21

12 3 0
                                    

[ البارت الواحد و العشرين ]
بين ممرات غابة أبطالنا...
كل شيء يبدو هادئ رغم حطامها...
كان الممثل يقدم عرضا ابهر الجميع...
عن قصة حب ظن ان غبار الزمن قد اخفاها...
فكان يقف على صخرة يفصل بينها و بين الصخرة التي تظهر منها الفتاة جسر طويل...
جسر يوشك على ان يتحطم...
فقد فقد ربعه...
كان الجمهور يراقب بتأثر...
حين تقدم الممثل بضع خطوات الى الامام...
لا يرى ملامحها....
و يدري انها لا ترى ملامحه...

فأقنعة البعد قد قامت بواجبها..
انفاسها تتعالى..
و عرقه يتصبب...
ارتجافه ابهر الكثير...
انفتاح فاهه و هو يصرخ معلنا حبه...
لكن صوته قد إختفى...
او ربما لم يصل لها...
حاول سحب قدمه ليتقدم لكن تسمرت ارضا...
حاول رفع الاخرى فحدث نفس الشيء...
رآها تقترب...
ابتسامة ظهرت على ثغره...
ثوان و انطفأت...
حين رأها ترمي بكبريت على الجسر...
حاول التحرك...
و الصراخ...
لكن لعنة التناقض اصابته...
فلم يظهر شيء لها...
ضحك بصوت مكتوم ، بسعادة..
حين اتت رياح و اطفأته قبل ان يحرق...
نزل الستار...
و اعتلى تصفيق الجماهير المعجب بتمثيله..
انحنى الممثل و تراجع مغادرا المسرح...
يمشي بهدوء...
ثم توجه ليكمل تسلق جبل الحب...
الا ان جذبته عبارة نقشت...
" هناك نظرة تختصر الكلمات و صوت يختصر المسافات و ضحكة تختصر اللقاءات
ابحث عن شخص يختصر الحياة "
..

كان هذا سامي جالسا على احد المقاعد في ساحة الجامعة كون أي احد من أصدقائه لم يأت بعد
فأعطى مجالا لملكة افكاره أن تصعد الى العرش...
تستمع الى قصة الحب الذي شارك الازهار تفتحها...
و الحشيش اخضراره....
و الشمس بروزها...
بداية الربيع....
هذا الربيع الثاني الذي يمر مشتاقا لإبتسامتها البسيطة ، المزينة بغمازة في خدها الايسر...
بسيطة لأبعد درجة...
عفوية ساحرة....
بإبتسامة و ضحكة مع بضعة قصص بصوتها...
يمكن أن تسكر المرء...
انتبه لهاتفه الذي يرن فقطع عليه أفكاره
رد بهدوء قائلا : هلا
اتاه صوت الآخر قائل : سيد سامي انا فالمكان لقولتلنا عليه
رد سامي بأمر : طيب لا تتحركون من هناك و زي ماقلت اذا جاء ذاك لي وريتك صورته امنعوه يدخل للعمارة
رد عليه الطرف الاخر بالموافقة ليغلق الخط
ثواني و رآها متقدمة فعقد حاجباه بإستغراب
تمشي بخطوات ثابتة و نظرة واثقة ذات لمعة غريبة...
ملامحها لغز حله يكسر القواعد...
ففيه التردد و الثقة...
الضعف و القوة....
الكره و الحب....
اما هي فكانت تمشي بخطوات مترددة...
و نظراتها مصوبة نحوه حاولة جعلها جامدة و اخفاء ما بها...
ليلة الامس قد سمحت بتناقش قلبها و عقلها...
فتحت لهم مجال لابداء رأيهما...
و انتهى القرار بتحدثها...
بما.. ؟
لا تدري...
وقفت حين لم يبقى بيتهما الا بضعة خطوات لتقول بإبتسامة هادءة : صباح الخير
رد بنفس ابتسامتها : صباح النور
جلست في طرف المقعد ثم أردفت : كيفك
رد بهدوء مستغرب : كويس ,و انت
ردت فورا : الحمد الله
التفتت له قائلة بنفس المظهر المزيف : ابغى اتكلم معاك فموضوع
التفت لها متأملا مقلتيها العسلية ذات النظرة المكسورة المعاتبة ثم اردف مستغربا : أي موضوع
احتضنت اناملها التي كست البرودة اطرافها لتقول بعد ان اخذت نفسا لعله يوقف دقات قلبها : الموضوع لي كان لازم نتكلم فيه من زمان
ابعد نظره عنها قائلا بإبتسامة متهكمة : و ايش ذكرك فيه الحين ؟
سكتت للدقيقتين..
شعور غريب ينتابها...
ضحك...
او بكاء...
جنون..
او هدوء...
صراحة...
او كذب...
حاولت التحكم بإنفعالاتها...
لكنها فشلت حين اطلقت ضحكة هادئة : ههههه
التفت لها بإستغراب
لتردف بإبتسامة حبست بها صدقها : ابغى بس اعرف مين الغلطان فينا , ايش صار ! ، مين اللي له حق و مين لي لا ؟ ، ابغى اعرف اجابة
قاطعها قائلا بعد التفت لها : الاثنين غلطانين ، انت لي بديتي و كلامك ماكان له مبرر ابدا
التفتت هي الأخرى فشكلت نظراتهما جسرا انقطع يستحيل وصول المشاعر نحوه
فقالت بصوت ذو حدة رغم هدوئه : ماله مبرر ! انت من جدك ولا تستهبل !
رفعت حاجباها لتكمل بعتاب : لما تخفي عني حاجة تخصك و بعدين اسمعها من أمك و ابين زي الهبلة لي مو عارفة شيء ، ذا ما يعتبر مبرر !
بلعت ريقها لتردف ببحة ظهرت في صوتها الغاضب : عارف ايش قالتلي , قالتلي اكيد ما حيقولك ذا الشيء عنه عشانه مو متأكد انو بيكمل معك قالتلي انو ممكن يتركك بيتسلى و بس
اختنقت عيناها بالدموع لتشتت انظارها و اكملت بصوت خافت : و ما غلطت قالت الحقيقة
تنهد ليقول بنفس نبرة العتاب : و شايفة انه كلامك يومها طبيعي
قاطعته قائلة : ايوة اعترف زودتها و ماكان لازم اوصل لدرجة ذيك ، عالاقل انا دحين اعترف اني غلطت و اعتذر عن لي قلته
ابعد انظاره عنها ليقول : و انا قلت الاثنين غلطانين
ثم التفت لها ليردف : و بعدين ليه جاية تفتحي ذي المواضيع خلاص شيء راح و انتهى كلامنا ماحيفيد بشيء
رفعت انظارها نحوه..
كلامنا لن يفيد بشيء...
عبارته صحيح...
لن يحصل شيء...
ستكون نهاية مأساوية لقصة حب..
التي غالبا ما تنتهي بموت احد الاطراف...
فأغلب العشاق عبر التاريخ انتهى بهم المطاف نحو القبور بسبب داء الحب...
فهل هي ستودع دقات حبها التي يحملها بين يده...
و تأخذ شظايا ذكرياتهم فتجمعهم في صندوق و تخفيه عن الانظار...
لتعيش قصة الانتظار بأن تعاد لها دقات قلبها...
و يرسم داء الحب التجاعيد من الذكريات..
و شعيرات الشيب من سم الشوق...
فيلقبونها بالعجوز العاشقة...
افاقت من افكارها لتقول بهمس وصلها : صح ماحيفيد بشيء
هز رأسها ليقول : جيتي وحدك اليوم مو مع مريم
ردت بهدوء : جيت بدري عشانك
ابتسم ليقول : طيب و اذا جيت متأخر
عقدت حاجباها لترد : مدري ماجا فبالي بس اكيد حنتظرك
كان سيتكلم لكن قاطعتهم أسيل التي وصلت للتو قائلة : هاي ، طلعتوا تعرفون بعض هههه
ازاحت شذى بوجهها عنها
فقال سامي بإستغراب : مختفية ذي الفترة
ضحكت اسيل قائلة : و الله انت لي مختفي ما صرت اشوفك
ثم اكملت بمزاح : لا يكون تتخبى مني هههههههه
ضحكت شذى بتهكم قائلة : ههههههه اذا تطلعينله كذا فكل مكان اكيد بيتخبى
شاركتها اسيل الضحكة ثم قالت و هي تلف خصلة من شعرها : هههههههه قصدك الصدف
ابتسم سامي ليكمل : ايه صح ايش صار على موضوع السيارة
زفرة بتذمر لتقول : ما القيت احد يشتريها ، خلاص شكلي حبطل ماابيعها و انت ماتعرف أحد
هز رأسه بالرفض
هزت شذى رأسها قائلة : أحسن ، و بعدين سيارتك جديدة مافيها شيء ماله داعي تبيعينها
ابتسمت اسيل لتكمل : مين قالك انها سيارتي
عقدت شذى حاجباها بإستغراب للتقول بتهكم : سيارة صاحبتك مثلا !
هزت اسيل راسها لترد. : ايوة سيارة صاحبتي
ضحكت شذى لتقول : ههههههه و انت ايش دخلك خليها هي تروح تدور
ابتسمت اسيل مبررة : هي مشغولة
اعتدلت الاخرى في جلستها لتقول بنصيحة : اقولك هاذي قاعدة تستغلك ماتبي تعب نفسها فبعتتك و انت زي الهبلة اقعدي تنطي من واحد لواحد تسألين بعدين هي تبيعها و تاخذ الفلوس و انت اكلي تبن
ظهر الاستغراب على ملامح اسيل لتقول : بس انا مو محتاجة فلوس
هزت شذى كتفها بلامبالاة لترد : و الله بكيفك حبيت بس اصحيك من هبالك ، روحي تعبي نفسك عليها بعيد هنا مافي احد يبي يشتري و ما نعرف احد يهمه الموضوع
ثم اردفت بعد ان القت نظرة على ساعتها : شكلك حتتأخرين
رفعت اسيل حاجبها قائلة : انت تطرديني !
ابتسمت شذى قائلة : احسبيها زي ماتبين
ردت الاخرى بهمس : وقحة
ثم قفت بعد ان اخذت محفظتها و توجهت نحو قاعتها
و فور ذهابها اطلق سامي ضحكة بعد ان رفع انظاره عن هاتفه : ههههههههه
التفت له شذى بإستغراب
ليقول : هههههه و الله مو قادر افهم الموضوع هي تبي تساعد صاحبتها انت ايش دخلك
رفعت حاجبها لترد : دخلني الباب
لبتسم قائلا : قديمة بطلوها
رفعت كتفاها بلامبالاة قائلة : و اذا بطلوها ، انا لسى مابطلتها
ثم اردفت قائلة : مستفزة و فوق كذا هبلة
التفت لها بتعجب قائلا : ايش المستفز فيها ،!
وقفت شذى بعد ان اخذت حقيبتها قائلة بحدة : و الله اذا انت عاجبتك مو لازم تعجب الكل
فتح فمه ليرد لكنها كانت قد ذهبت...
أخذ هاتفه و هو يقول : و ذي عندها مية مود فالدقيقة
ضغط على أسم طارق قائلا فور رده : فينكم انتوا لو بتغيبون كان عالاقل خبرتوني !
طارق : انا جاي عارفني مااصبر على المخلوقات اللطيفة لي هناك و الباقي مدرب عنهم
هز سامي رأسه قائلا : اوك لا تتأخر
ثم أغلق الخط ليضع سماعاته...
رغم كلامها الذي لازال يتردد في مخه
.
اما في احد القاعات
كانت لتين جالسة بجانب غادة
القائلة : اي صح نسيت احكيك شيء
وضعت لتين القلم الذي تلعب به ثم التفتت لها قائلة : ايش فيه !
ابتسمت غادة لتمهس : ابغى افتح ماما بموضوع بس خايفة
عقدت لتين حاجباها لتقول : ايش ! صارلي ساعة و اتا اسمع نفس الجملة وترتي اهلي
ضحكت الاخرى بخفة ثم اكملت : ههه هو شيء عادي بس بنفس الوقت مو عادي
فتحت لتين فمها لترد و ملامحها تدل على قلة الصبر
فإبتسمت غادة قائلة : خلاص خلاص حقول
ثم اكملت بجدية : شوفي ابغى اصبغ شعري و اقصه بس هي ماتبي
ردت عليها لتين و تمسك خصلات شعرها السوداء : و ليش تبي تصيغيه و تخربيه كذا احلى
رفعت غادة حاجبها قائلة : اقولك ساعديني كيف اقنعها و بعدين شعري و انا ابغى اخربه كيفي
اعتدلت لتين في جلستها قائلة بنصيحة : بكيفك ، شوفي مثلا انا انتي و انتي مامتك
ضحكت غادة قائلة : ههههههه ايش دا !
زفرة لتين بملل لترد : اوه اقول مثال عشان تفهمين
هزت غادة رأسها بالايجاب و شدت ملامحها بجدية
وضعت لتين شعرها من الجهة اليمنى مقلدة لغادة ثم قالت بطريقة مدللة : ماما ممكن اقولك شيء
لازالت ملامح غادة تدل على الجدية لتقول : خير
اخذت لتين تلف شعرها حول اصبعها لتقول بصوت رقيق مدلل : ماما لا تكلميني كذا
و فور انتهائها اطلقت ضحكة لم تستطع امساكها
لتقول بإستدراك و لا زالت الابتسامة عليها : خلاص خلاص جد دحين
هزت غادة رأسها قائلة بتذمر : اوك بس انا مااتكلم كذا ايش دي المياعة الزايدة
ضحكت لتين لتنادي لين قائلة : هههههه لين بالله مو كذا تتكلم
ضحكت لين لترد : ههههههه الا كذا
التفتت غادة للتين قائلة : اقول لا يكثر بس كملي
اظهرت لتين ملامح الحزن المصطنعة على ملامحها لتردف : ماما البارحة مرة تعبني شعري صاير مرة طويل
قاطعتها لين القائلة : اقول خلك منها روحي لها قوليلها ابغى اصبغ شعري و اقصه و زني شوي و خلاص
فتحت لين فمها لترد لكن قاطعهم صوت الدكتورة الواقفة امامهم قائلة : لي ماله نية يدرس يطلع برى
التفتت لتين لغادة و لين لتقول : سمعتوا قالتلكم الي ماله نية يدرس يطلع
عقدت الدكتورة يداها قائلة : و انت معاهم حبيبتي
رفعت لتين قائلة : و ليه انا ايش سويت
ردت عليها الاخرى : و الجمعة لي كنتوا مسووينها هنا ايش اسميها يلا يلا قومي
رفعت الاخرى حاجباها لترد : انا ماسويت شيء
وقفت غادة لتهمس لها. : قومي لا تطولينها هاذا و انت الغلطانة
اخذت لتين حقيبتها بعبوس لتخرج قائلة : تنرفز
ضربت لين غادة من كتفها بخفة قائلة : كله منك
تجاهلتها غادة ليذهبوا نحو الخارج
تنهدت لتين لتقول : خلاص ماعندنا شيء يعني نطلع
هزت لين رأسها قائلة : بنات ايش رايكم نروح المول
ابتسمت غادة مأيدة للفكرة
فأخرجت لتين مفاتيح سيارتها قائلة : يلا تعالو بس
توجهوا نحو سيارة لتين لتركب غادة من الامام
ففتحت لين الباب الخلفي و صعدت
اشغلت لتين السيارة
في حين اخذت غادة القارورة قائلة : اوه بيبسي سوري بأشربه و انت بعدين اشتري
ابتسمت لتين لتقول بعد ان وضعت علكة في فمها : حار ترى
فتحته غادة و هي تقول : عادي
فردت عليها لين بتعجب : يع و انت لسى تشربي البيبسي حار مدري كيف تتحملين
بعد ان رشفت غادة انزلت القارورة لترد بشاعرية : انا لما احب الشيء احبه بكل حالاته
ضحكوا صديقاتها
لتشغل غادة اغنية هادئة لم ترضى عليها لين القائلة : ارحمينا من ذوقك انت
التفتت غادة للتين سائلة : عجبتك ؟
هزت لتين رأسها لترد : امم حلوة
فابتسمت غادة من الجواب لتلتفت الى لين التي قالت : مدري ليه ابتليت بصديقات باردين كذا حطولنا شيء حماس ومو ذا يجيب النوم
ردت لتين و عيناها على الطريق : خذي جوالك و حطي سماعات اسمعي شيء حماس
هزت ليت رأسها بالرفض لترد : لا ابغى اسولف معاكم
ابتسموا ليكملوا طريقهم الى ان وصلوا لينزولوا متجولين في المحلات
.
.
.
في دار الرعاية
خارجة تلك الفتاة صاحبة السبعة عشر سنة و في يدها حقيبة متجهة الى سيارة مع متبنييها
رفعت عيناها بهدوء تتأمل تلك المرأة الاربعينية ذات وجه مطمئن و ابتسامة حنونة
و رجل اكبر من المرأة ذو ملامح هادئة تدل الخير
شدت على حامل حقيبتها بتوتر
بعد ان ودعت كل من في داخل رمت بخطواتها نحو السيارة متوجهة الى ذلك البيت المجهول...
.
.
.
و بينما كل أحد يعيش بين اعماله
كانت اليزا في سيارتها تحاول الاتصال بأحدهم
بعد ثلاثة محاولة وضعت هاتفها في حقيبتها بضجر لتقول : اوف منه ذا الثاني ليش مايرد
التفتت للحاسوب الصغير الموضوع امامها موصول بسماعات القت نظرة عليه و إعتلتها ابتسامة
ثم التفت الى الامام واضعة يدها على المقود لتقول : و انت يا لتين فينك ؟
تنهدت لتأخذ هاتفها الذي يرن بإسم أنس
فردت قائلة : هلا صارلي ساعة اتصل عليك
اتاها صوته قائل : ليش متصلة
ابتسمت بتهكم لترد : عشان نطلع نفطر مع بعض بعدين نروح امم فين نروح ؟
رد قائلا بنفس التهكم : نروح نوصلك للمدرسة و اذا رفضتي بقول لأمك تعاقبك
اطلقت اليزا ضحكة صاخبة ثم قالت بين ابتسامتها المزينة باحمر شفاه احمر فاقع : ههههههههههه حلوة بس انا ماعندي مدرسة للأسف اختار مكان ثاني ههه
دخل لغرفته و اغلق الباب ثم اردف : جد دحين ليش متصلة
وضعت سماعة البلوثوت في أذنها المزينة بثلاثة اقراط ثم اكملت و هي تقود سيارتها : اممم كذا بس عشان ماتقول تجي بس وقت المصلحة
ثم اردفت بإبتسامة : اممم فطرت
رفع حاجباه بإستغراب ليرد : لا لسى
توقفت في زحمة السير لتقول بإبتسامة اكبر : طيب دحين امر عليك و ماعندك اي مجال للاعتراض يلا باي
ثم اغلقت الخط لتغير وجهتها
اما هو فوضع الهاتف على سرير الحديدي المتهرء ليقول : من جدها ذي
ثم خرج متوجها الى المطبخ
دخل ليجد حسام قد جهز البيض ووضعه قائلا : يلا تعال
هز انس رأسه بالرفض قائلا : بالعافية
اخذ الاخر قطعة من الخبز ليضع لقمة في فمه
استند انس على الجدار قائلا : عطيني المويا لي جنبك
اخذ حسام قارورة الماء ليرميها نحوه
فإلتقطها ليشرب بهدوء ثم وضعها على الارض
ليردف : اقول مو كأنك ناسي موضوعك مع حيدر
رفع حسام ليقول بعد أن بلع لقمة وهو يشير بالرفض : لا مو ناسيه
ثم أكمل أكله...
لا يدري مايفعله...
يريد ان ينتقم بأوحش الطرق...
يريد ان يجسد حقده في افعال...
أخذا نفسا ليقف و يخرج بعد ان اخذ معطفه...
متجها الى المكان الذي سيبدأ منه...
اما انس فعلا صوته القائل : هيه فين رايح
لكن صوت اغلاق الباب كان جوابه
فتوجه ليغير ملابسه ثم خرج حين رن هاتفه
نزل الدرج بخطوات متسارعة غير آبه بتحطمه....
رأى سيارتها لحمراء ليصعد فيأتيه صوت اليزا القائل : هاي ماتأخرت عليك صح !
زضع حزامه و هو يقول : لا حنى استغربت كيف وصلتي بذي السرعة
ضحكت لتبتعد عن المكان و تدخل الطريق الرئيسي ثم قالت : ههههههههه عندي طيارة خاصة وصلتني انا و سيارتي
إبتسم بهدوء ثم أطلق ضحكت حين سمعها تقول : عارفة انها بايخة بس سلكلي ياخي إضحك
التفتت لها ليرد : ههههههههه طيب و انا ضحكت
هزت رأسها بالرفض ثم قالت : اصلا تدري حصير انا انكت و اضحك ماانتظر من أحد
هز رأسه بالإيجاب ثم لف رأسه نحو النافذة متأملا الشوارع...
مستغربا منها...
فهي اكثر الشخصيات غرابة...
بالامس كانت تلك الشريرة التي تسعى للتجسس...
و الآن يرى إنسانة تصج بالحياة ذات ضحكة صافية و ملامح بريئة...
هل يمكن للإنسان ان يتلاعب بوجوهه لهذا الحد...!؟
استيقظ من أفكاره حين سمعها تقول : انت ليه هادي كذا لا يكون متضايق مني ؟
رد بإنكار قائلا : لا مستغرب كيف البارحة كنتي تطلبي مني اتجسس و اللحين تتصرفي كأنه مافي شيء
عقدت حاجباها : اممم ماحب افتح مواضيع لما ماتكون فوقتها سو افضل اعيش حياتي بروقان و مااعكر مزاجي
توقفت عند الإشارة لتلتفت له و تكمل : يعني مثلا دحين بدل ما اصير مرة جدية و ماتصل فيك الا اذا احتاج شيء نصير اصحاب و منها اتعرف على شخص جديد ،فهمتني
هز رأسه قائلا : لي فهمتوا انك انك تتعرفي على الرايح و الجاي
اشارت بالايجاب
ليكمل : طيب لو كنت انا شخص مو كويس
ظهرت عليها ابتسامة ابرزت وجنتاها الموردتان : محد يقدر يسويلي شيء
اطلق ضحكة متهكمة ورد : ايش الثقة ذي !؟
ركنت سيارتها ثم اردفت بإبتسامة : عشان عارفة نفسي و ايش اقدر اسوي و انا ماطلع من خسرانة
اخذت حقيبتها لتقول : يلا ننزل
تأملها لثواني بملامح متهكمة ثم نزل خلفها متوجهين الى احد الطاولات ثم أختاروا فطورا
و لازالت أحاديث تعارف تدور بينهم
.
.
.
اما في مكان آخر
و بأحد محلات العطور كانت لتين و صديقاتها
ابتعدت عنهم لتسأل عن أسم العطر الذي لازال اسمع محفورا...
ابتسمت حين وجهتها له لتطلب أن تشتريه..
اخذت الكيس و بين كل الروائح التي في المكان لم تصلها الا رائحته...
هل يمكن للرائحة ان تشعرنا بالسعادة...
أن تحتضننا و تطبطب علينا بحنان...
هل لنوتات الروائح مشاعر..
ام انها تحرك الذكريات...
فمنها الموجعة...
و منها الممتعة..
فعي التي تسترجع جوا كنا قد عشناه فتوقظ احاسيسنا...

عقبات الدنياWhere stories live. Discover now