الفصل السابع عشر

2.6K 51 0
                                    

الفصل السابع عشر
ندم...بحبك
“ جاسر ما الذى فعلته ؟ "
سمع لى لى تساله بفزع فقال بنفس الغضب " انتى لا تعرفين اى شئ مخدوعة مثلى ومثل بابا انها بارعة "
اتجهت اليه وقالت " لا لا يمكن انا اكثر شخص يعرفها انها اصفى واصدق من كل من عرفتهم "
اخرج هاتفه واراها الفيديو الذى ارسلته ندى اليه وقال " اذن شاهدى المخلصة وهى تخوننى واخبرينى كم رجل بحياتها هيا ردى "
ارتعشت يد لى لى وهى ترى نبيل مع جى وادركت ان ندى تلاعبت به وانها استطاعت ان تحقق غرضها دمعت عيونها وارتعش قلبها هل تترك جى وتتخلى عنها لا هى لم تفعل وقفت معها وساندتها وهى لن تقل عنها شجاعة لذا اعادت اليه الهاتف وقالت
" انت ظلمتها يا جاسر"
قال بغضب " وهذا الفيديو وذلك الرجل وربما غيره كثيرين "
تراجعت لى لى وقالت بخوف " لا يا جاسر جى مظلومة هى لم تكن تعرف ذلك الشاب "
نظر اليها وقال " لا افهم لماذا تدافعين عنها ؟ "
ابتعدت وزاد خوفها ولكن لن تترك جى فاكملت " سأخبرك كل شئ "
لم تحمله قدمه عندما اخبرته اخته بالحقيقة فتهاوى على اقرب مقعد ووضع راسه بين يديه وهو يحاول ان يستوعب ما حدث انها ندى التى تلاعبت به انه هو الذى ظلمها حقا بل واهانها ولم يترك اى طعنه امكنه ان يوجهها اليها الا وطعنها بها بقوة وبوحشية اماتها الف مرة بكل كلمة كيف فعل بها ذلك لقد انهى كل شئ حقا ولم يتبقى سوي الندم والذى تساقط عليه مثل قطرات المطر ربما يعيده الى الواقع الى الحقيقة اتجهت اليه لى لى وجلست على الارض امامه وقالت
" جاسر انا..انا اسفة لم اقصد كنت خائفة وهى التى وقفت بجانبي وساعدتنى لا تتركها يا جاسر جى تحبك "
نظر اليها رات عيونه التى كساها اللون الاحمر وامتلأت بالالم والحزن وقال " كانت..كانت يا لى لى بعد ما فعلته بها لم يعد لى مكان بقلبها "
امسكت يده وقالت " لا يا جاسر ربما هى غاضبة منك او حزينة واكيد مجروحة ولكن لا يمكن ان تكف عن حبك انا متأكدة..هيا قم واذهب واعدها الى من ستذهب ليس لها احد سواك انت حبيبها وزوجها وكل ما لها لو لم تحبك لما تحملت هيا يا جاسر اذهب واعتذر لها واخبرها انك تحبها ولا تستطع ان تعيش بدونها وانا متأكدة انها ستعود ستغفر لك هيا لا تضيع الوقت "
عاد اليه الامل نعم لابد ان يعتذر ويخبرها انه فعل ما فعل لأنه يحبها ويغار عليها احاط وجهه اخته بيديه فابتسمت من وسط دموعها وهزت راسها فقام واسرع الى الخارج
اسرع الى سيارته وسار بدون هدى محاولا ان يبحث عنها فى كل الوجوه التى يراها.. تذكر عيونها الباكية والالم الذى لاح فيها اغمض عيونه محاولا ان يبعد عيونها وتذكر ما قاله وفعله بها كيف فعل ذلك لابد ان يجدها ويخبرها انه فعل من غيرته لأنه يحبها لا بل يعشقها ولا يريد سواها هى حبيبته التى لم يعرف الحب الا معها ولها وما ان فتح عيونه حتى رآها من بعيد تدخل  شارع اخر فضغط على البنزين وقد عاد اليه الامل ودار ليدخل الشارع ولكنه لم ينتبه الى المقطورة الكبيرة التى كانت تندفع فى الاتجاه المخالف كادت تصطدم به حاول ان يتفادها فأدار عجلة القيادة فحاد عن الطريق ولم يرى السيارة التى اتت من خلفه بسرعة فاصطدمت بسيارته بقوة اطاحت به وانقلبت السيارة ولم يشعر بنفسه وفقد الوعى..
انتبهت الى الحادث من صوت الاصطدام وما ان التفت حتى عرفت سيارته التى راتها وهى تنقلب امامها فصرخت باسمه وهى تندفع الى سيارته ولكن تجمع العديد من الناس فابعدوها وهى تصرخ باسمه وهى تراه مغمض العيون والدماء تحيطه من كل جانب واستمرت فى الصراخ الى ان اخرجه الجميع من سيارته اسرعت اليه واحتضنته لصدرها وهى تصرخ
" جاسر..جاسر رد على .. اسعاف اطلبوا الاسعاف "
امسكت يده وشعرت بالنبض فقالت بالم " جاسر حبيبي لا تذهب لا تتركنى جاسر رد على ماذا فعلت بنفسك ماذا فعلت."
واخيرا وصلت الاسعاف ولم تتركه ومعه الرجل الاخر الذى اخرجوه من السيارة الاخرى ..
وصلت لى لى مع حسام الى المشفى بعد ان اخبرتها جى فى الهاتف واسرعت لى لى تسال عنه قالت المرأة
" اه بالعمليات فى الدور الاول "
اسرع الاثنان الى اعلى رأى حسام ولى لى جى وهى تقف فاسرعوا اليها وهى منهارة امسكتها لى لى وقالت
" جى ماذا حدث "
قالت بانهيار " لا اعرف انا رايت سيارته وهى تنقلب به واخرجه الناس بين دماؤه جاسر يا لى لى سيضيع منى انا لن اتحمل كل ذلك انا السبب غضبه منى دفعه لذلك "
بكت لى لى وقالت " لا يا جى انا اخبرته بكل شئ لقد كان يبحث عنكى ليعتذر لكى ويخبرك بحبه ندى السبب .. ندى السبب "
تراجعت واغمضت عيونها وقالت " لا انا ايضا السبب لولا انه جاء ليبحث عنى لما حدث انا السبب انا السبب "
اتجه حسام اليهم وقال " ليس احد السبب انه قضاء الله والان ادعوا له "
رأى حسام الممرضة تخرج من العمليات فأسرع اليها وقال " من فضلك جاسر المنياوى الذى وصل بالحادث اين هو "
قالت " لقد وصل رجلان والاثنان بالعمليات وحالتهم خطر "
تراجعت حتى التصقت بالحائط ولم تحملها قدماها وهى تضع يدها على فمها لتكتم صرخة حزن والم وتركت لدموعها العنان وانضمت لها لى لى ووصل على ولكن هى ضاعت من الدنيا وهى تتذكر كل لحظاتها معه ولمساته وكلامه لم تتذكر لحظات القسوة وانما تذكرت لحظات ربما بالنسبة لها لحظات حب وحنان اغمضت عيونها وقالت بكل الحزن الذى بداخلها
" يا رب "
بالطبع لم يخبروا كاظم بأى شئ ولم تظهر ندى ولم يفكر بها احد مر الوقت ثقيلا الى ان خرجت الممرضة فاندفع الجميع اليها نظرت اليهم وقالت
" انا اسفة احدهم مات "
صرخت لى لى وضمها حسام بصدره ولكن هى لم تصدق وقالت " الا تعرفين اسم من مات "
قالت الفتاه " لا اعرف "
قالت وهى تندفع الى داخل غرفة العمليات دون وعى " اذن انا سأعرف لن انتظر"
اندفعت دون ان تجد من يوقفها رغم ان الفتاة حاولت ان تلحق بها ولكنها كانت اسرع ودخلت لتجد نفسها امام جسدين على فراش العمليات نظر الاطباء اليها حاولت احدى الممرضات اعادتها ولكنها قالت
" اتركينى لابد ان اعرف اين جاسر لم يمت اليس كذلك زوجى لم يمت انا اشعر به واسمع دقات قلبه "
تعاطف معها احد الاطباء فاتجه اليها وقال " جاسر المنياوى؟ "
هزت راسها فقال " اطمنى هو بخير ولكن مازال بحاجة لرعايتنا وانتى تعطلينا هلا تنتظرى بالخارج "
نظرت اليه بدموع لا حصر لها وقالت " لم يمت ارجوك لا تكذب على "
كانت عيونه صادقة وقال " صدقينى هو بخير لا تقلقي "
هزت راسها ثم تراجعت الى الخلف ثم خرجت اتجهت اليها لى لى وقالت " مات ؟..مات يا جى ؟"
هزت راسها وقالت " لا لم يمت الحمد لله لم يمت الحمد لله "
تنفست لى لى وابتعدت وهى تحمد الله
واخيرا خرج الاطباء وعرفت الطبيب الذى تحدث معها نظر اليها وقال " انتى جى "
هزت راسها فقال " هو بخير كان ينادى باسمك "
اغمضت عيونها هل تذكرها وهو بين الموت والحياة عادت فتحت عيونها وقالت " كيف حاله ؟"
قال " مازال بالإفاقة وسيخرج على العناية ضلع مكسور وكسر بالذراع الايمن جرح عميق بالراس لكن الحمد لله ليس هناك نزيف داخلي جرحين كبار بالقدمين غير ذلك هو نجا قائد السيارة الاخرى اصيب بسكته قلبية اثناء الجراحة هل لديكم فكرة عن اقاربه "
تولى حسام الامر وقال " لا ولكن ربما بطاقته او.."
قال الطبيب " لم نجد معه اى اوراق "
قال حسام " اذن ستقوم الشرطة بالتحريات وسنبلغكم "
" حضرتك ؟ "
" الرائد حسام مباحث "
" اهلا يا فندم عن اذنكم "
اوقفته " هل يمكن ان اراه انا ممرضة و"
ابتسم وقال " عندما يفيق اكيد سيطلبك " وابتعد..
عند المساء وصلت ندى ببرود هى ووالدها ابتعدت من امامها لن تواجهها ليس الان وقفت ندى مع لى لى التى حاولت الا تخبرها بشئ او حتى تشعرها بلذة الانتقام ثم ابتعدت وما هى لحظات حتى خرجت الممرضة وقالت
" مدام جى "
نظرت اليها وقالت " نعم "
قالت الفتاه " يسال عنكى "
اسرعت للداخل وتراجعت ندى من الغيظ
راته وهو على الفراش بين الاجهزة الطبية ولم تتخيل يوما ان تراه هنا اتجهت اليه راته وقد التفت الضمادات العريضة حول صدره وراسه و..واخيرا راحت عيونه تنظر اليها اسرعت اليه وامسكت يده وركعت بجانبه وقالت
" كيف تفعل بنفسك ذلك "
شعر بألم فى كل جسده ولكن ذهب الالم بوجودها فقد ظن انها ستتركه ولن تعود اليه  فقال " بعد ذهابك لم يعد هناك ما يستحق ان اعيش من اجله "
اغمضت عيونها فعاد وقال " انا اسف.."
فتحت عيونها بنفس الدموع فعاد يقول " اعلم انه من الصعب ان تسامحينى "
ظل الصمت حليفها فعاد يقول " تكرهينى ولا تريدينى فى حياتك فلماذا تبكين ؟ "
قالت" هذا ما تظنه ؟ انى اكرهك هل صدقت "
قال وهو يبعد عيونه عنها " هذا ما استحقه بعد كل ما فعلته "
ثم عاد ونظر اليها وقال " ولكن غصب عنى لم اتحمل ما رايته غيرتى كانت اقوى من عقلى وللأسف جعلنى اخسرك اصبحتى تكرهينى "
قالت " مرة اخرى اكرهك ؟ هل تصدق اننى يمكن ان اكرهك "
جذب يدها لفمه وقبلها وقال " حاولت ان اصدق ولكن قلبي لم يصدق "
نظرت اليه وتعالى صدرها من دقات قلبها وقالت " قلبك! واين انا من قلبك.. قلب جاسر المنياوى "
قال " تملكيه يا جى انت تملكين قلبي يا جى مهما حاولت ان اخفى الامر الان لم اعد استطيع اكثر من ذلك "
زادت دموعها ولكن هذه المرة كانت دموع الفرح فهى لا تصدق ذلك قالت " جاسر من فضلك لا تتلاعب بى لن اتحمل يا جاسر لن اتحمل انا مازلت جى الممرضة ابنة السائق"
قبل يدها مرة اخرى وقال " اسف يا جى على كل كلمة قلتها وجرحتك بها لقد طار عقلى منى ولكن انا بحبك يا جى بحبك جى يا ابنة السائق بحبك "
اغمضت عيونها وشعرت بان قلبها سيتوقف من سعادته سمعته يناديها  فتحت عيونها وقالت " نعم "
قال " سامحتينى ؟"
قالت" ومن قال اننى لم افعل قلبي سامحك دون ان املك منعه "
سالها " تحبينى ؟"
هزت راسها وقالت " كيف تسال كان عليك ان تعرف كنت اقولها بعيونى "
" قوليها بلسانك "
همست بدون تردد " بحبك يا جاسر بحبك يا اول واخر حب بحياتى "
جذبها اليه ولكنها تراجعت وقالت " انت..انت مصاب حبيبي وصدرك.. "
لكنه ابتسم وقال " وجودك سيشفى جراحى قربك سيذهب كل اوجاعى تعالى  لحضنى لأصدق انكى سامحتينى لاطمن قلبي بانكى عدتى اليه ولن تبعدين عنه ابدا تعالى "
جذبها اليه وضمها بذراعه السليم اغمضت عيونها فسمعته يقول " بحبك يا جى اياكى ان تبعدى عنى فى اى وقت اياكى "
هزت راسها وقالت " لن استطيع قلبي لن يطاوعنى "
شعرت بحركة فابتعدت رات الممرضة تقول " من فضلك مدام يكفى هذا هو بحاجة للراحة "
مسحت دموعها وقالت " حاضر .. حبيبي انا بالخارج لن اذهب من هنا الا معك " هز راسه واستسلم للنوم
عندما خرجت اتجهت الى لى لى وقالت " الحمد لله هو بخير "
احتضنتها وقالت " الحمد لله "
لم تر ندى ولم تهتم وسالتها لى لى " هل سامحتيه ؟ "
ابتسمت وهى تمسك دموعها وقالت " وهل تعتقدين اننى لن افعل تعلمين انى لا املك الا ان افعل فانا احبه يا لى لى احبه ولا معنى لحياتى بدونه "
احتضنتها ثم عادت وقالت " اعترف بحبه "
هزت راسها بسعادة فاغمضت لى لى عيونها وقالت " الحمد لله "..
فى الصباح سمحوا لها هى ولى لى بالزيارة مرة اخرى واطمنوا عليه طلب منها ان يرى على حاولت ان ترفض ولكنه اصر فاستدعته وتركته معه باقى الوقت..
اخبرها الطبيب انه فى تحسن ولا يوجد ارتجاج بالمخ وفى المساء سيخرج الى غرفة عادية.
عادت لى لى ومعها كاظم الذى غضب لانهم اخفوا عنه الامر وبالطبع زار ابنه واطمان عليه ورفض ان يرحل الا بعد ان يراه خارج العناية  اتتها لى لى بملابس غيرتها واخيرا خرج الى غرفته التف الجميع حوله وهى بجانبه والسعادة تنطق من عيونها وقد اخبرت كاظم بما حدث فهو اولى من كل الناس بان يعرف
قال حسام " السيارة الاخرى كانت مسروقة لذا كان الرجل يقود بسرعة فلم يستطع تفادى سيارتك "
نظر اليه وقال " ليس له احد "
قال حسام " امه امرأة مسنة لا تعرف ان ابنها حرامي وليس لها احد سواه "
نظر اليها فقالت " حاضر سأخبر على بما تريد "
ابتسم وقال " وما الذى اريده ؟ "
نظرت بعيونه وقالت " تتولى انت مصاريف المرأة وترسل لها كل شهر مبلغ مالي يعينها على المعيشة "
ضحك وضحك الجميع واكملت " وربما تدفع لها مصاريف عمرة "
امسك يدها وقال " اذا اردتى ذلك سافعل طلباتك اوامر "
احمر وجهها واخفضت عيونها قالت لى لى " يا جى  يا جامدة هكذا هى الزوجات "
ضحك الجميع نظر جاسر لوالده وقال " بابا هل يمكن ان تعود للبيت لترتاح انا اصبحت بخير "
ابتسم الرجل ونظر لجى وقال " اعلم الان استطيع ان اطمن عليك وعليها هيا يا لى لى "
اتجه حسام اليه وقال " حمد الله على السلامة يا جاسر بيه "
نظر اليه وقال " جاسر فقط "
ابتسم حسام ولى لى التى اتجهت اليه وقبلته بحب وقالت " بحبك يا جاسر"
قال هامسا " حسابنا لم ينتهى "
نظرت اليه بخوف فعاد وقال " ولكن ما سيغفر لكى انكى السبب فى عودتها لى "
عادت تبتسم واحتضنته برفق لأصابته فابتسم وقال " هيا اذهبي حسام خد بالك منها فهى مجنونة ومتهورة "
قال حسام " اعلم "
غمز لجاسر قالت بحزن " حسام "
ولكنه اسرع يقول "ولكنى اعشق هذا الجنون ولا استطيع ان اعيش بدونه "
احمر وجهها فجذبها للخارج نظرت لجى وقالت " هل تريدين شئ ؟"
هزت راسها فذهبت وذهب الجميع وتركوهم سويا واخيرا هى معه وحدهم امسك يدها وقال " واخيرا وحدنا "
احمر وجهها وقالت " جاسر نحن بالمشفى اى لسنا وحدنا "
قبل يدها وقال " لا يهمنى "
قالت " انا معك للابد "
قال " حقا ؟ "
هزت راسها وقالت " عندك شك ؟ "
قال " على قدر ما ضرنى الحادث على قدر ما اعادنى للحياة نعم هذه هى الحياة التى كان يتحدث عنها بابا ولم اكن افهم كلماته فقط انتظر حتى اعود لطبيعتي وسأعوضك عن كل ما فات "
قالت وهى تريح راسها على كتفه " انا لا اريد اكثر مما انا فيه وجودك بجانبي يكفيني "
قبل يدها وشعر بالراحة ثم اخرج من جيبه ورقه واعطاها اليها نظرت للورقة وهى تساله
" ما هذا ؟ "
اعطاها لها وقال " افتحيها "
عرفت الشيك الذى اعطته لنبيل فنظرت اليه بدهشه فقال " اولا هى اموالك ثانيا انتى مازلتى لا تعرفين زوجك جيدا وهذا الكلب كان لابد من تأديبه جيدا ومن فضلك لا تخطاى هذا الخطأ مرة اخرى مهما كان الامر عليكى إخباري به واتركينى اتصرف بطريقتى فقد اخبرتك مرارا انكى لن تعرفين كيف تتعاملين مع هذا العالم "
مالت براسها على صدره فأحاطها بذراعه وقالت " الان يمكننى مواجهة العالم كله وانا بين ذراعيك جاسر انا بحبك اوى "
شد عليها وقال " ليتنى ما اضعت لحظة واحدة وانا بعيد عنكى انا بحبك منذ اول لحظة رايتك بها ولكن للأسف لم ادرك ما بيدى الا متأخر "
قالت " جاسر دعنا ننسي ما فات انا لا اريد ان اذكره اريد ان اعيش تلك اللحظات السعيدة دون اى شوائب مؤلمة تعكر صفو جمالها دعنى استمتع بوجودك الذى كنت اراه فقط بأحلامي "
قبل جبينها وصمت ليستمتع معها بتلك اللحظات الجميلة
مر اسبوعين وقرر الطبيب خروجه من المشفى وفك جبيرة يده وبدأت جراح قدمه تندمل كل ذلك وندى لم تظهر ولم تسال حتى عنه وقد اتخذ قراره بان يطلقها فهو افضل عقاب على ما فعلت ولكن كل شئ بأوان
واخيرا وقف امامها فى غرفته وقال " الان لم يعد لديكى اى حجه "
ابتعدت من امامه بخجل فأعادها امامه وقال " اهدئى ليس الان "
نظرت اليه وقالت بخجل " جاسر "
ضحك وقال " اموت انا فى خجل البنات الحلوة... اولا اعدى الحقائب سنسافر اسبوع لندن عندى بعض العمل هناك اقضيه ونمضى باقى الوقت سويا كنت اتمنى ان اقيم لكى فرح وفستان زفاف ولكن "
ابتسمت وقالت " انا لا اريد كل ذلك فقط اريد ان اكون معك "
قبل يدها وقال " هناك فى لندن سأكون لكى وحدك حبيبتى ولن يمنعك عنى شيء هل تفهمين لن يرحمك منى احد "
ابتسمت بسعادة كالأطفال وقالت " لندن انا اذهب لندن "
مرر يده على وجهها وقال " نعم حبيبتي وربما العالم كله .. هيا فقط اعدى لى ملابسى سأذهب الشركة واعود على موعد الطائرة "
قالت " شركة!! لا انت ما زلت بحاجه للراحة "
لم تشعر الا وهو يقبلها بشوق فلم تمانع بل تركت نفسها له حتى تقطعت انفاسها فابعدها وهى مازالت تغلق عيونها وتعالت انفاسها فهمس
" اعشق قبلتك حبيبتي تنسينى الدنيا "
وابتعد ليغير ملابسه وهو يضحك ويقول " الملابس...هيا "
نظرت اليه بخجل وهى تحاول ان تتمالك انفاسها..
يتبع...

رواية انين القلوب     بقلمى داليا السيدNơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ