الفصل التاسع

2.7K 63 4
                                    

الفصل التاسع
ما المشاعر ؟
لم تنم ايضا وهى تحاول ان تفهم لماذا اعادها لم يكن مجبرا على ذلك... شعرت بلى لى وهى تنهض وتذهب انتظرت قليلا ثم قامت هى الاخرى ..ارتدت ملابسها وتذكرت انه اخبرها انه سيمضى اليوم معها ترى هل سيفعل؟؟.
اتجهت الى كاظم " صباح الخير "
رات لى لى تجلس بجانب والدها اتجهت اليهم وجلست بجانبهم فقال الرجل
" ما الذى سمعته هذا هل انتى بخير هل اصابك شئ ؟ تلك اللعينة لابد ان يتركها "
قالت " كاظم بيه هلا تهدء انا بخير و الموضوع انتهى "
قال " لا لم ينتهى كادت تودى بحياتك انا لن اقبل بذلك "
دق الباب ودخل جاسر لم يكن افضل حال منها فهو ايضا لم ينم وعرف ان ندى عادت تاركه له خطاب بانها لن تتحمل وجودها هنا فلم يهتم بل شعر بالراحة لذهابها وكانها فعلت ما تمنى
قال " صباح الخير "
لم يرد والده الصباح وانما قال " هلا تفهمنى ما الذى فعلته تلك المرأة بجى "
نظر اليها وكذلك هى وهى تهز راسها وكأنها تنفى عن نفسها اى افكار يمكن ان يفكر بها عاد لوالده وقال
" بابا انها غيرة نساء وحضرتك تعلم والحمد لها جى بخير ولم يحدث شئ "
رد كاظم بلهجة حاول الا تكون غاضبة " ولكن كان يمكن ان يحدث اذا لم تكن انت موجود جاسر انا لا اريد تلك المرأة انا لا اعلم كيف اخترتها ووافقت عليها انا لم اعد اوافق على هذه العلاقة "
نظر اليها وقال " هلا نتحدث فى هذا الامر بوقت لاحق سنتأخر عن الرحلة الى دهب عندما نعود نتحدث "
هبت لى لى وقالت " لا انا ذاهبة مع اصحابي لقد ذهبت امس الى دهب "
قال " لقد حجزت يا لى لى "
قالت " اذهب انت وجى هى لم ترى شئ ظلت جالسة طوال اليوم خذها هى وانا سأذهب مع اصحابي "
نظر اليها مرة اخرى فلم تقو على مواجهته قال " جى هل ستاتين ؟"
ولكن كاظم هو الذى رد " بالطبع ستاتي هيا اذهبوا واستمتعوا ولكن خد بالك منها والا خطفها احدهم منك "
نظر الجميع للرجل ولم يفهم احد كلامه..
اختلف الامر تماما فى البداية كانت كل اعصابها مشدودة خاصة وهى تجلس بجانبه فى الباص نظر اليها وقال
" هلا تهدئي لن اخطفك "
نظرت اليه وقالت " لم تقول ذلك ؟ "
قال " هذا القلق او الخوف الذى تحاولين اخفاؤه اذا لم تكونى سعيدة بالذهاب اعيدك "
قالت بحيرة" لا ولكن لابد ان تعلم اننى لم اخبر والدك عما حدث وانما لى لى ثانيا انا فقط حائرة حضرتك كان من المفترض ان تكون مع خطيبتك ولكن انت هنا معى لماذا ؟ "
اعتدل دون ان ينظر اليها وقال " اولا كفى عن حضرتك هذه. ثانيا انا اعلم ان لى لى هى التى فعلت عيونك اخبرتنى ثالثا انا اردت ان اكون هنا وليس هناك الا اذا لم تكونى انتى تريدين ذلك وخطيبتى رحلت فما هو قرارك الان؟ "
تأملته وهو لا ينظر اليها ولم ترد فنظر اليها وقال " لم تردى ..هل نعود ؟ "
هزت راسها فقال وهو يرتخى فى مقعده " اذن دعينا نستمتع بالرحلة "
ابتسمت ولم ترد وهى تشعر بالراحة ربما لوجوده او لرحيل ندى او كلاهما ...
كانت البلدة مختلفة وجميلة بالأسواق التجارية اشترى لها مكحلة زجاجية مزينة بالألوان وبعض الصور للذكرى وبعض الجلاليب البدوية له ولها كانت سعيدة وهى تقف بجانبه امام احد المحلات وانضم لهم جزء من الفوج وازدحم المكان وتضايق من الشباب الذين وقفوا بجانبها فوجد نفسه يضع ذراعه على كتفها ويجذبها اليه بعيدا .. تفاجئت من تصرفه ونظرت اليه ولكنه لم ينظر اليها وانما تعلقت عيونه بالشباب الذين التفوا حولهم وقال
" هيا دعينا نذهب "
لم تبتعد عنه بل كانت سعيده وهو يضمها اليه وما ان ابتعد حتى انزل ذراعه ولكن ليمسك يدها فتركتها بيده وهى لا تعلم ماذا يفعل بها وكيف لا تعترض..
وصلا الى الباص وكان الباقي قد تجمعوا ركبوا فى صمت واتجهوا لليخت اقنعها بصعوبة ان تركب ورغم خوفها الشديد الا ان يده اشاعت الامان داخلها بالطبع لم يفكر ان يجعلها تغطس لذا اكتفى بان ترى الشعب المرجانية من قاع المركب الزجاجى كانت سعيدة وهو ايضا وصلوا الشاطئ جلسوا تحت المظلات المصنوعة من الخوص فى انتظار الغداء
نظر اليها وقال " لى لى قالت انكى امس جلستى ولم تشاهدى اى شئ فهل هذا صحيح؟ "
قالت " نعم "
سالها " لماذا اوليس هو نفس المكان ؟"
قالت " لا لم يكن كذلك لم اراه، اليوم فقط رايته معك "
اعتدل على المقعد وقال " وما الفارق؟ "
اعتدلت هى الاخرى وقالت دون وعى " انت معى "
ظل يحدق فيها وهى بالمثل الى ان قام لن يستسلم لتلك المشاعر التى تجتاحه فهو اصلا لا يعلم ما هى تلك المشاعر ..
قامت ووقفت بجانبه وقالت " ماذا ؟ هل قلت شئ ضايقك ؟"
نظر اليها وقال " المصيبة انكى لا تضايقين احد وفى نفس الوقت تضايقين الجميع "
نظرت اليه بخوف فقال " الخوف الذى بعيونك هذا هو الذى يضللنى من انتى وماذا تخفين وراء تلك النظرات؟ لم اعد افهمك ولا افهم اى شئ "
ابتعد من امامها ولكنها لم تتركه وعادت تتقدم لتقف امامه وقالت " جاسر بيه انا ابسط من ان اضايق احد خاصة انت اقصد انتم..ولا اخفى شئ فلماذا ترانى هكذا وانا لست هكذا "
مرر يده على وجنتها وقال " اعلم وهذا ما يحيرنى.."
اغمض عيونه وتنهد ثم قال " لا تفكرى الان انا فقط امر بمرحلة غريبة ولا افهمها لذا لا تدعى ما قلته يغير يومنا ودعينا نكمل سعادتنا هيا تعالى "
امسكها من يدها وجذبها ولكنها قالت " جاسر بيه انتظر انا.."
عاد اليها ووقف امامها وقال " جاسر فقط لا مجال للألقاب الان ها ماذا تريدين ؟"
ارتبكت وقالت " دعنا نعود انا لا اريدك ان تعيش فى تلك الحيرة و.."
وضع اصبعه على فمها واقترب منها وقال " لن نتحدث اليوم فقط نستمتع نعيش بجنون جنون لم نعيشه من قبل اريد ان اعيشه معكى انتى نعم انا اريد ذلك.."
زاغت عيونها بعيونه ولم تفهم فقال " لا..لا داع للخوف الذى بعيونك لن اتلاعب بكى كما تظنين انا فقط اشعر كما اعلم انكى تشعرين مثلى بالسعادة وهو شعور جديد لم اعيشه من قبل عشته الان ونحن سويا ما هو السبب ولماذا ..لن نسال ولن نتحاور نعيش فقط يوم واحد.."
لا تعرف لماذا لم تقو على الرد احاطها بذراعه واعادها الى المظلة بينما وضع النادل الطعام واستسلمت له ولأفكاره ...
عادوا الى باقى الفوج واندمجوا معهم فى لعب الكرة الطائرة الى ان تعبوا واخيرا اتجه اليها وقال
" ما رايك نركب البيتش بجى "
نظرت اليه وقالت " وما هذا ؟ "
اشار اليه فقالت " ما هذا لم اراه من قبل ولا اعرف كيف اقوده "
جذبها من يدها وقال " ومن قال انكى ستفعلين هيا تعالى "
جذبها من يدها اليه.ركب وقال " هيا اركبى خلفى "
نظرت اليه ورأت الكثيرين يفعلون ذلك عاد يقول " هيا اركبي "
ركبت خلفه ولكن الرجل المسؤول قال " ضعى يدكى حول زوجك كى لا تقعى "
لم ينظر اليها ولكن كلمات الرجل اوقفتها زوجها كيف ظن ذلك اين هى منه لم يهتم هو وانما قال
" هيا استعدى سننطلق "
ترددت ولكن ما ان انطلق حتى احاطته بذراعيها خوفا من السقوط واغمضت عيونها فى خوف وقلبها يدق ولفحها الهواء البارد سمعته يقول بصوت مرتفع
" انتى بخير؟ "
قالت بنفس الصوت  " نعم "
فتحت عيونها ورات الجبال تمتد حولهم رفعت راسها وقالت " هل تقلل السرعة انا خائفة "
قال وهو يشعر بيدها تزداد حول خصره " امسكينى جيدا ولا تخافى السرعة ستشعرك بالمتعة فقط امسكينى بقوة كى لا تقعى واتركى نفسك للهواء وتمتعي "
بالفعل زادت بيدها حوله وابتسم وهو سعيد بها وبتلك اللحظات..لف اماكن كثيرة وبالفعل شعرت بالمتعة والنسمات الباردة الممتزجة بعطره تلفح وجهها بقوة شعرت بسعادة وهى قريبة منه فمالت براسها على ظهره شعر بها فلم يتحدث كان سعيد هو الاخر وناله من المتعة بقربها ما نالها
واخيرا عاد بها نزلت ونزل وقف امامها وقال " اعجبتك "
ضحكت وقالت " منتهى الجنون "
امسك يدها وقال " نعم هيا تعالى يبدو اننا تأخرنا "
اسرعا الى الباص الذى انطلق..
لم يترك يدها وهو يجلس بجانبها قالت " نحن لم نطمن على والدك ولا لى لى "
تذكر هاتفه الذى اغلقه قال " اه انتى على حق "
فتح هاتفه وبالطبع انهالت الرسائل ولم يهتم اتصل بوالده ولى لى واطمن على العمل من على وما ان انتهى حتى كانوا قد وصلوا نزل خلفها وقال
" الى اين؟ "
نظرت اليه وقالت " الى والدك لاطمن عليه اه اريد ان ارى كتفك انت لم تغير عليه "
ابتسم وقال " لم تنس اليس كذلك ؟"
قالت بصدق" لا طبعا "
قال " حسنا نذهب لبابا اولا "
سبقها ولكنها لم تتحرك ونادته " جاسر "
توقف لأول مرة تناديه دون لقلب التف اليها ثم عاد ووقف امامها وقال " ماذا قلتى ؟"
احمر وجهها واخفضت عيونها وقالت " اسفة جاسر بيه انا "
قال " لا..لا ما قلتيه بالأول "
ثم اقترب منها وقال " اعيديها "
نظرت اليه وقالت بخجل " جاسر.."
ابتسم وقال " اجل هكذا افضل بكثير..نعم "
قالت بخجل " شكرا "
قال " اعلم ديونك كثيرة ولا اعلم متى ستسددين "
نظرت اليه وقالت " ديون..اخبرنى ما هى وانا.."
ضحك بصوت مرتفع وقال " انتى مجنونة هيا تعالى "
تناولوا العشاء جميعا فى سعادة لاحظها كاظم وحتى لى لى وتلك النظرات المتبادلة بينهما قالت لى لى
" هل استمتعت يا جي ؟"
قالت بصدق " بصراحة جدا لا يمكن ان تكونى مع جاسر بيه ولا تشعرى بالسعادة "
نظرت لى لى اليها ولكنها لم تنتبه وهى تنظر اليه ولكن كاظم كان سعيد وقد بدء يرى ابنه يشعر بالسعادة ويبتسم من قلبه 
عادت الى غرفتها احضرت الاسعافات واتجهت الي غرفته دقت الباب ففتح كان قد غير ملابسه ابتسم وقال
" انتى مصرة اذن "
هزت راسها فأشار لها دخلت تتبعه دون ان يغلق الباب كما طلبت نظر اليها وقال
" انا بخير لا داع لكل ذلك "
نظرت اليه وقالت " انت لديك جرح ونحن لم نراعيه جيدا فهلا تجلس كى ارى انت لست طبيب "
جلس وقال وهو ينزع قميصه " ها انا جلست تفضلي "
نظرت للجرح وقامت بعملها قالت " الحمد لله لم يلتهب الجرح كنت اخشي ان يصيبه شئ"
مال عليها وقال " تخشين على الجرح ام على انا ؟"
ارتبكت وغيرت الضمادة وقامت دون ان ترد قامت فقام هو الاخر وارتدى القميص...
بينما تحركت وقالت " تصبح على خير "
مرت من امامه ولكنه امسكها من ذراعها واعادها امامه لم تنظر اليه بينما قال " لم تردى "
حاولت ان تهرب من قربه ولكن لم تستطع ولم ترد قربها اكثر وقال " اخبرتك انكى تتلاعبين بالنار تقتربين ثم تبعدين تجذبين وفجأة تدفعين من انتى وماذا تريدين منى؟ "
رفعت راسها اليه وقالت ببراءة " بل ماذا تريد انت منى انا هنا من اجل هذا الجرح "
ابتعد وقال " ولكن انا اخشي من جرح اخر "
اغمضت عيونها وقد فهمت فقالت " اعلم وانا اخبرتك.."
لم يرد فقالت " لا يمكننا ان نكمل "
لم يرد ايضا فاكملت " جاسر انا وانت مثل قضبان القطار لا يمكنهم ان يلتقيان والا انقلبت الموازين اعترف يا جاسر اننا كنا خطأ..لا تقلق انا يمكننى ان ابتعد الى اقصى مكان كى "
ولكنه استدار وامسكها من ذراعها فرأى الخوف فى عيونها وهو يقول " اى بعد الذى تتحدثين عنه انتى تعلمين اننا لم يعد يمكننا البعد..انا لا اعلم ما الذى اصابنى انتى دخلتى حياتى هكذا لا اعلم كيف ومتى لا اكف عن التفكير بكى وانا اعلم انه خطا اراكى فى كل لحظة حتى عندما اغلق عيونى وايضا اعلم انه خطا ولكن لم اعد اعلم الصواب ، جاسر المنياوى لا يعلم الخطأ من الصواب ماذا فعلتى بي ماذا فعلتى ؟ "
استسلمت ليديه التى تؤلمها ولكن ليس مثل الم قلبها وبالرغم من ان بعض كلماته تسعدها الا ان باقى الكلمات كانت تؤلمها لأنها تفهمها وتدرك انه على حق
قالت والدموع تملؤ عيونها " لست وحدك الذى يتألم انا أتألم الف مرة لأننى اعلم انه خطأ وان كل ذلك سينتهى فى لحظة اعلم انك لابد ان تعود لطريقك الذى هو ليس انا لأنه الصواب انت حياتك العمل والنجاح .. ندى ..ندى هى مفتاح نجاحك عد اليها هى التى تصلح لك منها ستحقق احلامك وتصل للنجاح عد لعملك وحياتك العملية التى لا وجود لأمثالي بها "
ابعدها وهو لا يعلم ماذا بداخله عادت وقالت " لابد ان ارحل دعنى ارحل حتى تعود لحياتك وتنسانى ..انا مجرد ممرضة...نعم "
قالت ذلك والالم يقطع صدرها فاكملت " نعم ممرضة..ولم انسي ايضا اننى ابنة السائق الخاص بكم لذا سأعود لنفسي لتعود انت لنفسك لن اتحمل اكثر من ذلك "
كادت تذهب ولكنه استدار وقال " لا..لن تذهبي لا يمكننى ان اترككى وحدك فى هذا العالم ربما من الصواب ان نبتعد ولكن انا ابتعد انا يمكننى مواجهة هذا العالم اما انتى لا..لابد ان تبقي بجانب بابا انتى ممرضته وهو بحاجة لكى ولكننا لن نلتقي سابتعد وسننسي ما كان ونعود كما كنا واعتبرى ما حدث كما قلت لحظة جنون عشناها سويا ربما لأننى لم اجد من اعيشها معه من قبل وربما.."
لم يكمل لم يستطع لأنه لم يصدق كلمة مما كان يقول فقط كان يؤلمها ويزيد جرحها لذا انهارت فى البكاء واسرعت الى الخارج بينما تابعها دون ان يمنعها..
هى على حق لابد ان ينساها هى ليست له ولا هو لها كل ما كان خطا ولابد ان ينتهى امسك راسه بيديه ثم ارتمى على اقرب مقعد واضعا راسه بين يديه...
يتبع...

رواية انين القلوب     بقلمى داليا السيدWhere stories live. Discover now