بارت 13

9.7K 288 58
                                    

بقلمي
YasminMassoud

رغم صمت غيث وهدوئه كانت صوفي تدرك أن خلف كل ذلك غضب يشتعل داخله تسمح دموعها التي لا تكف عن النزول وهي تكتم شهقاتها حتى لا تزيد من غضبه لم يتفوه بكلمة بعد آخر من قاله لها بل وقف أمام النافدة وينظر للخارج منذ وصل تلك الرسالة له تحتضن صفاء إليها ونظرت بلهفة إليه عندما تحدث ولكن خاب أملها وجدته مازال يعطي ظهره لها

- نادي واحدة من الخادمات أن تأتي وتأخد صفاء لغرفتها وأنتي أذهبي أيضاً

لم يكن كلامه المعتاد الحنون بل بارد يغفله الجمود كان غيث يشعر بغضب ممزوج بخيبة كبيرة شقيقه الصغير يذهب للملاهي الليالي فما وصله من رسالة عمر كان واضحا يخبره فيها أنه بعد دخوله للمهلي برفقة جون وجد أكرم هناك وفوق كل ذلك يجلس ويلعب أقذر الألعاب مما حرمه بل كل ما يطلبه ينفذ له وأكثر من هذه صغيرته تعرف بالأمر هو ليس غبي ويعرف صوفي عندما يقوم بسؤالها عن أخيه تتهرب وتغير الموضوع وقد فعلت هذا البارحة معه ولم يشاء الضغط عليها لذا تظهر بنسيان الأمر قبضة على يديه الإثنين بمشاعر غاضبة يسيطر على نفسه بصعوبة بالغة ظل دقائق بمفرده حتى سمع إسمه والذي لم يكن سوى عمر وقال بجمود

- نعم

ترك عمر ذراع أكرم الخائف بشدة والذي ينظر لشقيقه بندم على ما فعله وعمر ينظر لصديقه الذي لم ينظر لهم أبداً والتفت لجون الذي وجده يتكي على الباب وقد رفع كتفيه أي أنه لن يتدخل بشي تنهد بعمق سيحاول معه لا بأس من بعض الكلام وقف بجانبه وقال بعقلانية

- أنت من يهتم بالجميع قبل نفسه صديقي الذي مستعد أن يضحى بروحه من أجل سلامة عائلته وأصدقائه وليس مجرد غلطة صغيرة من أخيه الصغير سوف تجعله يخرج عن هدوئه ويقوم بضربه هو صحيح اليوم تصرف بتهور ولكن كل شي له ألف طريقة وحل أن الحياة ليست غضب وصراخ

نظر عمر إليه ليجده جامد ذات ملامح صلبة ووجهه كالسيف في حدته ولم تهتز به شعر مما سمع ونظر لعمر بمشاعر مظلمة وكأنه قرأ أفكاره ليهز رأسه بلا ولكن غيث تجاهله تماما وأستدر أخيراً بجسده ونظر لجون الذي قام بتحيته برأسه بصمت تقدم من أكرم ووقف بخطوات بعيدة عنه وهو يراه مخفض رأسه للأسفل ولم يغيب عنه أرتجاف جسده وقال بخيبة مريرة

- شقيقي الوحيد الذي لم أعتبره أخي لا بل أعتبره أبني وفضلته على نفسي وكل ما يقوله لي أنفذه بلا تفكير رغم أنني لم أكن أوافق على أشياء كثيرة تفعله وأول تلك الأشياء هم أصدقائك ولكن حتى لا تحزن أقول لا يهم المهم أن يرتاح هو بما أخطأت معك عندما كنت أحرص عليك وأريد فقط سلامتك وأن تكون بخير بما أرتكبته بحقك حتى ترد كل ما قدمته لك بذهابك للملاهي الليالي

هدر غيث بكلمته الأخيرة بغضب عارم جعلت أكرم يرتعب حرفيا وكل جسده يرتجف وهو ينظر لأخيه بخوف حقيقي أحتل ملامح وجهه أبتلع ريقه بلهع وقال بإهتراز

الحب منذ الصغر(صغيرتي){سلسلة عشق طفلة} بجزئينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن