14

736 15 14
                                    

الجـــــــــزء 14... 
(الفصل الاول)
::::::::::::::::::::::::::::::::::::
في الشرقيـــة..
في يــخت متوسط الحجم... يسبح في وسط البحر ، 
تقدر تشوف من على متنه الشط بشكل ضبابي من بعيد !!
كان عمر منسدح على السطح ومغمض عيونه نايم ومغطي عيونه بشال أسود... ما درى الا بشي ينرمي على وجهه وصراخ رفيقه : قـــووووووم آخر زمن الزعيم هو اللي يخدم مساعده !!
فتح عمر عين وحدة وسحب اللي على وجهه .. 
وقال بهدوء بارد : عياف حل عني أحسن لك
عياف : شنوووو هذا قوم امسك السنارة وانتبه لها
انقلب عمر للجهة الثانية وهو حاط يده اليمين تحت راسه :
ماحب الصيد تعرفني 
عياف : انتبه لها بروح أجيب شي نشربه من تحت..بشوف الثلاجه شنو فيها 
ونزل من الباب اللي يودي للدور الأسفل من اليخت..
دخل الغرفة اللي فيها سريرين مجهزين .. واتجه للثلاجه الموجودة بالركن فتحها ...بس لمح جوال عمر الموجود عالطاولة جنبه يأشر بالنوور .
عمر طنش وصايا عياف وغمض عيونه يكمل غفوته... وهوا البحر
يلعب بالخصل السودا النازلة على عيونه.. كان لابس شورت أسود 
وبلوزة كت رماديه ... ومطنش كل الدنيا ورااااه 
ما حس الا برجفة ترجفه قااام معصــب ، هو خلقه هالأياااام
مو في مزاجه ويا ويله اللي بيقرب له..
وتو بينفخ على عياف.. بس ما أمداه يفتح ثمه الا عياف ماد جواله
قبال وجه مباشرة : لك رسالة !
خطف الجوال وهو يعطيه نظرة .. وبس شاف أسم المرسل نزل الجوال
ورماه جنبه .. من غير لا يفتحها ويقراها .
عياف وهو يجلس عالمقعد الأسفنجي المغطى بجلد أحمر .. 
وبيده كاس مليان : شفيك تضايقت اقراها
طالع عمر من زاوية عينه في عياف وتجاهل سؤاله : وش تشرب ؟؟؟
عياف بمرح وهو يرفع الكاس : ويسكي ... تبي كاس؟؟؟
طالعه عمر بنظرة : لا شكرا مخلي الخمرة لك !
عياف : انت الخسران
والتفت للسنارة اللي مثبتها من الجهة الثانية .. لاحظ انها تتحرك 
رمى الكاااس وقفز ركض لها : جججت !
ضحك عمر ضحكة وحدة سريعة وساخرة.. اكتفت بهز كتوفه
وهو يراقب رفيقه.. أو بالأحرى زعيـمه
رجع عياف متنرفز ان السنارة طارت طاحت في البحر ، 
يبدو ان السمكة كانت كبيرة ما قدر يلحق عليها.. 
جلس وهو يصب له كاس ويسكي ثاني ويجلس : مو قلت لك راقبها ؟!
عمر وهو يمدد يدينه عالسور البارد وراه : وانا قلت لك ماني مراقبها..
وقــام وعياف قال : على وين؟؟
ما رد عمر ما يحب كثر الكلااام اصلا.. راح للباب الوحيد
اللي يودي لتحت وهو يبعد الخصل عن جبينه بيده.
ونزل من الدرج الضيق وهو ينحني براسه بسبب السقف المنخفض ..
فتح باب الغرفة بيد وباليد الثانية فتح المسج اللي وصله من شادن...
قراه وقفله بسرعه وهو يملى صدره هـوااء ، يمكن يرتاااح...
أخذ عصير بارد من الثلاجه .. صب له في كاس وطلع فوق 
من جديد والكاس ممتلي بيده.. 
عياف حس بملامحه المتغيره وهو يوقف على سور اليخت الواصل لـ خصره : شفيك يالليث !
عمر وهو يناظر بالمدى البعييييييييييد :عياف قلي اللي مثلي وش يقدر يقدم لزوجته ؟؟
استغرب عياف وناظره بسرعه : زوجتك ؟؟
ناظره ببرود ورجع للبحـر الأزرق : انا خاطب ولا نسيت !!
ناظر عياف بكاسته وهو يقول بهدوء : هذا اللي معكر مزاجك الفترة
اللي راحت ، وما خليت أحد من الشباب يسلم من شرك..
ابتسم عمر وناظره : انا عصبي تعرفني
ابتسم عياف وكمل : بس فنان ، وداهيـه
عمر بحقد : اسكت لا اذبحك ترا ما طيحني فهالمصايب غيرك
عياف بلا مبالاة : لا تحطها فيني ما غصبتك تنضم لعصابتنا
عمر : بس استغليت حاجتي ذيك الفترة 
عياف : لا تلوومني المفروض تشكرني ...انا ضفيتك مثل ما ضفيت غيرك ، لولاي كان محد منكم اكل وشرب
ناظر عمر في زرقــة البحر ، وطالع بالجوال بيده ، يكلمها ؟؟
شعور الذنب بيقتله من طاحت عينه عليها وهي نايمه بشقته.
يعرف وش قد تعلقها فيه ..يعرف ذاك القلب وش قد يشيل ناحيته ..
رجــع عمر لصمتـه العميق اللي يعتبر طبع من اطباعه... 
ويخلي اللي جالس معه يفكر وش ممكن تدور من أفكار 
داخل هالشخص الصامت.
عياف : شوف الفلوس اللي جبتها ، ما ندري شنو بيحصل لو تركتنا
عمر بنظرة من زاوية عينه وهو يرفع الكاس الزجاجي لفمه : 
مشكلتي ان هالشغلة تجري بدمي..
ضحك عياف: ههههههههههههه والله ما غلطت يوم سميتك الليث. 
لمح عمر الجو يتغير... ولف لـ عياف اللي لاحظ نفس الشي .. 
قام واقف : بنرجع الشمس بتغيب والجو بدا يتغير
راح عياف ورا مقود اليخت وشغله... 
ورجعـوا للشط المقابل شاليه عياف الخاص.
بدلوا ملابسهم ولبس عمر بنطلون وتي شيرت وطلعوا لسيارة عياف السبورت الحمرا المكشوفة... ركبوا وتحركوا لوجهة مجهولة.
وهم بالطريق وعياف يضحك ويسولف وعمر يسمع بصمت ،
ويكتفي بابتسامة خفيفة على سخافة نكاته.. لمح عياف سيارات الشرطة واقفه من بعيد .. التفت لـ عمر ينبهه : الشرطة انتبه !
عمر بكل برود : خير يا طير ... اغبياء لا يهمونك
عياف : بس كاثرين اليوم .. تتوقع يتحرونا ؟؟
عمر : ما أظن 
عياف : زين ابتسم بوجهه 
عمر ببرود : الابتسامة ما تلبق لي
عياف : يا ملاقتك
ووقفت السيارة بنقطة التفتيش وعياف شاق الابتسامة بوجه الشرطي الواقف... التفت الشرطي لـ عمر اللي ما كان يناظره.. كان ملتفت للجهة المعاكسة ويناظر الشارع متجاهله بكل برود ، يكره الناس اللي يمثلون المثالية والاستقامة.. يمكن لأنه مو قادر يوصلها..
الشرطي : الرخصة لو سمحت
طلع عياف رخصته وعطاه اياه... ألقى الشرطي نظرة عليه ورجعها... 
وناظر بـ عمر مرة ثانية اللي كان ملتفت ومو معبره..
الشرطي : يالأخوو ؟؟
مارد عمر ، ولا كأنه يكلمه ..
الشرطي : لو سمحت ؟!
طقه عياف بكوعه ، هالمرة استجاب عمر وناظره ببرود أعصاب : نعم ؟!
الشرطي ضيق عيونه وهو يناظر وجهه : بطاقة الهوية لو سمحت ؟!
ناظر عمر في عيـاف اللي هز راسه ، وطلع بطاقة هويته وعطاه اياه..
عياف بـ مرح : الا اقول يا اخ وش سر تجمعكم هنا ؟؟؟؟
طالعه الشرطي وهو يرجع البطاقة لـ عمر : دواعي امنية ..
عياف : أهاااا.... لا تقول عشان عصابة السيارات ؟!!
ما رد الشرطي واكتفى انه مد يده يسمح له بالعبور : تفضل ..
عياف بمرح : امسكوهم لا تخلونهم
الشرطي : نسوي اللي نقدر عليه
عياف : الله يوفقكم ترا ننتظر خبر صيدتهم نعرف انكم قدها
الشرطي : ان شاءلله 
تحرك عياف وهو يضحك وعمر مبتسم بجانبية... 
علق عياف بعد ما ابتعدوا : والله ما جابوا خبرنـا !!
عمر : قلت لك أغبياء يبحثون بالمكان الغلط 
عياف : تبيني أوديك لشقتك..
عمر : ياليت.

لاتبكيWhere stories live. Discover now