الحكمة الرابعة والعشرون

73.5K 6.7K 3.5K
                                    

أسعد الله اوقاتكم بكل خير احبتي ❤
(24)
#حكمـة_ذئب
#بقلم_شمس_السعدي

هل يجردنا الشتاء من زهور الفرح ... وهل تذهب مشاعر جميلة مع الريح ... وهل تأخذنا الأعاصير إلى أفكار متضاربة ... ثم إذا ما أتى الربيع ، فإذا ثمارنا فجة غير ناضجة ... ويبقى حنين النفس متلوع إلى أنفاسٍ دافئه ... يجتاح الليل ... فالقلب أعياه التجمد ، ومدفأة الحطب ترسم الصورة ... صورة القلب المُتعب ... والجمر يشكو حرقة الحب ... فدفئ الصوف أضحى خير حبيب..

شتاء 98 ..
لما يجي الشتا اتذكر طفولتي .. رغم مااحب المطر لأن يبللني بس اشتاق الدفو البيت ولمة العائلة ..

نجي من المدرسة وجنت اركض للمطبخ گاعدات عمتي حمدية وامي يم الجولة ..
عماتي وبيبتي لميعه كل وحدة لازمة شغله ..
وكت الغدا لو العشا تتخلى الصوبة بالديوانية ويتخلى عليها الجاي وكتلي الماي الي يبخر وبخاره ينشر دفئه بالمكان كله ..
تفرش امي غطوة فوگ الزولية ونگعد عليها وعينا على الباب ننتظر شوكت يجيبون الاكل ..
جنا نتراهن شطابخين من الريحة .. اني اعرف ريحة طبخ عمتي حمدية لو امي ومن اشم الريحة اعرف شطابخات .
ودوم جنت اربح بالرهان..  وجدي وعمامي يضحكون علينا وتالي يراضونا وينطونا كل واحد خمس فلوس..
نركض نشتري بيهن مصاص لو حامض حلو وجانت عمتي وداد تركض ورانا بالعودة لان نجي من الطين ..
ايام بسيطة بس ذكرياتها حلوة ..
رزاق وبشار ماجانوا يحبوني كلش .. مرات يلعبون وياي وبسرعه يگلبون عليه ويطردوني ..
يصيحولي ابن العايبة وجنت اضوج وانقهر .. واتعارك وياهم وارد عليهم : " اني مو ابن العايبة "

امي من يومها ماتحجي وماترد جانت تگلي من اسألها ليش ماتتعارك وياهم ..
تبتسم " يمة القوة مو باللسان القوة بالاخلاق والتربية ..
اريدك تصير احسن منهم واقوى بأخلاقك وتربيتك "

ودوم تگلي " سلم امرك الربك هو ياخذ حقك "

مرت الايام والاشهر والسنين وكبرنا وماشفت بس دمعه امي .. لا الشتا نفسه .. ولا اللمة نفسها .. ولااكو ذبج البرائة والطيبة بگلوبنا بعد ..
جنت منتظر اكبر وافرحها بشهادتي اتعين واشتري بيت ونگعد بي اني وهي ..
يوم الي عرفت عمي مهدي موش ابوي ولارزاق وبشار اخوتي .. فرحت صح ضجت بس فرحت ..
لان دوم جنت اضوج من ابوي هاملني ومهتم بيهم ..
واضوج اكثر من يعاركوني بالمدرسة ومايحموني انقهر واضوج من اشوف الاخو شلون يدافع الاخوه واني اخوتي ضدي ..

بس للاسف كبرنا وكبر هالحقد ويانا ..
احس رزاق انسان ثاني صار بكرهة الي .. كلشي اريدة يريدة حتى مسك يوم حبيتها وردتها وماانطوها الي سمعت رايح وخاطبها ..
صح اهلها ماوافقوا بس حزت بگلبي سوايته .. دوم جان يگلي لاتصدگ اخليك تتهنا وتاخذ كلشي الك ..
اعرفه يقصد المحل رغم هو الجدي وقلة گمت اگعد بي
وخاصة بعد ماطلعلي طبيه وراح اصير دكتور ..
حلم حياتي من صغري وفرحة امي ..
جانت معدلات هواي منافستني واغلبهم ولد رفقاء واهلهم بالامن والحزب ..
بس دعاء امي جان مرافقني دوم ووفقني هالمرة ..
ويمكن وجه بسمة عليه ..

حكمـة ذئب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن