن لأن محمد خالف عادته معك تحسين انك مو على بعضك
سكتت سحر وهي تحاول تبتسم .. بس ما تدري ليش .. تحس ..ان بندر له دور كبير باللي تحس فيه.. شعور ما قامت تفهمه.. بندر يستحل جزء من تفكيرها ..وهي ما تبي !!
فجأة ..قالت مشاعل وهي تناظر بعيييد بوناسة التمعت بعيونها الواسعة : بندووووره هنااااك... اشششوى صحى !!
رفعت سحر راسها لا ارادي ناحية المكان اللي تأشر له.. لمحت بندر اللي توه نط في بالها ، مع اخوها خالد يمشون بروحهم بعيد عن المخيم .. بندر لابس كاب اسود ونظارة سودا على عيونه .. وخالد مثله لكنه كان فاصخ الكاب ..
ليش؟؟..ليييش؟؟؟... تحس انه فاتنها... بندر... بهاللحظة كان سارق منها كل ارادتها .. يبتسم ويسولف مع خالد بأريحية وهو يحك خده.. يضحك وهو يطق خالد بكتفه..
طول عمره كان قدامها .. لكن ما عمرها اتعبت عمرها وتأملت فيه من قلب.. ما كان لافتها أبداً بس من بدت تحس انه تغير ..بدت تلاحظ اشياء ما عمرها لاحظتها.. طويل !.. شعره اسود ودايم مموج مع طوله الطبيعي اللي ما يتعدى نص رقبته .. رقبة قوية واكتاف عريضة.. رشاقة.. وخفة بالحركة ..كاريزما مختلفة بحركاته ونظراته.. وحتى ردات أفعاله ولفتاته لما احد يناديه..!!
سحر سكنت وكل هالأشياء تبلورت براسها بثواني.. خااااافت من هالتغير اللي طرأ بأفكارها !!!
مشاااعل بكل عفووييية .. نااادت بكل صوتها اللي ضااااع بالكون : بآآآآآآآآآآآآآنداااااااااررررررررر ..!
ضاعت علوم سحر .. يوم وقفوا عن المشي.. والتفت عليهم بندر خصوصا بالكاريزما اللي توها استوعبتها فيه.. وعلى وجهه علامات الاستفسار ..
مشاعل عدلت لثمة شالها ..وبدون كلام مسكت يد سحر وسحبتها من غير لا تشاورها
سحر مشت معها من غير مقاومة .. عيونها على بندر اللي وقف يحتري ، مع خالد.. تناظره بعين الملهوفة لشي فقدته .. لشي ما تبي تخسره.. لشي تحس انها تهتم فيه أكثر من أول !!
وصلت مشاعل وهي ماسكه يد سحر .. وقفت وهي تناظر بندر متجاهله خالد اللي كان صامت : بندر ليه جوالك مقفل؟
قال بندر من غير لا يطالع سحر بصوت جامد : كنت نايم ..قفلته عشان انتي ما تزعجيني !
مشاعل فهمت محارشه : وبعدين معك يعني لازم تستفز لي اعصابي كل ما جيت اكلمك ؟!
تحول جمود بندر لابتسامة جانبية من تحت النظارة ، خقّت معها سحر وكأنها تشوفه لأول مرة : انتي ما تتوبين؟ مصرة يعني تجين تدوريني كل ما بغيت الفكة منك ..والتهزئ ما ينفع معك < (سحر كانت تتابع كل كلمة )
مشاعل : قليل ادب انت وقسما ..
ضحك بندر ..وخالد ابتسم ..ببساطة مين اللي يشوف مسرحيات بندر ومشاعل وما يقدر يبتسم : هاتي اللي عندك من الآخر
مشاعل بحماااس طفلة هو جزء من طبعها : نبي تاخذنا بسيااارتك الجميلة بجووولة صحراوية
تحول بندر لوجه ساااخر من اللي سمعه : معليش ما سمعتك.. عيدي بس بالبطئ
مشاعل تجاهلت مسخرته وقالت بتأكيييد مليان حماس : نبيك تاخذنا احنا والبنات بجولة في سيارتك.. نبي مشوار حلو معك
رفع حاجب من ورا النظارة ، وبابتسامة ساخرة : وش بيشيلكم ان شاء الله كلكم بسيارتي!!
مشاعل : عادي نجلس فوق بعض..
بندر : مصدقه نفسك انتي.. منيب فاضي لكم قولي لمحمد
مشاعل : يعني من جدك محمد بيوافق..؟!
بندر وهو يحس بنظرات سحر تخترقه من الوريد للوريد لكنه ثابت ولابس القناع البارد الغير مبالي : إنسي ! .. انا واحد معه صداع وماني ناقص زيادة قلق.. مهوب لازم تروحون
مشاعل بقهر : بندرر !
بندر من غير اهتمام : قلت لك لا.. خلاص لا تحنين ..
مشاعل : كنت بسامحك على حركاتك معي انت وثعبانك اذا وافقت...وما رح اردها لك .. بس شكلك منت بكفو احد يسامحك يالخااايسس
ناظرها بلا مبالاة .. رافع حاجب من خلف النظارة وهو ناوي يمشي : احد قالك ابي سماحك.. روحي سوي اللي تقدرين عليه.. لا والله لا أنادي مشاعل الحين تراها تتمشى قريب
ضحك خالد من اسلوب بندر الساخر ومشاعل اللي قامت تتلفت بخوف لأنها تصدق ان بندر يسويها
بندر : شفتي انك من جنبها .. لا عاد تهددين... (التفت لـ خالد ) ... مشينا خالد..
وسحر مو قادره تنطق بكلمة وحدة.. حالة من الصمت متلبستها .. بندر ما عاد يعيرها أي اهتماااام !!.. يتصرف وكأنها غير موجودة.. أو غير مرئية بمعنى أصح !!
بلعت غصة ألم .. لأنها قامت تحس برهبة قدامه.. وماهي قادره تتصرف طبيعي !
قبل لا يمشون..التفت خالد لها يبي يتطمن يوم شاف وجهها ماهو طبيعي : سحر !
رفعت راسها لـ خالد وهي تحاول تبتسم : هلا
خالد : شخبارها رجلك .. وجهك مو طبيعي ..تألمك؟
الألم معنوي أكثر منه عضوي.. ابتسمت وهي تشوف بندر يناظر في جواله ،ويحوس فيه وكأنه يبحث عن شي يناظره : ألم بسيط على وشك يزول
خالد باهتمام غططى على صوته لأنه حس ان اخته ماهي على طبيعتها : تعبااانه ؟
أنكررت .. وتمنت تقوله.. خالد اخوها القريييب .. لكنه الفترة الأخيرة كان مبتعد عنها وهالابتعاد جرّ معه ابتعاد روحي بينهم.. تمنت تقوله عن كل اللي تحس فيه من ضياع وتوهان لعلها تلاقي اللي يرشدها.. بس بهالوضع أنكرت بابتسامة وهي خانقه عبرتها بصدرها ما تبيها تطلع للعلن وخصوصا قدام بندر : مافيني شي
بندر اللي ص يطنشها التفت على خالد يقاطعهم.. قبل لا يتكلم خالد : مشينا وش تبي فيهم ..تراهم قلق وقسم بالله قلق!
ناظره خالد باستغراب، ثم ابتسم ..ومشوا من قدامهم متوجهين لمخيمهم اللي ابتعدوا عنه ..
مشااعل انقهرت من اسلوب بندر..
وسحر ما تدري ليش حزت بخاطرها كلمته.. صار يبخل عليها بكلمة.. أسلوبه مرة تغير !!
حاولت تكذب نفسها ان بندر هو بندر.. لكنه يثبت كل مرة انه متغير ناحيتها ..
خوفها من خسارة سيطر عليها ما تدري ليش... حست بالتهديد.. حست بالرهبة.. هالخسارة بالذات ما تتمناها وبندر بتصرفاته قام يرعبها ..ويثير أعصابها !!
قالت مشاعل بصوت مليان غييض : اجل احنا قلق !!.. هييييين بنيدر كل حركاتك السخيفة انت وثعبانك بردها لك اليوم !
سكتت سحر ما عندها اللي تقوله !
مشاعل : مشينا.. والله لا أورريييه السخيييف ..
تحركت سحر معها وهي مهمومة !
ودها تتكلم معه.. تسأله.. تصارحه ..
بس مع شخصية بندر المتباعده هذي... بتكون خطوة صعبة .. لأن بندر السهل ..صار الحين صعب حيل وكأن شخصية أخرى سكنت جسده ، وكرهت هالتغير المفاجئ !
:
×
مخيم الشباب
كان تركي متوجه لسيارته يبي ياخذ غرض .. ومرة وحدة يكلم اخته الصغيرة اللي اضطر ي المكالمة عنها بسبب تطفّل سحر البارح.. ما كان يدري عن الشخص اللي واقف عند السيارات يدخن إلا يوم قرب !
عمر من جهة ثانية كان مستند على باب سيارته بموجة تفكير عميق يفكر بمكالمة عياف اللي صارت قبل ساعتين ..
رفع عينه الحااادة ناحية اللي كان يقرب بخطواته.. وليد !
ابتسم تركي يبي يتودد له عشان يكسبه "مثل ما أحرز تقدم مع بندر" : انت هنا ؟
شال عمر ثقله من السيارة .. ورمى السيجارة تحت رجله وهو كاره انه طاح فيها : وش تشوف ؟
ابتسم تركي يحاول يكسر هالحاجز اللي بانيه عمر حول نفسه : سمعت محمد يناديك قبل شوي
عمر وهو يناظره بتقييم من فوق لـ تحت بطريقته الخاصة فيه : وش يبغى ؟
تركي "لاحظ طريقة نظراته" : مدري لكنه جالس لحاله هناك عند النار.. وقال اذا شفت عمر على طريقك ناده
تحرك عمر من موقعه بيترك المكان .. وتركي واقف بابتسامة وديعة يحتريه يغادر المكان بهدوء كالعادة من غير اي نقاش بينهم .. لكن ولأن عمر من نوع الأشخاص اللي ردات أفعالهم غير متوقعة بتاتاً !!
انصدم تركي يوم وقف عمر قدامه مباشرة ! ، بعيون حااادة وشخصية هادية لكنها متمررردة !
عمر بهدوء وعيونه بعيون تركي : ممكن اسألك سؤال ؟
تأهب تركي وعيونه بعيون عمر اللي كان يناظره بطريقة حس تركي انه مكشووف .. يمكن لأن طريقة عمر ونظراته تختلف ونادرة .. عمر دايم يناظر بعيون اللي قدامه لما يتكلم ، ما يرمش ، ويواجه بجراءة ، صلابة وجهه والتمرد في ملامحه عطاه هذا الانطباع الخاص فيه ..
لكن تركي حافظ على هدوءه وابتسامته ..غير انه عقد حواجبه : اسأل ؟
عمر مباشرة : كم لك بهالعايلة ؟
استغرب تركي هالسؤال.. لكنه بوداعه قال : غريب سؤالك.. ليش؟
عمر ابتسم ومسح الجمود : استفسر .. من غير سبب.. لاحظت وجودك الجديد بالنسبة لي ..وعلاقتك مع العم ابو خالد لافته نظري
تركي بثقة غلفت صوته : يعني تقدر تقول ابتديت اشتغل عنده من 6 الى 7 شهور !
عمر وعينه تمر على تركي من فوق لتحت : واضح عليه يثق فيك
تركي ضحك يحاول يذوب الجليد بينهم.. ويتقرب منه !
لكن ان فكر تركي ان هالشي سهل ..وان عمر .. يشبه بندر !!.. فهو ما حسبها صح !
عمر مو من النوع اللي يحكم رايه ضحكة شخص او سواليفه.. عمر له فلسفته الخاصة بالحكم عالأشخاص !
وتركي من ضمن الناس اللي لفتوا نظر عمر.. وطاحوا تحت مجهر تقييمه ، وللأسف عمر بالذات يمثّل ذاك النوع من الاشخاص اللي المفروض تركي يبتعد عنهم ! ، ولا يحاول يراوغ حولهم ،!
لأن هالنوعية خطر ..وعمر حط العين عليه ! ، وتركي ما يدري !
قال تركي بوداعة : العم ابو خالد مثل ابوي الحين.. فضله كبير علي
هز عمر راسه بطريقة الفاهم : اها ! .. الله يعين.. انا رايح لـ محمد .. وين بتروح ؟
تركي وهو يأشر على سيارته : باخذ غرض وجاي
مشى عمر من غير تعليق تارك تركي واقف مكانه يطالعه .. يفكر بعمق !
عمر بالذات مختلف عن الكل.. وكأنه مو منهم ولا فيهم !!.. الهالة اللي حوله مو مطمئنة !!.. فيه ميزة لما يجي يتكلم.. ويناظر باللي قدامه.. طريقة كلامه يخلي اللي قباله يتشكك بنفسه
ليش تركي مو مطمن من ناحيته .. من أول ما شافه !؟
نظراته غريبة.. ودايماً أقل الأشخاص كلام.. هم أكثرهم خطر ! ، وهالشي ينطبق على عمر !!
راح لسيارته عشان ياخذ الغرض ويكلم اخته عالسريع..قبل لا يفقدونه !!
:
×
رجعوا سحر ومشاعل للمخيم .. وقابلوا رهف وأروى توّهم راجعين من مخيمهم !! وشايلين معهم كيسة ..
سحر باستغراب : وين رحتوا ؟
ابتسمت رهف بمتعة : رحنا للمخيم نجيب شي !
كملت أروى بحماس : تعالوا عند الشجرة جبنا لعبة نمشّي فيها الوقت .. طفشنا من الأونو والورقة..
سحر : وش جايبين؟
ضحكت رهف : هذي مونوبولي كنا جايبينها انا واروى في حالة الطفش والازمات !
مشاعل بحماس : زماااان عنها !!.. اوكي يلله يا أنا بخليكم تطفررووون
اروى : هههههه تحدي من الحين !!!..
قالت سحر : خلاص روحوا انا بروح للمخيم انادي الباقين وجاية ..
انفصلوا .. ثلاثة راحوا ناحية الشجرة يجهزون للجلسة والتحدي.. وسحر مشت ناحية المخيم .. وقابلت شادن اللي كانت توها تاركه جلسة الأمهات والسوالف .. جاية ناحيتها
سحر : البنات ينتظرونك عند الشجرة
شادن اللي كانت ماسكه بيدها كوب شاهي ساخن : وش عندهم هالمرة ؟؟
سحر بابتسامة لأنها عارفه عشق شادن لهاللعبة : مونوبولي !
شادن بحماس : أممما !!
سحر : كنت عارفه بتتحمسين اكثر وحدة
ضحكت بعذوبة : هههههههه عز الطططلب .. زمان عنها .. يا ويلكم مني هههههه
ضحكت سحر معها لأن شادن ببساطة تغيّرت نفسيتها .. صه أكثر ضحك ومرح وانفتاح .. وكأنها ناسيه عمر او
انمحى من بالها هالفترة وما صارت تفكر فيه!!
فعلا شادن كانت قد قرارها يوم قررت تمرح وتفرح وتضحك.. وتنسى ضيقها ، لين تحين اللحظة اللي تحتريها !!
سحر باستفسار : وين بسمة ؟؟
شادن وهي تلتفت للخلف ناحية الخيمة : كنا جالسين سوا بالخيمة يوم رحتوا كلكم .. بروح اناديها
سحر : لا خليك انا بروح .. اصلا بروح اخذ غرض من شنطتي وبناديها على طريقي
شادن : اووككي.. لا تجين الا وهي معك !!.. لا أوصيك (بأسلوب تحذير وحرص)
مشت سحر للخيمة ، وشادن خذت طريقها للشجرة اللي كانت خارج حدود المخيم..
دخلت سحر للخيمة اللي كانت قمة بالهدوء والسكون.. وطاحت عينها على بسمة جالسه عند زاويه وهي ماسكه جوالها وتناظر فيه .. ما كانت حاسه بدخولها لأن بسمة كانت مندمجة بالنظر لشاشة الجوال بتعمق كبير !!
قالت سحر ببراءة وحسن نية : بسمة !
ما امداها قالت آخر حرف.. الا بسمة تنتفض من كتوفها لرجولها وهي ترفع عينها لسحر بروعة ..
جت سحر بتعتذر بس بسمة سبقتها وهي تنطق بقهر حاولت تخفيه : بسم الله ! ناويه على موتي
ابتسمت سحر بحرج : اسفة مو قصدي بسمة
بسمة بحنق مخفي : ثاني مرة تسوينها.. قلبي طاح !
وبسرعة قفلت جوالها وسحر تقرب منها .. ودخلته بجيبها الضيق .. وسحر تقرب منحرجة من حركتها : اسفة بسوم مو قصدي والله
رفعت بسمة عينها الناعسة بنظرة ثلجية : اسمي بسمة مو بسوم
زاد الاحراج .. شفيها ذي عاد !!
قالت سحر : ندلعك ولا ماتبين ؟؟
بسمة وهي تتكتف وتطالعها بذات النظرة الباردة : مابي تدلعيني .. اسمي بسمة لا تناديني بسوم بليز !
تنهدت سحر جوا نفسها .. وتحاول تخفف جو التوتر ومشت لشنطة يدها المرمية بالجهة الثانية من الخيمة وهي تقول : على راحتك !
راحت هناك وفتشت جوا شنطتها اللي كانت مليااااانه اغراض مسويه زحمة !.. وعشان تلقى غرضها الغايص في الأعماق .. قامت تطلع كل الأشياء اللي كانت زاحمه شنطتها ومو مخليها فيه ملليمتر خالي .. ومن ضمن الاشياء اللي أخرجتها "الوردة الصفراء" .. هدية محمد الصباحية لليووم !
ما درت عن نظرات بسمة !! ، لحظات مرت وهي تحوس بالأغراض اللي نثرتها .. ما حست باقتراب بسمة من وراها اللي بالتأكيد شافت الوردة وعرفت صاحبها !!
سمعت سحر صوت بسمة من وراها وهي تقول بأدب ما درت انه مصطنع : تبين اساعدك ؟
ابتسمت سحر من تقلبات البنت .. وقالت وهي تلتفت لها ويدها للحين داخل الشنطة : شكرا ما يحتاج
وجت بتناظر داخل الشنطة من جديد لكن ، لفت انتباهها الوردة اللي انهرست تحت موطى رجل بسمة اللي كانت واقفة ببرود اعصاب تعرض مساعدتها !!
بصدمة وقهر وغبنة ملت قلبها قالت من غير شعور : بسمة ما تشوفيييين ؟!!!
رفعت بسمة جزمتها الكوتش الأبيض عن الوردة اللي انهرست تماما وتت أوراقها الصفرا اللي كانت جميلة .. ويبدو ان بسمة طحنتها بعمد وقوة ..
بسمة بأسف ملا صوتها ما درت سحر هو من قلب ولا مو من قلب : سوووووري سحور ما انتبهت اسفة
شالت سحر غصن الوردة اللي صار أصلع ما عاد تقدر تسميها وردة .. بغبنة وهي شوي وتصيح ، لأن أول هدية من محمد في حياتها فسدت للأبد : وش اسوي فيها الحين ؟!
بسمة وهي تجلس جنبها وتمسك كتفها : سوري سحر والله سوري ما انتبهت لها
ناظرت سحر بوجه بسمة.. لقت الاعتذار بعيونها .. خذت نفس عميق وزفرته تحاول تهدي من غبنتها ، وهديتها اللي كانت طايرة فيها اليوم !! ما رح تقدر تحتفظ فيها للابد مثل ما خططت !
سحر وهي تلملم حسرتها : حصل خير .. ترا البنات عند الشجرة ينتظرونك
بسمة بابتسامة انرسمت على وجهها الناعم بعد ما كان جامد : بساعدك اول شكلك منحاسة
ابتسمت سحر وهي تقاوم حزنها : ما يحتاج ارتاحي هذاني لقيته
لمت أغراضها وبسمة أصرّت الا تساعدها .. شالت الأغراض الكثيرة معها ودخلوها الشنطة .. وبسمة ما انتبهت لجوالها اللي طاح من جيبها وهي تقوم واقفه ..
سحر وهي تلف شالها على رقبتها : يلله البنات ينتظرونا تأخرنا ..
طلعوا سوى ناحية البنات اللي جهزوا الجلسة وكانوا بس ينتظرونهم !

لاتبكيWhere stories live. Discover now