الفصل الاول

10.1K 110 12
                                    

                             بسم الله الرحمن الرحيم
يلا نبدا على بركه الله

رواية : أنين القلوب

ليست المرة الاولى التى اريد ان اكتب ولا اجد ما اكتب ومع ذلك اريد ان اكتب... كتبت هذه الكلمات بالامس واليوم استجاب عقلى لقلبى واوحى اليه بالكلمات فأضحى اليوم يكتب بسعادة

الفصل الاول

تضحية
تحرك عم صبرى مسرعا ليفتح باب السيارة الى سيده كاظم بيه وتقدم كاظم رجل الاعمال الذى بلغ من العمر ارذله الى السيارة فى خطوات بطيئة وخلفه الحارس الشخصى له فأعداؤه كثيرين لنجاحه فى مجال رجال الاعمال لما يقدمه من تسهيلات الى تجار القطاعى وتخفيض الاسعار ومساعدة الشباب الطموحة ورغم انه تقريبا اعتزل العمل وسلم كل شئ لابنه الا انه كان من وقت للآخر يأتى ويتابع من بعيد...
كل ذلك بنى حوله منافسين واعداء ومن كثرة محاولات الاعتداء عليه اصر ابنه الاكبر جاسر ان يتبعه حارس شخصى وها هو يتبعه ولكن فى تلك اللحظة عم صبرى هو الذى لمح ذلك المسدس المصوب الى ولى نعمته وتحرك عم صبرى دون اى تفكير ليقف امام كاظم ليتلقى الرصاصة بصدره ويسقط دون ان يتحرك مضرجا فى الدماء وتحرك الحارس الشخصي تجاه من صوب واطلق عليه الرصاص ولكنه لم يصيبه ولم ينتبه الى تلك الطلقة التى اتت من الاتجاه الاخر لتصيب كاظم فى ظهرة فيسقط هو الاخر ويتحول الحارس اليه ولكن كلا الرجلان الملثمين كانا قد اسرعا بالهرب ولم يلحق بهما وعاد الحارس الى الرجلين المصابين وسط صراخ الناس المحيطة واسرع يتصل بالإسعاف ثم جاسر..
عادت چولى ابنة عم صبرى من الكلية بعد ان اخرجت شهادتها فلقد تخرجت فى كلية التمريض ولم يسمح لها والدها لان تعمل رغم انها كانت متفوقة ولكنه لم يقبل ان يري ابنته تعمل ثم ان عمله كان يكفيهم ليعيشوا دون دخل اخر فكاظم بيه كان يبذخ عليه بالعطاء وكان ايضا يحب جولى جدا لتربيتها الجميلة واخلاقها الحميدة..لذا عكف صبري على تربية ابنته وهو يحبها لدرجة كبيرة ... ابنته الوحيدة دللها كثيرا ولكن رباها افضل تربية على الدين واخلاق الاسلام وعلمها كل شئ ولكنه لم يتركها لتخوض الحياة بنفسها فكانت وحيدة ليس لها اصدقاء ولا اقارب ولكنها كانت تكتفى بوالدها هو فقط كل حياتها وكذلك كاظم وابنته لى لى التى كانت صديقة حميمة لها..
اسرعت تعد الغداء لوالدها فهى تعلم انه لا يتناوله الا معها منذ ماتت والدتها ووالدها عاش لها رباها وكبرها تحبه حبا لا مثيل له وليس لها احد سواه لا تعرف احد ولا تختلط بأحد حتى الجيران تعرفهم ويعرفوها ولكن من بعيد ما عدا الحاجة هدى هى التى كانت تراعيها فى غياب والدها وما ان ماتت المرأة حتى عرفت طعم الوحدة فى غياب والدها..
سمعت صوت الموبايل يرن فى غرفتها تركت ما كانت تفعل بالمطبخ واسرعت لغرفتها كان رقم غريب اسرعت ترد
" الو.. "
جاءها صوت رجل هادئ " انسة چولى؟"
ردت " نعم من حضرتك؟ "
قال"انا جاسر المنياوي ابن كاظم المنياوي "
قالت دون تفكير " اسفة بابا ليس هنا مع السلامة "
ولكنه استوقفها بضيق " هلا تنتظرى انا لا اسال عنه والدك هنا بالمشفى تعب قليلا و.. "
قاطعته بخوف " مشفى.. اى مشفى ولماذا.. ما الذى اصابه ارجوك تحدث "
قال " هلا تصمتين قليلا حتى اتحدث.. نحن بمشفى.. تعالى الان "
واغلق الهاتف نظرت للهاتف ثم لم تتردد ارتدت ملابسها وانطلقت بكل قوتها الى المشفى..
وصل جاسر الى المشفى بأسرع ما امكنه وهناك قابل الشرطة التى تولاها على مدير اعمالهم ثم اتجه الى الطبيب الذى التفت اليه وقال باحترام فجاسر هو صاحب اكبر شركات لتصنيع وتوريد الادوية وكذلك الاجهزة الطبية وهذا المشفى احد الاماكن التى تتعامل مع شركاته
قال " اين ابي وماذا اصابه "
قال الطبيب وهو يتأمل ذلك الشاب فى اواسط الثلاثينات وربما أوائلها بشعره الاسود كالليل وعيونه السوداء التى تحدق به فى قلق وقوامه الفارع المعروف عنه لأنه من ممارسي الرياضة وبشرته البيضاء التى ظهر الاهتمام بها وملابسه الانيقة  واخيرا قال الطبيب "
الرصاصة اصابت العمود الفقرى واخشي ان يكون اثرها اكبر مما نتوقع "
ضاقت عيون جاسر لم يعتاد ان يعبر عن مشاعره سواء بالحب او الكره لاحد هكذا اعتاد وهكذا سيظل
قال " لا افهم "
تراجع الطبيب وكأنه يستعد لألقاء المفاجأة ثم قال " اقصد.. اعنى.. الاصابة ستؤدي الى.. الى الشلل "
لحظه قصيرة قبل ان يقبض جاسر على ملابس الطبيب ويدفعه الى الخلف حيث الصقه بالحائط وعيناه تنبض بالغضب وقال بصوت تخلله الغضب مختلط بالتهديد
" انت اكيد مجنون كاظم بيه لا يمكن ان يكون مشلولا ابدا هل تفهم لا يمكن "
ملاء الخوف عيون الطبيب الذى اسرع يمسك يدى جاسر ويقول برجاء
" يا فندم ليس بيدى الرصاصة اصابت اجزاء حساسة و... "
قاطعه جاسر " اين مديرك انا لن اتحدث معك "
بالطبع كان الكثيرين قد التفوا بجاسر وفى لحظة كان مدير المشفى يقف امامه وينطق بنفس الكلمات بعد ان حضر دكتور اخر وصدق على نفس الكلام.. نظر جاسر لمدير المشفى ومرر يده بشعره ثم ضرب يده بالحائط وقال
" واذا سافرت به للخارج "
انفض الجميع وقال المدير ومعه الطبيب " ربما ولكن ليس الان ليس قبل اسبوع وبعد ان نرسل التقارير الى المشفى التى ستحددها حضرتك وتنتظر ردهم ولكن انا اعلم انه ليس هناك ما يمكن ان يفعلوه اكثر مما نفعل فالامر واحد والامل ضعيف وربما مستحيل "
هز رأسه دون ان ينظر اليه وقد ادرك ان الامر اصبح واقع مؤلم ولكن لابد من تقبله. ثم تذكر عم صبري فقال
" وعم صبري السائق "
تردد المدير فالتفت جاسر اليه وقال " ماذا؟! ماذا اصابه؟ "
قال الرجل " لقد وصل فاقد للحياة فلم نملك اى شيء تجاهه انا آسف "
اغمض عيونه فهو يعلم ان والده كان يحبه جدا ولم يستبدله منذ ان كان هو طفلا صحيح لم يعرفه كثيرا فلقد امضى بالخارج اكثر مما عاش هنا هكذا اراد له والده ان يتعلم بالخارج وينشأ عمل له ايضا هناك بلندن صحيح انه كان يأتى لمصر ولكن كلها زيارات لا تزيد عن شهور قليلة ولكن مؤخرا عاد لمصر برغبة من والده هو شخصيا ورغم معارضته الا انه رضخ له ولكن دون رغبة منه وسلمه كل شئ ولكن رغم ذلك لم يصف اعماله بالخارج فأعماله بالخارج هى التى صنعت منه جاسر المنياوى و..
عاد للواقع من صوت المدير الذى قال " اسف يا فندم ولكن هو قدره  الن نبلغ اهله او.. "
نظر اليه وقال " لا اعلم سأرى ثم ابلغك "
هز رأسه وقال " حسنا عن اذنك "
ولكنه استوقفه وقال " اريد ان ارى بابا "
هز رأسه نفيا وقال " ليس الان عندما تسمح حالته سنبلغ حضرتك "
ثم استأذنه وانصرف سمع صوت على يقول " انا اكره هذه التحقيقات وهذا الضابط حسام لا يمل "
نظر اليه وقال " عم صبري له اى اقارب "
هز على رأسه وقال " نعم ابنته چولى لماذا "
قال " اعطنى رقم هاتفها عم صبري ضحى بحياته من اجل بابا "
تراجع على وقال " هل تعنى انه.. مات عم صبري مات لا حول ولا قوة الا بالله الرجل الطيب الصالح وابنته يا الله ليس لها سواه "
قال بضيق " على الرقم لن انتظر اليوم كله "
اعطاه رقم هاتفها فاتصل بها
عندما دخلت المشفى بكل ما اوتيت من قوة وخوف قابلت موظف الاستقبال وقالت " لو سمحت الحاج صبري عبد الله ابلغونى انه اصيب وهنا.. "
جاءها صوت من خلفها " من انتى ولماذا تسالي عن عم صبري "
التفتت ورأت رجلا فى الثلاثينات بعيون بنية وشعر ناعم بنى قالت بلهفة " انا ابنته.. ولكن من انت "
قال وهو يمسكها من ذراعها ويقودها الى احد المقاعد ويقول " دعينا نجلس اولا "
ولكنها نفضت ذراعها وقالت " من فضلك.. من انت "
نظر الى عيونها العسلية الواسعة ورموشها الطويلة فمها المرسوم بدقه بشفاها الغليظة والجميلة بشرتها البيضاء الناعمة وجهها المستدير ويحيطه طرحة بنية تعكس لون عيونها الجميلة وقال
" انا الرائد حسام المسؤول عن حادث والدك وانا الذى اتولى التحقيق "
قالت بدون تراجع " واين بابا اريد ان اراه ما الذى اصابه؟ "
لم يكمل حيث سمعت صوت على مدير اعمال كاظم وهو يتجه اليها ويقول " چولى حبيبتى انتى بخير البقاء لله انا لا اعرف ماذا اقول والدك كان رجل شجاع ومؤمن رحمه الله "
انطلق الخبر كالخنجر الى قلبها تراجعت وصرخت " بابا.. بابا مات.. لا.. لا لم يتركنى بابا لم يتركنى... "
ثم اتجهت لعلى وامسكته من ذراعيه والدموع تنهار من عيونها وهى تصرخ "انت تكذب على اليس كذلك لقد وعدنى الا يتركنى هو يعلم ان لا احد لى كيف بابا لا.. "
ودارت الدنيا بها ولم تشعر بنفسها وهى تسقط.. تابعها جاسر وقد جذبته عيونها العسلية ولهجتها العفوية ورآها وهى تنهار وكما لو انه توقع سقوطها فقد كان اسرعهم فى التقاطها وحملها واسرعت الممرضات اليه يقودونه الى غرفة الطوارئ..
وضعها على الفراش وما ان التف حتى كان الطبيب خلفه وحسام وعلى ولكن الطبيب طلب منهم جميعا الخروج فخرجوا وهم يشعرون بالأسي عليها
يتبع...

رواية انين القلوب     بقلمى داليا السيدOù les histoires vivent. Découvrez maintenant