بنتابني الفضول عن حول ما يفكر به الناس
كمثال...
لماذا يحبون فصل الشتاء؟
بينما انا امقته بشدة؟
هل انا الغريب ام هم؟
اعني ، في بداية كل رواية تحمل حزن، سيكون الرعد والبرق
هل يرون بكاء الغيوم البيضاء نقي؟
بينما يمنعهم من الخروج من البيت للتنزه والترفيه؟
الا يعلمون ان الحوادث تزداد بهذا الفصل الكئيب؟
الا يرون كمية الحرائق المنتشرة بسبب البرق التي لا يمكن لقطرات المياه ان تطفئه؟
الا يشعرون باولائك الاطفال الذين يموتون بردا بهذا الفصل المريب؟
الا ترون ان اشعة الشمس المشرقة تختفي وراء الغيوم السوداء لتنشر الظلام؟
اغلق دفتره عند انتهاءه من الكتابة ووقف ينظر من النافذة الى الناس الذين يركضون بالشارع خوفا من ان يبللهم المطر
بدأ يقهقه عليهم
حتى لمح بعينيه احدهم يقف ويبدو عليه البرد ويرتدي ملابس خفيفة وبالية تقريبا ولكنه لا يتحرك من مكانه
هل ينتظر احدهم؟
تراجع الى الخلف ثم نزل للاسفل حيث غرفة ابيه المتعب
فتح الباب ونظر لابيه النائم
وجده ينظر لصورة امه المتوفاه
"ابي؟"
نطق واقترب منه
"بني ،لقد اقتربت نهايتي وسأذهب لحيث تكمن امك ، اريد منك ان تكون سعيدا وان تجد ذلك الشخص الذي سيكون مستعد للموت لأجلك،وتوقف عن التفكير السلبي فأنت لن تعرف كيف سيكون ايجابيا لأحد اخر"
انهى الأب كلماته وما زال ينظر لنفس تلك الزاوية
تنهد الفتى ووقف بعدما قبل يده ابيه
"فليحفظك الرب ابي"
لم يهتم جيمين لكلمات ابيه كثيرا، فدائما ما كان ابيه يكررها، صعد لغرفته وبدل ثيابه لأخرى مريحة
نظر من النافذة مرة اخرى وتوقع ان لا يجد احدا بالشارع
لكن ذلك الشاب ما زال يقف هناك وثيابه امتﻻت بالمياه
فتح خزانته واختار اكثر المعاطف دفئا واخذ مظلة وانطلق للاسفل مرة اخرى
ارتدى حذاء وخرج بإتجاه ذلك الفتى
توقف امامه جاذبا انظاره التي كانت معلقة على منطقة ما
ناوله المعطف بوجه بارد فابتسم له الاخر وشكره دون اخذه
فتقدم ووضعه حوله ثم وضع المظلو بين يديه
خجل الاخر وقال" اظن ان المعطف يكفيني"
واراد اعادة المظلة لكنه اعادها عندما غادر الاخر وهو يقول
"لن يفيدك المعطف ان تبلل هو الاخر"
ابتسم الشاب وهو ينظر للاخر الراحل ثم اعاد نظره للنقطة الذي كان ينظر لها سابقا
-وراء احدى الشجيرات
ثم خلع المعطف ووضع هناك والمظلة ايضا ثم عاد حيث كان يقف منذ البداية
وينتاب داخله شعور لطيف لوجود اشخاص طيبون كذلك الرجل
عندما وصل جيمين لبيته بدل ملابسه مرة اخرى وجفف شعره واحس بالجوع فاعد شطيرة لنفسه واكلها ثم عاد لتلك النافذة حاملا قلما ودفتره ورأى ذلك الشاب كما كان اول مرة
بدأ يفكر 'هل باعهم بهذه السرعة؟ هل المال الذي حصل عليه سيفعل به شيئا سيئا؟ هل يقف هناك ليستعطف الناس؟
وعكس جميع الناس جيمين لم يغضب ولم يهتم حتى
وبدأ يرسم المطر كما هو بمخيلته وليس كما يراه الاخرون
رسم الغيوم السوداء مع قطرات المطر التي تحمل بداخلها سم واسفلها البشر السعيدين بما يرون لا يعلمون بالاسلحة المخبئة داخل تلك الغيوم توقف عن الرسم عندما انتهى فأمسك تلك اللوحة الدموية التي ورغم الحزن الذي بداخلها لا زالت جميلة ومزقها ثم رماها بالقمامة بجانبه ونظر لذلك الفتى الذي يقفز هنا وهناك قرب شجيرة ما ثم ذهب للنوم
