الفصل الثالث عشر

2.7K 52 9
                                    

الفصل الثالث عشر
زواج..
رأى الجميع جاسر وهو يقف ناظرا اليهم ودق قلبها لرؤيته كم افتقدته لقد كانت تظن انها تكرهه ولا تتحمل رؤيته ولكن ها هى تشعر بنفس الضعف والخوف و..الحب
اسرع الي والده وقبل يده وقال " بابا ماذا حدث هل انت بخير ؟"
ربت الرجل عليه وقال " حمد الله على السلامة يا حبيبي انا بخير اطمن "
ابتعد ونظر اليها كم اشتاق لها ولعيونها رغم غضبه منها مما قالت وفعلت .. اخفضت عيونها بينما انطلقت لى لى اليه وهى تقول
" جاسر حبيبي وحشتنى كنت بحاجة اليك "
احتضنها ثم ابعدها وقال "انتى بخير ؟ "
هزت راسها ثم نظر لحسام الذى قال " لم يكن من اللائق الا اكون معهم "
هز رأسه وقال " هنا فقط ؟ "
ضاقت عيون حسام وقال " ماذا تعنى..لا افهم "
قال كاظم " لا يعنى شئ يا حسام شكرا يا حضرة الضابط على سؤالك "
كانت نظرات جاسر لحسام قوية ولا تخلو من معانى كثيرة ولكن حسام قال " لا شكر على واجب كاظم بيه اسمح لى "
واستأذن وتابعت هى عيون لى لى التى كان الخوف يملؤها من اخيها  مرت عيونه والتقت بعيون وائل الذى قال
" حمد الله على سلامتك جاسر بيه وعلى سلامة الوالد عن اذنكم "
لم يرد عليه وهو ينظر اليها مرة اخرى بالتأكيد كان موجود من اجلها وربما امضوا الايام الماضية سويا..لم تهتم بنظراته حاولت ان تبدو اقوى مما بداخلها
قالت " حسنا هل يمكننى ان اذهب انا ايضا "
نظر كاظم اليها وقال " نعم هيا اذهبى "
تابعها تمنى لو ذهب خلفها بالتأكيد ذاهبة وراءه لقد خدعته لم يستطع ان يتركها تذهب فقال
" انتظرى "
لم تنظر اليه وهى تقف امام الباب اتجه اليها وقال " الى اين ؟ "
لم تنظر اليه وهى تقول بصوت منخفض " ليس من شأنك"
امسكها من ذراعها واعادها امامه وقال بغضب " لا تتحدثى معى هكذا هل تفهمين "
نفضت ذراعها  منه وقالت " اتركنى وابتعد عنى "
كاد يكمل لولا ان قال كاظم بصوت مرتفع " جاسر كفى..اتركها "
نظر لوالده وقال " كيف اتركها ؟ اتركها لتذهب اليه وتفعل ما تشاء لا لن افعل "
قالت بغضب " اخبرتك الا تتحدث عنى هكذا لن اسمح لك "
نظر اليها بغضب وقال " وماذا ستفعلين هيا اخبرينى لهذا كنتى تريدين ان تبقى وحدك كى تفعلى ما تريدين "
عاد كاظم يقول بغضب متصنع " جاسر اخبرتك ان تكف عن كلامك هذا واتركها تذهب انا اعلم الى اين ستذهب .. جى ليست كما تظن هيا اذهبي يا جى "
نظرت له كما فعل نظرات تحد او غضب او...غيرة
ذهبت..وعاد لوالده وقال " كيف توافق على هذه المهزلة لذا تركت القصر ورحلت كى تفعل ما تشاء وانا الذى كنت اخاف عليها "
اقتربت لى لى منه وقالت " لا يا جاسر هى رحلت.."
ولكن كاظم قاطعها " لى لى اسكتى جاسر ابتعد عن جى انت لست الوصي عليها انا اقوم بذلك الدور جيدا الا اذا كنت لا تثق بي "
ابتعد ولم يعرف سر كل ذلك الغضب قال " لم اقصد يا بابا ولكن "
اكمل كاظم " ليس هناك لكن.. كف عن هذا الغضب الغير مفهوم "
لم ينظر لوالده الذى اكمل " تعالى واجلس هنا بجانبي وارتاح انا اعلم كل شئ فلا تقلق..هيا تعالى واحكى لى عما فعلته هل استمتعت هناك مع ندى "
تملكها الغضب من كلامه جمعت ملابسها واغلقت الحقيبة وجلست على طرف الفراش وهى تفكر كيف ستعود للقصر وتواجهه هل تستطيع ان تفعل وهل ستتحمل الفترة القادمة زواجه الذى اصبح واقع لا مفر منه اغمضت عيونها تنهدت وتذكرت كلمات العجوز فعادت لنفسها وقامت..
عادت الى المشفى فى المساء بعد ان غيرت ملابسها لملابس اخرى من الجديدة التى لم ترتديها كما طلب منها العجوز وغيرت لفة طرحتها مما جعلها مختلفة وعادت المشفى متأخرا كانت لى لى مازالت موجودة نظرت اليها وقالت
" ما هذا تبدين جميله حقا "
ابتسمت وابتسم العجوز وقال " هى جميله ولكن لا تعرف قيمة نفسها "
احمر وجهها وقالت " شكرا..الن نذهب وائل قال اننا سنذهب بالمساء "
قالت لى لى " نعم نحن بانتظار جاسر للذهاب "
زالت ابتسامتها وعاد قلبها للخوف وما هى لحظات حتى دخل نظر اليها كاد يبعد عيونه ولكنه عاد اليها حدق فيها واندهش من انها عادت ثم لاحظ انها ليست الفتاه التى كان يعرفها اختلفت كثيرا جميله بعيونها وجهها المستدير قوامها البارز من ملابسها المختلفة لم تنظر اليه..
تقدم وابعد عيونه عنها وقال " بابا دكتور محمود اخبرنى اننا يمكن ان نذهب "
ابتسم الرجل وقال " وانا اريد ذلك هيا اخرجونى من هنا "
تقدم الاثنان فى نفس الوقت الى الرجل وتلامست ايديهما واقتربت الوجوه والتقت النظرات وكأن كلا منهما يسمع دقات قلب الاخر وتخلل عطرها اليه اذاب الغضب داخله.. ولكنها ابتعدت الى المقعد المتحرك بينما استعاد هو نفسه وساعد والده ليذهبوا
ساعدت الرجل على الراحة فى فراشه وهو معها وكذلك لى لى وما ان انتهوا حتى قال
" بابا حضرتك بحاجة للراحة ومواعيد الدواء "
كان يريد ان يعرف الى اين سيمتد بقائها فقد تأخر الوقت وهى لم تذهب قالت لى لى " نعم جى تعرف كل التعليمات اخبرها دكتور وائل "
نظر لأخته وقال " ولماذا جى انها ليست باقيه و.."
قاطعته لى لى " لا ستبقي دادى اقنعها ان تبقي هنا وهى لم تتركنا منذ اول لحظة طبعا "
نظر اليها وكذلك فعلت بقوة حسدت نفسها عليها قال " ولكنها لم تعد تعمل عندنا ام.."
اوقفه كاظم " جاسر جى لا تعمل عندنا جى من العائلة "
نظر لوالده ولم يرد ابتعد وقال " هل حضرتك تريدنى فى شئ "
" لا يا حبيبي اذهب وارتاح يبدو عليك التعب انا بخير "
" تصبح على خير "
ذهب وتابعته بعيونها فى حزن نظرت لى لى اليها ثم لوالدها وقالت " لم اشعر ان هناك شيء غريب يحدث دادى الن تشرح لى ؟"
ابتسم الرجل وقال " لا تقلقي واذهبي لترتاحي على فكرة انا معجب بحسام "
احمر وجهها ولم ترد فاكمل " هيا اذهبي "
بقت هى فنظر اليها وقال " احسنتى. الجولة الاولى لنا هل رأيتى غيرته "
هزت راسها وقالت " ليست غيرة انه يتعمد اهانتى "
قال كاظم" لا انها غيرة من وائل هل نسيتى انا رجل واعرف نظرة الرجل جيدا..هيا اذهبي ودعينى اريد ان انام "
جلست امامه وقالت " تستطيع ان تنام سابقي قليلا اقرء لك ثم اذهب " ابتسم ولم يمانع..
ظل جالسا وهو يحاول ان يفهم ما يدور حوله متى عادت وما سبب التغيير الذى اصابها سمع صوت قدمها وهى تخرج من غرفة والده انتظر حتى دخلت غرفتها فخرج واتجه اليها دق الباب تأخرت قبل ان تفتح نظرت اليه ثم ابتعدت الى الداخل وعقدت يديها امام صدرها
سمعته يدخل ويغلق الباب ثم امسكها واعادها امامه وقال " ماذا تظنين نفسك تفعلين بمن تتلاعبين هذه المرة انطقى "
خلصت ذراعها من يده وقالت " انا لا اتلاعب بأحد وانت تعلم ذلك "
نظر لعيونها فرق صوته وقال " الن تكفى عن هذا العند "
قالت وهى تبتعد من امامه " انا لا افعل هل اجرؤ على ان اعند مع جاسر بيه "
اعادها امامه برفق وقال " جى لم اعد افهمك طلبت منكى العودة معى ورفضتي والان تعودين.."
قالت وهى تنظر بعيونه " عدت من اجل والدك المريض هل كنت تظن اننى سأتركه فى هذا المرض ؟ "
قال بصوت هادئ " ووائل ؟ "
اغمضت عيونها بضيق لأنه لا يصدقها ثم فتحتها وهى تنظر اليه و قالت بصدق " انت تعلم اخبرتك من قبل ولكنك لا تريد ان تصدق "
قربها اليه وهمس " ولكن نظراته اليكى تنطق بالكثير "
قالت وقد بدأت تضعف امام قربه " لست مسؤولة عن ذلك "
وفجأة جذبها اليه لقد قاوم كثيرا ولكن لم يعد يستطيع لقد افتقدها وكلما نظر لعيونها اراد ان يأخذها بأحضانه ..
شعرت بالراحة وهى بين ذراعيه لم تعد تستطع مقاومة قلبها او اخفاء حبها شعرت به يزداد قربا وبأنفاسه على وجنتها اغمضت عيونها والتفت ذراعيها حول رقبته وتعالت انفاسها التى راحت تماما عندما التقت شفاهها بشفاهه فى قبله طويله غاب فيها الاثنان عن الدنيا لحظة من اسعد اللحظات على كلا منهما ولكنها استعادت نفسها فدفعته بعيدا وعدلت نفسها وقد احمر وجهها وتسارعت انفاسها
مرر يده فى شعره وابتعد قال " جى.."
ولكنها قالت بدموع " اخرج ارجوك اخرج "
ولكنه اقترب منها وقال " انا.."
ابتعدت وقالت بألم " انت لست حر هناك امرأة بحياتك وهى اولى بك "
شعر بالألم الذى يجتاحها فلم يملك ان يقول اى شئ فتركها وذهب فهو يعلم انها على حق وهو لن يغير الواقع..
مرت الايام تجنب الاثنان اللقاء وحدد موعد لحسام للقاؤه مع والديه ووافق كاظم عليه ورضخ جاسر لرغبة والده واخته وقرئوا الفاتحة واتفقوا ان تكون الخطوبة فى نفس يوم فرح جاسر ولم يعترض احد الا هى بين نفسها لأنها بالتأكيد لن تحضر رغم انها تمنت ان تكون مع لى لى ولكن لم يعد الامر سهل لأنها لن تتحمل..
بدأت الترتيبات للفرح والخطوبة ولكن كاظم لم يكن يريد الامور ان تسير هكذا...
" نعم يا عمى طلبتني "
قال " نعم تعالى هناك موضوع يخصك اجلسي "
نظرت اليه وقالت " ماذا "
قال " دكتور وائل عاد وطلبك منى امس يريدك ومتمسك بكى "
تنهدت وقالت " حضرتك تعلم اننى لن اوافق "
قال " ستوافقين وانا الذى ضغطت عليكى "
نظرت اليه وقالت " لا افهم "
قال " وائل هو النار التى سنكوى بها جاسر "
قالت " وما ذنب وائل انا لن اتزوجه "
هز راسه وقال " اعلم ولا انا سأتركك تفعلين ولكنه طريق لتحقيق ما نريد "
قامت وقالت " تبقى اسبوع على الفرح فلا داع لكل ذلك انا تقبلت الامر وسأعيش به "
قال " لا مكان للضعف هنا هل تفهمين ستنفذين ما اقوله هيا اذهبي ودعينى "
عاد متأخرا فهو يحاول ابعاد ذهنه عن الواقع الذى يعيشه سيتزوج ندى ويبتعد عنها عمن يريد كلما اغلق عيونه راها وتذوق طعم قبلتها وتحسس دفء حضنها نعم يريدها هى ولكن.
رن هاتفه كان والده اغلق الهاتف واتجه لغرفته ودخل " مساء الخير "
" اهلا جاسر تعالى خشيت ان تنام قبل ان اراك "
جلس امام والده وهو يفتح ازرار قميصه ويلقى بربطة العنق وقال " لماذا هل هناك شيء ؟"
قال " نعم جى "
اعتدل وحدق فى والده قبل ان يقول " ماذا عنها ؟"
قال الرجل " وائل طلبها منى مرة اخرى وبصراحة انا اراه شخص ممتاز ومناسب لها "
ثار غضبه وقام قائلا " اذن انا كنت على حق الاثنان يتلاعبون بنا و.."
قاطعه كاظم وقال " اذا لم يأخذها هو سيأخذها غيره هل ظننت انها ستبقي بدون زواج الى الابد انها فتاة جميلة وذكية ومحترمة وكثير من الرجال يتمنون مثلها لذا وائل افضلهم لأننا نعرفه "
ابتعد اكثر هو على حق كيف لم يفكر انها لن تبقي هكذا الى الابد ولكن كيف تكون لرجل اخر لن يتحمل ان يراها تتحدث مع رجل اخر انه لم يتحمل نظرات وائل لها فكيف يقبل زواجها. لا لن تكون لاحد
نظر لوالده وقال " بابا هلا نترك ذلك الموضوع لبعد الفرح "
اجاب كاظم " وما الذى سيتغير زواجك لن يغير اى شيء "
قال دون وعى " لن تكون لأى رجل لن اسمح بذلك "
ابتسم العجوز ثم عاد وازاح الابتسامة وقال " ماذا تعنى انه حقها كيف سأمنعها اذا ارادت "
قال بغضب " لا اعلم ولكن انا لن اسمح بذلك يا بابا فلا تتحدث معى فى هذا الامر مرة اخرى عن اذنك "
وخرج الى غرفته وهو لا يعلم ما الحل وانما زاد الالم الذى يشعر به كلما مرت عيونها امامه
واتى يوم الفرح واستعدت لى لى كأي عروسة منذ الصباح وظلت هى بغرفتها ولم تكف عن البكاء لقد وصلت لمفترق الطرق سيذهب لأحضان امرأة اخرى وانتهى الامر ومات الامل
انتصف اليوم وعاد هو لم يشعر انه عريس فى يوم زفافة وقبل ان يدخل غرفته استدعاه كاظم كما استدعاها والتقى الاثنان عند الباب من عيونها ادرك كم الحزن الذى تعيشه اخفض عيونه كما فعلت وهى تقول
" عمى كاظم طلبني "
فتح الباب وافسح لها دخل الاثنان نظر الرجل وقال " اجلسوا عندى ما اريدكم فيه "
جلس الاثنان نظر اليها وقال " انا وافقت على طلب وائل واخبرته ان يأتى اليوم لنتم الخطوبة مع خطوبة لى لى "
نظرت اليه بينما نظر هو اليها ولم يرد لم يفهم ماذا يريد والده ولا هى لم تفهم ولم تهتم فليفعل ما يشاء لم يعد يهم مهما تقدم لها من رجال فقد ماتت روحها وستتزوج فقط بجسدها عندما لم يرد الاثنان اكمل كاظم
" وانا لأننى لم اظن ان تتركينا فى اى يوم اريد ان اؤمن لكى مستقبلك سأكتب لكى نصيب من الميراث مثل لى لى هكذا ربما اوفى دينى لصبري "
نظرت اليه وهى فى ذهول بينما اعتدل هو وقال " بابا اسمح لى انا "
قاطعه " انت ماذا ؟"
قام وقال " لا اوافق اخبرت حضرتك انها لن تتزوج ذلك الرجل لا هو ولا سواه "
نظرت اليه وزادت دموعها قال والده " ولماذا ومن اعطاك هذا الحق ؟"
قال وقد فكر وقرر" انا..انا اعطيت نفسي هذا الحق "
قامت وقالت " لا ليس لك اى حق "
نظر اليها وقال بنفس الغضب وهو يمسكها بقوة " تريدينه اليس كذلك ؟"
قالت " هذا ليس من شأنك انها حياتى وانت لا تملكها "
قال بقوة " بلى املكها ولن تكونى لأى رجل اخر هل تفهمين ولن تحصلي على اموالنا "
قالت " انا لا اريد اى اموال وحياتى انا حرة فيها "
قال بغضب " لا لستى حرة لأننى سأتزوجك والليلة ولن يجرؤ احد على منعى من ذلك هل تفهمين سأتزوجك لانكى ملكى انا وانا فقط هل تفهمين "
اتسعت عيونها وابتسم كاظم بينما تركها هو وابتعد واكمل " اليوم سأتزوجك انتى وهى ولن تخرجي من هذا البيت "
حاولت ان تستوعب ما يقوله ثم استوعبت الامر وقالت " لا تظن انك ستتزوجني سرا انا.."
قاطعها بقوة " لست انا من يفعل شيء فى السر لانى لا اخاف من اى شيء هيا اذهبى واستعدى فلا فائدة من الجدال معى هذا قراري ولن تغيرين اى شئ هل تفهمين. بابا انا اسف ولكن هذا قرارى ولن اتراجع فيه "
ولكنها قالت " ولكن انا لا اوافق لا اريدك لا اريد هذا الزواج بأى حق تتزوجني "
اتجه اليها وقال بنفس الغضب " ستفعلين وانا الذى اعطيت نفسي هذا الحق والا ترغبين بان ادمر حياتك وسمعتك واجعلك لا تصلحين للزواج من اى رجل اخر ستطيعين وانتى صامته انتى لا تعرفين من انا وماذا يمكننى ان افعل "
نظرت اليه بدموع غزيرة ولم تعد قدماها تحملها فسقطت على المقعد بينما قال كاظم
" جاسر كفى. هذا قرار صعب هل انت تدرك نتيجته ؟ انت تعلن الحرب على ندى ومحسن لن يقبلوا بذلك الوضع "
قال " انا قادر عليهم لا تقلق "
ثم نظر اليها وهى لا تستوعب ما يحدث ثم تحرك الى الخارج دون ان يهتم بما فعله بها
نظر الرجل لها وقال " لا تهتمى بما قال لن يفعل اى شئ يضرك وانما نحن نفذنا اول خطوة فى خطتنا "
نظرت اليه وقالت " اى خطوة يا عمى انا لا يمكننى ان اوافق لا يمكننى. جاسر يريد ان يتملكنى كأي تمثال او انتيك فى منزله ملكيه خاصة لا معنى لها ولا قلب لها "
قال الرجل " هكذا يحاول ان يقنع نفسه انكى لعبته التى لن تكون لسواه ولكن من داخله يتمناكى ويريدك ويحبك ..نعم هو حب يا ابنتى صدقينى ولكن تحملى قليلا من اجل قلبك وانا واثق انه لن يكون الا لكى فى النهاية على الاقل سيكون زوجك وستكونى زوجته مثلك مثل ندى والافضل منكما ستفوز وانتى تملكين نصف قلبه فعليكى الفوز بالنصف الاخر هيا اذهبي واستعدى انا لا اعرف كيف سيفعلها اليوم ولكن جاسر مجنون وانا اعرفه جيدا "
نظرت اليه وهى لا تعلم ماذا تفعل وماذا سيكون مصيرها وكيف ستواجهه ندى او الناس او حتى نفسها اى حياة تلك التى ترمى نفسها بها كل ذلك كان خطاها هى التى احببته رغم ادراكها انه غلط الا انها فعلت فماذا الان ؟
لم تعد تعلم واستسلمت لكلمات كاظم ربما هى المخدر الذى يغيبها عن الواقع  ولكن مع الوقت بدء معدى الحفلات يأتون والبيوتى سنتر وبعد وقت طويل وصل فستان الزفاف نظرت اليه لم لا تشعر بفرحة كما كانت تظن وهى صغيرة فرحة كل البنات..
ارتدته وساعدتها البنات فى كل ما يلزم وهى تحاول ان تخفي الالم والخوف الذى بداخلها
اما هو فخرج من غرفة والده والغضب يملؤه وانطلق بسيارته الى ان وصل الى الفندق الذى سيقام به الزفاف وانطلق الى ندى وما زال الغضب يتملكه. اندهشت ندى عندما راته يدخل غرفتها انصرف الموجودين واتجهت هى اليه وقالت
" جاسر ؟ ماذا حدث لماذا اتيت من المفروض ان "
قاطعها " ندى اسمعينى لقد حدثت امور جديدة ولابد ان تعرفيها الان "
شعرت بالقلق وقالت " ماذا "
نظر اليها ثم قال " انا سأتزوج "
ضحكت وقالت " هذه مزحة بالطبع ستتزوج اليس اليوم موعد زفافنا "
ابتعد من امامها وقال " نعم سنتزوج ولكن انا..انا سأتزوج امرأة اخرى معكى "
استوعبت الامر وقالت بصوت مرتفع " ماذا هل تهزى اى امرأة وكيف ومن اخبرك انى اوافق بالتأكيد انت مجنون "
ثم توقفت وقد تذكرت شئ فقالت " اه بالتأكيد تلك الممرضة اليس كذلك ؟ "
قال بغضب " هلا تسمعى وتفهمي "
ولكنها قالت " افهم ماذا..انت تريد ان تتزوج على..وفى يوم زفافى وتريدني ان افهم ماذا انا لا اوافق طبعا ودادى لن يوافق يا انا يا هى "
امسكها من ذراعها وقال " انا لا يهمنى رايك انا اخبركى فقط ولا اخذ رايك لن انتظر ان تأتى تلك الفتاة وتأخذ اموال الاسرة وانا اقف صامتا بابا كتب لها نصيب من الميراث مثل لى لى هل تريدينى ان اتركها تذهب بأموالنا هكذا "
توقفت ندى وخلصت ذراعها منه وقالت " انت تكذب كى تبرر زواجك منها "
قال محذرا " ندى احذرى فى كلامك تعلمين انى لا اكذب لانه لا يوجد ما اخاف منه وانا اخبرك فقط كى لا تتفاجئين اليوم واردت ان يتم الامر برضائك هذا زواج شكلي كى لا يمكنها ان تخرج من القصر ابدا ولا ترتبط بأى رجل اخر يمكنه ان يحصل على اموالنا "
ابتعدت وقالت " تزوجها عرفي او فى السر ولكن ان تساويها بى فلا "
ابتعد وقال " بابا لن يوافق هو يحبها ويساندها "
قالت باندفاع " وانت اجبن من ان تعارضه وتخاف.. "
لم تكمل لأنه استدار وصفعها بقوة كادت تسقطها وهو يقول " اخبرتك ان تحاذرى فى كلامك ولكن يبدو انكى لا تسمعين سيتم الزواج اليوم وستوافقين واياكى ان تعترضى "
قالت من بين دموعها " ستندم دادى لن يتركك "
امسكها من ذراعها وقال " محسن بيه اعقل من ان يسمع كلامك المجنون هذا وسيفهم ما لم تفهميه.."
ودفعها لتسقط على المقعد وتركها وانصرف...
يتبع...

رواية انين القلوب     بقلمى داليا السيدWhere stories live. Discover now