|17|

9.3K 433 21
                                    

إستمتعوا بالفصل وعلقوا على الفقرات
Start

مدريد- إسبانيا
كان ألونسو يقطع المكتب ذهاباً وإياباً يلعن بصوت عالي على عدم الوصول لأي خبر عن مايتي وذلك الألم مايزال يحتل قلبه
تأفف ريكاردو بملل من حركات صديقه الذي وجدها مبالغة بها
رنين هاتفه جعله يبعد عيناه عن صديقه ويخرج هاتفه من جيب جاكيته الداخلي
إبتسم بحب لرؤية رقم حبيبته يتوسط الشاشة ليجيبها سريعا متحدثا بصوت حنون دافئ يخصصه لها هي فقط
"مرحبا بحبيبة قلبي"،عوضا عن سماع صوتها الرقيق الهادئ إسمتع لصوت شهقاتها القوية ليقرن حاجبيه سائلا إياها بقلق وقد جذب إنتباه ألونسو الذي توقف عن المشي بجنون
"إليسا ياعمري مابك؟ "،سألها بقلق وخوف ينهض من مكانه
"ريكاردو، مايتي قامت بحادث سيارة وهي حالياً في غرفة العمليات ووضعها حرج"،تصلب في مكانه وعيناه راحت تلقائيًا  لألونسو الذي يتابعه بتركيز
إنقبض قلب ألونسو أكثر عندما لمح تلك النظرة الغير مريحة في عينان صديقه
"أي مستشفى"،همسها بخفوت لتخبره بإسم المستشفى وتغلق الخط
مشى ألونسو بإتجاهه ووقف أمامه مباشرة يسأله بحذر وتخوف
"مالأمر؟ قلت مستشفى هل الأمر متعلق بمايتي؟ "،صمت ريكاردو لوهلة لايعلم كيف يخبره بهكذا موضوع حساس
رفع ريكاردو كفه يشد على كتف صديقه راميا القنبلة في وجهه
"مايتي تعرضت لحادث سير، وضعها حرج"،شعر ألونسو كأن سكين حاد إخترقت قلبه دون رحمة
زم الآخر شفتيه حزنا على صديقه ليقول مواسيا
"ستكون بخير صديقي، تمالك نفسك "،إحمرت عينان الآخر من كبته للدموع ليخطو للخارج بخطوات سريعة يدعو في داخله أن تبقى حبيبته معه وأن لاتتركه فلا حياة له من دونها.
.
.
.
.
بنيويورك
كان ألبرت بجلس على شرفة جناحه الخاص ينظر للخارج بشرود تام
فتح باب الجناح بعنف يليه دخول هانا ذات الملامح الغاضبة
مشت بإتجاهه وصرخت بعلو في وجهه
"أيها السافل بعدما فعلت لازلت تجلس بأريحية هكذا"،أغمض ألبرت عيناه بنفاذ صبر من صوتها العالي الذي وجده مزعج
"وماذا سأفعل مثلاً "،أجابها بإنزعاج لترد عليه صارخة بصوت أعلى
"كسب زوجتك من جديد مثلا، أم وجدتها فرصة رائعة لتستمر بسفالتك"،نهض بعنف من مكانه يرمقها بغضب شديد
"هي من ذهبت لا أنا، هل أتوسلها لتبقى"،ضحكت بعدم تصديق تجيبه بسخرية لاذعة
"وهل توقعت منها البقاء و الإستمرار معك رغم دناءتك "،سكت ولم يجيبها لتقول بهدوء هذه المرة
"ألبرت أنت تكون صديقي وعزيز على قلبي لكن أفعالك دمرت الفتاة، هي إلتجئت لك ظانة أنك ستحتويها وتعيشها في نعيم أبدي لكن أنت ماذا فعلت، طعنتها في أنوثتها وفضلت عليها نساء أخريات، أفق على نفسك وأخرج من جحر الأنانية هذا وإلا سينتهي بك المطاف وحيداً "،رمت جملتها تلك وغادرت تاركتا إياه يفكر بكلامها.
.
.
أدخلت آريا المفتاح في مكانه المخصص وأدارته ليفتح الباب الخشبي الكبير
دفعته برفق وخطت أول خطوة لداخل الشقة الخاصة بها
هنا كانت تعيش قبل زواجها من ألبرت
تنهدت بعمق تتأمل المكان من حولها بأعين مشتاقة لتلك الأيام
رغم أنها تألمت و إنكسرت من طرف أليكساندر و جينا
لكن تلك الضربة القوية منهم هي من جعلتها قوية وواثقة من نفسها
أغلقت باب الشقة والتي كانت نظيفة فهناك موظفة تأتي كل نهاية أسبوع تنظفها بناءا على طلبها كأنها كانت تشعر بأنها ستعود مجددًا
رمت جسدها فوق أحد الأرائك وأغمضت عيناها محاولة الإستمتاع في هذه اللحظات الهادئة
قطع عليها هدوءها صوت رنين هاتفها لتتأفف بإنزعاج وتخرجه من حقيبة يدها لتجد ألبرت المتصل
قرنت حاجبيها مستغربة من إتصاله لكنها فتحت الخط ليأتيها صوته الرجولي الذي كان أمانها ذات يوم
"مرحباً آريا، أريد التحدث معك في موضوع مهم "،إبتلعت ريقها ثم قالت بخفوت
"إن كان بخصوص الطلاق موافقة لكن غير ذلك لا"
"اللعنة عليك يا إمرأة ،لايوجد شيئ يدعى طلاق بيننا أفهمتِ "،صاح بغضب لتبعد الهاتف عن أذنها فقد شعرت بأن طبلة أذنها إنثقبت
لتصيح به هي الأخرى ضاربة هدوءها عرض الحائط
" ستطلقني رغماً عن أنفك الكبير ذاك أفهمت نحن إنتهينا وإن إنطبقت السماء على الأرض لن أرجع لك "،أنهت كلامها ثم أغلقت الهاتف تتنفس بسرعة من غضبها الشديد منه ومن غروره الكبير
وفي لحظة غضب إتصلت بأحد المحامين وطلبت منه تحضير أوراق الطلاق في أسرع وقت
تريد الإنتهاء من كل شيئ متعلق به، فقد ملت منه.
.
.
في الجانب الآخر، بأحد الأحياء الهادئة المليئة بالفيلات والقصور
مرت سيارة رمادية BMW فخمة معتمة النوافذ بسرعة رهيبة وخلفها ثلاث سيارات رباعية الدفع خاصة بالحماية
فتحت بوابة أحد القصور أوتوماتيكياً لتدخل منه
دارت حول النافورة الموضوعة أمام باب القصر الضخم

{Action- آكشن}Where stories live. Discover now