Dark Clouds/PJM(مكتملة)

10

'‏ما أجملك، حين تتشبّث بروحك الأصيلة في زمن يحاول أن يصنع من البشر نُسَخًا متشابهة، حين تتمسك بلونك الفريد في عالم الألوان المكررة، حين تحافظ على صوتك الخاص إيمانًا منك بأن ذلك ما يُميّزك، حين لا تلبس ثوبًا لا يشبهك، ولا تتبع أيّ ريح تطرق بابك، حين تكون أنت أنت'

هذا الاقتباس الذي كان شقيق يوجين يتلوه علي الأخيره دائماً،هو كان مهتماً للغايه أن تظل شقيقته كما هي و لا تغيرها تقلبات هذه الحياه من بعد رحيله
هو من جعل منها فتاه قويه،رغم رحيله هي مازالت قويه كذلك بتلك الذكريات التي تجمعها مع شقيقها و بعلمها أنه لم يمت سُدي بل عاش حياهً -رغم قصرها- مثمره و أعطي العديد من الأشخاص اشعه الأمل هذه و التي لم يفقدها يوماً

كذلك يوجين لم تفقد بريقها لحظه، لم تفقد ذاك الحلم الذي أراد شقيقها تحقيقه، أن يكون عالمنا مكاناً افضل و مكاناً خالياً من تلك الهاويه التي تلتهم أنفس البشر دون رحمه

عند رؤيتها جيمين للمره الأولي، هي شعرت بكل تلك المشاعر وقتها
شعرت أنه عاجلاً ام آجلاً سوف تغلق ابواب الهاويه عليه للأبد و أنه سيفقد نفسه دون رحمته هو لذاته
شعرت أن هذا الشخص بحاجه لمن يمسك يده،لمن يخبره أنه ليس وحيداً و حتي لو كان غريباً
ازعاجها المستمر له ليس سوي خوفاً أن تفقد روحاً أرادت العيش بطبيعيه،أرادت حلماً أن تحققه قبل رحيلها من هذا العالم القاسي
هذه هي يوجين و التي لن تستسلم عن إمساك يد هذا الشخص الآن و عن رفعه ليري ضوء الأمل بدلاً من ظلام الهاويه المخيف

للمره الأولي كذلك هو يختبر شيئاً جديداً، لقد اختبر العديد من الأشياء الجديده و التي ظن يوماً انه أصبحت ذكري تركها خلفه و لن يعود ينظر لها او يختبرها ابداً

لقد تردد اليوم،تردد ما اذا كان حقاً يود إفراغ ما بصدره لها؟
هل سيندم لو فعل؟ هل ستنكسر صورته الحاده التي بناها طوال هذه الفتره حتي تكون درعاً له من نظرات العالم المشفقه نحوه؟ هل هي ستراه مظلماً؟ كئيباً؟ هل ستخافه؟
لا يعلم لما هذه الأفكار سيطرت علي عقله حتي أنه لم يستطع النوم ليستيقظ باكراً للغايه بعينين تزينتا بالاكياس اسفلهما

أرتدي الهودى الرمادي المفضل لديه و بنطاله الأسود الضيق و الذي يبرز فخذيه، وضع القلنسوه علي رأسه و نظاره الشمس السوداء لتحجب عينيه المتعبه قليلاً بينما خرج من شقته دون نسيان سماعات الأذن خاصته

يسير دون هدف،فقط أراد تنقيه رأسه و صدره بالهواء هذا و بعيداً عن ضوضاء عقله التي لا تصمت ابداً
أخذ يستكشف الحي الذي يسكن فيه منذ ما يقارب شهرين و نصف و الي الآن لم يراه يوماً ليشعر بنوع من الراحه كون الشوارع خاليه و يستطيع رؤيه كل شئ دون انزعاج