25

44 0 0
                                    

البارت الخامس و عشرين

في مسرح الغابة..
انحنى المقدم بعد ان دعى الممثل للصعود الى الخشبة...
ابتسم الممثل فهو صديق للخشبة الوفيه..
كانت قاعة مسارحه تحتضن الاف الجماهير..
فاحتقار له ان يدعى لقاعة بها بضعة افراد..
صعد للخشبة و فتح الستار..
لم يرى اي ديكور...
لم يستطع التحرك...
لم يستطع النقط..
ما تأثير ديكور المنصة...؟
التأثير بالممثل او بالحاضرين...!؟
مرت دقائق دون حراك..
ممل...
جلس متأملا...
فطال جلوسه...
لمذا باب القاعة مشقوق...
هل جلسته مريحة...
لا يبدو انها مضحكة هههه..
ايضع يده ارضا...؟
آه ظهره مائل قليلا...
هذه العصفورة تحدق بإنزعاج يا لها من متكبرة...
مابها تلك اللؤلؤة شاردة لابد انها تمللت من عرضه ، فلنرا عرضها المبهر..
وقف ثانية ليغلق الستار..
تنفس الصعداء..
و ابتسم لقد ارتاح من تلك اللحظات المملة الفظيعة..
ايمكن لن يكون عرض بلا ديكورات بلا مأثرات...
ايمكن للمرء العيش بلا أحداث..
نفس الشيء..
انفتح الستار ثانية ليجري نحو المخرج
الا ان المقدم هو من ظهر قائلا
" نعتذر عرض اليوم ممل ، نوعدكم المرة القادمة بمن يختلق ديكوراته ممتعة على خشبته ليبهركم.."

.
.
.

بغرفة تميزت بالوانها الحيوية
وقفت امام المرآة و هي تجفف شعرها المبتل..
توقفت لثانية حين إنتبهت لرنة رسالة انستغرام وصلتها..
اخذت هاتفها لتفتح الرسالة فإعتلتها ابتسامة حين قرأت محتواها
_ ممكن نتعرف يا حلوة
ابتسمت لتجلس على سريرها لترد
_ الحلوة مشغولة ماعندها وقت
بعد ثواني اتاها الرد لترفع حاجباها بتعجب من سرعته
_ مااقدر آخذ شوية من وقتك ، اصير جزء من روتينك
ضحكت بهدوء لترد
_ليش ماتصير شيء يكسر روتيني
اتاها رد ليضحك قلبها و دقاته ظهرت في نغمة ضحكها
_مااحب اكسر ، بحليه
اخذت نفسا و كتبت بإبتسامة واسعة رفعت وجنتها المحمرة و ضاقت بعيناها
_الكلام اسهل شيء ، ايش يضمنلي انك بتحليه
عقدت حاجباها حين كتب
_ ولا شيء ، بكذب
بعتت له علامات استفهام ليرد
_ مو محتاجة احد يحليه ، انت بتحلي روتين غيرك
انقطعت انفاسها لثواني و جحظت عيناها ، ايحسب انها لم تعرفه؟
اكاذب هو صادق ؟
هل انتبه لنوبات الشرود التي تصيبها..
هل عرف انه السبب ؟
هزت رأسها لتلف خصلة شعرها بين اصبعها لتكتب
_ايش القوة الخارقة ذي لي استعملها عشان احلي روتين الغير ، خليني اربح حسنات فالناس هههه
وصلها رد جعلها تضحك تلقائيا
الا انها لاول مرة تحس انها مغفلة..
اي هي من تتبعثر بسبب بعض الكلمات..
تنهدت الا ان ابتسامة هادئة لازمتها..
_ تكفي ضحكتك ، نبرتك ، حماسك ، حبك للحياة
حكت رأسها
ثم كتبت
_ انس شكلي رح اصير مكشرة كل يوم نذالة هههههههه
ثم اتصلت و ملامحها لم تتغير
فاتاه الرد بالسرعة قائلا : يعني انت عارفة انه انا و انا عارف انك انتي و انا عارف انك عارفة و انتي عارفة اني عارف و برضو مكملة هههههههه
شاركته الضحكة لتقول بهدوء : طلعت خبير ها
سند الاخر جسده على احدى السيارات قائلا : مو خبير ، بحاول اكسب خبرة فيكي
ابتسمت الاخرى قائلة : مارح تكسب شيء حتى انا ماعندي خبرة يا شاعر
ضحك الاخر قائلا : ههههههه يا بنت مش شعر ، ذي جملة صريحة
رفعت حاحبها لتقول : عارفة ترا مادرست من ورا المدرسة
ثم اطلقت ضحكة قائلا : ههههههه هذا اذا ماكنت حافضو من كثر ما بعتو
ضحك الاخر قائلا : بجرب فيكي
ابتسمت لتغير الموضوع قائلة : الا فينك ؟
ابتسم قائلا : فالشغل
وقفت الاخرى لتضع هاتفها و تفتح مكبر الصوت ثم قالت و هي تمشط شعرها : اما تشتغل !
اتاها صوته قائلا : حاسبتيني فاضي اليوم كله زيك
ضحكت لتقول : مدري ليه الكل شايفني فاضية ، ترى و الله عندي انشغالات
ضحك الاخر قائلا : عارفها انشغالاتك
رفعت حاجبها قائلة :مو لو تروح تحفض شعرك عشان تغازل بيه مرة ثانية احسن
اغلقت مكبر الصوت لنضع الهاتف على اذنها و تفتح نافذة شرفتها لتبتسم حين سمعت صوته الهادئ يقول : قلتلك مش شعر بس ماشي المرة الجاية بكتبه
استندت على شرفتها قائلة بإيتسامة سببتها نسمة مرت عليها : منتظرة ابداعك
خرج من محل تصليح السيارات ليسند نفسه على الجدار قائلا : ماعندك مشكلة نسيان ولا
ضحكت قائلة : ههههههه يعني مش واثق انك رح تبهرني
ابتسم قائلا : اكذب عليك يعني ، ماجربت من قبل
اخفضت نظرها لتقع على نافورة حديقتهم لتقول : رح تبدع لما تحب
رفع عيناه نحو السيارة المتهرئة التي مرت ثم ابتسم بهدوء قائلا : قبل شوي قلتي الحب مش كلام ، متناقضة ولا حافضة الجملة بس ههههه
حكت رقبتها قائلة : مش نفس الشي اللحين اقصد لما تحب مش تطيح الحب
ابتسم و هو يضع يده في جيبه قائلا : يعني عارفة انو الحب استمرار
تنهدت لتتجه لداخل غرفتها قائلة : اكيد ، بس يعني مااقدس الحب للذي الدرجة عندي الصداقة اهم
طرقت امها الباب لتدخل فقالت اليزا بهدوء : يلا باي ماما تبيني
ابتسم هو الاخر ليودعها و اغلق الخط
لم يتحرك من مكانه لدقائق..
مااغربها من دقائق..
و ماأغرب من شاركته الحديث...
اما اليزا فنزلت تلبية لطلب امها كي ترى منسق الحفلات هذا
دخلت لغرفة الضيوف و رفعت عيناها نحوه فجحظت حين عرفته
تقدم الاخر قائلا : اهلين آنسة اليزا انا اسامة منسق الحفلات
انتبهت لنظرة حادة منه
لتبتسم قائلة : أهلين ، رغم انو عندي منسقة حفلات بس برضو رح اشوف شغلك
جلست في اريكة منفردة ليفتح كاتولوج و يريها بعض الحفلات من تنسيقه و الاشياء المستعملة فيها
إبتسمت امها لتبتعد حين اتتها مكالمة
ارتفع حاحب اليزا قائلة : ممكن افهم ايش تسوي هنا
مط الاخر شفته قائلا : يا عليكي ذاكرة
لم تتغير ملامحها حين قالت : مشاء الله ، ممكن تفسير ولا رح اخبر ماما
التفت نحو الباب ليرى جوليا منهمكة في مكالمتها ليقول : لتين فالسجن
جحظت عينا الاخرى لتقول : من متى ، ليه؟
تنهد قائلا : صدمت واحد بالسيارة ، المهم دليل براءتها عند امك و هي قاعدة تبتز ابوي عشان يقدر يثبت براءتها
ابتسمت اليزا بتهكم : آه و انت يا منسق الحفلات ناوي بالخدعة السخيفة ذي تدخل لمكتبها و تاخذه
هز رأسه قائلا : كان لازم القى حل سريع ، الولد مات و مستحيل اهلو يسامحو
تنهدت اليزا قائلة : يعني تقعد على طول
التفت الآخر ليهز راسه بالايجاب و قال بسرعة حين اليزا رأسها بشرود ثم قالت بهمس : رح اساعدك ماله داعي تدخل ، بعد ساعة نتلاقى فكافيه الي فآخر الشارع
ثم بصوت اعلى : شغلك مرة حلو بس سوري يعني انا اتعودت على منسقة حفلاتي حتى انها بدأت بالتجهيزات
رفعت جوليا حاحبها قائلة : طيب ليه قبلتي تقابليه
رفعت اليزا رأسها قائلة : قلت يمكن أغير رأي
ابتسم الآخر ليودعهم و يغادر مع مرافقة جوليا التي عادت بعد ثواني قائلة : اليزا فيه شيء؟
استيقظت الاخرى من شرودها لتهز رأسها بالنفي فشردت مرة ثانية في وجه امها...
لما تفعل هذا...؟
اليسو نفس الشيء اولادها..
لما لم يهمها سجنها..
انتبهت لسؤال امها ثانية لترد : ماما مافيني شيء بجد ، ليه رح اخبي مثلا
تقدمت الاخرى لتحتضنها قائلة : لا تخبي عني ممكن ؟
هزت اليزا رأسها بهدوء رغم ان اجابتها كاذبة...
.
.
.
في محل متواضع يختارونه البسطاء ليرتدوا من سلعته..
كانت هديل تعلق الملابس..
رغم فكرها الشارد..
سلسلة مشاكل ابت ان تنقطع..
اي منديل هذا اللذي سحبته فجر الآخرين معه..
القدر..
يأتي لنا بأشياء لم ننتظرها..
بل يختار اكثر الاوقات اطمئنان..
يعكر صفوها..
يشعرنا بأنها النهاية..
و كم من ساذج صدق..
فاختار طريقة نهايته بيده..
و كم من فطن ادرك الابتلاء..
فتقبله بصبر..
توجهت لاحدى الكراسي لتجلس عليها منتظرة دخول الزبائن..
اخرجت هاتفها لتلقي نظرة و تتصل على حسام
الذي لم يرد رغم الرنتين..
تنهدت بقلق..
ارهقها التفكير..
و اتعبها خوفها على اخوانها..
تمنت لو انها كانت بطيش حسام..
او لامبالاة امل..
شعور يجعل الانسان يضع اسوء الاحتمالات..
يتخبط بين الخوف و القلق..
لا تدري احالتها تحتاج لزيارة طبيب نفسي..
ربما لو ملكت ثمنه لكانت قد زارته..
ليس لانها مريضة..
بل لانها متعبة...
ابتسمت لزميلتها الجديدة التي احضرت لها كوب قهوة فإستلمته بإبتسامة..
تحتاج ان تبحث عن شيء تفكر فيه فلا تجد..
تغمض عيناها فلا تنام..
تأخذ نفسا فلا تتنهد..
تحتاج لمكان فارغ لاتسمع غيه غير صوت تنفسها..
تريد ان تستشعر اشعة الشمس..
فتستمتع بدفئها..
لا تتذمر من حرارتها..
جلست زميلتها اميرة بجانبها قائلة : اسمك هديل صح
ابتسمت الاخرى قائلة : ايوة هديل ، و انت اميرة
هزت الاخرى رأسها قائلة : ذاكرتك طلعت احسن مني ههههه
ابتسمت هديل قائلة : ماعندي صعوبة فحفض الاسماء
ضحكت الاخرى قائلة : يا حظك ، انا مابقى شخص الا و طلعت له اسم من راسي ، عاد انتظري اسماءك الجاية هههههه
شلركتها هديل الضحكة
لتضيف الاخرى و هي تشير للقهوة : شكلك ماحبيتيها
انتبهت هديل لقهوتها قائلة : لا شردت بس
انتبهت الاخرى لوجها المهموم فربتت على كفها قائلة : يمكن مشغول عشان كذا مااتصل عليك لا تتوسوسي
عقدت هديل حاحباها بتعجب ثم ابتسمت بتهكم حين فهمت مقصدها لتضحك قائلة : مشاكل عائلية ههه
ابتسمت الاخرى لتدعي لها بالفرج
الا ان الاثنتين انتبهو للباب الذي فتح و ظهرت امل
وقفت هديل لتتجه اليها قائلة : امل
رفعت الاخرى يدها قائلة : اصبري بفهمك بما انه اليوم اول يوم لك فالشغل ماهان عليا اسيبك لوحدك
عقدت هديل حاجبيها لتقول : شكرا و يعطيكي العافية و كل حاجة ، بس اذا جا صاحب المحل ايش اقولو
ايتسمت امل قائلة : اممم قوليلو اختي مااقدر اسيبها لوحدها بالبيت
ضحكت هديل لتتقدم من الاختها التي ذهبت لتأخذ احد الفساتين قائلة : الله يجنن اقدر اجربو ، عشان اتصور و كذا
جحظت عينا هديل القائلة : امل
مما جعل الاخرى ترده لمكانه قائلة : اوفف خلاص ماحسوي شيء
سحبتها هديل من يدها و هي تقول : مو لو قعدتي تذاكري ابرك
ثم ادخلتها غرفة الاستراحة ليجلسا فقالت امل : طفشت
رفعت هديل حاجبيها لترد : يااه و خلصو الاماكن لي تستمتعي فيهم
ابتسمت امل قائلة : اممم و كمان جاية اقولك شيء
عقدت هديل حاجبيها
لتحتضنها الاخرى قائلة : آسفة لاتزعلي مني
ابتسمت هديل لتمرر يدها على ظهر اختها قائلة : ما زعلت منك
هزت امل رأسها ثائلة و هي تقرص خد اختها : اصلا لو زعلتي مني انا بزعل منك
ضحكت هديل لتقول : يعني الزعل موجود موجود
شاركتها اختها الضحكة قائلة : اوك يعني كذا اقدر اتطمن و اروح البيت
هزت هديل رأسها قائلة : يعني جاية تعتذرين مو عشاني
وقفت امل لتقول بإبتسامة اظهرت صفي اسنانها : و الله عشانك اختي الكبيرة و محترمتك و كذا ماقدر اوصفك بكلمة يقولوها لقليل الذكاء
وقفت هديل هي الاخرى قائلة : غبية !؟
مما جعل اختها ترفع انظارها للسقف ثم قالت : اعوذ بالله بقول قليلة الذكاء بس ، يعني حتى انت مرة تفكرين مو لما بجي اعتذر منك بيكون عشانك مو عشاني
ضحكت هديل قائلة : ههههههههه ماشي بنشوف لما تحتاجي قليلة الذكاء ذي ايش بيصير
ثم اضافت : يلا انا بروح عندي شغل
تبعتها انل قائلة : اسمعي تراني مشهورة فالمدرسة
التفتت لها هديل
لتكمل الةخرى كلامها رافقته بإبتسامة و غمزة : بظبطك و اسوي للمحل اعلانات ، و ببلاش كمان
اكملت هديل مشيها و هي تقول باسمة : يعطيكي العافية
ثم ودعت امل اختها لتتجه للبيت
لم يكن المكان بعدينا فقد استغرق مشيها نص ساعة
لتدخل لحييهم
ابتسمت بمجاملة لاحدى زميلاتها ثم قالت : و ذي لساتها مصممة تطلع نفسها ملاك
تقدمت من باب المنزل لتفتحه و تتوجه نحو هاتف البيت الذي يرن ردت لتسمع صوت الطرف الاخر يقول : هديل
مطت امل شفتها حين عرفت الصوت فقالت : لا مش هديل يلا سلام
قاطعها قائلا : اصبري
ارجعت السماعة لاذنها
ليكمل بصوت متعب : هديل فينها
رفعت امل حاجبها لتقول : بما انو انت ماندري فين ارضك ولازم احد يجيب فلوس راحت تشتغل ايش تسوي دام
قاطعها قائلا : طيب بقولك عنوان سجليه و جيبي معاك
قاطعته بعد ضحكة متهكمة : هههه حلوة ذي ليش مو ححضرتك تجي تاخذ لي تبيه و لا مضيع طريق البيت
اتاها صوته القائل : مااقدر ، اسمعي روحي لتحت سرير هديل تلقي صندوق جيبيه ، و جيبي معاك اي منوم
عقدت امل حاجباها لتقول : اي مصيبة داخل فيها و بتورطني معاك
لم يأتها رد الا بعد ثواني حين قال : بعدين نتكلم، روحي عند العم حسن كلمتو بيوصلك
بدأ الاستغراب يطغى عليها لتقول : هيي صارلك شيء ؟
اتاها صوته الهادئ قائلا : قلت بعدين نتكلم يلا سلام
وضعت السماعة لتتجه نحو سرير هديل لتخرج صندوقا ذو حجم متوسط رغم قلة ارتفاعه ووزنه الا انه مقفل بقفل
اخذته لتأخذ منوما و هي في اعلى قمم تعجبها
ما اللذي فعله ايضا؟
ايكون سبب مزاج هديل الغريب..
خرجت من المنزل لتغلق الباب بعد ان تركت ورقة كتبت فيها انها عند حسام..
القت نظرة يمنتا و يسرى
لتتجه نحو العم الذي كان ينتظرها..
ركبت من الخلف...
ولا زالت تضع احتمالات عدة..
لاطالما كان غامضا...
ربما شارك هديل في هذه الصفة..
الا انه ناقضها في اهتمامها..
كانت تره دائما كطفلها المدلل..
كانت اقرب له..
تعلقت به..
بيننا هي تعلقت بهديل...
و كانت اقرب لحسام..
الا انه كان دائما بعيدا عنهما الاثنين..
يسمع لهما...
يشاركنه مشاكلهم..
اخبارهم..
حكاياتهم..
الا انه لم يشاركهم يوما بما يخصه...
ثم ابتعد..
لم تهتم هي عكس اختها...
التي فضلت ان تبقى كما هي رغم زحفه للبعيد اكثر..
و التي يحزنها كونهاكانت تهتم دائما و لا تلقى من يهتم..
ربما لا تعلم ان خوفها من ان يصيبها شيء قد جعلها تستيقظ ليلا تتأكد من انها تتنفس..
لم تبح بهذا لاحد الا انها تخاف الوحدة..
ولا تجيد التعبير..
انتبهت للسيارة التي توقفت في مكان مهجور نوعا ما لتقول : هنا!؟
هز الآخر رأسه قائلا : و الله يابنتي حتى انا مادري ايش جابو لذا المكان ، الله يهديه بس
ابسم قائلة : آمين
نزلت لتتجه للعمارة التي خبرها عنها..
و علامات الانزعاج ظاهرة عليها..
لما يحضرها لهذا المكان بدلا من اي يأتي هو ليأخذ صندوقه العجيب...
طرقت الباب التي اخبرها عنها العم..
الا انها وجدتها مفتوحة فدخلت قائلة : و الباب مفتوح كمان ، كسل اكثر من كده مفيش
القت نظرة لتره مستلقي على فراش بالارض فقالت بدهشة : ايش صار !
حاول رفع نفسه لتتقدم و تضع وسادة خلفه قائلة و قد ارتجفت اطرافها : كيف ؟ ايش سويت كمان
قال بعد ثواني : و عليكم السلام
ثم اضاف : صار مشكل بسيط و دخلتلي رصاصة
جلست بجانبه لتقول : بسيط !
صم اضافت بتذمر : ايش بيصير ، انت هناو الرصاص يتطاير و هديل مدري صاير مودها غريب و فيه صندوق عجيب فالبيت
رفعت حاجباها لتقول : متأكدين اني مو بنت الجيران
ابتسم ليقول : لا لو كنتي بنتهم ماكان قلتلك تجيبي ذا الصندوق
اعتدلت في جلستها لتقول : خلي موضوع الصندوق على جنب نتكلم عنه بعدين ، قولي ايش ذي الرصاصة و من وين جات و ليش و انت كيفك
ضحك بهدوء قائلا : بشويش اي سؤال ارد عليه
رفعت حاجبها : كلهم لو سمحت
شتت نظره ليقول: من وين جات قلتلك عندي مشكلة مع واحد بس هو الله يهديه تحمس ، و اذا عن نفسي فخلاص دام جا دكتور و شالها الحمد الله ، رح اعرج بس كم يوم او شهر مدري
عقدت حاجبها لتقول : ليه مارحت المستشفى
ايتسم قائلا: تحقيق هو
وقفت قائلة : تراك مسخن على فكرة
هز رأسه قائلا : عارف بدأت تخف اصلا
رفعت حاجبها قائلة : يعني ساسييها تخف كذا من دون اي شيء
رفع حاحبه قائلا : مدري اذا قبل مايروح الدكتور عطاني دوا
قاطعته قائلة : اها شكلك تبي تنتحر بس موعارف كيف
لم يرد عليها لتتجه نحو المطبخ فتحت الثلاجة لترى مافيها من اكل
اغلقت بإطمئنان حين وجدت مايكفي ثم عادت نحوه قائلة : مو ناوي ترجع البيت
عقد حاجباها ليجلس قائلا : برجع بس مو اللحين
شتت نظرها لتقول و هي تشد على اصابعها : شوف يمكن اول مرة اقولهالك ، ارجع جد لا احنا مرتاحين انك بعيد كذا و لا انت رح تكون مرتاح لوحدك
يعني اوك تجاهلت الموضوع لما كانت ماما حية بس
سكتت لثواني لتقول بعد ان تراجعت عن فكرتها فقالت : صار البيت مرة الهادي و ممل
شتت نظره هو الآخر فهم انها ستعترف...
و تتكلم عن نفسها..
تراجعها دليلا على خوفها مما ستقوله...
تنهد قائلا : لازم اكون بعيد لحتى اكمل لي اسويه
تأملته لثواني صم وقفت قائلة بغضب : عشانك اكيد ، ليه هو في احد تشوفو غير نفسك ، ما فيه احد تفكر فيه غير نفسك، ماتستاهل الواحد يقلق عليك و لا يخاف يصيرلك شيء ليه ايش همك انت مهو مافي غيرك فالدنيا ، اناني
عضت على شفتها لتمتلأ عيونها دموعا ثم قالت : استحقر نفسي عشاني قلقت عليك
انتظرت منه جوابا فلم تجد الا الصمت لتعود الى سيارة العم بعد ان ضربت الباب بقوة..
لم تكن تريد اعترافها..
تدري انه لايهمه..
اما هو فمرر يده على وجهه بحيرة...
.بدل الواحدة صارو اثنتان..
اخذ الصندوق ليفتحه برقم سريي..
فابتسم حين تطمأن على محتواه..
ثم اخرج هاتفه ليبعث رسالة لأحدهم
" كل شيء عندي ، رح احاول ابعتلك نسخة، تلقاها عند البقال لي فالحي "
ثم اخذ الصندوق ليضعه تحت الاثاث الذي وراءه
.
.
.
في مطبخها..
بين رائحة الشاي في بداية غليانه..
و عطر الكعك الذي تسلل من الفرن..
و صوت قناة مذياع لاتعرفها..
كانت تغير ماء المزهرية التي تحمل اربعة اقحوانات صفراء...
فجأة غاصت في ذاكرتها..
او بالاصح اغرقها صوت خوليا اغليسياس و هو يغني
"Un jour tu ris , un jour tu pleurs"
لاطلما كانت الاغاني و العطور آلات زمن
فعادت في دوامة زمنية لايام عيدها السادس عشر..
او بداية لقائهم...
لم تكن تهتم له كثيرا..
فاطول حديث لهم كان سؤال احدهم عن الساعة...
و اكبر معلومة تعرفها عنه هي اسمه..
و صوته..
كان كثير التعليق..
ربما كرهته المدربة وقتها من كثرة تعليقاته..
اجتماعي كان..
فلتلقي بكلمة فورا تجد نفسك مستمعا بحديث معه..
مليئا بالحياة...
فقد احتضن سمعها بضحكاته كثيرا..
فكانت دهشة لها حين اكتشفت انه يستمع لهذه الاغنية
كان بجانبها و الصوت عاليا لدرجة انه تسلل من السماعة و اسمع ثلاثة بجانبه
ابتسمت يومها لتطلب منه ان يخفض الصوت قليلا
لم يخفضه..
قال "اهناك من ينزعج من صوت خوليو "
قالت "احببت اغانية الاسبانية اكثر"
رفع لها احدى سماعاته قائلا "لعلك تغيرين رأيك"
و كان اول من يجمعهم هو خوليو
و اغنية " ستضحك يوما ، و تبكي يوما"
و كانها وصفت مستقبلهم..
فكم من اغنية نسمعها يوما منبهرين بكلماتها و هي الا حكاية مستقبلية...
استيقظت من ذاكرتها حين رن المنبه لتخرج الكعك من الفرن و و تأخذ ابريق الشاي نحو الصينية..
سكبت كأسا لها و و راحت تزين الكعك...
تذكرت لتين
لتهمس : مدري ايش صار عليها، اشتقت ازعجها..
انتبهت لرسالة او الصورة التي وصلتها على الواتساب من رقم غريب
كبرتها بإصبعيها لترى محتواها
حاجباها فسرا موقفها
بإنعقادهم ثم ارتفاعهم
قرأت مرة ثانية
و هي ترى مراسلة فارس و حسام حين تلقي الاخير خبرا يكشف عن هوية قاتل والده
ارتجفت اطرافها حين انار نفس الرقم شاشتها
ردت بعصبية : تحسبني غبية مثلا ، متخلفة شايفني مااعرف كيف تفبرك محادثة
اتاها صوت الآخر : و عليكم السلام اولا ، ثانيا اذا تبي تتأكدي من لي اقول انزلي قدام باب العمارة فيه شخص بيوريك و اتأكدي
تنهدت لتقول بحدة : قوله ينتظرني قدام باب العمارة ، و ماله داعي يبدا يستهبل عشان فيه كميرات
ضحك الاخر بهدوء رغم صوته المتعب قائلا : ايش الثقة المنعدمة ذي ، محد بياكلك
دخلت لغرفتها و تلبس عباءتها قائلة : اكيد ماعندي ذرة ثقة فقاتل و اصحابو
ثم اغلقت الخط لتنتبه لأثير الغارقة في لعبتها فقالت : شوية وراجعة
هزت الاخرى رأسها كأنها سمعتها
و ضربت الباب اعلنت خروجها بخطوات سريعة غير آبهة بنداء سهام
وقفت امام باب العمارة لتنتبه للشخص الذي عينه سامي فتقدمت منه كحماية لها بعد ان اخبرته ماجرى
التفتت يمنتا يسرى تبحث في وجوه الناس عن شخص لابد ان ملامح قاتل قد ميزته
انتبهت لاحد يتقدم منها الا ان ملامحه لم تقربه من دائرة شكها الا ان قال : شذى ؟
عقدت حواجبها لتهز رأسها قائلة : صاحب الزفت صح؟
ابتسم قائلا : اسمي عثمان على فكرة
رمقته بتقزز لتقول بخدة : عارف مرة يهمني ايش اسمك ، بالله كم عمرك كمان !
ابتسم واضعا يده في جيبه قائلا : اريعة عشرين
بعد شهرين بادخل الخمسة و عشرين
جحظت عيناها لتقول : وريني ايش عندك و انقلع
رفع حاجبه قائلا بحدة : قاعدة تستفزيني على فكرة ، و عصبيتي مارح تعجبك ابدا
التفت له الشاب امامها قائلا بحدة : وريها ، قبل ما نتفاهم طريقة ثانية
ارتفع طرف شفت الاخر قائلا : بوريها ، بس بعدين بعطيك عنواني تعال نتفاهم
مطت شذى شفتها بتقزز لتهمس : يمشي و يوزع معلومات عنو ذا
ثم رفعت رأسها حين مد لها بهاتف مفتوح على المحادثة التي وصلتها صورتها
عقدت حاجباها
و بدأت دقات قلبها تعلو...
لعلها تحاول التغطية من الحقيقة التي تراها..
بحركة مفاجئة خطفت الهاتف لتتصل على الرقم ووضعته على اذنها
ثانيتان تضاعفتا في كل ثانية..
ايمكن للوقت ان يحسب دقات القلب مع ثواني فيحس بثقله...
سمعت صوتا يقول الو...
لم يكن صوته..
امتلأت عيناها دموعا و هي تردد الجملة في رأسها...
محاولة للانكار...
الا ان الانكار هو طريقة من طرق الاثبات..
فاسهل طريقة يثبت السكران بها سكره هي انكاره...
اغلقت الخط لتبعد الهاتف و صدمتها بادية من ملامحها قبل رجفتها
اتاها صوت الاخر قائلا : شفتي اتهمتي المسكين بالكذب ب
لم تسمع بقية كلامه حين ابتعدت لتصعد درجتان ثم تنزل متقدمة نحو المصعد
اغلقت الباب ناسية ان تختار اي طابق يأخذ بها..
نزلت دموعها لتتليها شهقاتها...
حاولت ان تأخذ نفسا فإختنقت من المصعد و شهقاتها..
مدت يدها نحو الجدار تثبت نفسها بها حين احست باختلال توازنها و اكملت سلسلة شهقاتها..
خيبة امل...
نوع من انواع الكسر المتعمد...
و نوع آخر من الطعنات ليست مثل التي اصابت اباها ...
ضغطت على طابق سكنها...
ليصعد بها المصعد..
ايا ليتها استطاعت تجاوز مع تمر به من دقائق كاجتيازها لهته الطوابق...
فتحت الباب..
و قد عرقلت عملية تنفسها السريع شهقاتها..
و لم تؤرخ احاسيسها الا دموعها المصدومة...
طرقت الباب لتفتح لها اثير المندهشة..
تجاوزتها متجاهلة اسئلتها لتغلق الباب وراءها..
ادارت المفتاح مرتان..
ثم انزلقت ارضا...
ثبتت نظراتها نحو جهة مجهولة...
كيف...؟
لمذا...؟
ملايين الاسئلة تمر في عقلها...
تطرحها نحو تلك الجهة المجهولة...
فترد دموعها علبها...
وقفت لتمشط الغرفة ذهابا و ايابا....
هل من مبرر..
هل من مبررر..
جملة تعاد في رأسها..
تضع ملايين الاحتمالات و لا احد منهم مقنع...
بسببه كان بإمكان ابيها ان يقتل..
عظت على شفتها من هول الفكرة...
لتأخذ اول ماجاءت عيناها عليه من كتب...
و تضربها نحو الجدار..
لم يتغير شيئا من شعورها..
لتأخد كرسي المكتب الذي كانت تستصعب رفعه في كل مرة فترميه ارضا مما جعل طرق اثير يزداد على الباب...
لم يحدث له شيئا كما لم يحدث شيئا لغضبها...
ستضطر لكبحه كالعادة..
اطلقت صرخت خارت قواها اثرها...
و انطلقت دموعها مرة اخرى...
الا انها استوعبت هذه المرة ان اخاها سبب اصابة ابيها...
فما اصعب الخيارين...
.
.
.

Você leu todos os capítulos publicados.

⏰ Última atualização: Aug 24, 2021 ⏰

Adicione esta história à sua Biblioteca e seja notificado quando novos capítulos chegarem!

عقبات الدنياOnde histórias criam vida. Descubra agora