11

29 1 0
                                    

{ البارت الحادي عشر }

مرت ربع ساعة و هي الى الآن تتبعه ...
اما بداخل السيارة فلاحظها ليقول بهمس منزعج : ايش تبغى ذي مو كافي امها تجيني هي لا يكون  باعتتها كمان!
توقف على جنب بعصبية ليخرج ومتجها لها ..
و قامت هي الاخرى بنفس الفعل لتنزل تنتظره...
رفعت رأسها حين التقطت همسه الذي ميزت فيه العصبية : ليش جاية تلاحقيني !!؟
ابتسمت بخفة لتقول : ليش كنت عند ماما؟
احمر وجهه ليمرر يده على شعره بمحاولة لتهدئة اعصابه فيقول : لقااافة !! مالك شغل !! و اللحين جاوبي بلا اسألة فاضية!!
تنهدت هي الاخرى لتقول بهدوء : طيب هدي لاني ما رح اقدر اتكلم معك و انت كذا !! خلنا نركب
اطلق تنهيدة عميقة و توجه ليركب من الجهة الاخرى
فتقول بهدوء : اولا عندي سؤال ابغى اعرف جوابه
ايش صار قبل ما تخليك ماما !!؟
عُقدت حاجباه بضيقة ليزيح بوجهه للشباك...
مذا يقول... ؟؟!
[تخليك]...
كم هي بسيطة هذه الكلمة...
مجرد خمسة حروف...
يمكن ان تصاغ في جمل عديدة...
بسيطة ...
نستعملها يوميا..
لكن ما اقساها في قاموسه...
يشك انها حروف...
بل سيوف تمزق قلبه...
التفت لها يقول بهدوء ليكسر الصمت الذي بينهم رغم ضجيج الافكار : ماأظن انه بيفيدك بشيء
لمعة عيناها بخبث لتقول : ويش يدريك يمكن فيه موضوع ابغى افتحه من ذا السؤال
ظهرت ابتسامة خفيفة ليقول : ذكية بس ترى ذكاءك مارح يمشي على كل الناس
ارتفع حاجبها لتقول بإستغباء : ترى ما جبت شي جديد ادري اني ذكية بس الجزء الثاني ما فهمته ؟؟
زادت ابتسامته ليقول : المفروض اللحين اصدقك بس بقولك مو مشكلة قلتي ذي الجملة عشان ارد عليك و اقولك ويش هو الموضوع و انتي تقولين جاوب اول و كذا رح تسحبين مني الكلام
ظهر الانزعاج على ملامحها لتقول : طيب دامك عرفت ممكن تجاوب ؟؟
هز رأسه بالرفض لينزل...
تنهدت بانزعاج...
لترفع رأسها متفاجأة لذلك الذي يكلمها من نافذتها المفتوحة : مو كل شي اذ عرفناه بنرتاح يعني لا تبحثين فموضوع راح
هزت رأسها بالايجاب كنوع من التجاهل للنصيحة
فوصلها صوت ضحكته الخفيفة ليقول : ايه سلكي سلكي
اغلقت النافذة بعصبية لتشغل السيارة و تذهب الى البيت...
قبل ان يذهب لكي يحرس انها لن تتبعه...
.
.
.
واقفة في الصالة و هي تناظر لأبيها الذي يكاد ان يفجر المكان عليها لينهي كلامه بقوله : طيب يا لتين انت تستغفليني و كأن كلامي ماله معنى عندك
سكت للحظة..
تشعر ان كل خلاياها ترتجف..
خوف...
تشعر انها اول مرة تخاف...
بلعت ريقها...
و هي تغمض عيناها بمحاولة تحكم في دموعها...
حين سمعته يقول : جيبي الكريديت كارد و اطلعي
سقطت محفظتها التي تحملها...
لتصدر صوت يعلن سقوط دموعها...
اي جريمة ارتكبتها....
كي تعاقب بهذا الشكل...
لم تسمع ان بحثها عن امها....
جريمة...
و ككل مرة هي الضحية...
لما يشعرها انها الجانية....
رغم انها ليست الا وقيعة في هذه الحرب المجهولة...
رفعت رأسها لتقول بصوت مرتجف رغم محاولتها لتقويته: لييش ؟؟ ايش سويت انا !!؟. ايش ذنبي !!؟ متى بترد علي ليييش!؟. تعبت من ذا السؤال !! متأكدين اني بنتكم. !!؟ اشــــك و الله!! ايش القلب لي تحملوه !!؟ تطردني !!؟
سكتت للحظة لتكمل بهدوء ضعيف يظهر لأول مرة : تدري مدري ليش مستغربة من ذا الشيء من زمان و انا مطرودة عمري ما حسيت اني بنتك طيب بغير السؤال ايش الفرق بيني و بين شخص ثاني !!؟
مسحت دموعها بهدوء لتردف بتهكم : ولا بغير السؤال مرة ثالثة ايش الفرق بيني و بين واحد يتيم !!؟ ماله داعي تجهد نفسك و تجاوب ادري ان الفرق امي و ابوي عايشين بس عمري ماحسيت فيهم غريبة صح !!؟ و الحين لقيت الفرصة لي تتخلص من ذا العبء
رفعت عيناها التي تبعث كره لم يظهر ابدا وتنظر لتلك الملامح الجامدة امامها : اكرهك يبه
اخرجت البطاقة ووضعتها امامه..
لتلتفت كي تخرج فتصدم بالواقفتان بذعر و دموعهما تنهمر لترمي نفسها في حضن لتلك التي رأتها كأم طول حياتها رغم انها بخلت عليها بهذه الكلمة كانت تظن ان لا احد يستحقها غير التي حملتها لكن ياللاحباط مااقساها تلك الانسانة...
سمعت همسها الذي يقول : حبيبتي ايش فيه ماني فاهمة ؟؟
هزت رأسها برفض لتتوجه لتلك الشقية التي يبدوا انها السبب في انطاء ابتسامتها و سقوط هذه الدموع الغالية توجهت لها لتجدها مرتمية بين احضانها و صوت بكائها قد علو لتقول بهمس بين شهقاتها : خبلة و خبلة و خبلة لييش رحتي تدرين كنت رح اكرهك بس ما قدرت !؟؟
شعرت ان دموعها حقا قد تجف..
فزادت في شدت احتضانها...
ليقطع عليهم ذلك الصوت الذي جاء من الاعلى : قلت اطلعي
ابتعدت عن اختها لتلتقط محفظتها و تخرج....
و اي الم تشعر به ..
ناظرت البيت الذي عاشت فيه..
احلى اللحظات و مرها...
شريط ذكرياتها يمر عليها...
تبا لهذه الذكريات..
التي لا تمحا..
و آه من هذا العقل الذي يبدو انه...
لا يـعـرف طريـق للنسـيان...
ركبت سيارتها لتذهب الى المجهول...
.
.
.
ابتسم بسخرية لتلك التي تجلس امام التلفاز تشاهد فلم كعادتها ليقول : مهزلة من جدك دحين مسوية فيها متأثرة ترى كله تمثيل
التفتت له بحماس لتقول : لا جد ترى الموقف مررة يحزن شوف هذا قتلو ابوه و هو كان لسى صغير بعدين تحمل مسؤلية كل اخوانه حتى امه ماتت بعد ابوه بكم شهر و هو اصلا كان شاك ان متت امه مو طبيعية كمان
ظهرت نظرة غريبة في عينيه...
التقطتها أخته فتقول : ايش بك متنح كذا ؟؟
التقط هاتفه ليفتح رسالة تجاهلها منذ مدة
ليصدم بالمكتوب..
" هههه حالتك صعبة بصراحة لذي الدرجة مو مصدق خلاص بكرة نلتقي و نشوف وجهك كيف يصير لما تسمع نصف الحقيقة "
تصاعدت انفاسه بحنق...
مذا يفكر به ذلك الغبي...
رغم كرهه الشديد له...
لكنه سيتحمل من اجل هذا الشيء....
الذي يجب ان يعرفه...
حتى لو كان من الد الاعداء...
التفت لتلك التي قالت هامسة بتهكم : ايش مسوي كمان شوف ترى محنا بناقصينك يا يوووه عاد مدري ايش اوصفك بصراحة اممم السارق ولا اممم اوووه صح نسيت اقولك ترى اعرف لي تعرفه هديل يا اخي
الكبير المحترم
و هل كان ينقصه غضب...
ام ان الجميع اليوم اتفقوا على اتلاف اعصابه...
لكن مادراها تلك الطفلة...
مهما كان لا يريدها ان تعرف...
فقد وعد نفسه ان يتوقف...
لم يعي بنفسه الى و هو يوقفها و يضغط على معصمها بقوة ليقول : شكله جد لسانك يبغاله قص
ظهرت نظرة خوف في عيناها التي امتلأة بدموع لتقول بصوت هامس خفيف : وجعتني يا
لم تنتهي من كلامها حتى قاطعهم صوت حاد : حسام !!
التفتوا لتلك الواقفة بغضب لتردف : خيير وين احنا تمد ايدك على اختك !!؟
ترك امل ليقول : ماحد له دخل فلي اسويه
جلست لتقول بنفس الصوت الحاد : احترمني على الاقل
اطلق زفرة غضب ليقول : شوفيها تمسك لسانها اول
ثم تجاوزها

عقبات الدنياWhere stories live. Discover now