1

39.8K 1.5K 464
                                    

هل فكرت يوماً أن ما تمتلكه مِن أشياء طبيعيه هي حلم لشخصٍ آخر؟ أن ما نمتلكه نحن كبشر هو شئ يحلم العديد فقط بالحصول عليه ،نحن البشر لا نشعر بالشئ إلا إذا فقدناه بالفعل

الفُقدان هو ما عاني منه جيمين منذ ثلاث سنوات،ثلاث سنوات بجروح لم و لن تُشفي كما يظن هو،الفُقدان هو ما دمر شخصاً كان يوماً مفعماً بالأمال و الطموحات

الإله لم يخلق الداء دون دواء له،مهما بلغت صعوبه ما أصاب الشخص فهناك دائماً الحل لكل شئ
الفُقدان سوف يعالجه بالأمل الذي سيشع داخل الشخص حتي ينتظر ما سيعوض هذا الفُقدان
الجروح هو مَن سوف يستطيع فقط معالجتها بطرق لا نتخيلها نحن

لكن ماذا عن فقدان الأمل؟
جيمين كان هذا الشخص الذي فقط الأمل، فقد ثقته بذاته بل و فقد حبه لنفسه كذلك، أصبح يمقت هذه الذات التي خُلق عليها و فقط جلس وحيداً في تلك الظُلمات لا يريد حتي للضوء أن يشع

تلك التساؤلات كانت تداهمه طوال السنين الثلاث الماضيه
هل للظلمات أن تنقشع؟و هل الضوء سيعرف طريقه إلي عتمته؟ ام أن كل شئ أضحي مجرد أحلام زائفه لا أساس لها من الصحه؟

ربما هو كان غافل كفايه لرؤيه أن الضوء كان قريباً منه،قريب للغايه

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

كان اليوم هو الثلاثاء و الذي امقته صاحبنا للغايه لكن هذا لم يمنع من حوله في محاوله إخراجه من كهفه -المنزل- كي يري ضوء الشمس و لو لمره هذا الإسبوع

"جيمين الجو بارد ألا تريد الإنتظار في السياره أفضل؟"

كانت امرأه في متوسط العمر واقفه الي جانب فتاها بينما تنظر الي وجهه و تسأله لكنه لم يعرها اي أجابه بل ظل بملامحه الجامده و هو يراقب المبني العالي الذي أمامه

كانا واقفين علي هذا الحال منذ ربع ساعه،فقط يحدق جيمين في المبني الذي أمامه و الذي لا تكاد تري نهايته بسبب ارتفاعه الشاهق، لكن ملامحه كانت كما هي

الملامح البارده و التي تضاهي الجو بروده حتي، لا تعابير واضحه علي وجهه و من يراه يظنه فقط آله الكترونيه و ليس بشراً طبيعياً لكنه اعتاد علي مثل هذه الأمور الآن

تنهدت الأم لترحل ذاهبه الي الحديقه كي تجلب المثلجات فرغم بروده الأجواء فهو يحب المثلجات للغايه،فلا فرق لديه بالنسبه للبروده الخارجيه أو الداخليه
هو لا يعرف للدفئ عنوان

بعد مده تنهد هو بهدوء ليستدير قاصداً الحديقه حتي يبحث عن والدته فهو لا يريد المثلجات بل فقط يريد الرحيل الي المنزل قبل أن يفقد السيطره علي أعصابه أمامها

Dark Clouds/PJM(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن