13

33 1 0
                                    

{الــبارت الــثـالـث عــشـر. }

زهرة نشأت في بيت صغير واسع

واسع بضحكاتها الطفولية تقبل وجنة ابيها تارة
و تحضن امها تارة ..
وتعود للغرفة البسيطة فتزيد ابتسامتها فور بدئها بملاعبة ذلك الصغير الذي لازال في شهوره الاولى
بيت بسيط... عائلة سعيدة....!
مرت سنين لتصدم بزيارة ذلك الشبح المسمى بالموت
فيعانق الصدر الذي لاطالما كان درعا لها و كان العكاز الذي تستند عليه فاختفى به للعالم الاخر
قيل انه انتشل من بين اصحابه فصدقت...
ذبلت هذه الزهرة لكن لم يطل  فتلك الحنونة  كانت  تسقيها حتى تفتحت ثانية..
اختفى ذلك الشبح الذي ينتقي رفاقه بدقة ليعود ثانية ليسلب منها ساقيتها و الحضن الذي لاطالما سكبت عليه دموعها الحارة فتبتسم فور تلقيها لهمسات تحثها على ان تسند نفسها حتى لو كانت مترنحة فلن يفيدها ابدا الانهيار و اليأس...!
تلك التي علمتها معنى ان البساطة لن تكون سبب حزن ابدا...
فذبلت تلك الزهرة...
حاولت ان تقوي نفسها و ان تتمسك بمن بقيوا لها..
لكن يبدوا انها على مشارف الجفاف لتسقط بتلاتها البيضاء...
زهرة الياسمين الابيض هو نوعها...
لكن هل بعد جفاف هذه الياسمينة ستلقي بعبيرها على كل من يقرب لها...
هل ستكون تلمك الشامخة المتفتحة...
لا احد يدري..
فذلك الرجل الغامض الذي تلقت رسالة منه
القى بها  للغابة المسماة [بغابة الاحزان و الخوف ] ..
لكن قبل ان يذهب صفعها صفعة صادمة..
جعلتها تغيب عن وعيها...
بعد ان دخلت الغابة ابتسمت لبتلة زهرة الياسمين مكتوب عليها [تجاوز العقبات لتصل الى السعادة ]
لم تكن زهرة الياسمين الابيض هذه الا ببطلتنا التي لازال وجع الصفعة باديا على روحها..
زهرة الياسمين
هي تلك التي ترمز للطهارة و الصفاء...
تعبر عن القوة المترنحة ...
تعبر عن الابتسامة و التفاؤل....
فتحت عيناها بتعب لتلمح  الجالس امامها
ورقبته تكاد تجزم انه لم يبقى لها شئ الا و تنكسر من نومه الجالس الغير مريح
فتقول بصوت يكاد يختفي من شدة البحة التي اثرت عليه : حسام قوم روح نام
فتعب عيناه هو الاخر بتعب ليصول : هديل صحيتي !!
هزت رأسها لتقول بعد ان احتقنت عيناها المحمروتان بالدموع : ايش صار البارحة ابغى افهم كل شئ !؟
ظهر الانزعاج على ملامحه ليقول : اللحين أنا لي أسألك مع أنه  مو وقته ليش لاحقتني و انت تدري وين رايح !
لم يتلقى منها جواب بل تجاهلته لتقول بإنفعال متعب : ايش الخرابيط لي كنتم تتكلمون فيها ابغى افهم ياخي شي ما يدخل العقل ايش يعني ابوي مات مقتول و منو ذا اصلا لي جاي يحشر نفسه فالنص
اغمض عيناه بتعب ليردف : صح ابوي مقتول و انا كنت معه وقتها اتذكر كل شي غير وجه ال ### ما اتذكره
عقدت حاجباها لتقول : حسام مالها داعي ذي الالفاظ
و استدركت قائلة : ووش لي يخليك واثق من خرابيطه ذيك يمكن حاقد عليكم الاثنين و مالقى الا ذي الطريقة خاصة ان اسلوبه مرة ينرفز و غريب
كان الصمت جوابه فما يفكر به اكبر بكثير من تعليقات اخته...
لن يتردد للحظة في ان يرفع المسدس في وجه ذلك اللعين...
يجب ان يموت...
ليرتاح...
انتبه لها تقف متوجهة الى خارج الغرفة و هو تقول : اتمنى بس لا تتصرف تصرفات بزران كن عاقل و لو مرة
خطت ابتسامة تهكم على ذلك الوجه ذو الملامح الحادة التي تشبه ملامح اخته غير انها اكثر انثوية منه..
حتى لو انه سيفقد حياته و يقضيها فالسجن لن يتراجع هذه المرة...
اما هي فكانت تجهز الفطور مبتسمة لتلك الجالسة التي يقال انها لا تكلمها لتقول : اللحين ليش مكشرة كذا مو لايق عليك
لم يأتها جواب
لتردف : امم طيب ايش رايك نسهر انا و انت على فلم الليلة رضاوة حلوة صح !
رفعة امل نظرها لتقول بإنفجار : ماأبغى شيء البارحة اسألك وين رايحة و مطنشتني رحتى مع دلوعك و انا تاركيني لوحدي اصلا من زمان ادري انه كلكم تفضلونه علي مدري ايش لي زايد فيه ،مافيه شي ينفع غير مشاكله و هباله
لم تكن لهديل ردة فعل الا انها توجهت لتلك الصغيرة التي احمر وجهها من الغضب لتحتضنها بقوة و هي تهمس و قطرات الدممع تنسكب على كتفي اختها : صدقيني امل انه اثنينكم اخواني و احبكم اثنينكم بس لي صار البارح غصبا عني عمري ماتصرفت بالجنان لي كنت فيه و مافادني الهبال دا الا بصدمة شكلها مارح تمر على خير
ابتعدت عنها امل لتقول بإستغراب : ايش صار ووين رحتي ؟؟
قاطعهم ذلك الذي جلس لتوه فيقول : ماله داعي تتلقفين خليك فنفسك احسن
ازاحت بنظراتها عنه بقرف لتكرر سؤالها لهديا
فتجيبها يهدوء : امل حبيبتي لا تحاولين تدخلين في شغلات حتصدمك و ما حتفيدك بشئ لو عرفتيها
انعقدت حاجباها بإستغراب منهما
فشرعوا بالاكل رغم تلك العبرة العنيدة التي تخنق هديل
و الغضب الجامح الذي يكسوا حسام
و الحيرة المستغربة التي صارت تولد شكوكا في عقل امل
.
.
.

عقبات الدنياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن