الفصل الثالث والعشرون

2.1K 44 7
                                    

الفصل الثالث والعشرون
طريق الانتقام
“ اهلا مدام جاسر كيف حالك "
جلست بالسيارة وقالت" اهلا مايكل كيف حالك انت وحال العمل ؟ "
جلس بالأمام وقال " الامور ليست بخير اسهم الشركات تنخفض بالبورصة منذ ما حدث ومعظم الشركات تحاول التملص منا ولا اعلم ماذا سنفعل "
قالت " سنعيد كل شئ كما كان بل وافضل الم يعلمك جاسر كيف تواجه مثل تلك الشدائد "
قال " بلى مدام "
قالت " حسنا دعنا نفعلها سويا ونحن فى طريقنا لذلك سنوقع بمحسن وندى وسأخبرك كيف "
اعادت هى ومايكل الشركة الى مكانتها بصعوبة شديدة ولكن ساعدهم سمعة جاسر المعروفة وبدأت الاسهم تصعد من جديد ..واخذ الامر وقتا غير كثير وتابعت لى لى التى تولت الامر فى مصر ولم ينقطع الاتصال بحسام والمحامي..
ووجدت نفسها شخص اخر غير الممرضة تتعامل بثقة وقوة وشجاعة تصدر قرارات واوامر وتتابع تنفيذها كما لو كانت مارست الامر من قبل لم تكل ولم تتعب وكثيرا ما كانت تنام بالمكتب كما كان يفعل وتعلمت ان تواجه المجتمع الذى كان ابوها و جاسر يخافون عليها من مواجهته ولكنها فعلت بشجاعة وفى اقل من شهر ونصف كانت قد اعادت كل شئ كما كان وتعلمت الكثير عن ذلك المجال وساعدها مايكل كثيرا والمحامي فى مصر وبدا اسمها يعرف بلندن وبعد ان كانت الشركات تهرب من التعامل معهم عادوا الى السعي ورائهم بل وافضل من الاول وهو ما اسعدها ولكن كل ذلك لم ينسيها ما جاءت من اجله حتى حملها لم يمنعها من مواصلة الطريق بل كانت كلما شعرت بالتعب تضع يدها على بطنها وتقول
" منذ شهور قليلة كنت سبب فى ان ابقي على قيد الحياة واليوم انا ابقي من اجلك واجل والدك لأعيد له كرامته وسمعته حتى تتشرف انت به عندما تكبر وتخبر الجميع انك ابن جاسر المنياوي فساعدنى ولا تكن حملا على كى اكمل طريقي "...
دخل مايكل وعليه علامات السعادة وقال " التقطوا الطعم وعرفت بمكانهم "
نظرت اليه وقالت " حقا اين؟  "
قال " اليونان وارسلوا طلبهم الخاص باسم مزيف وما ان تبعته حتى وصلت اليهم "
قامت وقالت " هايل هكذا تمت اول خطوة احسنت يا مايكل "
قال " بل هو حسن تدبيرك سيدتي وانا سعيد للعمل معكى "
ابتسمت وقالت " شكرا والان الخطوة التالية هل جهزت الشحنة "
هز راسه وقال " هى اسهل خطوة "
نظرت اليه وقالت " وندى؟  " قال بثقة " سابدء التنفيذ فورا "
شردت فيما فعلته بها ندى و نظرات الشماته بعينها وهى تحت قدميها ومن داخلها لم تشعر بالندم على ما ستفعله بها..
" حكمت المحكمة على المتهم جاسر كاظم المنياوي بالسجن خمس سنوات مع النفاذ "
تراجع فى ذهول هل هذا هو؟  هل سيصبح رد سجون بعد ان كان رجل الاعمال المعروف نظر حوله ولم يري سوي دموع لى لى و نظرات الالم بعيون حسام وبحث عنها اراد ان يراها يرى عيونها يشعر بقربها ربما تخبره ان كل ذلك حلم بل كابوس ستوقظه منه بالتاكيد هو ذنبها لانه ربما يكون قد ظلمها وها هو يشعر باحساس المظلوم ليته يرتاح ولكن كيف بعد اليوم لن يري اى راحة لان كل ما يحدث حوله واقع وليس حلم وهى لن تاتى لن تبقي مع مجرم فعل بها ما فعل دون رحمة اخفض عيونه وسمع لى لى وهى تناديه
" جاسر مازال هناك استئناف لن نياس انت برئ "
هز راسه وكاد يذهب لولا ان اشتم عبيرها وشعر بها رفع راسه ونظر تجاه باب القاعة وراها كانت تقف وتنظر اليه وبعيونها دموع كثيرة والالم واضح بعيونها لقد ظن انها ستشمت ولكن لا ليست نظرات شماته وانما الم وحزن نظر اليها ودق قلبه تمنى لو اتت وامسك يدها وقربها لقلبه لم يشعر بحاجته لاحد مثل حاجته اليها الان ظل ينظر اليها وهى ايضا لم تنطق الشفاه وانما ارسلت العيون لغتها انا اسف حبيبتي.. تأخرت حبيبي... سامحيني... ليتني استطيع.. لا تتركينى... ساترك روحى قبل ان اتركك... ضمينى لحضنك.. ليتنى استطيع.. تودعينى.. بل اطالبك بالصبر والقوة.... استمد القوة من عيونك فلا تذهبي.. سأذهب من اجلك الوداع فلن اراك مرة اخرى...لا.. لا تذهبي.. بل ذهبت ورحلت ولن اعود..
استدارت وخرجت مبتعدة فى الم ولم تسمعه وهو يناديها ولكن لى لى نظرت اليه والحارس يأخذه فقال بنفس الصوت
" لى لى جى الحقي بها واعيديها انا اريدها اذهبي "
نظرت لى لى لحسام الذى اسرع للخارج ولكنه لم يجد احد فقد رحلت عائدة الى المطار للطائرة الخاصة التى احضرتها لتحضر الجلسة ثم عادت والدموع عالقة فى عيونها من مظهره الذى حفر فى ذاكرتها..
استقبلها مايكل وسألها " هل من جديد؟ "
قالت بقوة " خمس سنوات "
قال بأسف " مازال هناك استئناف نحن بحاجة للوقت ندى لا تستجيب بسهولة "
قالت بغضب " كيف ؟غيره ارسل من يمكنه ان يفعل لن تفلت هل تفهم لا بد ان تدفع الثمن واسرع نحن لا نملك وقت "
هز راسه وقال " نعم سافعل لن نقف فى منتصف الطريق "
ابعدت عيونها وقالت " لا ولو دفعت عمرى كله لن يوفقنا شئ اى شئ "
عرفت من لى لى انه طلب لقائها ولكنها اخبرتها انها لن تستطيع العودة الان ومن داخلها كانت قد قررت الا تراه مرة اخرى لن تضعف ولن تسامح..
حاولت ان تتناول الغداء كما امرها الطبيب ودخل مايكل كالعادة ولكن نظراته كانت تنباها بالجديد تركت الطعام وقالت
" ماذا؟  "
اخرج فلاشة وقال " ندى "
اتجهت اليه وامسكت الفلاشة بسعادة وقالت " انت متأكد؟  "
ابتسم وقال " بالطبع مسز جاسر شاهديها بنفسك "
ابتسمت وهى تضغط على الفلاشة بيدها وقالت " سافعل لا بد ان افعل ومحسن "
اجاب " ارسلت جورج لا مضاء العقود والتسليم اخر الشهر "
نظرت اليه وقالت " الاستئناف ايضا اخر الشهر هل يمكننا ان نتم الامر قبل الجلسة ؟ اتمنى من الله ان يساعدنا ووقتها نثبت براءة جاسر "
ابتسم وقال " طالما معه زوجة مثلك لابد ان يخرج من السجن "
نظرت اليه وقالت " استمد قوتي منه يا مايكل انه جاسر "
رد" اعلم سيدتي انا اكثر شخص اعرف مستر جاسر جيدا "
قالت "امامنا ايام قليلة قبل التسليم لا تنسي تصوير كل شيء كما طلب المحامى "
" لا تقلقي سيدتى "
نظرت الى اللاشيء وهى تحاول ان تمنح نفسها الصبر على ما تبقي فى ذلك الطريق...
يتبع...

رواية انين القلوب     بقلمى داليا السيدWhere stories live. Discover now