16

19 1 0
                                    

|§ البـارت الـخـامـس عـشـر §|

اليوم مميز فتلك اللؤلؤة قد أخرجت من القوقعة في أعماق البحار...
وضعت بين أحضان محل المجوهرات...
عرضت أمام أعين الناس..
فأطلقوا شهقات مندهشة من بياضها الناصع..
الذي يعكس صفاء الذهن و براءه التفكير...
مرت خمسة عشر سنه...
لتفقد قوقعتها...
أمها...
لذا زاد تشبثها بغطاء القوقعة...
أبيها...
وفي ليلة هادئة ، هاجت حين نثر عليها سم...
يسمى بسم الصدمة...
إتهام القتل الذي علق على أبيها...
بهت لونها ليميل الى الرمادي...
أكملت حياتها بشك...
و بيوم آخر مال لونها للوردي...
و فاحت منها رائحة ورد و ياسمين...
قال صاحب المحل العجوز الحكيم...
أنها أعراض الحب..
عاشت أيام جعلت منها تلك الرقيقة الوردية المتعطرة بالحب...
لكن سرعان مانفذت قارورة العطر و سلب لونها الوردي...
ليزيد ميله للرمادي الغامق...
بل الأسود..
فقد نثر عليها سم الكاذب الذي زار المحل في ذلك الصباح...
زاد مفعوله حين أضاف جرعة أخرى من التجريحات ..
فأكملت قبوعها بين تلك المجوهرات المعروضة في واجهة أشهر المحلات...
صورها الصحفيون...
و إنبهر بها المصممون...
نشرت أخبار في مجلات الموضة تحت شعار
" اللؤلؤة الأعجوبة "
" لؤلؤة سوداء تصدم العالم "
حملت في أحد الليالي و إستلمت العنوان ..
لتذهب باحثة عن الراحة
فتصدم بصندوق المجوهرات الذي ألقي عليها و أخرجت لؤلؤة كتب فيها [ مرحبا بك في غابة الاحزان و الخوف و الحقد ]
كانت هذه اللؤلؤة هي تلك الحزينة التي تخفي مابداخلها...
لكن تطلقه كعصبية...
نزلت من السيارة مع أختها لتقول : شوفي يا أثير لاعاد تتأخرين كذا و الله حسحب عليك
هزت أثير رأسها بمجارات لتقول : طيب طيب
هزت رأسها لتقول : أنت متى توقفي شغل التسليك ذا
تجاهلتها أثير لتدخل الى العمارة في حين عادت شذى الى السيارة لتناول محفظتها
و بسرعة لا تدري كيف لبشري أن يمتلكها خطفت منها محفظتها لتصرخ بجزع : هــيـه شنطتي
جحظت عيناها بغضب لتركض خلف ذلك السارق غير آبهة بنظرات المتعجبة التي تلقى عليها ...
لمحت رجل لتقول بعجلة : أأ سرق سرق شنطتي
ناظرها الرجل بتعجب للحظات ثم لحق بها..
أما هي فأكملت جريها دون أن تنتظره هامسة : من قرادة حظي طحت فواحد فاغر ساعة عشان إستوعب
اوقفها صوته الذي يقول : يا بنت وقفي شوي
توقفت و عيناها تتابعا ذلك السارق لتقول : أقولك هذاك سرقني و أنت تقول وقفي
هز الرجل رأسه ليقول : طيب كيف شكله عشان نبلغ عنه
جحظت عيناها بصدمة من هذا البارد : أقولك واحد خطف شنطتي و راح جري كيف يعني حأقعد أتأمل وجهه
زفرة بضجر لتكمل جريها صارخة : يا الزفت وقف و الله حأمسكك
تعب سكنها حين بدأت لهثاتها بالوضوح...
و ذلك السارق قد إختفى...
فزادت صدمتها حين رأت المكان الذي هي فيه...
مكان مجهول..
سؤال غريب طرحته بهمس خائف : ضعت ؟
إمتزج خوفها بتعبها و نظرات حائرة راحت تتفحص الشارع الذي يضج بالمارة..
يجب أن تتصل بأحد...
لكن من..؟
ليس لها إلا أبيها...
إبتسمت حين لمحت مجموعة بنات لتوقفهم بعجلة : سوري ممكن موبايل عشان أتصل ببابا ضعت و شنطتي نسرقت
نظرنها البنات للحظات ليعتذرنا بنفاد رصيدهن...
تابعتهن بنظراتها لتهمس : أبيخ عذر قال ماعندي رصيد قال
إلتفتت لتوقف إمراة مع أولادها لتقول محاولة إلتقاط أنفاسها : خالتي ممكن موبايل أتصل بالبيت ضعت و جوالي قصدي شنطتي إنسرقت
إعتذرت المرأة لتذهب..
فتنعقد حاجبا شذى بتعب...
للتأمل مركز الشرطة الذي أمامها...
لو بلغت عن سرقة محفظتها هل سيساعدونها بالعثور على السارق...
رفعت رأسها فجأة لتقول : يالله إيش نوع الغباء لي فيني
بالتأكيد سيساعدونها بالإتصال و الوصول إلى البيت...
إبتسمت لتتوجه إلى المركز و تروي ماجرى لها ليتصل بأبيها الذي جاء لإصطحابها إلى البيت
.
.
.
هدوء...
هو الشيء الوحيد الذي يطغى على المكان..
و تشاركه أنفاس تلك المصدومة لتقول وعيناها قد حقنت بالدموع : مافهمت !؟ كيف أنت من جدك!؟
شتت نظره ليقول : قد شفت أمي تحط فيها و صرت دايما أحاول أراقبها عشان أعرف من وين تجي حتى عرفت و هي حكتني كل شيء
وففت وهي تهز رأسها بالرفض القاطع لتقول بصوت مرتجف و قطرات الدمح قد شقت طريقا على وجنتيها : لا لا حسام شكلك خرفت ، مستحيل دا يصير
خرجت من الغرفة متجهة إلى المطبخ فلمحت أختها تحاول إخراجها لتصرخ بنهر : لا تلمسيها
إلتفتت لها أمل بدهشة لتقول : اوه فجعتيني ، ليش إنشاء الله مانلمسها
توجهت لها لتمسك بمعصمها و تدفعها خارج المطبخ و تقول بنفس الحدة : و الله و الله يا أمل لو لمستيها و لا طلعتي فلس واحد بحرقها بيها بلي فيها
ضحكت أختها بصدمة لتقول : هديل أنجنيتي

عقبات الدنياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن