15

23 2 0
                                    

|§ الـبـارت الـخـامـس عـشـر §|

رفع الستار الاحمر...
و علا تصفيق الجمهور مرحبا بذلك الذي يتوسط المنصة المقسومة للون الابيض من اليمين و الاسود من اليسار ...
راح يقفز من اليمين الى اليسار...
يسكن باللون الابيض لكن عيناه يراقبا الجهة السوداء بشوق..
صرخ بجنون ليرمي بنفسه للسواد فيراقب الجهة البيضاء بشوق...
راح يركض بهستيريا يغير ملابسه من الاسود للأبيض...
يبتسم لتلك الواقفة بحنين و هو يلكمها بكره..
يلتفت للجهة الاخرى فيصرخ بقسوة على تلك الجالسة و هو يغرقها بنظرات حب...
جن جنونه...!
حين راح يحضن صاحبة العيون الخضراء فإنكسرت أضلعه من قساوة الحجر...
فقد عقله...!
و هو يشير لصورة الشارع الذي إحتضن شظايا قلبه المكسورة و شرب من دموعه الممزوجة بإبتسامته الذابلة...
صرخ بهيستيريا...!
حين رأى صاحبة النظرات المزيفة تمد له يدها بلطف خبيث يتسلل للذاكرة فيقلب أرضها الموجوعة..
إنهار أرضا...!
و هو يراها تفتح له حضنها و تدعوه لإستنشاق رائحتها السامة التي تقضي على عقله...
لكن وقف ثانية و هو يأخذ خنجرا يرسم به إبتسامته التي تنزف بالاوجاع...
فتاة شرسة غاضبة وجهت مغناطيسها نحو قلبه ليقفز لها...
ظهرت الفتاة و هي تأخذ ببسلم و تدهن قلبه و تضمد جروحه بنظرات حب تأسره...
بادلها النظرات بنفس الإبتسامة و بنى حصونا حولها لتحميها...
تقدما الحبيبان ليرقصا على أنغام الحب...
لكن سقطوا أرضا..
الاغنية تنتهي فيتوقف الرقص...
و أستبدلت بسيمفونية صراخ و تجريح...
هدمت الحصون ، و إنتهت صلاحية البلسم فتعفنت الجروح وزادت...
تمسك بالجدار كي لا ينهار ثانية...
مرتجيا منه السند
ظهرت فتاة رأى فيها عينا تلك القاسية لكن نسخة مظلومة..
جلسا مع بعض فوق موقد الظلم و الحزن...
حرارة عالية بدأت بالانخفاض حين تشابك كفيهما و نظرات أخوة أمطرت على المكان...
إبتعد حين ظهر شبح الباردة يلاحقه...
راح يتعارك معه بجنون فيفلت بكل مرة بين يديه
صرخ و تخبط أرضا بألم و أمطرت علقما و مرارة ألم على روحه...
أغلق الستار...
ليندهش الجمهور الهاتف " مسرحية موجعة لكن رائعة "
" ممثل مبدع"
دلف المقدم ليعلن " نتمنى أن تكون مسرحية التناقض قد نالت إعجابكم "
خرج الجميع مستمتعين بالعرض الذي قدم من الممثل الرائع
فوقف أمام البطل المتناقض رجل غامض يراقبه وهو يحاول أن يحافض على وقوفه و توازنه ليعطيه العنوان و يختفي ، ركض الممثل نحو الموقع فقد كان يضنه مكان ليرفه عن نفسه او يلتقي بالام التي يفتقدها التي إختفت قبل سنين..
لكن دهش من الغابة المدمرة و إلتقط كتاب المسرحية الذي ألقي عليه فتح أول صفحة كتب فيها
[ مرحبا بك في غابة الاحزان و الخوف و الحقد و الالم , تجاوز العقبات لتصل الى السعادة ]
قلب الصفحة فلفتته الملاحظة المكتوبة [ إختر الرمادي فهو الحل للتناقض بين الابيض و الأسود ]

كان بطلنا الذي يؤدي دوره على مسرح الحياة بإتقان
يجلس في أحد المطاعم مع صديقه الذي يحكي له بحماس عن مافوته سامي من مباراة ليرد بإنزعاج : طيب ليش تحمسني و فالاخير خسروا
وضع طارق قطعة اللحم في فمه ليقول : مو مشكلتي أنت قلت إيش سوو فيها و أنا ماأحب إختصر
مر وجه تلك الثرثارة التي لا تعرف للإختصار طريق

عقبات الدنياWhere stories live. Discover now