الفصل الثامن

2.5K 54 3
                                    

الفصل الثامن
حب ضائع
انهى اتصاله ودخل ليلحق بندى وما ان اقترب حتى رآها وهى تدفع جى فى الماء فأسرع يجرى وهو يتذكر كلامها معه من أنها تخاف من الماء ولا تعرف السباحة وسمع لي لي وهى تصرخ
"جى "
وسمع جى نفسها وهى تصرخ..وألقى بنفسه خلفها فى الماء وراها وهى تسقط إلى الأعماق وأخيرا أمسك يدها وجذبها بقوة إليه ثم رفعها إلى سطح الماء والتف الكثيرين حوله وهو يحملها خارجا من البسين وضعها على الأرض واسرعت لي لي إليه وبعض الموجودين وتراجعت ندى بعيدا ..
بدء هو اسعافها بالضغط علي صدرها ثم قبلة الحياة وتوقف ليلتقط أنفاسه ثم عاد مرة أخرى إلى أن استعادت أنفاسها وأطلقت الماء من فمها وفتحت عيونها وهى تسعل من الم صدرها فشعر بالراحة ..
انفض الحاضرين ولم يتركها وهى تنظر إليه أزاح شعرها المبلل من على وجهها وقال
" انتى بخير ؟ "
هزت رأسها وهى تشعر بالم صدرها ولكن سعادة بوجودها بين ذراعيه مرة اخرى قام ثم حملها مرة أخرى فتعلقت برقبته فى ضعف وكانها تتامل قسمات وجهه وخطوط بشرته وربما تحفظها كى لا تنساها ...
تحرك بها وهو لا يدرى بما يجول داخله وتبعته لي لي وندى تتابعهم من بعيد فى غيظ وغضب
وضعها فى الفراش وقال" حاولى ان تشربي أشياء دافئة وارتاحى جيدا لي لي لا تتركيها هل تريدين شئ"
شعرت بالصداع يدق رأسها بشدة نظرت إليه وهو مبلل بالماء تمنت لو يبقي بجانبها الى الابد ولكنها قالت
" لا شكرا لك "
تأمل عيونها كانت جميله بشعرها الطويل المبلل المنساب على كتفيها وعلى وجهها الشاحب ..شعر وكأن هناك شئ يجذبه للبقاء بجانبها..ولكنه فى النهاية عاد لنفسه انها الممرضة ليس أكثر فتراجع و تركهم وذهب لغرفته اخذ حمام وغير ملابسه والغضب يملؤه من نفسه أو ربما من أفكاره أو ندى لا يعلم ما هو فيه.
طوال اليوم كان مع ندى ولكن ذهنه كان معها فى عيونها .. شفتيها انفاسها التى احرقته حتى كلامها عن الحياة والدنيا طريقتها البسيطة فى الكلام والتصرفات تجذبه لم يعد يعلم فى اى طريق يسير .
.أخذ حمام وغير ملابسه ورن هاتفه كان ميمو " أهلا ما الأخبار "
اجاب ميمو " سلمت البضاعة يا باشا واعترفوا على أنفسهم مع الاعتذار لحضرتك "
جلس يتناول القهوة وقال" تمام الشيك وصل "
" وصل يا باشا دائما انت الأفضل سلام "
أغلق الهاتف أكمل قهوته ثم اتجه لوالده ولكن وجده نائم كاد يعود لغرفة ندى ليعرف ما حدث لولا ان رأى لي لي تخرج من غرفة جى فناداها
" إلى أين ؟ "
قالت"أريد أن أحضر ملابسي لأغير اتصلت بك لم ترد "
قال " نسيت الهاتف بغرفتي ماذا تريدين؟ "
قالت "لا شئ لم أكن أريد تركها وحدها سأحضر ملابسي  هلا تبقي معها حتى أعود" 
وتركته وذهبت نظر لغرفتها ثم دق الباب سمعها تأذن فدخل كانت قد اخذت حمام هى الاخرى وغيرت ملابسها وتستلقى على الفراش وقد ألقت برأسها الي الخلف تنحنح
إعتدلت وشدت طرحتها علي شعرها الذى انسابت خصلاته بعند خارج الطرحة قال " كيف حالك الآن ؟ "
تصاعد صدرها من أنفاسها التى تسابقت مع ضربات قلبها كلا منهما يعلن عن الخوف أو الفرح أو ..الحب الضائع
هزت رأسها وقالت " بخير شكرا لك لم أعد اعلم كم مرة أنا مدينة لك بحياتى "
جلس أمامها على الفوتيه وقال " ليست ديون بقدر ما هى تدابير إلهية ..ما الذى حدث ولماذا فعلت ندى ذلك؟ "
أخذت نفس عميق وقالت" الم تسالها ربما تفضل ان تسمعها "
قال" أنا اسألك انتى !"
اخفضت عيونها وسالت دمعه حاولت ان تمنعها ..بينما تألم وهو يرى دموعها فقال " والآن لا أفهم سبب الدموع "
لم تجرؤ على أخباره فقال " جى أنا أتحدث اليكى ما الذى حدث ؟"
ردت لي لي وهى تدخل " أنها ندى المجنونة "
وبدأت تحكى له ما دار قام وتحرك وقال " أنا لا أجد كلام أرد به على كلامها ولكن أنا لا اريدك ان تهتمى بها انتى أصبحتى فرد من العائلة وهى لن تفهم ذلك فلا تلقي لها بالا هل تفهمين"
نظرت إليه بعيون كلها الم ودموع وهو لأول مرة يشعر بألم لتلك النظرة وهذه الدموع تلك العيون البريئة التى أخذته واحاطت به من كل جانب ..لم يكمل وخرج إلى غرفة ندى دق الباب ولكن ما من مجيب.
عاد لغرفته وأمسك هاتفه واتصل بها وجد هاتفها مغلق زاد غضبه أكثر وهو يحاول ان يفكر هل كلام ندى صحيح هل يمكن أن تكون تلك الفتاه تفكر به هل يمكن أن تكون ..ماذا ؟ ولماذا يهتم ما الذى يهمه فى امرها وما الذى يدفعه لتصرفاته معها وكيف يفقد نفسه امامها لم يجد اى اجابة لأسئلته
كانت قد قررت أن لا تبقي مع تلك العائلة لقد تكسر قلبها كالبلور ولم تستطع ان تجمع حباته والآن انتهت حياتها معهم لم تعد تتحمل ... ندى على حق هى مجرد ممرضة أتت الدنيا لخدمة جاسر وعائلته لا كى تحب وتحب
لم تذق طعم النوم وما ان ظهر اول شعاع النهار الا وكانت قد جهزت حقيبتها دون أن تشعر لي لي وتحركت الي الخارج كان الوقت مبكرا جدا ولا يوجد أحد تقريبا بالمكان ..
تحركت بهدوء ولكنه رآها كان يجلس بالفرانده لم ينم هو الآخر أسرع ينزل إليها لن تذهب لن يتركها تفعل لم يفكر وهو يندفع خلفها ....ولم تشعر هى إلا ويده تمسك بيدها ويقول
" إلى أين ؟"
عاد قلبها للحياة عندما سمعت صوته وشعرت بلمسة يده تتخلل حرارتها الى جسدها لم تجرؤ على النظر إليه فعاد واقترب وقال
" جى ردى الي أين ؟"
عادت الدموع فرفع وجهها إليه نظرت اليه وقالت بضعف قلبها وخوف عقلها
" لم يعد لى مكان بينكم "
قال " ليس انتى من يحدد هيا تعالي وعودى لغرفتك انتى مازالت متعبه هيا "
هزت رأسها وقالت" ارجوك دعنى أذهب لن ابقي لم يعد ينفع وجودى خطأ أنا لست مثلكم ولا يمكننى ان أصل إليكم ولا اعيش وسطكم."
لم يترك يدها وقال " لا انتى أصبحت منا بابا لا يستغنى عنكى ولي لي مرتبطة بكى هيا جى أنتى لستي بحاجة لهذا الكلام انتى تعرفيه جيدا . لن أتحدث أكثر من ذلك ولا تفكرى فى الذهاب مرة أخرى انتى لم تعودى ملك نفسك انا..اقصد ...انتى . أنا .."
أغمض عيونه وهو يحاول ان يسمع نفسه ما الذى يقوله ويفعله ..فتح عيونه فراها تنظر إليه بنفس الدموع فزاد الألم الذى لا يعلم سببه مد يده بدون وعى ومسح دموعها وهو يقول
" من فضلك لا داع لتلك الدموع أعدك أن لا يتكرر ما حدث هيا دعينا نذهب "
عادت لآخر محاوله " اتركنى اذهب هذا افضل لنا جميعا لن الومك لو تركتنى لن اتحمل البقاء ارجوك "
ولكنه زاد من قبضته على يدها وقال " لا لن تفعلى ولن اتركك لا تصعبي الامور على لابد ان تبقي .. لابد ان تكونى هنا مع...معنا اخبرتك انكى فرد من الاسرة لذا لن اتركك "
زاد الم قلبها وفقدت كل وسائل الدفاع ضعفت امامه ضعفت امام الحاح قلبها بالا تتركه لن تتحمل بعده ولن تتحمل قربه كلاهما مر ولكن قربه اهون من فراقه  نظرت اليه بدا امامها شخص آخر غير الذى تعرفه وكأن عيونه تترجاها وكأنها تسمع همس عيونهم لبعض لا تذهبي ..لابد ان اذهب..لا لن اتحمل فراقك...ولكن انا لن اتحمل قربك..
هكذا سمعت بقلبها ما لم تقوله الشفاه وقالته العيون اقترب وقال بحنان " لأول مرة اطلب منكى طلب فهل ترفضيه "
هزت راسها بدون وعى وقالت " لا يمكننى ان ارفض لك اى شئ.."
تحركت يده الى حقيبتها ..فتركتها اليه وشعرت بيده الأخرى تأخذها من ذراعها ويقودها بصمت فلم تملك أى قوة للاعتراض وكيف تعترض وهو الذى يقودها من اين لها القوة كى تبعد عنه لم يعد الأمر بيدها
وقفت أمام باب غرفتها ووقف أمامها وقال وهو يحاول ان يتحكم فى نفسه " هيا لتنامى وارتاحى قليلا سنمضي اليوم سويا "
ابتسمت وقالت دون تفكير " حقا ؟ "
ثم اخفضت عيونها واحمر وجهها وهمست " أقصد .."
ابتسم لبراءتها وقال " أفهم ما تريدين هيا اذهبي الآن "
نظرت إليه مرة أخرى وكأنها تحفظ معالم وجهه وتخشى أن يذهب ولا تراه مرة أخرى أو تريد ان يظل هذا الرجل بهذا الحنان الجديد معها إلى الأبد ولكن لابد لان تصل لنهاية القصة القصيرة التى عاشتها وتغلق الكتاب على أسرارها ولكنها عادت وقالت
"وندى؟"
داعب وجنتها بطرف اصبعه وقال "هذا امر يخصنى فلا تفكرى به هيا لترتاحى "..
هزت رأسها وقالت " حاضر "
يتبع..

رواية انين القلوب     بقلمى داليا السيدWhere stories live. Discover now